الجمعة، 31 أغسطس 2018

الدكتورعدنان الظاهر يوجه رسالة هامة الى الرئيس الروسي بوتين


عزيزي بوتين
تحية تليق بمقامك /
شدّما تؤلمني بعض سياساتك والشلل النصفي في تحالفاتك الدولية وتبعيتك شبه العمياء لسياسات وستراتيجيات موسكو في زمن الإتحاد السوفييتي الذي كنتَ أنت من نتاجه ووليد رحمه وأحد أبنائه المخلصين. تذكّرني مواقفك الراهنة حيال الغطرسة الأمريكية المنفلتة واستفزازاتها لروسيا ولكل العالم خارج نطاق حلف الناتو وإسرائيل ... تذكرني بموقف خروتشوف وحكومته وقيادة الحزب الشيوعي في خريف عام 1962 من أزمة الصواريخ السوفييتية الشهيرة التي أُرسلت إلى كوبا والسماح للأسطول الأمريكي الذي حاصر كوبا بالصعود إلى سفنكم الحربية وتفتيشها ثم رضوخ الحكومة في موسكو لشروط واشنطن القاضية بسحب تلكم الصواريخ من الخليج الكاريبي قبّالة كوبا وإعادتها إلى الأراضي السوفييتية. قال خروشوف يومذاك مُبرراً الخضوع لشروط أمريكا ( بقرارنا هذا سلمت كوبا وتمت صيانة السلام في العالم ) ! كان تنازلاً مهيناً آخرَ تلاه نجاح أمريكا وحلفائها في إسقاط الحكومة الوطنية في العراق في الثامن من شباط 1963 .
قال المتنبي: 
يرى الجبناءُ أنَّ العجزَ عقلٌ 
 وتلكَ خديعةُ الطبعِ اللئيمِ
أراك ومنذ زمن تنهج ذات السياسة حذو النعل بالنعل كما قال الأجداد: تقديم التنازلات وتحمّل الضربات بحجة الحفاظ على السلام في العالم. صيانة السلام العالمي رسالة خطيرة وجليلة ... صح .. ولكن، لماذا أنتم وحدكم مَنْ يحرص على ديمومة السلام ؟ ألا يعني هذا السلام غيركم ؟ إستغلت أمريكا تشبثكم بالسلام ففعلت ما فعلت بكم وبحلفائكم في حلف وارشو وبدول العالم الثالث بدءاً بالكونغو واغتيال رئيسها لومومبا ثم الإطاحة بثورة تموز 1958 في العراق تلا ذلك الإطاحة بحكومة سوكارنو في إندونيسيا ثم الإطاحة بحكومة سلفادور اللندي في تشيلي في أيلول 1973 . إلامَ أدّت سياسات الإتحاد السوفييتي هذه ؟ وصلت النار الحامية والقاضية إلى قلب موسكو في الكرملين : تفكك الإتحاد السوفييتي وانهيار المنظومة الإشتراكية وسقوط الشيوعية في عقر دارها : موسكو.
ما أهمية ومغزى وجودكم في سوريا ؟ قاعدتان بحريتان في حميميم وطرطوس وقاعدة جوية أيضاً هناك وقطع بحرية قبّالة السواحل السورية لا تحمي سوريا إلاّ جزئياً ولا تنفذون تهديداتكم ولا تردون على إستفزازات وإهانات أمريكا وحلفائها خاصة فرنسا وبريطانيا فهذه الدول تمرر صواريخها المجنّحة وغير المجنحة  فوق رؤوس قواتكم وتكتفون بالتبجح بإسقاط بعض هذه الصواريخ أو النجاح في تحييدها أو حرف مساراتها لكي تضل أهدافها . هذا أمر جيد ولكن ـ عزيزي بوتين ـ ألا تشعرون بشئ يشبه الحَرَج وبشئ يشبه الذل والهوان أنَّ الطغيان العالمي بزعامة أمريكا يقصف ويدمر أهدافاً في بلد هو حليف لكم وحليف ستراتيجي ؟ الكل يتساءل : لماذا أنتم موجودون هناك ؟ ما سيكونُ رد فعل أمريكا لو قصفتم هدفاً عسكريّاً داخل إسرائيل ... هل فكرتم في أمر كهذا ؟
لديَّ قلقٌ وهاجسٌ يؤذيني أنَّ أمريكا تعرف عن طريق جواسيسها فيكم ، نعم فيكم ، في قلب الكرملين، وعن طريق أجهزة التنصت والأقمار الصناعية الدائرة فوق رؤوسكم ليلاً ونهاراً ... تعرف أنْ ليس لديكم أية نيّة للتصدي لأمريكا أو الإشتباك معها بهذا الشكل أو ذاك. أمريكا وأجهزتها داخلة فيكم عميقاً وداخلة حتى في أرحام نسائكم!
قال المتنبي [[ مَنْ يهنْ يسهل الهوانُ عليهِ // ما لجُرحٍ بميّتٍ إيلامُ ]]
أمريكا تعرف حقَّ المعرفة أنّكم منشقون على أنفسكم فريق مساوم متخاذل ( حمائم ... زرازير وطراطير ) وفريق من الصقور. إذا سمحتُ لنفسي أنْ أجتهد فإني أرى وزير خارجيتكم يتزعم الفريق الأول بينما يتزعم وزير دفاعكم الفريق الثاني ولا من فريق وسط إلاّ أنت عزيزي الرئيس بوتين ! وأرى فيك ميلاً قوياً مساوماً إنتهازيّاً يرمي للتوفيق ما بين الفريقين. ولا أجد في هذا الأمر غرابة ما دمتَ أنت وريث الإتحاد السوفييتي السابق أي وريث الإخفاقات والفشل وشاهد تعثر وإنكفاء الأشتراكية دولةً ونظاماً عالمياً جديداً على البشرية وإختفاء حلف وارشو.
لا أجد فيك أي خير ولا أي موقف يرفع الرأس ويردع أمريكا ويرغمها على الكف عن تهورها غير المسبوق واستفزازاتها وتحديها لكم وللكثير من دول وشعوب العالم. ما تفسيركم لإمعانها في فرض الحصار والعقوبات التي لا تنتهي عليكم وعلى حليفتكم إيران وسوريا وكوريا الشمالية وكوبا وعلى حزب الله في لبنان ؟
قد أعرف أنك والسيد وزير خارجيتكم تراهنون سُدىً على جناح ضعيف في الكونكرس والإدارة الأمريكية وجهات هامشية وعناصر لا قيمة لها في رسم وتنفيذ السياسة الأمريكية ولكن، ثق السيد بوتين ، أنكم خاسرون هذا الرهان لأنَّ خيول رهانكم هزيلة ومستضعفة ولا قيمة لها سواء في البيت الأبيض أو في وزارة الحرب، البنتاكون، أو الكونكرس. إذا أصررتم على هذا النهج فمعنى ذلك أنكم أغبياء أو ساسة فاشلون أو متواطئون تخونون الشعب الروسي وتتأمرون عليه علناً وفي وضح النهار وعلى رؤوس الإشهاد.
ما دمتم أصبحتم رأسماليين ومضاربين وأصحاب ملايين ومليارات ومصالح وشركات عابرة للقارات فكل شئ متوقع وركوعكم أمام أمريكا وحلف الناتو أمر لا يخالف طبائع الأمور أبداً والرأسمالية المستحدثة شريك صغير ذليل للرأسمالية القديمة الضاربة الجذور تماماً كذيل في جسد ثور جبّار شبه أسطوري. الرأسمالية المحلية عضيدٌ وامتداد وحليف للرأسمالية العالمية.

الأحد، 26 أغسطس 2018

جعجع في عشاء مقاطعة الخليج في القوات: الحكومة ستتشكل ولن يصح الا الصحيح

وطنية - 
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الحكومة ستتشكل في نهاية المطاف وبالرغم من صولات وجولات البعض إلا أنه بتشكيلها لن يصح إلا الصحيح"، مشيرا إلى أن "الوضع في لبنان ليس ميؤوسا منه وإنما هناك البعض ميؤوس منه باعتبار أن جل ما نحتاجه من أجل إصلاح الأوضاع هو قرار سياسي، وضوح، استقامة، نية صافية في العمل من أجل المصلحة العامة وليس من أجل مصالحنا الخاصة". 

وأضاف: "أعتقد أن الكثير من القوى السياسية أصبحت تتمتع بهذه القناعة ومن لا يتمتع بها سيكون أقلية في الحكومة العتيدة لهذا السبب يعرقل البعض تأليفها فهي بمجرد أن تتشكل يجب أن تتخذ قرارات جريئة للدخول في إصلاحات جذرية من أجل نقل البلاد من الأوضاع التي تسودها اليوم إلى وضع آخر واعد تماما".

كلام جعجع، جاء خلال العشاء السنوي لمقاطعة الخليج في "القوات" الذي أقيم في معراب في حضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، النواب: أنيس نصار، جان تالوزيان وعماد واكيم، النائب السابق طوني زهرا، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون السويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، مستشار الرئيس لشؤون الإنتشار أنطوان بارد، منسق مقاطعة الخليج فادي سلامة وحشد من الرفاق.

وقال جعجع: "هناك ميل لدى البعض للاعتقاد أن الوضعية اللبنانية ميؤوس منها إلا أن هذا الأمر غير صحيح إطلاقا، ويظن هذا البعض أيضا أن الأوضاع الإقتصادية معدومة ونقبع في حفرة لا يمكن الخروج منها وهذا الأمر غير صحيح أيضا لأننا بالرغم من وجودنا في الحفرة إلا أنه يمكننا الخروج منها بالقليل من الإرادة السياسية والإستقامة وبعض الخطوات التي يمكن القيام بها خلال أشهر قليلة حيث يمكننا بعد سنوات قليلة جدا أن نصبح في مصاف الدول التي يعيش شعبها بشكل مريح".

وتابع: "عندما ستتشكل الحكومة الجديدة يجب علينا القيام ب 3 أو 4 خطوات في هذا المجال وأولها الكهرباء التي في مجرد تصحيح وضعها يمكن أن نوفر مليار ونصف مليار أو نوفر ملياري دولار على الخزينة ما يوازي تقريبا نصف عجز الموازنة، لذا لا يجوز بعد اليوم الإستمرار بالتسلية بملف الكهرباء فالتقارير الدولية وجميع الدول المانحة وجميع الدول المشاركة في مؤتمر سيدر أدرجوا الكهرباء كبند أول في الإصلاحات التي يجب على الدولة اللبنانية القيام بها".

وشدد على أن "النقطة الثانية التي يجب معالجتها بشكل فوري هي التهرب الضريبي التي يمكن أن تؤمن نحو مليار دولار إضافية للخزينة في شكل سنوي". وقال: "لن أذهب أبعد من ذلك للكلام عن إصلاح أنظمة التقاعد والجمارك والتهريب التي تحتاج إلى مدة زمنية أطول من أجل حلها ولكنني أؤكد لكم أنه في مجرد الإقدام على هاتين الخطوتين فهما كفيلتان لوحدهما بأن تؤمنا نتيجة فورية خلال 5 أو 6 أشهر بعد وضعها قيد التنفيذ في الشكل الصحيح باعتبار أن مسألتي الكهرباء والتهرب الضريبي لا تحتاجان إلى أينشتاين لحلهما ولكن أينشتاين لا يستطيع حلهما بالرغم من أنهما كفيلتان بإخراجنا من الحلقة الجهنمية التي ندور فيها في الوقت الحاضر إلى حلقة منتجة تعود فيها الإستثمارات إلى البلاد ما يسمح للشباب بإيجاد فرص العمل ويعيد النمو إلى مستوياته الطبيعية التي يجب أن تكون في بلد كلبنان قرابة 7 أو 8 أو 9 % ما يعني تدني قيمة العجز الأمر الذي يمكِننا من البدء بتسديد الدين الأساسي".

ولفت إلى أننا "يجب ألا ننتظر استخراج النفط من أجل تسديد الدين فأموال النفط يجب أن تترك للأجيال المقبلة حيث علينا إستثمار بعضها فقط من أجل القيام بتسديد الدين من الأرباح التي يردها علينا هذا الإستثمار على غرار ما تقوم به الدول المتحضرة".

وتابع: "إن تاريخ كل مؤسسة ومستقبلها يكمن في نوعية الأشخاص التي تضم وفي هذا الإطار أفضل اللجوء إلى الأمثلة الحية المعيوشة من الركون إلى النظريات الجامدة المكتوبة، لذلك أريد أن أحييكم فردا فردا على العمل الذي قمتم به في منطقة الخليج خلال الإنتخابات النيابية المنصرمة والذي أتى ثمرة لجهد طويل المدى استغرق سنوات عدة في هذه المنطقة فلو لم يكن التنظيم موجودا لما كنتم تمكنتم بهذه السرعة من تحقيق النتيجة التي حققتموها وكنتم مضرب مثل لعدد كبير من الأحزاب الأخرى، لهذا السبب أوجه لكم تهنئتي الحارة متمنيا أن تستمروا في العمل بالجهد والإيمان والإندفاع نفسه الذي أنتم عليه اليوم".

وتوجه بشكل خاص لمنسق المقاطعة فادي سلامة، قائلا: "إن رفيقنا فادي سلامة يشكل ظاهرة قواتية خاصة حيث تنطبق عليه تسمية الجندي المجهول باعتبار أن عطاءه للحزب كبير جدا وفي الوقت نفسه لا يشعر أحد بوجوده ونتيجة عمله كبيرة جدا وبالكاد نتمكن من أن نراه بيننا في بعض المناسبات، فبالفعل هو مثال يحتذى به في كيفية بناء المؤسسات".

واستطرد: "لو لم يكن هناك في الوطن أشخاص يؤمنون بما يقومون به، أولاد قضية بالفعل، مستقيمون، أنقياء وصادقون لما كنا استطعنا القيام بأي أمر وهذا ما يجمعنا اليوم كقوات لبنانية وما يمكننا من التمتع بالقوة التي لدينا حيث أننا أين ما ذهبنا في أصقاع هذه الأرض نجد مركزا للقوات أو أفرادا ينتمون للحزب ويشكلون خلية ناشطة موصولة بشكل من الأشكال بالقيادة المركزية، وبالتالي هؤلاء الأفراد الذين يعيشون في الخارج من أجل كسب لقمة العيش يحملون معهم أيضا قضيتهم ورسالتهم في قلوبهم بشكل مستمر وعند اللزوم في جيوبهم أيضا لذلك هنيئا لنا جميعا".

وتابع: "إذا ما قارنا بين ما نقوله وبين المسؤولين في الدولة لوجدنا أنهم عكسه تماما ولو كانوا يتمتعون بجزء من المواصفات التي يتمتع بها كل شخص منكم لكانت دولتنا بألف خير. نحن ورثنا هذه الأرض والحرية عليها بفضل عمل أجيال وأجيال منذ 2000 عام حتى الآن وبفضل تعب كبير جدا ولا يمكن أن نتصور كيف كانت الصعوبات والعقبات جمة في وجه هذه الأجيال السابقة لذا إن كل ما يحصل الآن يمكن أن نعتبره مزاحا أمام تلك الصعوبات. البعض يقول إن حياتنا تعتريها عقبات جمة إلا أنه إذا ما نظرنا إلى الصعوبات التي مر فيها أسلافنا وأجدادنا وأهلنا من أجل أن يورثونا هذه الأرض لأدركنا أنه لا يحق لنا بأي شكل من الأشكال أن نبذر أي حبة تراب منها أو أي جزء من الحرية والكرامة وعزة النفس التي ورثناها لذلك يجب أن تبقى القضية حية معنا لأنه طالما هذه القضية حية في قلوبنا فإن كل الباقي يصبح سهلا، ونحن منذ 15 عاما ما كنا نستطيع الإجتماع بالشكل الذي نجتمع به اليوم، كنا مختفين عن وجه الأرض بعد حلهم الحزب عن بكرة أبيه وكأننا لم نكن موجودين إلا أنه بسبب بقاء القضية حية في نفوسنا فقد عدنا إلى حجمنا الطبيعي عندما سمحت الظروف لذلك تمسككم بالقضية هو العنصر الأساس في حركتنا السياسية ككل لأننا لا نشكل حركة سياسية بالمعنى التقليدي للكلمة وإنما نحمل وجدان شعب علينا الإستمرار بحمله وترجمته على أفضل ما يكون".

السويدي

من جهته، ألقى السويدي كلمة قال فيها: "ليس غريبا أن نلتقي مرتين في أقل من أسبوع في هذا المقر المحصن بالكرامة والوفاء، لكن الغريب يكون إذا لم نلتق هنا بشكل دوري حتى لو كان عنوان المناسبة مجرد عشاء سنوي لأن هذه اللقاءات تسهم في توطيد العلاقة بين رفاقنا المنتشرين وبين القوات في الداخل. لقاءات نحن بحاجة لها بالرغم من التسهيلات التي تقدمها وسائل التواصل الإجتماعي والتي لا تغني عن اللقاء المباشر والأهم أنه في كل لقاء يجمعنا تكون القضية ودور الإنتشار في مقاطعة الخليج وغيرها من المقاطعات على المستويين الحزبي والتنظيمي هي محور اللقاء حيث نقوم بجردة للإنجازات التي تحققت والتي لم نستطع تحقيقها ونقيم المواضيع في شكل شفاف لمحاولة إيجاد الحلول الممكنة من أجل الخروج في نهاية المطاف ببرنامج عمل للعام المقبل".

وتابع: "أما في ما يتعلق بقواتيي الخليج، سفراء القضية في العالم العربي، فأنتم على التصاق مباشر بالأحداث الدائرة في لبنان وأنتم أكثر المعنيين فيها. تسهرون دائما على العلاقة مع الدول المضيفة لأن أي خلل بالعلاقة ينعكس مباشرة على مصالحكم ومصالح اللبنانيين المقيمين في هذه الدول وهذا الأمر لا يمكن الإستهانة به مطلقا لأن هدفنا الأول والأخير هو بقاء لبنان وطنا سيدا، حرا، مستقلا ومتفاعلا مع محيطه العربي، يحترم خصوصية الآخرين وينأى بنفسه عن الصراعات الدائرة في المنطقة".

وتطرق إلى الحراك القواتي في دول الخليج، لافتا إلى أنه "على الرغم من الظروف السياسية والأطر التي تفرضها الحكومات في بعض الدول إلا أنكم حافظتم على عصمة الإلتزام ضمن الأطر القانونية وبقي حراككم ضمن الهامش المعطى لكم وأثبتم كقوات لبنانية في الخليج أن صفة الإلتزام ليست مرتبطة لا بمكان ولا بظروف سياسية أو إجتماعية أو حتى طبيعية والدليل مشهد اليوم الديموقراطي الذي عشناه معكم في مرحلة الإنتخابات النيابية والحكيم الذي واكب العملية عبر ال"Skype" يوافقنا الرأي في أنكم أظهرتم تفوقا قواتيا من الناحية التنظيمية حيث لمسنا فعلا حجم فعالية الوجود القواتي في دول الخليج، فالمشهد لم يكن أقل من مهرجان ديموقراطي خضتموه كقوات بكل ما أوتيتم من عزم وإرادة على التغيير لذلك يعطيكن ألف عافية".

وتابع: "ما يؤكد أن التزام قوات الإنتشار في دول الخليج ليس إلتزاما عابرا، هو ما أفرزته النتائج عن فوز 15 نائبا من بينهم نائبان عاشوا لسنوات طويلة في دول الخليج على غرار النائب السابق أنطوان زهرا، وهما: أنيس نصار وجورج عقيص، الذي اعتذر عن عدم حضور هذا العشاء لأسباب خاصة، وهذا دليل ثابت على أن صفة رجل الأعمال والمهني الحر لم ولن تلغي صفة الإلتزام بالقضية، فالشعلة التي حملتموها ستكون في مثابة خارطة طريق للأجيال الصاعدة من أجل أن تمضي بخطى ثابتة على دروب الإلتزام بقضية الشهداء وصولا إلى الجمهورية القوية".

وختم السويدي: "اسمحوا لي أن أنوه بالدور الذي يؤديه المرشح السابق عن دائرة الجنوب الثالثة ومنسق مقاطعة الخليج فادي سلامة على المستويات كافة الحزبية، السياسية والدبلوماسية، فتحية شكر وتقدير لرفيقنا فادي ولكل رفيق بينكم ولكل سفير قواتي في دول العالم".

سلامة

بدوره، ألقى سلامة كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم ككل عام في هذا الوقت ولكن هذه السنة ليست كسابقاتها باعتبار أن هذا اللقاء يأتي بعد الإنتخابات النيابية المنصرمة التي حققنا فيها انتصارا كبيرا ونقلة نوعية كان لكم في دول الخليج مشاركة أكثر من فعالة فيها، وهنا أرحب بالرفاق في مكتب الكويت ومكتب عمان الذين انضموا لنا هذه السنة".

وتابع: "الحقيقة وبشهادة الجميع من الأصدقاء والخصوم فلما صار بدا كنتوا قدا... قدا وقدود كمان لذا لا لزوم لأقول لكم كم نحن فخورون بكل نائب من ضمن ال15 نائبا ولكن إسمحوا لنا في الخليج أن نكون أنانيين بعض الشيء ونخص بالذكر الرفاق الذين كانوا بيننا في الخليج، وهم: النائب السابق أنطوان زهرا، النائب جورج عقيص والنائب أنيس نصار الذي يكبر قلبنا بهم".

وشدد سلامة على "أن قوات الخليج يجب أن يكونوا أكيدين أن جهودهم الجبارة وإيمانهم واخلاصهم للقضية ساعدنا للوصول إلى ما نحن عليه اليوم، ولكن كما يعلم الجميع فالطريق طويلة والعمل المتواصل يجب أن يستكمل وبقوة خصوصا في بلدان الخليج التي تسمح لنا بالتحرك وتفتح لنا قلبها للعمل ضمن القوانين طبعا. أمامنا تحديات كبيرة ومستمرة ولكن من لديه شباب وشابات مثلكم لا يخاف".

وفي الختام، قدمت مقاطعة الخليج هدايا تذكارية لكل من جعجع، نصار وزهرا والتي هي عبارة عن عباءة فاخرة. 

=========== دولي الحاج/ل.خ

الجمعة، 24 أغسطس 2018

مواجهة مفتوحة بين القوات والتيار

الجمهورية ـ
إنفجرت سياسياً بين «التيار» و«القوات»، بتغريدات وحملات مباشرة استخدمت فيها تعابير ومفردات سياسية هي الأعنف في التاريخ الخلافي بين الطرفين. واذا كانت تساؤلات كثيرة قد احاطت الاشتباك المتجدد بينهما، خصوصاً لتزامنه مع رَفع رئيس الجمهورية لسقف خطابه من التأليف وتلويحه بكلام معيّن مطلع أيلول المقبل، فإنّ أجواء الطرفين توحي بأنهما مقبلان على مرحلة صدامية ربطاً بتعمّدهما تبادل السهام في اتجاه الاماكن التي تُعتبر «أماكن وجع» لدى الطرف الآخر، إن لجهة قفز «التيار» فوق نتائج الانتخابات ورفض توزير «القوات» بما يتناسب مع حجمها السياسي والتمثيلي، وإن لجهة رفض «القوات» استئثار «التيار» بالتمثيل الواسع، وصولاً الى رفض الحصة الوزارية لرئيس الجمهورية.

وألقت مصادر «القوات» المسؤولية على رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، ووصفته بـ«المأزوم» الذي يفتح معارك ومواجهات مع الجميع.

ونفت المصادر اتهام باسيل لـ«القوات» بالسعي لإضعاف موقع الرئاسة وصلاحياتها، في حين أنه يعرف أنّ «القوات» هي الأحرص على هذا الموقع»، وأوضحت أنّ الدكتور جعجع حين تحدث عن حصة الرئيس الوزارية إنما أراد إزالة هذا الالتباس الذي يدمج قصداً بين كتلة الرئيس وكتلة «التيار» في محاولة لتكبير الحجم الوزاري لـ«التيار» على حساب الآخرين.

في المقابل، قالت أوساط «التيار» لـ«الجمهورية»: انّ المشكلة مع «القوات» باتت كبيرة. فالحريري وجنبلاط تراجعا الى خلفية المشهد ليتقدّم الدكتور جعجع ويشنّ مواجهة مع العهد. فبإسم من تشنّ هذه المواجهة ولحساب من؟ واشارت الى انّ هذا الاسلوب لن يؤدي الى فرض حصة مضخّمة لـ«القوات» خصوصاً في ما يتعلق بالحقيبة السيادية التي ستكون من حصة كتلة الـ30 نائباً، فيما الحقيبة السيادية الاخرى هي حكماً من حصة رئيس الجمهورية.

واستغربت الاوساط «تصدّر «القوات» رأس حربة الهجوم على العهد، خصوصاً في موضوع العلاقة بسوريا». واتهمت «القوات» بأنها تخوض اليوم معركة بالنيابة عن آخرين، لن ينتج عنها الّا المزيد من المساس بالمصالحة، بما يُعيد الاجواء الى ما قبل «تفاهم معراب».

الأربعاء، 22 أغسطس 2018

جعجع: ليس مطروحًا ولا واردًا أن تجابه “القوات” العهد

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الرئيس سعد الحريري لن يحرج ولن يرحل وإن ظن البعض أنهم بإحراجه يمكنه إخراجه فهم مخطئون”، مشراً إلى أن “هناك جو جديد لدى “حزب الله” لا يحزنني إلا أنني لا أجد له تفسيراً عضوياً، فمنذ 4 أشهر وكأن الحزب بدأ يرتد أكثر فاكثر إلى الداخل مع الأخذ بعين الإعتبار الخرقين الذين حصلا لهذا الجو العام عبر الإجتماع المصوّر بالحوثيين وهجوم السيد حسن نصرالله على السعوديّة، ونحن ننتظر لنرى إلى أين سيودي هذا الجو لذا لن أستعجل بالإستنتاجات فربما سببه مواقف تكتيّة لا أكثر”.

جعجع، وفي مقابلة تلفزيونيّة ضمن برنامج “بموضوعيّة” عبر الـ”mtv”، سأل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن “أين تكمن المصلحة اللبنانيّة برأيه في الهجوم على السعوديّة” باعتبار أن كل خطوة نقوم بها يجب أن تقاس حتماً بالإستناد إلى هذه المصلحة. وأوضح إلى أن “موقف “حزب الله” من مسألة إدارة الدولة والفساد لافت لذا نحن نلتقي معهم في المسائل التي نلتقي فيها لا أكثر”.

وتابع: “في لقاءاتي مع الرئيس نبيه بري كان يقول لي دائماً إن “حزب الله” ليس بعيداً عن نظرتنا للدولة ويدعوني لفتح الحوار معهم إلا أن الرد هو أننا لا نلتقي بالنظرة الكبيرة للبنان وهذا هو السبب الأساس في عدم حصول أي حوار مباشر”.

وكان قد استهل جعجع المقابلة، بالقول: “لدى سماعي المقدّمة عن ذكرى انتخاب الشيخ بشير عاد بي الزمن إلى 22 آب 1982 حيث كان الحلم كبيراً إلا أنه لم يكن مبنياً على لا شيء ولو لم تتدخل يد الغدر والإجرام، التي تحاول قتل أي شخص جيّد في لبنان، واغتالت الشيخ بشير لكنا اليوم في مسار آخر تماماً والبذور التي زرعها الشيخ بشير لا تزال مستمرة اليوم وفي طريقها كي تزهر فما نقوم به اليوم يأتي في هذا الإطار حيث لا بد أن تكبر بقعة الزيت التي شكلناها عبر أدائنا الوزاري لتطال جميع أنحاء الدولة”.

أما عن مسألة عرقلة تأليف الحكومة، فقد أكّد جعجع أننا “لسنا من معرقلي التأليف”، وقال: “البعض يطرح نظريات أن هناك تدخلات أجنبيّة وإقليميّة تعمل لعرقلة التأليف فيما المشكلة تكمن في سياسة الـ”دكنجيّة” التي يعتمدها البعض إزاء حصة “القوّات اللبنانيّة” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”. والعقد التي نشهدها اليوم أسهل من تلك التي كنا نشهدها سابقاً في تأليف الحكومات فالقضيّة محليّة تتمحور فقط حول وجود “القوّات” و”الإشتراكي” في الحكومة”.

وتابع: “من يعرقلون تأليف الحكومة لن يتمكنوا من العرقلة لمدّة طويلة باعتبار أن الأكثريّة في لبنان تريد التأليف وتبعاً للشروط التي يضعها الرئيس الحريري، لذا لا أعتقد أن المسألة ستطول لأن العقدة ليست كبيرة وبمجرد القبول بتمثيل “القوّات” و”الإشتراكي” تبعاً لحجميهما فستتألف الحكومة فوراً”.

أما بالنسبة لمسألة تمثيل “القوّات”، فقد شدد جعجع على أن “تفاهم معراب” يعطي لـ”القوّات” وحلفائها 6 مقاعد إلا أن هناك من لا يريد الالتزام به كما أن حجم “القوّات” بحسب الوزير جبران باسيل هو 31% وهذا ما يعني أن حصتها يجب أن تكون 5 وزراء إلا أن الوزير باسيل لا يرضى بهذا الأمر أيضاً ويعرقل التأليف بالإستعانة بتوقيع الرئيس”.

وأشار إلى أنه “إذا ما أردنا الإستناد إلى المسألة الحسابيّة لكل 4 نواب وزير فهنا يجب ألا نغفل أن تكتل “لبنان القوي” هو تكتل العهد وقد خاض الإنتخابات على هذا الأساس وحصته 7 وزراء فيما نحن نحصل على 4 وزراء ويتم تقسيم البقيّة على الأفرقاء إلا أنهم يريدون تطبيق هذه المعادلة على “القوّات” حصراً ويرفضون أن عدد نواب “التيار الوطني الحر” هو 17 أو 18 نائباً فيما تكتل “لبنان القوي” هو تكتل العهد وبذلك تكون حصته هي حصّة “التيار” والعهد.

ورداً على ما يشاع عن تنازل “القوّات” عن مطالبها، قال جعجع: “في حصة من 4 وزراء يجب أن يكون ضمنها وزير دولة إلا أن الرئيس الحريري عرض علينا أن يكون لنا 4 حقائب كبيرة من أجل التخلي عن الحقيبة السياديّة ونحن قبلنا من أجل تسهيل التأليف إلا أنهم لم يقبلوا بإعطائنا 4 حقائب”.

وتابع: “أنا لا أوافق الرئيس ميشال عون في أن معركة الرئاسة فتحت ولا أحد يحاول تحجيم الوزير باسيل وإنما العكس تماماً هو من يحاول تحجيم الآخرين. وفي هذا هذا الأمر أستذكر دائماً مقولة البطريرك مار نصرالله صفير في أن الطائف أعطانا 64 نائباً ونريد 64 نائباً ونحن نقول الإنتخابات أعطتنا 5 وزراء ونريد 5 وزراء أو ما يوازيهم فالتمثيل الصحيح يكمن باعطار 8 وزراء لتكتل العهد، 5 لـ”القوّات” ووزير لكل من “الكتائب اللبنانيّة” و”المردة” باعتبار أن هذه هي الأحجام على ارض الواقع فلماذا التذاكي والتشاطر؟”.

واستطرد: “إن أكثرية الفرقاء الرئيسيين في البلاد يعون خطورة الوضع في المنطقة ويتمسكون بالتسوية الرئاسيّة وهذا ما أعرفه عن “تيار المستقبل”، “الحزب التقدمي الإشتراكي” والرئيس بري وما يمثله ولكن هناك فئة لا تجيد سوى لعبة “الدكنجيّة”.

واشار إلى أن “الوزير باسيل يحاول تحجيم “القوّات” ومطالبته بـ11 وزيراً وبالمقابل تصحل “القوّات” على 4 أمر غير منطقي باعتبار أنه لا يبقى مكان لذا ما يحصل يذكرني بالدجاجة التي تجلس على بيضها ليفقص وبعدها تبدأ بأكله باعتبار أن الرئيس القوي هو من أجل لبنان وطناً قوياً وليس كي يستقوي علينا عبر القضم من حصص الآخرين”.

وقال: “نحن نتماهى مع الرئيس في كل السياسات الوطنيّة العريضة ورئيس الجمهوريّة هو رئيس الجميع وليس رئيساً لـ”التيار الوطني الحر” إلا أنهم بأدائهم هذا يقومون بتقويضه ليكون رئيس حزب صغير بدل أن يكون رئيس لبنان الكبير وفي هذا الإطار نحن ندعو إلى لتفاهم بين الجميع فرئيس الدولة هو رئيس الدولة ورئيس “التيار” هو رئيس “التيار” ويجب عدم الخلط بين الإثنين”.

وأكّد جعجع أن “الخلاف الحاصل اليوم بين “القوّات” و”التيار” لم ينعكس سلباً على الشارع وهذا هو جوهر “تفاهم معراب” الذي لا يزال مستمراً فبعيداً عن “الحدادة والبويا”، منذ طفولتي كانوا يقولون “الماروني لا يتنازل لماروني آخر” إلا أنه هناك مارونياً تنازل فعلياً لماروني آخر”.

وتابع: “الناس لا يشعرون بمدى الصعوبة التي كانت تواجه وصول الرئيس عون إلى سدّة الرئاسة لذا ساذكرهم بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان قد هنأ في اتصال هاتفي الوزير السابق سليمان فرنجيّة كما أن الولايات المتحدة والسعوديّة كانتا مع فرنجيّة إلا أن هذا كله انقلب رأساً على عقب مع الخطوة التي قمنا بها”.

واستطرد: “في ما يتعلّق بأمور الدولةفنحن نتعاطي مع الرئيس عون أما في المسائل الحزبيّة فتعاطينا مع الوزير باسيل إلا أن المشكلة عندما تخلط الأمور ببعضها، فنحن أكثر حزب جمهوري وبادائه يقوّي العهد إلا أنه من الحرام أن يتحوّل عهد الرئيس عون إلى ما تحوّل إليه فرئيس الجمهوريّة يجب أن يرى الجميع بشكل متساو فهو رئيسنا جميعاً”.

وشدد جعجع على انه “غير نادم أبداً على “تفاهم معراب” الذي سببه الأساس هو إزالة التوتر من الشارع، فلم يكن من الممكن أن تتم المصالحة من دون الخطوة التي قمنا بها لذا “تفاهم معراب” لم ولن يسقط والخلاف اليوم هو في تأليف الحكومة أما في الأمور الأخرى فسنكمل”، مشيراً إلى ان “المنافسة مشروعة في السياسة إلا أنها لا تكون عبر إغلاق الطريق على بعضنا البعض وإنما عبر انتقاء أفضل الوزراء من أجل تحسين الأداء وهذا هو نهجنا وهكذا فزنا في الإنتخابات النيابيّة.


أما بالنسبة لما يشاع عن أن “حزب الله” لا يقبل في أن تحصل “القوّات” على حقيبة سياديّة، فقد لفت جعجع إلى أن “لا مشكلة لدى الحزب في ذلك والأمر منوط حصراً بتفاهم الرئيس المكلف ورئيس الجمهوريّة على هذا الأمر، فهم شاهدوا أداء وزراء القوّات كرجال دولة وإن كان هناك وزير خارجيّة قواتي فهو سيعمل بحسب توجهات الحكومة وليس حزب “القوّات اللبنانيّة” وهم يدركون ذلك”.

وسأل: “لماذا يقوم الوزير باسيل باغلاق الطريق أمامنا من أجل منعنا من الوصول إلى حقيبة سياديّة فنحن حصتنا هي ثلث الحصة المسيحيّة أو ما يوازيها”، مؤكداً أن “تأليف الحكومة من دون “القوّات” ليس وارداً إطلاقاً لأن أغلبيّة الفرقاء السياسيين اللبنانيين يقولون اليوم إن حكومة من دون “القوّات” لا يمكن أن تؤلف وهذا ليس لأننا أبطال وإنما بسبب أدائنا في الحكومة كما ان الدول المانحة في “Cedre” يطمئنها وجودنا وأصبح هناك قناعة لدى الرئيس الحريري أن الحكومة من دون “القوّات” لا توازن سياسي فيها أما بالنسبة لباقي الدول فهي تريد توازناً في حسن إدارة الدولة و”القوّات” وحدها قادرة على تأمينه”.

ورداً على سؤال عما يشاع عن تصويب “القوّات” على أداء وزراء “التيار”، قال جعجع: “هذا القول غير صحيح نحن صوّبنا على أداء وزير واحد في مسألة واحدة وأذكر بأن الوزير سيزار أبي خليل قد تمكن من إقرار مراسيم النفط في الحكومة ولم نعترض عليها إلا أن “البواخر” فلم ولن تمر ونحن لسنا الوحيدين المعترضين عليها. وعلى سبيل المثال نحن اعترضنا على مناقصة الميكانيك والوزير من “تيار المستقبل” فهل يقال إننا نعترض على أداء “المستقبل”؟ هذا غير صحيح نحن نقيّم كل ملف لملفه بمعزل عن انتماء الوزير السياسي”.

وشدد جعجع على أن “القوّات” لم تؤيد أي طرح لمجابهة “العهد” إلا أن هناك تلاقي في المصالح حاصل بينها وبين “الحزب الإشتراكي” و”تيار المستقبل” والرئيس بري في مسألة تأليف الحكومة”.

وتابع: “نحن تجمعنا علاقة مودة مع المير طلال إرسلان ولم تشب يوماً أي شائبة ومع تقديرنا له إلا أن “الحزب الإشتراكي” يمثل قرابة 80% من الصوت الدرزي فيما المير ارسلان يمثل قرابة 20% لذلك يجوز الوجهان في مسألة التمثيل الدرزي، كما أن سنة “8 آذار” يمثلون قرابة 27% إلا أن الباقي فلـ”تيار مستقبل” وهؤلاء مجموعة متمايزة في السياسة ولا يشكلون القوّة التي تفرض تمثيلهم.

وفي موضوع الكهرباء، قال جعجع: “عندما عرضت مسألة استئجار البواخر على طاولة مجلس الوزراء أجبرنا للتعمق أكثر في ملف الكهرباء من أجل اتخاذ الموقف المناسب ووجدنا أن “استئجار البواخر” هي فضيحة العصر. نحن بحاجة لـ1000 ميغاواط و”Siemens” تمكنت من بناء معامل في مصر خلال سنة واحدة لتأمين 15000 ميغاواط وعندما يتغاضى الوزير عن كل الحلول المطروحة من أجل التشدد في مسألة استئجار البواخر فهذا يطرح التساؤلات فالخلاف على استئجار البواخر عمره سنتين ولو تم اللجوء إلى بناء المعامل لكنا اليوم قد انتهينا من تشييدها. عندما يكون الوزير لا يريد الإستماع لك لا يمكنك القيام بأي أمر سوى وقف الأمور السلبية التي يريد القيام بها ولكنك لا يمكنك إجباره على القيام بأمور إيجابيّة”.

وتابع: “الوزير باسيل ممسك بهذا الملف منذ 15 عاماً ولم يحرز أي تقدم فلماذا يستمر بالتمسك به؟ إذا تم حل موضوع الكهرباء الذي يتطلب سنتين فقط يمكن أن نوفّر على الدولة ملياري دولار الأمر الكفيل في تحويل الحركة الإقتصاديّة من التراجع إلى التقدّم. الوزير باسيل يدعي أنهم يعرقلونه لذلك أنا أدعوه لرمي الملف في وجه المعرقلين لنرى ما يمكنهم القيام به وإن لم ينجزوا فسنحاسبهم بالشكل نفسه الذي نحاسب “التيار” به.

وعما أشيع عن الإتصال الذي جرى بين الرئيس عون وبشار الأسد، قال جعجع: “من منطلق محبّة لا أكثر أنا لا أرضى أن يتكلم الرئيس عون مع بشار الأسد إذ لا داع لهذا الأمر ولا مبرّر له. صحيح أن هناك نظريات قائلة إنه يجب تطبيع العلاقات مع الحكومة السوريّة من أجل تسهيل عودة النازحين ولكن لا وجود لدولة في سوريا أو حكومة هناك فنحن نعترف بالدولة السوريّة إلا أن السؤال هل بشار الأسد هو من يمثل الدولة السوريّة؟ وإن زار الرئيس عون سوريا والتقى بشار الأسد فماذا يمكن أن تسهل هذه الزيارة في ملف عودة النازحين؟”.

واستطرد: “البعض يهول بأنه إن لم نتواصل مع الحكومة السوريّة فلن يسمحوا لنا بتمرير البضائع إلا أنه في هذه الحال يجب بدل الذهاب إلى التطبيع طوعاً أن نمنع دخول الشاحنات السوريّة إلى لبنان. إن موقف بعض الأفرقاء في هذه المسألة يذكرني بالمقولة إن الرئيس الراحل رحمه الله حافظ الأسد “أسد في لبنان وأرنب في الجولان” فهم أسود في لبنان وأرانب في سوريا”.

وشدد جعجع على ان “هناك عدد كبير من اللبنانيين الرافضين للتواصل مع النظام السوري وهنا أسأل في حال حصول الإتصال بين الرئيس عون وبشار الأسد فهل سأل عون الأسد لماذا أرسل ميشال سماحة ومعه المتفجرات ليفجّر لبنان؟”. وقال: “كي نقوم بالتطبيع مع سوريا يجب أن ننتظر مجيء حكومة شرعيّة تمثل الشعب فسوريا دولة جارة ونريد أفضل العلاقات معها، كما يجب أن ننتهز هذه الفرصة من أجل أن نوقف سياسة “البلطجة” التي كان يمارسها نظام الأسد على لبنان”.

اما عن مأخذ البعض على الرئيس المكلف عدم تقديمه أي مسودة للرئيس عون، قال جعجع: “البعض في لبنان يدفع الآخرين لكي لا يكونوا “أوادم” فأنا نصحت الرئيس الحريري بتقديم مسودة لرئيس الجمهوريّة إلا أنه رفض القيام بذلك قبل التفاهم مع الرئيس. وهذا ما يدل على طريقة تعاطي الرئيس الحريري مع مسألة التأليف وفي هذا الإطار أنا أثمن له طول باله فأنا لو كنت مكانه لكنت قدّمت مسودة لذا أدعو الرئيس الحريري لتقديم مسودة تشكيلة للرئيس في حال استمرار الأمور على ما هي عليه إلا أنني أعتقد أنه لن يتم الموافقة عليها من قبل عون”.

ورداً على سؤال عن قول الوزير فرنجيّة “سنرى إن كانت “القوّات” ستتحمل “التيار” أكثر من ما تحملناهم”، قال جعجع: “يا بيك، سنحاول بكل قوانا تحملهم أكثر منكم”، لافتاً إلى أننا “نعمل على إزالة الرواسب في العلاقة مع “تيار المردة” بغض النظر عن الإختلاف السياسي بيننا”.

وعن اتهام “القوّات” بأنها أصبحت الممثل الأول للسعوديّة في لبنان بدل “المستقبل” وطريق الحج أصبحت تمر في معراب، لفت جعجع إلى أن “علاقة الرئيس سعد الحريري مع السعوديين معروفة وما جرى لا يعرفه أحد لذا يجب ألا نستغل واقعة معيّنة من أجل مآرب سياسيّة أخرى. والحساسيّة مع الرئيس الحريري كانت بسبب السياسة بأكملها إلا أنها زالت ولا أعرف إن كان سببها هو أو بعض المحيطين به. أما بالنسبة للمملكة العربيّة السعوديّة فلديها أصدقاء متجزرين في لبنان وأنا لست حليفها الأول وإنما من بين هؤلاء الأصدقاء. أما في مسألة “تأشيرات المجاملة” فقد نلنا في الإنتخابات النيابيّة عدداً كبيراً من الأصوات السنيّة وهؤلاء شأنهم شأن رفاقنا وجل ما قمنا به هو أننا تابعنا أمورهم وحصلنا على جزء منها لا أكثر ولا أقل. التسهيلات كانت هذه السنة كما سابقاتها للرئيس الحريري ونحن أتينا عاملاً إضافياً”.

وعن الحملة التي يتعرّض لها وزير الصحة غسان حاصباني، قال جعجع: “ما هي المخالفات التي حصلت في وزارة الصحة؟ وماذا تبين معهم في التحقيقات؟ نحن أقول ما تبين معنا في ملف البواخر، لذا الحملة سياسيّة بامتياز ولا أسس لها وهذا ما تبين بعد التحقيقات”.

وتطرّق جعجع إلى المتغيرات الإقليميّة، وقال: “لا دولة سوريّة تمثل الشعب السوري والجميع يدركون الإنقسام الحاصل هناك فدول العالم لا تساعد في إعادة الإعمار بانتظار الحل السياسي لأن لا سلطة معترف فيها هناك. إن خروج القوّات الإيرانية من سوريا سيرافقه خروج بشار الأسد فمن دون القوّات والميلشيات الإيرانيّة في سوريا الوضع سينقلب رأساً على عقب لأنهم هم من غيّروا الواقع على الأرض وخروجهم يمكن أن يودي بسقوط النظام خلال أيام أو أسابيع”.

وتابع: “نحن محورنا يبدأ من عكار وصولاً إلى مارون الراس ولدينا أصدقاء في الخارج، ولكن شئنا أم أبينا هناك صراع كبير في المنطقة وهناك تطورات تحصل ولا يمكن أن يتكهن أحد نتائجها، فإيران ستحاول الصمود في وجه العقوبات كما هناك تطورات كبيرة في العراق واليمن وهناك أيضاً تطوّر كبير آت وهو معركة إدلب التي من الممكن أن تتأجل إلا أن أهميتها تكمن في انخراط تركيا فيها لذلك علينا تهدئة الأوضاع في لبنان بدل محاولة عرقلة “القوّات” من هنا و”الحزب الإشتراكي” من هناك”.

وختم جعجع: “هذه السنة هي الأولى التي بدأ الحلم يتجسّد حقيقة فبعد الإنتخابات التي خضناها لوحدنا في وجه محوري الثنائيّة الشيعيّة من جهة ورئاستي الحكومة والجمهوريّة من جهة أخرى، تمكننا من الحصول على النتائج التي حصلنا عليها ولهذا السبب نقول لكل من رحلوا أن تضحياتهم لم تذهب سداً وكل ما نقوم به هو “كرمالن”.

في تسجيل صوتي منسوب له.. أبوبكر البغدادي يعتبر خسارة داعش اختبار من الله

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- 
في تسجيل صوتي منسوب له، حث أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" أنصاره في الدول العربية والغربية على القتال وشن هجمات بكل الطرق الممكنة، بينما لم يتسن لـCNN التحقق بشكل مستقل من أنه صوت البغدادي في التسجيل، الذي نشره موقع "مؤسسة الفرقان" التابع لداعش بعنوان "وبشر الصابرين".

وبدأ البغدادي حديثه، في التسجيل الذي بلعت مدته 55 دقيقة، بتهنئة المسلمين بعيد الأضحى، كما تطرق في حديثه إلى الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون، والعقوبات الأمريكية على روسيا وإيران، واتفاق كوريا الشمالية مع أمريكا، والعمليات الإرهابية في السلط والفحيص الأردنيتين، مما يشير إلى أن التسجيل الصوتي حديث.

وأقر البغدادي، في أول تسجيل منسوب له منذ حوالي عام، بالخسائر التي تعرض لها تنظيم "داعش" خاصة فقدان السيطرة على مدن وقرى بالعراق وسوريا، لكنه اعتبر أن ذلك "اختبار من الله". وقال إن "ميزان النصر أو الهزيمة عند المجاهدين ليس مرهونا بمدينة أو بلدة سُلبت، وليس مرهونا بما يملكه المخلوقون من تفوق جوي أو صواريخ عابرة أو قنابل ذكية... بل بما يملكه العبد من يقين بوعد ربه وثبات على توحيده وإيمانه وإرادته الحقة في قتال أعداء الدين".


كما تحدث الصوت المنسوب في التسجيل للبغدادي عن إدلب، قائلا إن النظام السوري وروسيا يستعدان لاقتحامها بمساعدة من وصفهم بـ"الخونة". وقال البغدادي إن الولايات المتحدة تتبع "سياسة العصابات" وإن علامات "الانكسار والتدني" ظهرت عليها، معتبر أن "الفضل في كسر هيبتها يرجع إلى المجاهدين" من تنظيم داعش.

الاثنين، 20 أغسطس 2018

جعجع: سنحصل على حصّة وازنة في الحكومة... ولن نتخلى عن إتفاق معراب

ام تي في ـ

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعحع أن "المشكلة في لبنان تكمن في ذهنيّة سائدة تقوم على عرقلة من يحرز أي تقدم بدل من وضع الجهد ومحاولة القيام بما يقوم به هو من أجل اللحاق به والتقدم عليه"، مشيراً إلى أن "هدف الحملة التي يتعرض لها وزير الصحة غسان حاصباني هو محاولة إثبات أنهم ليسوا وحدهم الفاسدون وإنما الجميع كذلك إلا أنهم في نهاية المطاف لن يصلوا إلى أي نتيجة في هذه الحملة لأن الحقيقة ساطعة كالشمس فالفاسد فاسد ومن هو غير فاسد هو غير فاسد".

كلام جعجع أتى خلال لقائه وفداً من الإغتراب في المقر العام للحزب في معراب، في حضور الأمينة العامة د. شانتال سركيس، مستشار رئيس الحزب لشؤون الإنتشار د. أنطوان بارد، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون السويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر وحشد من الرفاق المغتربين.

وقد استهل جعجع كلمته بالقول: "عندما نجتمع تعود روح القضيّة إلينا وندرك ما قيمة الذي يجري حولنا فمجرد أن نلقي نظرة إلى الصالة ونرى كيف تجمع أفراداً من المناطق كافة ندرك ان ما يجمعنا هو القضيّة التي هي روح تاريخيّة متجذرة في هذه الأرض منذ أيام أجدادنا. يقولون إننا حزب سياسي إلا أن الحقيقة هي أننا حزب القضيّة فنحن نعمل في السياسة من أجل القضيّة وليس العكس كالذي يسود في هذه الأيام. صحيح أننا تعرضنا إلى ظلم كبير منذ عشرات السنوات حتى اليوم حيث لم يتركوا أي نقطة سوداء إلا وحاولوا رميها علينا، إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح".

وتابع جعجع: "ما تحملناه لا يمكن لاحد أن يتحمله فقد بدأ تشويه صورتنا بشكل ممنهج منذ أيام الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل، حيث كان يشترط على أي سياسي يحاول التقرب من النظام السوري أن يكون ضد "القوّات" من أجل كسب ودّهم، إلا أننا بقينا نثابر إلى حين تمكنا أن نتمثل بأربعة وزراء في الحكومة الذين ساهموا إلى جانب نوابنا في محو الصورة البشعة التي حاولوا إلصاقها بنا، لذلك لا يصح إلا الصحيح وإن استمر الفرد بالمثابرة فهو لا بد واصل إلى أهدافه".

ولفت جعجع إلى أن "هذه السنة بدأت بشكل جيد مع أداء وزرائنا في الحكومة إلا أنها ما لبثت أن تحسنت وأصبحت جيدة جداً مع الإنتخابات النيابيّة حيث كنا نخوض المعركة لوحدنا وبالرغم من كل التكتلات التي واجهتنا وحاولت إضعافنا فقد أتت النتائج مخالفة لكل التوقعات، لذا أعتقد أنه خلال هذه السنة استعادت "القوّات" جزءاً من حقها فيما جل ما يحاولون القيام به اليوم هو التهرب من نتائج الإنتخابات عبر تأليف الحكومة التي لا تتشكل بسبب أن البعض لا يريدونها أن تنبثق على أساس نتائج الإنتخابات النيابيّة".

وتطرّق جعجع إلى "تفاهم معراب"، مشدداً على أننا "لن نتخلى عنه وسنعود إليه في كل مرّة فهو إتفاق من 4 صفحات في السياسة والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع تشكيل الحكومة. فنحن قد اتفقنا على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيراً يكون للرئيس 3 وزراء فيها فيما البقية تنقسم على "التيار" وحلفائه من جهة و"القوّات" وحلفائها من جهة أخرى. كما اتفقنا على أن يتم تشكيل لجنة نيابيّة مشتركة بعد الإنتخابات يتم عبرها تحديد سياسات العهد، لذلك نحن متمسكون بـ"تفاهم معراب" الذي لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه لا يمكن اعتباره سوى إنقلاباً لأحد الفريقين على الإتفاق".

وتابع جعجع: "يضع البعض كل جهد ممكن من أجل تخفيض حصة "القوّات" قدر الإمكان من أجل كبح جموح تقدمها الشعبي فنحن إنطلقنا في العمل من كعب الوادي وتمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه كما تمكنا من تحقيق هذه النتائج بفضل جهدكم وعملكم وعمل رفاقكم، لذلك يحاولون عرقلة "القوّات" من أجل اللحاق بها بدلاً من العمل بشكل إيجابي وبجهد أكبر من أجل مواكبتها في التقدم ومحاولة التقدم عليها".

وشدد جعجع على أن "هذه المرّة الأولى التي نلتقي فيها ولسنا فقط فرحين في محافظتنا على أنفسنا وتاريخنا وإنما فقد أصبحنا اليوم نؤثر على مسار الأمور في البلاد".

وأوضح أنه "يجب ألا نعتبر أن الوضع في البلاد ميؤوس منه، فصحيح أنه يتطلب الكثير من العمل من أجل أن يستقيم إلا أنه بمجرد توافر الحد الأدنى من النية السياسية بالنهوض في الأوضاع فنحن قادرون على قلب المسار الإنحداري إلى مسار تصاعدي بفترة قصيرة لا تزيد عن أشهر عدّة".

وختم جعجع: "أؤكد لكم أننا سنحصل على حصّة وازنة في الحكومة وسيكون لنا إمكانيّة أكبر للتأثير في مجريات الأحداث بالرغم من أن تنين الشر سيقاوم حتى آخر رمق وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان".

من جهته ألقى السويدي كلمة قال فيها: "بالطبع "مش هينة تكون قوات" إلا أنه أيضاً من غير السهل أن تكون سفراء أوفياء للقضيّة وللشهداء في سبيل الوطن وليس في سبيل مزرعة وتجار هيكل لذلك ليس من السهل أن تكونوا "قوّات" في الإنتشار".

وتابع: "للسنة الـ11 تجتمعون في هذا اللقاء كسفراء للقضيّة في العالم حملوا معهم قضيّة وطن مزروع بالصلبان والشهداء الذين سقطوا لنبقى ولولا تضحياتهم لما كنا اليوم مجموعين في هذه القلعة المبنيّة على الصلابة والوفاء. في السنة الماضية مررنا في محطات كثيرة إلا أن المحطة الفاصلة كانت الإنتخابات النيابيّة في أيار المنصرم والتي خضناها سوية في المقاطعات السنة في دول الإنتشار وأثبتم مرّة جديدة أنكم "قدّا". فهذا الشعار الذي خاضت "القوّات اللبنانيّة" انتخاباتها على اساسه لم يكن مجرّد شعار إنتخابي فنحن سوية خضنا المعركة وكنتم أنتم المرجعيّة والمثال في الإلتزام والجديّة على المستويات كافة الحزبيّة والإداريّة والتنظيميّة وأثبتم عن حقّ وجدارة أن الإنتشار "قدّا" فقد استطعتم صناعة الفارق حيث أتت النتائج مشرّفة، لذا من موقعي وباسم نواب تكتل "الجمهوريّة القويّة" وباسم كل مناضل وقوّاتي ولبنان شريف وباسم عوائل الشهداء أشكركم وأتوجه بالشكر لكل فرد منكم".

ولفت السويدي إلى أن "الإنتخابات انتهت إلا أن التحدي لم ينته باعتبار أن العمل بدأ وبشكل جدي من أجل بناء لبنان الذي نحلم به: وطن المؤسسات والأمن والقضاء. وطن محرّر من الفساد والحسابات الضيّقة".

وختم: "نحن على ثقة أن إيمانكم بالقضيّة لا يتزعزع ولا يلين على رغم المسافات وكما عودتمونا دائماً فأنتم أهل الوفاء للقضيّة وللشهداء وستبقون كما دائماً "قدّا".

وفي ختام اللقاء قدّمت الرسامة ندى حويك هديّة لرئيس "القوّات" وهي عبارة عن لوحة لعلم لبنان على ما تراه اليوم، حيث زاد اللون الأحمر وضاقت مساحة البياض في العلم فيما الأرزة بدأت تشيخ، فرد عليها جعجع قائلاً: "أعدكم أننا بجهودكم سنسعى لنعيد البياض في علم بلادنا إلى سابق عهده كما أن الأرزة ستعود إلى خضارها المعهود". كما قدّم الوفد لجعجع هدية رمزيّة هي عبارة عن إنجيل محفور على الخشب.

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

قطر تدعم اقتصاد تركيا بـ15 مليار دولار: نرد الإحسان بأحسن منه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- 
أعلنت السلطات القطرية والتركية، الأربعاء، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قرر دعم الاقتصاد التركي بـ15 مليار دولار في صورة استثمارات جديدة وودائع وضمانات، وذلك خلال زيارته إلى أنقرة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا وانهيار سعر الليرة مقابل الدولار الأمريكي.

وبعد اجتماع بين أمير قطر والرئيس التركي رجب طيب أردوغان استمر لأكثر من 3 ساعات، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، في بيان، إن "قطر ستستثمر 15 مليار دولار في تركيا لأن الاقتصاد التركي يستند على أسس متينة"، مضيفا أن "أنقرة ستخرج أقوى من هذه المرحلة"، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة راشد الخاطر، عبر حسابها على تويتر، إنه "لا شكّ أن في استقرار تركيا الشقيقة وأمنها الاقتصادي والسياسي استقرارا وأمنا للمنطقة برمتها". وأضافت أن "قطر التي تأسست على مبادئ الإسلام الحنيف وقيم الشهامة العربية، لا تزال على نهجها الصادق فلا تخذل الأشقاء ولا تجحدهم وقفاتهم معها بل تردّ الإحسان بأحسن منه".

بعد زيارة حضرة صاحب السموّ إلى تركيا اليوم، تعلن دولة قطر عن حزمة اجراءات لدعم الاقتصاد التركي ب ١٥ مليار دولار عبارة عن استثمارات جديدة وودائع وضمانات.  

لا شكّ أنّ في استقرار تركيا  الشقيقة وأمنها الاقتصادي والسياسي استقرارا وأمنا للمنطقة برمتها. #قطر_تركيا_علاقات_وثيقة

واستقبل أردوغان الشيخ تميم بن حمد في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية، أنقرة، الأربعاء، واجتمع الرئيسان على مأدبة غداء على شرف الأمير القطري قبل المباشرة بالاجتماع الرسمي، إذ أوضحت مصادر رئاسية، لوكالة الأنباء التركية (الأناضول)، أن اللقاء جرى بعيداً عن الإعلام واستمر لمدة 3 ساعات ونصف.

وحول تفاصيل اللقاء، أكد الرئيس التركي ونظيره القطري على التزامهما المتواصل في تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين، كما أعلن أمير قطر أن بلاده ستقدم مجموعة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات بقيمة 15 مليار دولار تقريباً في تركيا لدعم اقتصادها.

وأكد السفير القطري في تركيا، سالم بن مبارك آل شافي، على الدور الذي تلعبه تركيا كـ"حليف استراتيجي" لبلاده، مضيفاً أن قطر "لن تتردد في تقديم الدعم اللازم للجمهورية التركية"، وفقا لما نقلته "الأناضول".

وقال آل شافي إن الكثير من المواطنين القطريين توجهوا إلى محلات الصرافة لشراء الليرة التركية، بهدف دعم وإنعاش العملة، كما جدد أيضاً التأكيد على "الموقف الثابت" لبلاده مع الشعب التركي في الظروف الحالية.

الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

خطاب حسن نصرالله خلال الاحتفال بالذكرى السنوية 12 لانتصار تموز 2006

وطنية - 
القى الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة في مهرجان الانتصار الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة للانتصار التاريخي في 14 آب 2006 في ساحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية وقال فيها:"أيها الأخوة والأخوات، مبارك لكم هذا اليوم، يوم انتصاركم التاريخي والإلهي، الذي من الله سبحانه وتعالى به عليكم وعلى لبنان وعلى شعوب منطقتنا وعلى أمتنا ليسجل نصرا قويا غير الكثير من المعادلات. 

في البداية الشكر لله تعالى، الذي آوانا ونصرنا وأيدنا ومن علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى. والشكر والتحية إلى كل الذين صنعوا هذا الانتصار وشاركوا في صنعه وايجاده من رجال المقاومة والجيش والقوى الأمنية وفصائل المقاومة المختلفة، من الشهداء والجرحى والأسرى وعائلاتهم، من المهجرين والصامدين والصابرين والمضحين، إلى الرؤساء الحاليين والسابقين، إلى القيادات الدينية والسياسية والعسكرية والأمنية والأحزاب والقوى والتيارات والهيئات والجمعيات ووسائل الإعلام وكل الناس الطيبين في لبنان وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي وفي كل مكان من العالم. ويبقى الشكر الخاص إلى الذين وقفوا معنا بقوة خلال تلك الحرب، إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية في وقفتهما التاريخية إلى جانبنا. 

أيها الإخوة والأخوات - الآن الشكر قرأناه بسرعة والعناوين شاملة إن شاء الله حتى لا ندخل في التفاصيل - نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة - 12 سنة مضت على هذا الإنتصار- ونصر على الإحتفال بهذه المناسبة، كما سنحتفل بعد أيام إن شاء الله في مدينة الهرمل في الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير الثاني على الإرهاب وعلى الجماعات التكفيرية ونحن كما انتصرنا في حرب تموز أود أن أقول لكم ما كان يجري منذ سبع سنوات إلى اليوم هي حرب تموز كبرى على مستوى المنطقة تريد أن تحقق نفس الأهداف ونفس المشروع ونفس الآمال التي سعت إليها حرب تموز 2006، وكما خرجنا من حرب تموز 2006 منتصرين سنخرج قريبا إن شاء الله من هذه الحرب الكبرى على منطقتنا وعلى محور المقاومة في منطقتنا منتصرين لنحتفل بهذا الانتصار الإلهي التاريخي العظيم القادم قريبا جدا. 

عندما نصر على هذا الإحتفال لتأكيد الإنجاز، لتكريم من صنعوا الإنجاز من المجاهدين والشهداء والمضحين وقادتهم والشعب الوفي والأبي والمخلص، لترسيخ هذا الإنتصار في الوجدان وفي الثقافة وفي الوعي، لفتح الآفاق، لإعطاء الأمل المتجدد في مواجهة موجات التيئيس والتوهيم وتثبيط العزائم والدعوات إلى الاستسلام، ولأخذ العبر والدروس وتعزيز عناصر القوة. 

باعتبار أنه سأتلكم اليوم وبعد عدة أيام سأتكلم، فأنا سأتكلم عن حرب تموز والوضع الإقليمي بعنوان واحد مع بعضهم - هناك جزء إن شاء الله أكمله بالهرمل - وبالوضع الداخلي سأحكي كلمتين وأكمله بالهرمل. 
إذا عدنا إلى 2006 الكل يتذكر أن أهداف الحرب هي تحقيق المشروع الأميركي في ذلك الوقت الذي كان يقوده جورج بوش وإدارة جورج بوش بعد احتلالهم لأفغانستان والعراق ووصولهم إلى الحدود مع سوريا والحدود مع الجمهورية الإسلامية وكان هناك مشروع كبير في المنطقة ووضعت له أهداف. حرب تموز كانت أساس في هذا المشروع، وعندما فشلت فشل معها ذاك المشروع، طبعا بعد ذلك هم عادوا وجلسوا ودرسوا وحسبوا جيدا وذهبوا إلى خطة جديدة، دعونا نقول أنه كان هناك خطة للمشروع الأميركي، مشروع الهيمنة الأميركية الذي يكرس إسرائيل عنصرا أساسيا وقائدا ومحورا في الشرق الأوسط الجديد، تلك الخطة سقطت عندما انتصرنا في حرب تموز وانتصرت المقاومة في غزة وصمدت سوريا وصمدت إيران فجاءوا إلى خطة جديدة وهو ما كنا نواجهه وما زلنا نواجهه خلال السنوات القليلة الماضية. 
بالعودة إلى الخطة في 2006، وهنا نحن لا نتكلم تحليل صحافي، نتكلم عن أمور حصلت معنا وطلبت منا، كان الهدف في تلك الحرب - للتذكير - القضاء على المقاومة، سحق المقاومة، إما عسكريا أو من خلال فرض الاستسلام عليها وهذا ما طلب منا في الأيام الأولى لبدء الحرب، سلموا سلاحكم، كل سلاحكم لتقف الحرب، لكن لم تكن القضية فقط سلموا سلاحكم، اقبلوا بقوات متعددة الجنسيات، ليس قوات طوارئ دولية ولا قوات تابعة للأمم المتحدة، قوات تابعة للإدارة الأميركية مباشرة كتلك التي احتلت العراق عام 2003، اقبلوا بقوات متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية مع فلسطين، وقوات متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية مع سوريا، وقوات متعددة الجنسيات في مطار بيروت وفي ميناء بيروت، يعني اقبلوا باحتلال جديد اسمه القوات المتعددة الجنسيات وسلموا الأسيرين بلا قيد ولا شرط. لو سقط لبنان كان المشروع يفترض أن يكملوا في نفس العام على سوريا، يعني في عام 2006، وعلى المقاومة الفلسطينية في غزة، لكن صمود لبنان أجل الحرب على غزة سنتين، وأجل عزل إيران ومحاصرتها لضربها وإنهاء هذا المحور وإلى الأبد، هذا 2006. الصمود في لبنان أسقط هذه الأهداف وأسقط هذه الخطة وأجل تحقيق طموحات أميركا وإسرائيل في منطقتنا لسنوات، لندخل في معركة جديدة، وأوجد تحولات مهمة جدا، ليس فقط أفشل الأهداف، بل أوجد تحولات مهمة جدا، عززت من قوة المقاومة في لبنان وفي غزة وفي فلسطين وفي سوريا وفي إيران وفي العراق وفي المنطقة. 

حسنا، حصل هذا الانتصار لم يمن أحد علينا بهذا الانتصار، لم يكن صنيعة لا مجلس الأمن الدولي ولا الأمم المتحدة ولا منظمة المؤتمر الإسلامي ولا جامعة الدول العربية ولا الأنظمة العربية، وإنما كان فضلا من الله سبحانه وتعالى وتضحيات شعبنا وصبره وصموده وبقاءه في أرضه وعودته إلى أرضه ودماء شهدائه وشجاعة مجاهديه ومقاتليه وثبات الموقف السياسي.

ذهبنا إلى المرحلة الجديدة، لن أبقى بال2006 لننتقل للوضع الحالي.
اليوم على مدى سبع سنوات عجاف أدخلوا المنطقة في حرب، في حروب لكن كلها لتحقق نفس الأهداف السابقة ومحورها إسرائيل وهدفها إسرائيل وتقوية إسرائيل، تثبيت إسرائيل، تكريس إسرائيل قائدا لهذه المنطقة.
لذلك اسمحوا لي أن أتحدث عن الوضع الإقليمي من بوابة إسرائيل اليوم هم أين ونحن أين ولا بأس لو استغرق هذا الموضوع بعض الوقت، إننا نخوض معركة على الوعي ونخوض معركة على الإرادة ونخوض معركة على الأمل.
اليوم عنوان المعركة الحقيقي في السنوات الأخيرة وهذه السنة والسنوات الآتية هي على هذه العناوين.

لكن عندما ندخل إلى لبنان من بوابة الصراع مع إسرائيل، إلى سورية، إلى فلسطين، إلى غزة، إلى المنطقة، من هذه البوابة لأنه كان من أجل إسرائيل وفي خدمتها.
لن أتحدث عن قبل سبع سنوات، سأتحدث عن الآن بعد سبع سنوات أيضا سبع سنوات من الصمود والمقاومة والثبات والتضحيات والدماء.
مشروعهم أين؟ أين هم وأين نحن؟ ومحور المقاومة في أي موقع وفي أي حال.
نبدأ أولا:

إسرائيل مع لبنان، إسرائيل مع لبنان من 2006 إلى اليوم 2018، واضح أن إسرائيل مردوعة. هذه إسرائيل التي طوال عمرها تأتي إلى لبنان لأتفه الأسباب، يخرج الطيران يقصف بالجنوب، بالبقاع، بالشمال، بالجبل، حتى في قلب العاصمة. كلكم تتذكرون قبل ال82 وبعد ال82، هذا الآن لا يحصل، ليس كرم أخلاق من الإسرائيلي، هذه معادلات المقاومة.
إسرائيل اليوم من ال2006 إلى اليوم تعيد بناء حالها على ضوء الهزيمة وتداعيات الهزيمة، أعادوا النظر بالعقائد القتالية، بالاستراتيجيات العسكرية كلما يأتي رئيس أركان جديد يكتب استراتيجية جديدة للجيش الإسرائيلي وإعادة هيكليات، وإعادة تشكيل قوى وإعادة النظر بالتجهيزات وبالأسلحة، ومناورات من ال2006 حتى الأمس. أمس بالشمال كانوا يجرون مناورات، لماذا؟ لماذا كل هذه المناورات وإعادة النظر؟ لأنهم يعتبرون أن في لبنان قوة حقيقية تشكل لهم قلقا، وبأدبياتهم تشكل لهم تهديدا كبيرا أو تهديدا مركزيا يعملون عليها.

متى كانت إسرائيل تتعاطى مع لبنان بهذه الطريقة؟ تختبئ خلف الجدار، خلف الجدران مع لبنان، تعمل وتعبر عن مخاوفها على الجبهة الداخلية.
الإسرائيلي اليوم بكل خططه، هذا ليس كلاما سريا بل موجود بوسائل الإعلام أيضا، يحسب من الآن حساب الكهرباء والغاز والنفط ومحطات الغاز وحساب المستعمرات وحساب العمق لأنه يعرف أن في مقابله عدو جدي، وعدو قوي، وعدو مقتدر، وسأختم بجملة منهم.
مراقبة قوة المقاومة، من ال2006 هم يراقبوننا، يجمعوا عنا معلومات، وعن سلاحنا، وعديدنا، ودوراتنا وخبراتنا. وعندما ذهبنا إلى سورية كانوا يواكبوننا بسورية، وتراكم التجارب والخبرات لنا في سورية، وبموضوع لبنان هم لديهم حسابات، حسابات جدية وكبيرة جدا.
إلى أن وصل الأمر، طول عمره ما في إجراءات دفاعية في شمال فلسطين، إذا مطلوب اجراءات دفاعية، ففي جنوب لبنان لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني خطط دفاعية في شمال فلسطين لمواجهة مشروع تحرير الجليل، ومناورات على هذه الخطط في كل سنة، وإجراءات ميدانية، وتثبت من الإجراءات الميدانية.

إلى ان وصل الأمر أنه قبل أيام وعلى ضوء المناورات في الشمال يقول ضابط كبير وهذه الصحف الإسرائيلية مش من عندي يقول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي ما يلي: أن حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي لأنه يملك كذا وكذا وكذا.
طبعا أنا لا اوافقه على هذا التقييم نحن لا نعتبر حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي ولكن هذا يعبر عن نظرة الإسرائيلي لهذه المقاومة التي أراد سحقها في حرب تموز 2006.

هي اليوم في 2018 كما كنت أقول لكم دائما في كل سنة كنت أردد هذا الكلام والآن اسمحوا لي ان أردد هذا الكلام، والإسرائيلي، والمهم أن العدو يعرف مصداقية هذا الكلام بقوة، نعم المقاومة اليوم في لبنان فيما تمتلك من سلاح ومن عتاد ومن إمكانات ومن عديد ومن كادر ومن قدرة ومن خبرات ومن تجارب وأيضا من إيمان، ومن عزم، ومن شجاعة، ومن إرادة هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة.
الإسرائيلي، نعم يستطيع أن يهدد كل يوم، تذكرون بعد انتهاء حرب تموز بأسابيع قليلة كان يهدد لبنان بالحرب الانتقامية القادمة سريعا، وإبدءوا بالعد معي، أين الحرب التي هدد بها الإسرائيلي وقال هو أعاد ترميم نفسه وسيخرج إلى الحرب مجددا على لبنان كان يهدد عام 2007، انتهت ال2007، 2008، 2009، 2010، 2011، 2012، اكمل لل2018، 12 سنة وهو يهدد بالخروج إلى الحرب ولكن في نفس الوقت الذي يهدد فيه بالخروج إلى الحرب يتحدث عن إزدياد قوة المقاومة وتعاظم قدراتها، إلى أن يقول أحد ضباطه هي أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي.

أنا أريد أن أقول له نعم نحن لسنا أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي، هذا دعوه جانبا لأنه ليس دقيقا ولا نريد فتح مشكل مع أحد من جيوش المنطقة. لكن اسمحوا لي أن أقول لهذا الضابط الإسرائيلي الكبير: حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي، والمقاومة في لبنان أقوى من الجيش الإسرائيلي، لأن المسألة لم تكن في يوم من الأيام لا بال2000 ولا عام 2006 مسألة عدد وعدة وعديد وإمكانات وسلاح وصواريخ.
نحن اليوم أقوى إيمانا بحقنا من إيمانكم بقضيتكم الباطلة، نحن اليوم أشد إيمانا وتوكلا وثقة بوعده بالنصر للمجاهدين الصابرين الصادقيين.
وهذا الصدق وهذا الإيمان وهذا الصبر، هو اليوم موجود أكثر من أي وقت مضى بسبب تراكم التجارب.

عندما يقول أمير المؤمنين عليه السلام في كلمة "الحرب سجال، فيوم لنا من عدونا ويوم لعدونا منا، حتى إذا رأى الله صدقنا أنزل علينا النصر وبعدونا الكبت".
لم يقول حتى إذا رأى الله سلاحنا أو صواريخنا أو عتادنا أو عديدنا، حتى إذا رأى الله صدقنا، هذا الصدق وهذا الإخلاص وهذا الإيمان الذي قاتل به شعب المقاومة ورجال المقاومة وعوائل المقاومة في 2006 هو اليوم آكاد وأقوى وأشد، ولذلك لا، أنت حساباتك خطأ، نحن لسنا أقوى من بقية الجيوش ولكننا أقوى منكم.
ثانيا، هذه إسرائيل ولبنان، إسرائيل وسورية أرادوا إسقاط سورية لو سقطت المقاومة في لبنان 2006، لأنه لو سقطت المقاومة في لبنان 2006 سيأتوا بقوات متعددة الجنسيات إلى لبنان. الإسرائيلي إذا دخل لا يمكنه البقاء يأتوا بالأمريكان والفرنسيين والإنجليز والإيطاليين، وكذا يقومون في لبنان، يقفلون الحدود ما بين لبنان وسورية، يحاصرون سورية من أجل إسقاطها؟ لم يحدث. جاءت هذه السنوات السبع لإسقاط سورية، بطريقة أخرى هي هذه الحرب الكونية التي شنت على سورية، لكن سأتحدث من زاوية إسرائيل في سورية، إسرائيل شريك كامل في المشروع، مشروع الحرب على سورية من ال2011 جزء من القرار، جزء من الخطة الأمريكية السعودية الغربية على الأرض التي أمنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة في جنوب سورية، كل الدعم اللوجستي والصحي والسلاح، ومواد غذائية ومعلومات وصولا إلى التدخل العسكري المحسوب لنصرة هذه الجماعات، وكلنا نذكر خلال سبع سنوات تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا يقولون أن الرئيس الأسد سيسقط بعد ثلاثة أشهر، وخمسة أشهر وأن مصلحة إسرائيل هي ذهاب هذا النظام.
الآن هناك من يتفلسف بالخليج وهنا، أن إسرائيل لم تكن تقول هذا. لا، عودوا للأرشيف، انظروا من سبع سنوات لم يبق مسؤول في الكيان الغاصب إلا وتحدث بلغة الرهان على إسقاط الرئيس الأسد وإسقاط النظام في سورية واستبداله بهؤلاء المعارضة السورية التي ذهبت إلى الكيان الغاصب وقدمت التزامات وتحدثت معه كصديق. وكان يأمل الإسرائيلي أن تصبح دمشق عاصمة صديقة أو حليفة ولا تبقى عاصمة عدوة، وهذا كله معروف.
بنت إسرائيل آمالا كبيرة خلال السبع سنوات الماضية من الحرب على سورية. بنت آمال سقوط النظام ومجيء نظام يسرع إلى التسوية معها. بنت آمال تدمير الجيش السوري بحيث لا تقوم له قائمة في المستقبل. بنت آمالا ان تسارع المعارضة السورية التي افترضوا أنها ستستلم السلطة، إلى التسوية معها. بنوا آمالا أن هؤلاء السوريين بين هلالين من سموا نفسهم معارضة سيتخلون عن الجولان في تسوية قادمة.

وبنت آمالا ان العالم سيعطيها الجولان ويعترف لها بالجولان نتيجة التطورات في سورية سواء طالت الحرب أو سقط النظام، لكن ماذا اليوم؟
نحن نتحدث اليوم عن آمالهم التي عملوا لها لسبع سنوات، لكنها ذهبت اليوم أدراج الرياح، لا العالم اليوم جاهز لإعطائهم الجولان، ربما ترامب وعدهم بالإعتراف، لكن هذا المجتمع الدولي والعالم اليوم يقف بالصف يريد ترتيب العلاقة مع القيادة السورية ومع الدولة السورية، من يقفون بالصف لمعلوماتكم من أجهزة المخابرات الأمنية في العالم أكثر ممن يقفون من الدبلوماسيين، لأن العالم اليوم كله خائف من عودة عشرات الألاف الذين جاءوا بهم إلى العراق وإلى سورية من دول العالم من عودتهم إلى دولهم. ماذا سيفعلون هناك؟

لذلك هم يحتاجون إلى سورية وإلى التعاون الأمني مع سورية.
هذا العالم لن يعطي، لن يعترف لإسرائيل بالجولان في خطوة منفردة، ولا يلحق بترامب في هذا الموضوع. كان لديهم آمال بسقوط الدولة، لم تسقط الدولة. كان لديهم آمال بانهيار الجيش السوري. أمس ليبرمان ما الذي كان يقوله؟ هو وليس انا من أقول له، هو يقول "يبدو ان الجيش السوري سيعود جيشا قويا وكبيرا أكثر من أي زمن مضى، وقد اكتسب خلال السبع سنوات تجاربا عظيمة جدا، والكل يعلم ان المعارك التي خضيت في سوريا تحتاج الى عقول كبيرة وايرادات كبيرة وامكانات هائلة. 
اكثر من هذا، كان هناك الجيش السوري في سوريا والشعب السوري، وهذا لا يستخف به ابدا، لكن زاد عليهم اليوم ايران وحزب الله. 
هذا فشل لاسرائيل، ومشكلة لاسرائيل، ولذلك نتنياهو كل يوم في سوريا هو سلم ببقاء النظام والقيادة والجيش في سوريا، ولكن معركته التي يخوضها الأن هي معركة (الشحادة) السياسية وهي ان لا تبقى ايران في سوريا ولا يبقى حزب الله في سوريا، وانا قرأت بعض الصحف والمحللين يقولون انني سأعلن في خطابي انسحاب حزب الله من سوريا وانا اريد ان اسألهم اين تعيشون؟ واذا كان هناك من يعطيكم معلومات فهو يسخر منكم. 
اليوم اصبحت هذه هي المشكلة، كيف نخرج ايران وحزب الله من سوريا؟ واريد ان اذكر لكم الوقاحة، اسرائيل المهزومة في سوريا هي تريد ان تفرض الشروط وهي لديها مطالبات. 
انت خسرت ، انت انهزمت ، انت فشلت ورهانك سقط وآمالك ذهبت ادراج الرياح وتأتي لتضع شروطا ؟
هذه الشروط على من؟ على القيادة السورية المنتصرة؟ على ايران؟ على حزب الله؟ على محور المقاومة؟ هذه هي اسرائيل في موضوع سوريا.
اسرائيل في فلسطين 

اسرائيل هنا فشلت وهنا قلقت وهنا تشحد وهنا خائفة. 
مثلا بالعودة الى لبنان، خلف الكواليس أريد ان تعلمو ان هناك الكثير من الضغوط الدولية على لبنان من اجل تسوية موضوع الحدود البرية والبحرية ولكن لمصلحة من؟ لمصلحة لبنان؟ ابدا.
هم يريدون تسوية موضوع الحدود البرية والبحرية لمصلحة اسرائيل، وعندما نتكلم عن الحدود البحرية يعني النفط والغاز ايضا. لكن هذا الزمن انتهى. أن تأتي اسرائيل وتفرض شروطها على لبنان او على سوريا، حتى لو كانت اميركا وغيرها يقف خلفها. 
هذا ليس كلاما انفعاليا وليس كلاما عاطفيا بل هذا كلام ثبتته الوقائع خلال عشرات السنين من المواجهات والصمود والتضحيات والدماء. 
لنذهب الى غزة 
رغم الحرب المدمرة ورغم الحصار الشديد، الامريكي والاسرائيلي وحلفاؤهم كانوا يتوقعون ان تخرج غزة وتستلم مقابل الدواء والغذاء والماء والكهرباء، وتسلم لهم بكل شيء، صفقة القرن وغير صفقة القرن وتقبل بأي تسوية ولوعلى حساب الحقوق الفلسطينية. 
غزة لم تخضع ولم تستلم ولم توقع رغم خذلان العالم بل اعادت تثبيت معادلات المقاومة، القصف بالقصف والدم بالدم، والنار بالنار. 
لذلك اليوم اسرائيل، الذين يقولون انها قوية لنقبل معها ما تريد هي ايضا مقابل غزة في مأزق. 
في نقاشات حكومة العدو المصغرة، الوزراء يتشاجرون ويلقون الشتائم بحق بعضهم لانهم ضائعين بخياراتهم تجاه غزة ، غزة المحاصرة والمجوعة والمتروكة من العالم، اسرائيل هذه التي تقولون انها اقوى جيش في الشرق الاوسط هي الأن تقف حائرة. 
منهم من يقول لنعمل تهدئة حتى لو نريد اعطاء امتيازات لاهل غزة، لاننا لا نستطيع الذهاب نحو الحرب، يرد عليه الأخر اذا قمنا بالذهاب الى تهدئة واعطيناهم امتيازات من الممكن ان يصبحوا مثل لبنان، والمقاومة تزداد قوة سنة بعد سنة. ومن ثم يأتي آخر ويقول يجب أن نشن حربا مدمرة على غزة، فيرد عليه الآخر قائلا هل حسبتم ردة الفعل وقمنا بحروب في السابق ولم نصل الى نتيجة، ضياع ومأزق. لماذا؟؟
لان غزة صامدة، وعلى قلب رجل واحد بمعزل عن الخلافات الموجودة، غزة تقدم التضحيات في كل يوم جمعة. هذا في مقابل غزة ،وهذا يؤكد محدودية القدرة الاسرائيلية بالرغم من امتلاكه جيش واقوى أسلحة جو في المنطقة. هذا لا يعني ان يفعل مايشاء ويفعل ما يريده ونحن خائفين ونحن صفر ونحن نمسح وخارج المعادلة. ابدا ليس هكذا.

مع مجيء ترامب الى السلطة في اميركا ومحمد بن سلمان الى السلطة في السعودية وعلى فرضية ان المنطقة ذاهبة الى الانهيار، ومحور المقاومة ذاهب الى الزوال، وضعوا مسودة صفقة القرن التي نعلمها جميعا وافضل ما يمكن ان تحلم به اسرائيل في يوم من الايام هو تتحق هذه الصفقة لانها تعطيها كل القدس بشكل نهائي وابدي ولا يوجد شيء فوق الارض او تحت الارض ولا شرقية ولا غربية، وتشطب اللاجئين وتطبع وجودها في المنطقة ويعطى للفلسطيني دولة ليست بدولة على مساحات صغيرة وضيقة.
البعض خلال عامين كان يريد ان يفرض على شعوب منطقتنا ان صفقة القرن هذه قدر لا مفر منه ولا يمكنكم الا القبول. من قال هذا؟ 
عندما كانوا يقومون بصفقات ومسودات حلول، كانوا يأتون الى شعوب المنطقة او حركات المقاومة ويقولون لهم هذا قدر لا مفر منه ولا مهرب، ولكن الحقيقة ليست كذلك. 
اليوم على ضوء التطورات التي حصلت، حتى اليوم هناك رأي يقول ان صفقة القرن انتهت وفشلت ونحن ننتظر نعيها. انا لا أريد ان اقول ذلك بل الأمر يحتاج الى المزيد من التأمل والى المزيد من الدراسة والانتظار ولكن ما استطيع ان اقوله لكم ان صفقة القرن هذه، التي اتى بها ترامب بكل جبروته ويريد ان يسخر لها دولة مهمة في العالم العربي والاسلامي اسمها السعودية ودول أخرى، هذه الصفقة تواجه مشاكل حقيقية وهناك احتمال قوي جدا اذا كرسنا المعادلات التي تحدثنا عنها دائما ان تسقط هذه الصفقة اكثر من اي وقت مضى. 

ما الدليل؟ 
اولا: رفض الشعب الفلسطيني بالاجماع لصفقة القرن، اذ لا يوجد اي فصيل فلسطيني ولا سلطة ولا حتى شعب ولا مقاومة او جهة في فلسطين تؤيد هذه الصفقة.
ثانيا: لا يوجد في فلسطين رجل او قائد او ممثل عن الشعب الفلسطيني يمكن ان يتحمل توقيع على صفقة تعطي القدس عاصمة ابدية للصهاينة. ابدا وهم اعلنوا هذا، والصفقة بدون توقيع فلسطيني لا تسير، ومن الممكن انهم كانوا يراهنون انهم يضغطون على الفلسطينيين بترهيب الفلسطينيين وتجويع الفلسطينيين او بترغيب الفلسطينيين ببعض الاموال والمشاريع يمكن ان يبادر احد ما الى التوقيع على صفقة من هذا النوع.
ثالثا: صمود محور المقاومة، وصمود ايران وانتصار العراق على الحركات الداعشية الوهابية الممولة امريكيا وسعوديا ،انتصار سوريا وصمود اليمن فضلا عن الوضع القائم في لبنان هذا له تأثيراته. 
انت ذاهب لإبرام صفقة على اساس انه لا يوجد محور مقاومة او دول مقاومة هذا ما كانت تفترضه قبل بضع سنين لكن الواقع اليوم يقول غير ذلك.
رابعا: ازمات اميركا نفسها التي تريد أن تفرض اليوم صفقة القرن على شعوب وحكومات المنطقة، مشاكلها حتى مع حلفائها، الاوروبيين وتركيا فضلا عن روسيا والصين وايضا من اهم العوامل التي تدفع صفقة القرن الى الفشل هو تراجع المحور الاقليمي الذي تقوده السعودية في المنطقة، لماذا ؟ وانا اتكلم حقائق ومعلومات ميدانية وفي الاعلام، لماذا؟ لان هذا المحور الاقليمي بسوريا فشل وانتهى ولكن تبقى ادلب فاذا بقيت نتكلم عنها يوم الأحد في الهرمل. 
وفشل هذا المحور في العراق، وفشل هذا المحور بدفع العالم لمحاصرة ايران وفرض العقوبات على ايران مع ترامب، وفشل هذا المحور بحربه على اليمن. اليوم، اسمحولي ان اقول من الضاحية في لبنان الى ضحيان في صعدة اليمن، ايها الأهل الاأعزاء والكرام والشرفاء خصوصا أهالي الأطفال الذين استشهدوا: اعلموا يقينا ان الذي قتلكم هو الذي قتل اطفالنا في الضاحية، في قانا. ان الذي سفك دماء نسائكم واطفالكم هو الذي سفك دمائنا في لبنان، السلاح ذاته والمحور ذاته والجهات ذاتها، والإرادة ذاتها، والقرار ذاته، والهدف ذاته، وكما انتصرت دماء اطفالنا ونسائنا في لبنان فستنصر دماء اطفالكم في اليمن لان خلف هذه الدماء هناك حق ولان خلف هذه الدماء يوجد رجال وخلفها قادة لن يتسامحوا مع هؤلاء المجرمين القتلة وعدمي الشعور والاخلاق والشرف. 
عندما يذهب هذا المحور الى هذا المستوى من القتل الذريع في اليمن، فهذه رسالة واضحة أنه فشل عسكريا ولكنه يريد ان ينتقم من هذا الشعب الذي الحق به هذه الهزيمة.
ازمات داخلية وازمات خارجية عند السعودية، في مجلس التعاون والآن الأزمة المعلنة مع قطر، ويوجد أزمات خفية ايضا في مجلس التعاون، مع كندا مشكلة صغيرة، ونحن لا نعلم اذا العلاقات ساءت من أجل هذه المشكلة أم لأجل ترامب. الحكاية لا بد من التأمل بها. 
الكنديون قالوا للسعودية عن حقوق الانسان والمعتقلين السياسيين قامت الدنيا وهذا تدخل بالشأن الداخلي واستدعوا السفير واوقفوا البعثات الطلابية، لماذا؟ لان هذا تدخل بالشؤون الداخلية في السعودية. والسعودية تتدخل وتقاتل وتدعم مقاتلين في سوريا وتتدخل في العراق وتتدخل في ايران وتعلن حربا شعواء في وضح النهار على الشعب اليمني، وتتدخل في الشأن اللبناني بالتفاصيل والكل يتذكر انها احتجزت في يوم من الأيام رئيس حكومة لبنان القانوني والدستوري. هي يحق لها التدخل ولكن اذا احد في العالم يريد ان يقول لها انتبه على حرية الانسان وهؤلاء معتقلين سياسيين، سينزل غضب السماوات 
وحتى مع التركي هناك مشكلة كبيرة لأن التركي مقتنع ان السعودية والامارات كانتا متورطتين في عملية الانقلاب السابقة وحتى في العالم الاسلامي ولكي اكمل المشهد ولتعلموا اين ستصبح صفقة القرن. في ماليزيا كان هناك رئيس حكومة ماليزي هو من جماعة السعودية وهو آداة سعودية وقدمو له اموالا هائلة وعمل في خدمتهم لسنوات طويلة وهذا سقط في الانتخابات والأن هو خلف القضبان بتهمة الفساد المالي، وجاءت حكومة مختلفة في موقفها من السعودية، من الحرب على اليمن، من العقوبات على إيران، من العلاقة مع إيران، من الإدارة الأميركية، من القضية الفلسطينية، من موضوع القدس، هؤلاء الان في الحكومة الماليزية، لديهم موقف مختلف، وفي باكستان، الدولة التي أنفقت فيها السعودية أيضا مليارات الدولارات، رئيس الحكومة السابق الذي هو أداة سعودية أيضا خلف القطبان بتهمة الفساد المالي، وستشكل إذا لم يحصل إنقلاب عليهم، ستشكل حكومة وطنية منصفة، لها موقف مختلف أيضا في موضوع القدس وفلسطين وغزة واليمن وو,
إيران، وأميركا، حسنا، هذا هو المشهد، هذا محور يتراجع، فلا يأتي أحد ليكتب "ويأكل رأسنا" بعض الفضائيات التي تتعاطى في الكذب اليومي، اكذب، اكذب، اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس، هذا المشهد الأقليمي، هذا محور يتراجع، صورة السعودية اليوم في العالم العربي وفي العالم الإسلامي، الصورة التي أنفقت من أجلها مليارات الدولارات لتقدمها كمملكة الخير، اليوم هي في ذهن العالم هي مملكة ماذا؟! مملكة الذين بعثوا هذه الحركات الداعشية التكفيرية التي دمرت العالم العربي والإسلامي والتي إرتكبت أبشع المجازر في العالم العربي والإسلامي والتي تهدد أمن العالم، صورتهم بعد حرب اليمن، ماذا؟! حصار وكوليرا وتجويع، ويخرجون من حين لأخر ليقولوا لك بأنهم يساعدون في موضوع الكوليرا! فلتفتح طريق لكي تستطيع الناس أن تخرج لتعالج نفسها، على كل وصولا الى تأييدها لصفقة القرن. 

الأن يقال بأنها تراجعت، ممتاز، لماذا تراجعت؟! لأنها أدركت أن هذه الصفقة هي خطوة إنتحارية، حسنا، بعد بالموضوع الإقليمي، كلمتين، إسرائيل وأزماتها الداخلية، فساد رئيس الوزراء، غياب القادة التاريخيين، الصراعات القائمة بين الاحزاب، حالة القلق، عدم الثقة بالمستقبل، كل هذا الجو الذي يحصل لتطمين هؤلاء للبقاء في هذه الأرض التي إغتصبوها وصولا الى موضوع قانون القومية، لا يوجد وقت لنعلق عليه ونتكلم فيه، ولكن هذا سيكون له إرتدادات كبيرة حتى على هذا الكيان. على ضوء هذه الحقائق نحن نبني اليوم موقفنا، الذي حصل في الـ2006 والذي حصل على 7 سنوات كان هدفه أن تأتي أميركا لتسيطر على هذه المنطقة، وتثبت موقع إسرائيل النهائي وتفرض التسوية، اليوم 2018 أنا أقول لكم هذا فشل أو على طريق الفشل النهائي إن شاء الله، حسنا، ما العبرة التي سنأخذها من هذا كله؟ الأن سوف أتي الى العبرة، يبقى لديهم شيء واحد، هم يعرفون أن الحروب لن تؤدي الى نتيجة، أمس سماحة الإمام القائد حفظه الله حتى وهو يتكلم عن موضوع أميركا قال لا يوجد حرب، الحروب أميركا تعرف وإسرائيل تعرف وهذا المحور أيضا يعرف أن هذه الحروب لن تؤدي إلى نتيجة، وأنهم سيهزمون في كل الحروب إذا فكروا أن يقدموا عليها لأنهم هزموا في الحروب القائمة وما زالوا يهزمون، التحالف الأميركي السعودي ومعه دول والذي يفشل في اليمن، في مقابل شعب اليمن الذي لديه إمكانات متواضعة ولكن رجال ونساء عظماء.
هذا التحالف يعرف أنه أيضا فشل في العراق، وفشل في سورية وفشل في لبنان ولن ينجح في أي مكان. من فوائد ما وصلنا اليه الأن، دعوا الحروب جانبا، ولا يهددنا أحد بالحروب، ولا يخوفنا أحد من الحروب، وعلى كل إذا كان من يريد أن يشن الحرب أهلا وسهلا به، نحن لا نخاف من الحرب ولا نقلق من الحرب، وجاهزون لها وسننتصر فيها إن شاء الله، هذا محسوم، لذلك خيارالحروب يبدو أنه خيار مؤجل، الى أين سيذهبوا؟ الى أمرين، الأولى توصل الى ثانية، الأولى هي العقوبات، إيران هي اليوم في محور المقاومة، هي قاعدة القوى الأساسية، إيران وقفت مع الشعب العراقي في مواجهة داعش، وداعش كان في العراق مشروع أميركي سعودي وإيران وقفت مع سورية في مواجهة كل الجماعات التكفيرية، التي كانت تقاتل في ظل مشروع أميركي سعودي، وإيران وقفت مع لبنان في حرب تموز وقبله وبعده، وإيران وقفت مع فلسطين ومع غزة وما زالت تقف، وإيران موقفها واضح مما يجري في اليمن ومما يجري في المنطقة، إذا فلنذهب لنستهدف إيران، مع إيران لا يمكنهم أن يشنوا حربا، حسنا، فلنذهب الى العقوبات، العقوبات على أمل أن الناس تتوتر، وتنهار العملة وتصل الأمور الى وضع إجتماعي صعب، ووضع إقتصادي صعب، نفتعل الاضطربات داخل إيران، ندفع الشعب الإيراني لإسقاط النظام، ونقدم أنفسنا منقذين ومخلصين، وإذا ضغطنا على إيران وحاصرناها، كل المحور يضعف, الذي يستند إلى إيران ويعتمد على إيران وتدعمه إيران، ونضع إلى جانب إيران نضع حزب الله على لائحة العقوبات، ونضع مسؤولين سوريين وعراقيين على لائحة العقوبات وما شاكل، حتى نحاصرهم ماليا وإقتصاديا وإلخ.. عندها سيضعفون ويتراجعون وتهن عزائمهم، والأمر الأخر، أن ندفع بإتجاه الإضطرابات الداخلية، في إيران في العراق في سورية في لبنان وفي أماكن أخرى.

في لبنان أحب أن أقول بين هلالين لأنه سأعود إليه في الوضع الداخلي، ليس كل الذين يكتبون على مواقع التواصل الإجتماعي ويظهرون على وسائل الإعلام ويطالبون حزب الله بالموضوع الإقتصادي والإنمائي والمالي والخدماتي ليس كلهم نواياهم صحيحة وصادقة، هناك أناس لديها نوايا مختلفة هناك أناس تحاول أن تحملك مسؤولية هذا الوضع الذي أنت ليس مسؤولا عنه، أو إذا مسؤول عنه بنسبة معينة، فقط من أجل أن تفتعل الإضطرابات في بيئتنا وفي داخل مجتمعنا، إذا، الرهان الباقي عند ترامب وعند الإسرائيلي وكل من معهم هو رهان العقوبات، حسنا، بهذا الرهان لأن ما يحضر له في الإعلام كبير، الصورة التي تتقدم هي صورة غير واقعية، وفي 14 آب في ذكرى الانتصار، أنا واجبي أن أوضح هذا الموضوع لكم ولكل المستمعين والمشاهدين أينما كانوا، إيران هذه التي يفرض عليها ترامب العقوبات الإقتصادية ومن موقع العارف والمعلومات الدقيقة والمعطيات أقول لكم بأنهم يبنون أحلامهم وإستراتيجياتهم ومشاريعهم أن هذه الإيران سوف تتجه بإتجاه الإضطرابات وسقوط النظام، هذا وهم، هذا خيال، هذا ليس له أي مكان في الحقيقة. أريد أن أذكركم سنة 1979 عندما أنتصرت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني قدس سره، قال العالم الغربي والمستكبر هذا النظام سيسقط بعد 6 أشهر، صمد 6 أشهر، رغم العقوبات والحصار العالمي، ثم قالوا، سيسقط بعد سنة وصمد، ثم قالوا سيسقط بعد سنتين وصمد، ثم فرضوا عليه حرب الـ8 سنوات، وكل العالم كان مع صدام حسين، إلا بعض الدول، سورية ودول أخرى قليلة، كل العالم، حتى الذين نحن وهم حلفاء في سورية، يعني حتى الإتحاد السوفياتي كان مع صدام حسين، حتى الصين كانت مع صدام حسين، يعني العالم كله كان مع صدام حسين، وقاتلت إيران 8 سنوات بصدرها العاري ويدها العزلاء، لكن بإيمان وإرادة شعبها، إيران تواجه العقوبات منذ إنتصار الثورة الإسلامية في 1979، نعم هو يشدد العقوبات، لكن العقوبات قائمة منذ 1979 وإيران بقيت، وستحتفل بـ 40 سنة بمضي 40 سنة على إنتصار ثورتها الإسلامية رغم كل مؤامرات العالم والمحيط الذي يحيط بإيران، أقول لكم أيها الأخوة والأخوات يا من تعتقدون وتؤمنون بالموضع الحقيقي بالجمهورية الإسلامية في إيران في معادلات المنطقة وفي مصير المنطقة وفي مستقبل المنطقة، الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم في منطقتنا هي أقوى من أي زمن مضى بل هي القوة الأولى، ولن يستطيعوا أن يمسوا قوتها وحضورها بسوء. نظام الجمهورية الإسلامية في إيران هو نظام قوي ومستحكم وثابت وراسخ ويحميه شعبه، هؤلاء الذين يرتبون هذه الأمال ويشاهدون هذه المنامات هؤلاء لا يعرفون الشعب الإيراني ولن يعرفوه خلال أربعين سنة ولا خلال مئة سنة، ولا يعرفون سماحة السيد القائد، ولا يعرفون المسؤولين في الجمهورية الإسلامية في إيران، ما زالوا جهلة، وما زالوا أغبياء وما زالوا حمقى، وكل خطواتهم في السابق ما كانت تؤدي في ضعف إيران، بل كانت إيران تزداد قوة، كل الحماقات التي إرتكبتها الإدارات الأميركية، ومعها أدواتها الإقليمية إتجاه إيران أو في المنطقة أدت إلى أن تزداد إيران قوة في إيران، وأدت إلى أن تزداد قوة في المنطقة، وهذا بحث يطول ولكن شواهده واضحة عندكم، بالنسة لنا أيضا، بالنسبة لكل محورنا في هذه المنطقة، العقوبات أنا لا أقول أنها لا تؤثر، بالتأكيد أنها تؤثر، ليس صحيحا أن نكابر، لكن العقوبات لن تمس إرادتنا ولا عزمتنا ولا تصميمنا ولن تمس قوتنا أيضا، إفرضوا العقوبات التي تريدوها، نحن لدينا اليوم من القوة، لأن اليوم بدأ يقال أن الموضوع المالي لحزب الله ما هو تأثيره؟! لدينا من القوة ولدينا من البنية التحتيتة ولدينا من الكادر البشري ولدينا من الإمكانات ما يجعلنا نعبر كل هذه المصاعب إن شاء الله.

حسنا، على ضوء كل هذا الذي عرضته أختم قبل الدخول بكلمتين الى الوضع اللبناني لأقول العبرة من كل هذا، العبرة من كل هذا مما مضى ومما هو قائم ومما هو آت، ما أريد أن أقوله في 14 آب 2018 بعد مضي 12 سنة على حرب تموز 2006 أيها الناس، أيها الشرفاء، يا أكرم الناس وأشرف الناس وأنبل الناس ويا شعوب المقاومة ويا جمهور المقاومة، كنا أقوياء وأصبحنا أقوى، فلا يأتي من يقنعنا أننا نحن ضعفاء، لا يتصور أحد إذا أدخلنا بأزمة صغيرة هنا وإشكالية هناك، وكتب القليل من التفاهات الثقافات أنه يستطيع أن يمس بروحنا وبعزمنا وبإرادتنا وبإستراتجيتنا، وأميركا هذه التي فشلت وفشلت وفشلت في مشاريعها وفي خطتها أقول لكم اليوم هي أعجز من أن تشن حروبا كتلك التي شنتها في الماضي، وإسرائيل هذه هي أعجز من أن تشن حروبا كالتي شنتها في الماضي ونحن اليوم مع الإنتصار في العراق مع إقتراب الإنتصار في سورية من أيامه أو أسابيعه أو شهوره النهائية، مع الصمود في اليمن الأسطوري، مع كل التحولات وثبات القيادة والشعب في إيران على الموقف وعلى الأصول وعلى الثوابت وعلى المبادىء، نحن اليوم أقوى من أي زمن مضى، وقادرون على صنع المزيد من الإنتصارات ومن التحولات بعون الله سبحانه وتعالى، بالموضوع اللبناني كلمتين، لأنه إن شاء الله في الهرمل أتكلم أكثر بالموضوع الداخلي، لأنني في الأصل قسمتهم هكذا.

أولا، في موضوع الحكومة تعرفون أنه مضى أسابيع من وكيف وما المشكلة، نحن نأمل أن يؤدي الحوار إلى تشكيل الحكومة، نحن نصر على الحوار، على تواصل القيادات السياسية، نؤكد على تجنب الشارع، نؤكد على الحرص الشديد على الأمن والأمان في لبنان، الذي هو اليوم أغلى ما نملك في لبنان. أنظروا الى كل المحيط، أنطروا الى العالم، لكن هذا البلد اليوم أمن ومطمئن وسالم من الناحية الأمنية، لدينا الكثير من المشاكل، لكن نعمة الأمن، كان يقال نعمتان مجهولتان الصحة والأمان، اليوم نحن - الآن عندنا مشكلة بالصحة - لكن نعمة الأمان نعمة كبيرة وعظيمة ويجب أن نحرص عليها جميعا، وبالتالي اتركوا الشارع جانبا ولنذهب إلى حوار جدي تكمل العالم حواراتها حتى نصل إلى نتيجة. 
حسنا، بهذه النقطة سابقا قلت وأعيد إذا يوجد أحد يراهن - إذا حقا يوجد أحد، في الخارج أو في الداخل اللبناني - يراهن على متغيرات إقليمية ستؤثر على تشكيل الحكومة هو مشتبه، الآن نحن محورنا هو الذي ينتصر في المنطقة ومن أول الطريق كنا متواضعين بطلباتنا وما زلنا متواضعين. إذا هناك أحد منتظر محور آخر ويتوقع له أن ينتصر فلينتظر لن يحصل على نتيجة، لكن هذا الانتظار وهذه الرهانات إذا ثبت أنها صحيحة عندها نحن سنعيد النظر بطلباتنا وبتواضعنا ويحق لنا عندها كمحور منتصر في المنطقة أن يكون لنا طلبات مختلفة وشروط مختلفة. لذلك مصلحة من يؤجل بانتظار تطورات إقليمية - لا أقول الخارج يتدخل أو لا - لكن إذا هناك أحد في الداخل يؤجل في انتظار مصلحة تطورات إقليمية أنا أقول هذا لن يخدم مصلحتك حتى في تشكيل الحكومة، لا في الحجم ولا في العدد ولا في الحقائب. 

حسنا، بناء على كلام سمعناه اليوم أنا أيضا أحب أن أنصح القيادات السياسية في لبنان الذين نحن وهم مختلفين من الموقف في سوريا، أحب أن أنصحهم أن لا يلزموا أنفسهم بمواقف وإملاءات قد يضطرون نتيجة الظروف والتطورات والمصالح وضغط المصالح أن يتراجعوا عن هذه المواقف، ليس هناك داع أن يلزموا أنفسهم، فليطيلوا بالهم قليلا ينظروا الأمور إلى أين؟ سوريا إلى أين؟ معبر نصيب إلى أين؟ حدود سوريا والمنطقة إلى أين؟ إدلب إلى أين؟ تركيا والمشكلة مع أميركا والتقارب مع إيران وروسيا إلى أين؟ يطيلوا بالهم قليلا، "يهدوا حصانهم"، ولا يلزموا أنفسهم حتى لا يحشروا أنفسهم، لأن هذه المنطقة كلها، بالنهاية نحن لبنان لسنا جزيرة معزولة ولا يمكننا أن نعيش بمعزل عن كل ما يجري في منطقتنا. حسنا، هذه النقطة الأولى التي لها علاقة بالحكومة. 
النقطة الثانية - بالدقائق الباقية - هناك موضوع ملف الفساد ومحاربة الفساد لأنه أيضا خلال الأسابيع الماضية كان هناك كلاما قليلا أو ملاحظات، أنا أحب أن أؤكد أن هذا المشروع لم يكن كلاما انتخابيا، هذا مشروع جدي، نحن شكلنا ملف ونضع رؤية وخطة ونجمع ملفات ومعطيات ومعلومات، ولكن ساعة الانطلاق هي عندما تشكل الحكومة، لأنه حتى اليوم إذا نريد أن نقدم اقتراحات قوانين لمجلس النواب ما زال البلد عالقا إذا يمكننا أن نشرع في ظل حكومة مستقيلة - حكومة تصريف أعمال - أو لا يمكننا أن نشرع وتشريع الضرورة ومع وضد وإلى آخره؟!... المفصل عندما يبدأ الحساب بيننا وبين التزاماتنا ووعودنا هو عندما تشكل الحكومة، يصبح هناك حكومة قادرة أن تأخذ قرارات وهناك مجلس نيابي وقتها لن يكون هناك نقاش أنه يستطيع أن يشرع. 

النقطة الثانية بهذا الملف، أنه نحن سنعمل من خلال رؤية، نحن عندنا هدف اسمه تخفيف الفساد أو إلغاء الفساد ووقف الهدر المالي، هذا هو الهدف، ونحن نريد أن نقوم بالخطوات التي تخدم هذا الهدف، لدينا منهج ولدينا رؤية، نحن لا نريد أن ننتقم من أحد ولا نريد أن نصفي حساب مع أحد ولا نريد أن نفتح مشكل مع أحد، نحن نريد أن نحقق هذا الهدف، وبالتالي نعمل من خلال رؤية واضحة مثل ما عملنا في المقاومة، عندنا استراتيجيات واضحة وتكتيكات واضحة قد نعلن عنها وقد لا نعلن عنها، لكن نمشي على هدى ونتعاون، نحن اتفقنا مع حلفائنا أنه نريد أن نتعاون ويجب أن ندرس سوية وأن نمشي سوية بهذا الملف الكبير الذي هو مصلحة وطنية حقيقية وقلنا سنعمل معركة وطنية ولذلك بهذه النقطة لا أحد يستعجل علينا ويحكم علينا، واحد. اثنين، إذا أحد هو مفترض طريقة أو أسلوب معين بمكافحة الفساد هو مفترضه بذهنه لا يستطيع أن يفرضه علينا، نحن مثل ما عملنا في المقاومة برؤيتنا وبمنهجنا وبوسيلتنا ويتكتيكاتنا، بهذا الملف - طبعا أيضا بالتعاون مع حلفائنا - سنسير ضمن رؤية وضمن منهج. البعض يفترض أنه والله مع فلان هناك مشكلة أو في الضيعة الفلانية هناك مشكلة أين حزب الله أعلن مكافحة الفساد!؟ إذا كان الناس يثقون بنا وبعقلنا وبوعدنا فليتركونا نعمل بعقلنا ونوفي بوعدنا ونتعاون مع كل المخلصين في البلد لتحقيق هذا الأمر. 
النقطة الثالثة بالموضوع الداخلي اللبناني، الذي له علاقة بالملفات الخدماتية والإنمائية والجو الموجود في البلد وعلى كل تفصيل يحصل مشكل كبير، أريد أن أقول ملاحظة في هذا الملف، انظروا يا إخوان وهذا الكلام ليس فقط لكم بل لكل الشعب اللبناني، لكل المناطق اللبنانية ولكل الحريصين على الإنماء والخدمات في لبنان، الذي يتصور أن الذهاب إلى صراع سياسي أو صراع داخلي هذا يعمل خدمات وإنماء ويحل مشاكل معيشية هو مشتبه، يصبح البلد في مكان آخر، الذي يتصور أنه بالشتائم وباللعنات والإتهامات وبتحطيم كل شيء هذا يعمل إنماء، هذا لا يعمل إنماء ،هذا يأخذ إلى المزيد من العدوات والبغضاء والمشاكل وهذا يخرب البلد. إذا كنا نريد إنماء في هذا البلد نحتاج إلى تعاون وتكامل ونحتاج إلى أن تتكلم الناس مع بعضها أكثر وتتحمل بعضها أكثر وتشد كتف على كتف مع بعضها أكثر حتى نستطيع أن نعمل إنماء وخدمات. 
هناك أسلوب يفكر فيه بعض الناس أو بعض الأشخاص هذا لا يوصل إلى الإنماء، هذا يأخذ البلد إلى الهاوية، نحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى الهاوية، لا يجوز لنا لا أخلاقيا ولا وطنيا ولا شرعيا ولا دينيا ولا أخويا، أبدا. في موضوع الإنماء الشخص يجب أن يعمل بالطريقة الذي يأكل العنب، إذا تريد أن تقتل الناطور هذا العنب الموجود في لبنان يذهب مع الناطور، نذبح بعضنا تحت عنوان نريد أن نأكل العنب. لذلك الأمر يحتاج إلى مقاربة مختلفة، هذا لا يتنافى مع الضغط، أنه الناس تضغط على المسؤولين وعلى القوى السياسية، هذا لا يتنافى مع الانتقاد، حتى لا يخرج أحد ويقول السيد اليوم يستغل انتصار 14 آب يريد أن يسكتنا، لا، كل من يريد أن ينتقد يمكنه أن ينتقد، لكن عندما ننتقد مرة نطالب بموضوعية وننتقد بموضوعية، نقدم اقتراحات وأفكار بموضوعية، لكن عندما فقط نختلف على موضوع واحد - سأحكي بشفافية ووضوح تام، وهناك كثير من الناس سينزعجون من كلامي الليلة- مثل موضوع الباخرة التي جاءت إلى الزهراني - هذا النقاش الذي حصل - حسنا، يا أخي حصل خلاف بالرأي، لكن لماذا العالم "بدها تفلت على بعضها" بهذه الطريقة، لماذا نخاطب بعضنا بهذه الطريقة؟ لماذا نسيء لبعضنا بهذه الطريقة؟ لماذا نهين بعضنا بهذه الطريقة؟ هذا يأتي بالكهرباء؟! هذا يعمل إنماء؟! أو هذا يخرب بيئتنا ومجتمعنا وبلدنا!؟ أنا مع الانتقاد، مع انتقاد حزب الله قبل غير حزب الله وطالبوا ليس هناك مشكلة، لكن هناك سوق مفتوح في البلد خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام يشغل بطريقة لا يبقى هناك حرمات لأحد ولا يبقى هناك كرامات لأحد لا للكبير ولا للصغير، في الماضي كان هناك بعض الصحف والتلفزيون وبعض الوسائل الإعلامية ممكن واحد أن يعمل حوار معهم ويحصل هناك ضبط للوضع، لكن اليوم كل شخص جالس في منزله عنده وسيلة إعلام اسمها مواقع التواصل الاجتماعي والله أعلم أي جيش الكتروني داخل على الخط، الجيش الالكتروني الإسرائيلي أو الجيش الالكتروني التابع للدولة الفلانية بالخليج أو الأميركي أو "CIA" ويشتغلوا بنا، ونحن نركض وراءهم. تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي البلد كله يهب، تغريدة واحدة، نحتاج إلى عقل، نحتاج إلى هدوء، نحتاج إلى مسؤولية وإلى ضبط أعصاب وأن لا ننساق وراء الحملات. 
بكل الأحوال، نحن في الموضوع الإنمائي، الآن على ضوء الذي حصل في الجنوب حصل اتفاق بيننا وبين إخواننا في قيادة حركة أمل باعتبار أن هذه النقطة شغل فيها أنها خلاف بين حزب الله وحركة أمل مع أنه لم يكن خلاف حزب الله وحركة أمل، كان هناك خلاف بوجهة النظر لكن بالنهاية الذي لا نتفق عليه نجد له حلا، لكن مواقع التواصل الاجتماعي والجو الإعلامي الذي عمل أخذ الأمور إلى مكان آخر. اتفقنا أن حتى في الملفات الإنمائية التفصيلية نجلس ونتفاهم ونتعاون ولا نفتح باب للذين يريدون أن يخربوا هذه العلاقة. 
الذي يريد إنماء في لبنان يريد تعاون كل القوى السياسية في لبنان - اسمحوا لي هنا أن أعمل خطاب مناطقي قليلا - لأهل الجنوب ولأهل الضاحية ولأهل البقاع، باعتبار أن أمل وحزب الله يمثلون بنسبة كبيرة تلك المناطق، الذي يريد إنماء يريد تعاون أمل وحزب الله، الذي يريد أن يأخذ إلى صراع أمل وحزب الله ذلك معناه أنه لا يريد إنماء ولا يريد كهرباء ولا يريد ماء ولا يريد مدرسة ولا يريد مجلس إنماء بعلبك - الهرمل ولا يريد حل للمشاكل المعيشية، هذا سيأخذنا إلى مكان آخر، إلى مكان آخر - فلأكون صريح معكم - نحن لن نذهب إليه، احفظوهم جيدا، وهذا خطاب لكل القاعدين خلف مواقع التواصل الاجتماعي ولكل المتربصين في الخارج وأنا أعني ما أقول وبقوة، لن نذهب إلى هذا المكان، حركة أمل وحزب الله أخذوا قرارا تاريخيا أن يكونوا سويا ويكملوا سويا ويضحوا سويا ويواجهوا المشاكل سويا، بـ 14 آب أريد أن أذكر أن موقف الرؤساء والتيارات والأحزاب والمناطق اللبنانية كان أساسي ولكن الموقف الذي أوجد الانتصار وبني عليه كل الموقف الوطني هو التلاحم الوجودي بين حزب الله وحركة أمل، من يمكن أن يتجاهل أو يتناسى الدور المركزي في تلك الحرب وفي تلك المعركة لدولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، من يستطيع أن يتجاهل هذا الموضوع؟ من يستطيع أن يتناساه؟ إذا اليوم نتحدث عن انتصار المقاومة في 14 آب أو انتصار محور المقاومة في المنطقة. 

لذلك مثل ما قلنا للسياسيين " هدوا أحصنتكم" أريد أن أقول للناس يا ناس أطيلوا بالكم قليلا علينا، أطيلوا بالكم على أنفسكم، اهدءوا، هناك من يتربص بنا يا ناس، من يتربص بهذه البيئة المقاومة، بهذا الجمهور من أجل أن نتقاتل على الكهرباء وعلى الماء، لا أقول الكهرباء والماء ليسوا مهمين، بل مهمين، والإنماء مهم والوضع المعيشي مهم، لكن الطريق الذي يعالج هذه الأمور، الطريق أن نتعاون، أن نتفاهم، أن نتكامل، أن يكون كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير يد بيد في مجلس النواب ووزارئنا يد بيد في الحكومة، هذا يعمل إنماء، ليس التشنج والتوتر والتشاتم هو الذي يوصل لإنماء. 
هذه البيئة إن شاء الله التي كانت عنصرا حاسما في صنع الانتصار في 14 آب أيضا في كل الاستحقاقات المقبلة على لبنان وعلى منطقتنا ستكون بوحدتها وانسجامها وتعاطفها وتآخيها وتعاونها عنصرا حاسما في حسم كل المعارك الآتية. 

عهدنا لكل شهدائنا الأعزاء وفي مقدمهم قائد النصر في هذه المعركة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وكل الإخوة الشهداء، لن أقول أسماء، لأنه كتبت قائمة اليوم وكانت طويلة وأخاف أن أنسى أحد وأذكر أحد، لكل شهدائنا الأبرار ولقادتنا الأوائل، للشهيد السيد عباس، للشيخ راغب، لسماحة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر، لكل الذين يعلقون الآمال على جهادنا، على مسيرتنا، على ثباتنا، نقول لهم في يوم الانتصار نجدد لكم عهدنا ووعدنا ووفاءنا، لن يكون بعدكم وبدمائكم إلا زمن الانتصار.