الخميس، 27 سبتمبر 2018

عون: بحال فشلنا.. لتأليف حكومة أكثرية ومن لا يريد المشاركة فليخرج

الجمهورية ،
عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيروت صباح اليوم، بعد ترؤسه وفد لبنان الى الامم المتحدة في دورتها الـ73 وإلقائه كلمة، واجرى سلسلة لقاءات مع رؤساء وزعماء عدد من الدول.

وعلى متن الطائرة التي اقلته الى بيروت، كانت للرئيس عون دردشة مع الصحافيين تناولت مختلف المواضيع. فأكد أن "مشاركته في أعمال الدورة الـ73 للامم المتحدة، كانت بهدف القاء كلمة تنقل الواقع اللبناني والافكار اللبنانية، ورؤيتنا لمواقف اتخذتها دول كبرى الا انها تعود علينا بالاذى، على غرار القضية الفلسطينية وتداعياتها والقضية اللبنانية، "كما انني اعطيت تصورا لانشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار بعد ان طرحت مبادرة جعل لبنان مركزا دوليا لحوار الاديان والثقافات والاعراق السنة الماضية وقدمت هذه السنة تفصيلا لها. ورغبت ان اقدم شخصيا رؤيتنا في المحيط الذي نعيش فيه، فهناك قضية عربية لن نتنازل عنها حتى لو تنازل عنها غيرنا وهي قضية فلسطين، وهناك قضية النازحين السوريين، وواقع الامم المتحدة الذي تحدثت عنه الرئيسة الحالية للجمعية العامة وتتناول تحويل المنظمة الدولية الى مؤسسة تحظى بثقة العالم للمساعدة على حل المشاكل. وحاولت مخاطبة الضمير العالمي وحثه على التحرك لاننا بتنا نعيش في مجتمع عالمي مفترس، ولا يجوز للانسان ان يفرغ نفسه من القيم".

وعن الحملة التي تستهدفه، اكد الرئيس عون انها "حملة شخصية ولكنها كاذبة لذلك لا أتأثر بها، وهناك من لديه شغف بالشائعات التي يحبها الانسان ويفضلها على الحقيقة، على الرغم من أن الحقيقة جميلة جدا، ولكن الانسان يمل منها لانها لا تحتمل الا وجها واحدا، بينما للشائعة وجوه عدة تتغير فيفضلها حتى ولو كانت بشعة. مع الاسف ان هذه العادة وصلت الى اناس كان من المتوقع منهم استنهاض الهمم عند وقوع الازمات".

وعن الابقاء على ربط الحل السياسي في سوريا بعودة النازحين، شدد الرئيس عون على "وجود اصرار للابقاء على الموقف الدولي المؤيد لهذا الربط، وخصوصا أن هناك خلفية معينة متعلقة بالاوجه الكثيرة للسياسة". وقال: "اعطينا امثلة على تأخر الاتفاق على حلول السياسية لازمات كبيرة، ومنها القضية القبرصية التي قسمت الجزيرة بين الاتراك واليونانيين ولا يزال الحل السياسي متعذرا. وهناك ايضا القضية الفلسطينية التي لا يزال اللاجئون ينتظرون 70 سنة من اجل التوصل الى حل سياسي، فيما الامور تزداد سوءا وقد نشهد بين ليلة وضحاها غياب الوطن بالنسبة الى الفلسطينيين، بينما اوقفت الولايات المتحدة تمويل وكالة "الاونروا" لاغاثة اللاجئين رغم ان اسباب وجود هذه الوكالة لم تنتف بعد".

وعن موضوع الحكومة، اعتبر رئيس الجمهورية "ان هناك نوعان من الحكومات، حكومة اتحاد وطني ائتلافية او حكومة اكثرية، واذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة اكثرية وفقا للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها".

وعما اذا كان هذا الخيار متاحا ويسهل تمريره في مجلس النواب، قال ان "الامور لا تبدأ على هذا النحو، فمن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقا لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية. واذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول طورا، فلتؤلف وفقا للقناعات واذا شاءت اطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها. أنا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الاحزاب التي تؤيدني منها".

واوضح انه قبل سفره الى نيويورك "لم تكن هناك من حلحلة على خط التأليف"، قائلا: "بعد عودتي الى بيروت، اذا كانوا قد اعدوا صيغة حكومية سنطلع عليها وما اذا كانت تعتمد الوفاق لنقرر عندها ماذا سنفعل".

وعما اذا كان الامر متوقفا عند الرئيس المكلف، اجاب: "ما هو مؤسف لدى السياسيين، انه اذا ما اوحى رئيس الجمهورية بأمر ما، تصدر التحليلات والتصريحات عن رغبة الرئيس في تخطي صلاحياته وبأنه يريد تهميش الجميع. واذا لم يتدخل رئيس الجمهورية، يتساءلون اين هو الرئيس وماذا عن دوره ولماذا يقف متفرجا؟ إن الحل يتمثل بقيام احد بأخذ المبادرة، ولكن ليس انا من سيأخذها، ذلك اني لست في الجمهورية الاولى، فالكل يعيد التأكيد على جمهورية الطائف، حتى ان البعض نكر علي حقي في عدم قبولي تشكيلة حكومية، فيما الامر ينص عليه الدستور. فليشرحوا لي معنى الشراكة".

وفي ما خص اعتبار البعض ان المبادرة هي نوع من التنازل، قال: "لرئيس الحكومة الحق في المبادرة، رضي الافرقاء او لم يرضوا. كنت اتمنى لو تم تأليف الحكومة بعد 15 عشر يوما من التكليف، وكل يوم اتمنى ان يحصل الامر في اليوم التالي".

وعما اذا كانت العقدة الخارجية لا تزال موجودة قال: "ان الامور مختلطة، والعقدة تكون احيانا خارجية لكن يعبر عنها محليا". 

وعن الخطوات التي يمكن ان يتخذها اذا طالت عملية التأليف، قال: "اذا اقدمنا على اتخاذ خيارات، فعندها تكون الامور قد وصلت الى مكان لم يعد من الممكن سوى اتخاذ مثل هذه الخيارات".

وعن احتمال فرض عقوبات اميركية على لبنان ومدى ارتباط ذلك بمنع عودة النازحين، قال الرئيس عون:" ليست هناك اليوم قواعد للتعاون، لا احد يعلم ماذا سيقرر الرئيس الاميركي".

وعن طمأنته ابناء الجالية اللبنانية في نيويورك بالامس الى الوضع الاقتصادي، وما اذا كانت تستند الى معطيات فعلية، اكد ان "لبنان وضع الخطة الاقتصادية التي سيعمل عليها وفقا لمقررات مؤتمر "سيدر"، ونحن في انتظار الحكومة، بحيث انه كان بامكاننا المباشرة بتنفيذ الخطة في شهر ايار الفائت"، لافتا الى انه "قد يكون هناك استياء اوروبي من التأخير".

وتابع: "ان الازمة الاقتصادية صعبة ولكنها قابلة للحل ويمكننا القيام بالعديد من الامور في هذا المجال، وقد بدأنا بمحاربة الفساد بعد ان حاربنا الارهاب، ويحب تنظيف الادارة واعتماد الاقتصاد الانتاجي بدل الريعي الذي يؤدي الى خسارة مؤكدة، والامثلة على الخسائر كثيرة".

وعن الاحداث الاخيرة في مطار بيروت، اجاب الرئيس عون: "لم لم تسألوني كيف أنزل الركاب من الطائرة؟". وقال:" انتم كنتم معي على متن الطائرة، الا تريدون ان تشهدوا؟ هل تغير شيء في الطريقة المعتادة؟" واعاد التأكيد على انه "من العار ان تبقى ادارة من هذا النوع في المطار وفي كل مكان يشهد فضيحة".

وسئل عن اعادة المقاومة الى الادبيات اللبنانية من على منبر الامم المتحدة، فأجاب: "لا يمكنني انكار تاريخنا، وقد ذكرت وقائع في خطابي"، وسأل عما فعله مجلس الامن بعد صدور القرار 425 الملزم؟ مؤكدا ان "الاحتلال الاسرائيلي هو الذي ادى الى قيام المقاومة المسلحة".

وسأل: هل من احد ينكر على المقاومة انها اخرجت الاسرائيلي؟ او ان ينكر الاعتداء الاسرائيلي في العام 1993 وعناقيد الغضب في العام 1996 او مقابر مئة طفل التي خلفتها؟ وكم من مرة انتقمت اسرائيل من لبنان، ان من خلال استهدافها معامل الكهرباء او عمليات الخطف العسكرية او غيرها من العمليات؟".

وأعاد الرئيس عون التأكيد أن "حزب الله تصدى لاول هجوم لمجموعات ارهابية على لبنان من القصير"، قائلا: "كلنا نحارب الارهاب في لبنان. ولست انا من احيي المقاومة، بل اتحدث عن تاريخ لبنان، ذلك ان المقاومة تعيش بقدراتها والازمة السورية جعلت حزب الله ضمن القضية الاقليمية. واذا كان المجتمع الدولي غير قادر على مساعدتنا لحل ازمة النازحين السوريين، فكيف يمكن لنا ان نعالج مسألة حزب الله وحدنا، وقد اصبحت لها ابعاد اقليمية ودولية، وقبل حل مشكلة الشرق الاوسط؟ فليتم ايجاد حل لازمة الشرق الاوسط، وبعدها حل سائر المسائل المتفرعة عنها". 

عون من نيويورك أمام الجالية: ما نقوم به هو من اجل طمأنتكم الى مستقبل لبنان

 وطنية -
 اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "الاصلاحات التي يشهدها لبنان على الصعد كافة، هو من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية". 

ولفت الى ان "البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وقال: " لقد تمكنا من تحرير لبنان من التبعية، رغم وجود شوائب لدى البعض. وهو مستقل وكلمته في الامم المتحدة نابعة من صلب ايماننا وتفكيرنا كلبنانيين، ولا تتبع احدا، وهذا ما سمح لنا بالدخول الى المؤتمرات الدولية بشجاعة واخلاص للوطن وبأن تتبلور الشخصية اللبنانية الحقيقية والتي ستكون ركيزة بنينا عليها لاطلاق مبادرة "الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار"، وهناك قبول لها في الامم المتحدة وآمل ان نكون قد بدأنا بمرحلة التنفيذ اعتبارا من السنة المقبلة."

وشدد على أن الدول "تكتفي بشكرنا على استضافتنا للنازحين، ولا تقوم بأي مبادرة للتخفيف من العبء على لبنان عبر استقبال جزء منهم "، وقال ان "هناك جريمة ثانية ترتكب بحق لبنان، هذا البلد الذي يجسد الاختلاف السياسي انما الاتفاق الوطني الذي جنّبه نشوب حرب داخلية، وهذا بفضل وعي اللبنانيين الذين يختلفون دون الخروج عن القواعد الوطنية، ويلتقون على حب الوطن".

كلام الرئيس عون جاء خلال حفل الاستقبال الذي اقامته رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي وسفير لبنان لدى واشنطن السفير غابي عيسى للجالية اللبنانية من مختلف الولايات الاميركية في قاعة 583 park avenue في نيويورك على شرف رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى في حضور اعضاء الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، والمستشارة الرئاسية ميراي عون هاشم، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب. وحضر الاحتفال اكثر من 500 شخص من ابناء الجالية تقدمهم عدد من القناصل ورجال الدين والفاعليات واركان البعثة والسفارة.

وقائع الاحتفال
وكان الحفل بدأ عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت نيويورك (الثالثة فجرا بتوقيت بيروت) مع وصول الرئيس عون واللبنانية الاولى والوفد المرافق، حيث علا التصفيق مع دخول رئيس الجمهورية وقرينته القاعة وهتف الحضور بحياة الرئيس عون على وقع الاغاني الوطنية اللبنانية.

وبعد انشاد السيد امين هاشم النشيد الوطني اللبناني، القت السفيرة مدللي كلمة ترحيبية، اعادت فيها التذكير بدور لبنان الرائد ومساهمته الفاعلة والاساسية في وضع ميثاق الامم المتحدة الذي يركز على حقوق الانسان وتعزيز حقه في الحرية والكرامة. وقالت: " هذه هي المبادىء التي ينادي بها فخامتكم، خصوصا في مبادرتكم لحوار الاديان والحضارات". ولفتت الى العديد من الامور التي تمثلها الامم المتحدة وتجسدها واهمها الملاذ من اجل حماية الدول والشعوب، مشددة على "تقصير المنظمة الدولية خصوصا في منع الحروب والظلم، معطية مثالا على ذلك القضية الفلسطينية".

وتوجهت السفيرة مدللي الى الرئيس عون بالقول:" ان عهدكم اعطى زخما استثنائيا لحضور لبنان في المنتديات الدولية متعددة الاطراف، وفي مقدمها الامم المتحدة"، معتبرة ان "الرئيس عون تمكن مع الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، من اعلاء صوت لبنان وموقعه على الساحة الدولية، وهو ما عبرت عنه المؤتمرات الدولية التي انعقدت في الآونة الاخيرة، وعكست مكانة لبنان لدى المجتمع الدولي، واجابة تفاعلية على السياسة الخارجية الفاعلة والنشطة للوزير باسيل".
وختمت بتعداد عدد من النقاط التي تلخص جهود بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة من اجل رفع اسم لبنان عاليا في مجالات عدة، معاهدة رئيس الجمهورية تعزيز التواصل مع اللبنانيين.

عيسى
ثم رحب السفير عيسى بالرئيس عون واللبنانية الاولى، مشيرا الى ما يقومان به في سبيل خدمة لبنان، كما شكر اللبنانيين المتواجدين في الاحتفال والذين قدموا من مختلف الولايات الاميركية من اجل الترحيب برئيس الجمهورية والتواصل معه وسماع مواقفه التي تترك في نفوسهم اثرا ايجابيا، وايمانا بمستقبل واعد للبنان.

كما شدد على "أهمية العمل الذي يقوم به الوزير باسيل من اجل ايصال الرسالة اللبنانية الى العالم اجمع".

عون
ثم تحدث الرئيس عون الى ابناء الجالية، فأعرب عن سروره للتواجد معهم في نيويورك، لما يعطونه من صورة مشرقة للبنان في العالم. وقال: "اقدر الجهد والوقت الذي بذلتموه من اجل الحضور الى هذا اللقاء، وكلما التقي بقسم من الجالية اللبنانية في العالم اكون مسروراً بمشاهدة وجوه تعمل من اجل نفسها ووطنها، واطلب منها ان تكون وفية للوطن الذي احتضنها وتعمل فيه واتمنى لهم دوام النجاح. خلال مؤتمرات الطاقة الاغترابية تبادر الى ذهني كم ان لبنان صغير بمساحته وكبير بانتشار ابنائه، وفكرت في ان اطلق عليه تسمية "الوطن الكوني" الذي ينتشر فيه لبنان. لا شك انكم تنتظرون مني ان اطلعكم على اخبار عن لبنان واوضاعه، اولا عمدنا الى ترسيخ الامن في لبنان وهو كان هدفنا الاول لانه اذا لم نحافظ على حياة المواطنين لا يمكن ان نحافظ على ابنائهم واموالهم. وهكذا اصبح لبنان آمنا بفضل العمليات التي قام بها الجيش، وشهد الوضع استقرارا على الاراضي اللبنانية كافة، سواء بتطهيرها من الارهابيين على الحدود، او في الداخل من الجرائم الكبيرة التي كانت ترتكب".

أضاف: منذ تولينا السلطة، لم يخطف اي لبناني او اجنبي، وغابت عمليات السطو على المصارف والسيارات، وبتنا في مرحلة متقدمة من القضاء على تجار المخدرات، وكلها عمليات ناجحة من اجل جعل الوطن مثاليا. وفي ما خص ادارات الدولة وتنظيمها، اعدنا الى المؤسسات التي كانت فارغة وغير فاعلة، دورها، وبدأنا بتنظيم الدبلوماسية اللبنانية في العالم ومن احدى ثمارها تعيين السفيرة مدللي. ثم انتقلنا الى القضاء وقمنا بأعمال مهمة في كل هذه المؤسسات، انما الامر يحتاج الى بعض الوقت للتنفيذ، على غرار تلزيم النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية، كما ان برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح، ولا تخافوا على لبنان من تطوير اقتصاده ونموه، صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وقد ورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون. لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير".

وتابع: " ان هذه الاعمال تقنية وسهلة، ولكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات كي نبقى في المسار السليم والسريع المتبع. يجب تغيير النمط والسلوك في لبنان، من اجل بنائه وفق اسس سليمة وحديثة، وقد بدأنا بتغيير بعض الامور في ذهن اللبنانيين عبر اقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية، ما افسح في المجال امام وصول برلمانيين جدد الى المجلس النيابي عبر التمثيل الشعبي لهم، والتخلص من الظلم الانتخابي الذي كان يميز النظام الاكثري ويلغي قسما كبيرا من اصوات اللبنانيين، ويعطي افضلية لمن يتمتع بالاموال، وجعل البلد يتجه نحو اسلوب حديث".

وقال: "ان ما نقوم به من اصلاحات على الصعد كافة ومنها مالية، هو من اجل طمأنتكم الى مستقبل لبنان والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية. ان البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الامر يتطلب جهدا كبيرا لمعرفة خطورته، وعلينا تنظيمه ومنع التأثير السلبي له الذي يؤذي الكثيرين، ومنع اي شائعة من ان تكبر وتتحول الى فضيحة غير صحيحة، وعليكم التنبه واستقاء المعلومات بشكل صحيح، ولسنا مضطرين للبقاء في حال سجال سياسي دائم مع اولاد، حتى لو كانوا متقدمين في العمر، الا انهم لم يبلغوا سن النضوج، وهم يتسببون بخلل في المجتمع، الا اننا نملك تجربتنا ومسيرة طويلة تخطينا فيها صعوبات كثيرة، وسنتخطى هذه الصعوبة وغيرها ايضا".

وتابع الرئيس عون: " لقد تمكنا من تحرير لبنان من التبعية، رغم وجود شوائب لدى البعض. وهو مستقل وكلمته في الامم المتحدة نابعة من صلب ايماننا وتفكيرنا كلبنانيين، ولا تتبع احدا، وهذا ما سمح لنا بالدخول الى المؤتمرات الدولية بشجاعة واخلاص للوطن وبأن تتبلور الشخصية اللبنانية الحقيقية والتي ستكون ركيزة بنينا عليها لاطلاق مبادرة "الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار"، وهناك قبول لها في الامم المتحدة وآمل ان نكون قد بدأنا بمرحلة التنفيذ اعتبارا من السنة المقبلة. ان هذه الاكاديمية تقوم على تعميم ثقافة السلام في العالم عبر تقارب الشعوب بدل ان تبقى متباعدة اما بسبب جهلها لبعضها البعض او بسبب خوف الانسان من الآخر. لذلك يجب ان يعم السلام من خلال المعرفة المتبادلة بين الاديان والاعراق والحضارات ليفهم الناس ان لعبة الحرب ليست انسانية او دينية، انما اقتصادية وهدفها السيطرة على الآخر عبر اعتماد سياسة القوة، وهذه ازمة نأمل ان نخرج منها. اليوم، نحن نناقض هذا التوجه ونتكلم عن الشعب اللبناني ومحيطه، لاننا نتحمل نتائج الحروب التي يعيشها الشرق الاوسط. هناك مليون و750 الف نازح سوري على الاراضي اللبنانية، وقد اوقفت الامم المتحدة تسجيل اعداد النازحين عام 2014، فأكمل الامن العام المهمة، الا ان هذا العدد بدأ بالتراجع شيئا فشيئا اثر عودة قسم منهم الى بلادهم".

وقال: "ان موارد لبنان قليلة، ومساحته الجغرافية صغيرة، وقد تمكنا اليوم من اظهار صورة عن مساوئ انتشار هذا العدد الضخم من النازحين فيه، عل العالم يشعر بما قام به تجاه هذا البلد فيما تكتفي الدول بشكرنا على استضافتنا للنازحين، ولا تقوم بأي مبادرة للتخفيف من العبء على لبنان عبر استقبال جزء منهم. ونحن لا يمكننا تحمل هذا الملف. وتحدثنا بكل وضوح، ويمكنكم انتم ايضا المساعدة في هذا المجال عبر معارفكم واتصالاتكم لاظهار أن هناك جريمة ثانية ترتكب بحق لبنان، هذا البلد الذي يجسد الاختلاف السياسي انما الاتفاق الوطني الذي جنبه نشوب حرب داخلية، وهذا بفضل وعي اللبنانيين الذين يختلفون دون الخروج عن القواعد الوطنية، ويلتقون على حب الوطن".

ودعا الى "اليقظة وتعزيز الحس النقدي، وعدم قبول الشائعات التي تؤثر سلبا على صورة لبنان عبر استهداف الدولة".

وختم: "اجدد سروري بلقائكم اليوم من كل اطراف الولايات المتحدة، وعلى جهدكم من اجل المشاركة في هذا اللقاء".

وفي الختام، صافح الرئيس عون واللبنانية الاولى افراد الجالية فردا فردا وتبادلا اطراف الحديث معهم. 
================== داود رمال/ج.س

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

ملحم رياشي: نرفض ذل الناس في محاولة لتشويه صورة القوات

 وطنية - 
أكد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي في حديث الى برنامج "انترفيوز" من تلفزيون "المستقبل"، أنه لا يمكن لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "محاربة العهد لأنه شريك أساسي في وصوله الى سدة الرئاسة"، مشيرا الى ان "الرئيس عون يؤكد لي دائمًا حرصه على المصالحة المسيحية".

صحة الناس أولوية

وكشف ان نية كتلة "الجمهورية القوية" كانت تمرير مشروع معجل مكرر للدواء ، لأن الناس بحاجة ماسة إليه الا ان الموضوع لم يتم"، مؤكدا أن "صحة الناس ضرورة ولا يمكن تأجيلها".

ولفت الى ان "هناك حاجة اساسية للدواء خصوصا لدى مرضى السرطان"،  معتبرا انه " يجب ان يكون البند الاساسي من تشريع الضرورة". ورأى أن "هناك قرار ا بمهاجمة "القوات" منذ ليل أمس".

وأكد الرياشي "أن الهجوم على "القوات" "لن يؤدي إلى نتيجة ولن يوصل الى أي مكان"، مشددا على ان "حاجات الناس جميعها في مكان، والصحة في مكان آخر".
ولفت الى  ان "المرض لا طائفة له والموضوع يستلزم تشريع ضرورة". داعيا رئيسي المجلس النيابي والحكومة "ليكون هذا البند على جدول الاعمال في أسرع وقت ممكن".

وأكد العمل "على ايجاد مخرج لمشكلة الدواء لأن ذلك من ضمن مسؤوليتنا تجاه الناس ولا يجوز ان نبرر،  إنما علينا ايجاد الحلول، والاولوية لصحة الناس"، معتبرا أن "هناك منطقا معيبا يستدعي التوقف عنده".
وعبر عن رافضه لان يتعرض المواطن للذل في محاولة من البعض لتشويه صورة القوات"، كاشفا أن "جعجع كلفه التواصل مع الرئيس نبيه بري بغية إيجاد حل لمشكلة الدواء".

حق القوات
وفي الموضوع الحكومي، رأى الرياشي أنه "على رئيس الجمهورية حماية حق القوات اللبنانية"، كاشفا "ان "القوات" "تريد ثلث المقاعد المسيحية في الحكومة المقبلة".

ورأى أن هناك "نوايا لتدخل خارجي في الملف الحكومي، لكن في الواقع لا يوجد أحد مهتم بلبنان حاليا"، معتبرا ان السعوديين ليس لهم مصالح في لبنان في الوقت الحاضر"، لافتا الى ان هناك "حاجة لبنانية للمملكة اكثر من حاجة المملكة للبنان، خصوصا مع وجود نصف مليون لبناني يعملون في السعودية".

ورأى الرياشي "أن الرئيس  سعد الحريري يحافظ على مصالح الجميع في الداخل"، وقال:"إن الأمور الاقتصادية والاجتماعية ومقررات مؤتمر سيدر تجعلنا في حالة عجالة لتشكيل الحكومة".

واقترح الرياشي عقد "لقاءات وزارية، في انتظار تشكيل الحكومة، تحت عنوان "الضرورات تبيح المحظورات" بغية إنقاذ الوضع الإقتصادي".

الحكومة الحيادية لن توصل لنتيجة

ولفت الى ان الرئيس ميشال عون اعترف للمرة الاولى   باتفاق الطائف من خلال اتفاق معراب"، مبديا رفضه لفكرة الحكومة الحيادية التي "لن توصل الى نتيجة".

وكشف ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "راض عن أداء القوات وتضحياتها في الملف الحكومي"، داعيا رئيس  الجمهورية و الئيس المكلف تشكيل الحكومة  الى "فرملة الوضع الراهن لأن الدولة تتجه الى الانهيار الاقتصادي".

وأشار الرياشي الى انه "لم يتم عرض اي شيء جدي حتى الآن في موضوع الحكومة"، كاشفا "ان "القوات" وافقت على اقتراحين للوزير جبران باسيل لكنهما سقطا".
وذكر "ان "القوات اللبنانية" حازت "على 37% من اصوات  المسيحيين اي انه يحق لها بخمسة وزراء"، واصفا الوضع الحكومي ب"الجامد"، داعيا الى "ضرورة ان عقد اجتماعات طارئة لحكومة تصريف الاعمال بهدف تحريك الوضع الاقتصادي في البلد".

ورأى الرياشي" ان لا شيء يمنع  من حصول لقاء بين جعجع وباسيل"، وقال:"يدنا ممدودة للجميع وابواب معراب مفتوحة لجميع الناس، شرط ان تكون لمصلحة لبنان".
ولفت الى "ان "القوات" "قدمت اقصى ما يمكن ان تقدمه من تنازلات في الموضوع الحكومي"، واصفا العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" ب"الممتازة".

مرحلة الاقتتال طويت الى غير رجعة

وأعرب الرياشي عن أسفه "لأن يعمد البعض قبل الإنتخابات وقبل الصمت الانتخابي الى الحديث بلغة ما قبل المصالحة المسيحية، مجددا تأكيده انه  لم يعد في الامكان  تقديم اي تنازلات في موضوع التشكيل".

وردا على سؤال عن موضوع المصالحة المسيحية - المسيحية، قال الرياشي:" إن مرحلة الاقتتال طويت الى غير رجعة،  شاء من شاء وابى من ابى".
واكد "ان اي اتفاق سياسي يجب ان يحصل تحت سقف اتفاق معراب".

ولفت الى انه "راض على قانون الانتخابات لأنه كان أفضل الممكن"، معتبرا ان قصة "اوعا خيك" قصة استراتيجية جدًا وطوينا المرحلة الأليمة الى غير رجعة، وقال:" نعرف ان البعض يتمنى ان نعود الى زمن ما قبل المصالحة".

أضاف: "ما لم يتمكن "التيار الوطني الحر" يومًا من تحقيقه وما لم تتمكن "القوات" يومًا من تحقيقه حققته الشراكة المسيحية".

لانشاء مطارات صغيرة

وردا على سؤال ، دعا الرياشي الى "انشاء مطارات صغيرة في لبنان كمطار القليعات، لانه يساهم في تطوير الاقتصاد ويساعد لبنان للعب دوره في المنطقة"، معتبرا "ان ما جرى اليوم في المطار بحاجة الى حل جذري ازاء ما جرى ويجري منذ اسابيع هناك".
وعبر الرياشي عن رفضه لاقالة اي موظف في الادارات العامة،  وقال: "إن ما جرى أمر معيب جدا ولا علاقة له بموضوع الاصلاح في الادارة".

تتم محاربة الناجح
وردا على سؤال، أثنى الرياشي على  دور رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت في ادارته للشركة والتي تحقق ارباحا كبيرة، مؤكدا ان "كل انسان ناجح تتم محاربته".

عون في الامم المنحدة: لبنان يتلمس طريقه للنهوض

أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى أنّ "الأمم المتحدة تدرك أن واقعها اليوم يستوجب تطويراً جدياً للدور المستقبلي المأمول منها، لأنه في مفاصل عدة تعذّر على مجلس الأمن إقرار قرارات محقة بسبب حق النقض، أو أن بعض الدول تتمنّع عن تنفيذ قرارات لا تناسبها، حتى لو كانت لها صفة الإلزامية والفورية، وذلك من دون أي مساءلة أو محاسبة".

عون لفت في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، إلى أنّ "القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة عام 1947، والذي قضى بتقسيم فلسطين، اتخذ طابع الإلزامية على الرغم من أنه ليس ملزماً، ونُفّذ فوراً، بينما القرار 194، الصادر عام 1948 والذي يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في أقرب وقت ممكن، بقي حبراً على ورق طوال سبعين عاماً".

واعتبر أنّه "لكي تكون الأمم المتحدة "قيادة عالمية" وذات أهمية لجميع الناس، لا بد من مشروع إصلاحي يلحظ توسيع مجلس الأمن ورفع عدد الدول الأعضاء واعتماد نظام أكثر شفافية وديمقراطية وتوازناً. ومن ناحية أخرى، من المهم أن تكون الجمعية العامة أكثر تعبيراً عن التوجه الفعلي للمجتمع الدولي".

ورأى أن "الأمم المتحدة مدعوّة إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان في العالم"، مشيرا إلى أنّ "لبنان الذي ساهم في وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يؤكّد أنّ النظرة إلى هذا الموضوع هي نظرة إلى حرية الفرد في المجتمع، وكل اعتداء على حقوق الإنسان اليوم، في أي بلد من البلدان، إنّما يؤسّس لنزاعات الغد".

عون الذي شدّد على أنّ "لبنان يتلمس طريقه للنهوض من الأزمات المتلاحقة التي عصفت به"، لفت إلى أنّ "أمنيا تمكن لبنان من تثبيت أمنه واستقراره بعد أن قضى على الإرهابيين وسياسيا أجرى انتخاباته النيابية وفق قانون يعتمد النسبية أمّا اقتصاديا فوضعت الخطوط العريضة لخطة اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار مقررات مؤتمر "سيدر"".

هذا وتطرّق إلى ملف النازحين، مؤكّدا أنّ "أزمات الجوار لا تزال تضغط علينا بثقلها وبنتائجها. فمع بدء الأحداث في سوريا بدأت موجات النزوح تتدفق الى لبنان، وقد حاول قدر إمكاناته تأمين مقومات العيش الكريم للنازحين ولكن الأعداد الضخمة وتداعياتها على المجتمع اللبناني من نواح عدة، تجعل الاستمرار في تحمّل هذا العبء غير ممكن".

وقال: "بما أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمناً، تحدثت عن العودة الآمنة للنازحين إلى بلادهم، وميّزت بينها وبين العودة الطوعية"، مضيفا أنّ "السوريين الذين نزحوا الى لبنان ليسوا بلاجئين سياسيين، فمعظمهم نزح بسبب الأوضاع الأمنية أو لدوافع اقتصادية".

وأعاد عون تأكيد "موقف لبنان الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين الى أرضهم، والرافض كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني، أو ربطه بحل سياسي غير معلوم متى سيأتي، والرافض قطعاً لأي مشروع توطين، سواء لنازح أو للاجئ".

وأوضح أنّه يرحّب "بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية".

ورأى أنّ "المقاربات السياسية الدولية للشرق الأوسط تفتقر الى العدالة، ما يجعل مفهوم الديمقراطية في الدول التي تُعتبر رائدة فيها موضع شك لدى شعوبنا. والقضية الفلسطينية هي خير تجسيد لهذه الصورة. فانعدام العدالة في معالجتها أشعل حروباً كثيرة وأوجد مقاومة لن تنتهي إلا بانتفاء الظلم وإحقاق الحق".

في هذا السياق، أشار إلى انّ "العالم صوّت مؤخرا في مجلس الأمن والجمعية العامة ضد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبالرغم من نتائج التصويتين تم نقل بعض السفارات اليها. تلا ذلك إقرار قانون "القومية اليهودية لدولة إسرائيل"، هذا القانون التهجيري القائم على رفض الآخر يعلن صراحة عن ضرب كل مساعي السلام ومشروع الدولتين".

وسأل: "لماذا أتى قرار حجب المساعدات عن مؤسسة الأونروا؟ فهل انتهت معانات اللاجئين لينتهي دور الأونروا أم أن الهدف من تعطيل دورها هو التمهيد لإسقاط صفة اللاجئ، ودمجه في الدول المضيفة لمحو الهوية الفلسطينية وفرض التوطين؟"

واعتبر أنّ "هناك شعب وجد نفسه بين ليلة وضحاها من دون هوية ومن دون وطن، بقرار ممن يفترض بهم ان يكونوا المدافعين عن الدول الضعيفة. فليتخيل كل منا، للحظة، ان قراراً دولياً، لا رأي له فيه، سلبه أرضه وهويته. وبينما هو يحاول التشبث بهما تتوالى عليه الضربات من كل جانب، ليرفع يديه".

وأوضح أنّ "هذه هي حال الشعب الفلسطيني اليوم، المشرد في كل أنحاء العالم، فهل نرضاها لأنفسنا ولشعوبنا؟ هل يقبل بها الضمير العالمي؟ هل هذا ما تنصّ عليه الشرائع والمواثيق الدولية؟ وما الذي يضمن أن لا تواجه الشعوب الصغيرة، ومنها الشعب اللبناني، نفس المصير؟".

إلى ذلك، لفت إلى أنّ "الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 لا تزال مستمرة، برا وبحرا وجوا، على الرغم من التزام لبنان الكامل به".

في سياق مختلف، شدّد على أنّ "عالمنا اليوم يعاني أزمة تطرف وتعصب، تتمظهر برفض الآخر المختلف، رفض ثقافته وديانته ولونه وحضارته، أي رفض وجوده بالمطلق. وهذه الأزمة مرشحة للتفاقم، ولم تعد أي دولة في منأى عنها، بكل ما تحمله من آثار مدمرة على المجتمعات والدول لأنها تفجرها من الداخل".

ورأى أنّ "الأمم المتحدة عجزت، وقبلها عصبة الأمم، عن منع الحروب وتحقيق السلام وإحقاق الحق، خصوصاً في منطقتنا، وأحد أهم الأسباب يعود إلى عدم تكوين ثقافة عالمية للسلام تقوم على معرفة الآخر المختلف وممارسة العيش معاً".

وأعلن أنّ "الحاجة اليوم باتت ملحّة إلى الحوار، حوار الأديان والثقافات والأعراق، والى إنشاء مؤسسات ثقافية دولية متخصصة بنشر ثقافة الحوار والسلام. ولبنان، بمجتمعه التعددي، يعتبر نموذجياً لتأسيس أكاديمية دولية لنشر هذه القيم، "أكاديمية "الانسان للتلاقي والحوار"، مذكّرا أنّه سبق وأطلق "مبادرة جعل لبنان مركزا دوليا لحوار الأديان والثقافات والأعراق".

وقال: "نطمح أن تتجسد هذه المبادرة اليوم باتفاقية لإنشاء الأكاديمية فيه، تكون مشروعاً دولياً للتلاقي والحوار الدائم وتعزيز روح التعايش، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة وسلوك الديبلوماسية الوقائية لتفادي النزاعات".

وختم عون خطابه قائلا إن "الإنسان عدو لما، ومن يجهل، وطريق الخلاص هي في التلاقي والحوار ونبذ لغة العنف وتطبيق العدالة بين الشعوب، وهي وحدها تعيد الى مجتمعاتنا الاستقرار والأمان، وتحقق التنمية المستدامة التي تبقى المرتجى".

السبت، 22 سبتمبر 2018

ـ29 قتيلا في هجوم على استعراض عسكري إيراني في الأهواز وروحاني يتعهد برد ساحق

بي بي سي ـ
أطلق مسلحون النار على استعراض عسكري بمدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، وهو ما أسفر عن مقتل 29 شخصا، على الأقل، بينهم مدنيون، وجرح نحو 57 آخرين بحسب وسائل إعلام حكومية إيرانية.

وهددت إيران برد "ساحق" على منفذي الهجوم والجهات التي تدعمهم.

وأفادت تقارير أن المهاجمين أطلقوا النار من متنزه قريب من موقع الاستعراض، وكانوا يرتدون ملابس عسكرية.

وأعلنت المقاومة الوطنية الأهوازية، وهي جماعة عربية مضادة للحكومة الإيرانية، مسؤوليتها عن الهجوم.

كما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان بثه على وكالته الدعائية "أعماق" مسؤوليته عن الهجوم بيد أنه لم يقدم دليلا على ذلك.

وأشار بيان التنظيم المقتضب على تيلغرام إلى أن الرئيس حسن روحاني كان حاضرا في العرض العسكري بالأهواز، لكن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بثت صورا ومقاطع فيديو لحضور روحاني اليوم عرضا عسكريا آخر في العاصمة طهران.

وتعهد الرئيس الإيراني في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية إلإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، برد "ساحق" على الهجوم، موجها أوامره "بتعبئة إمكانات جميع الأجهزة الأمنية لكشف الإرهابيين وارتباطاتهم "مشددا على تحميل حماتهم المسؤولية، بحسب وكالة فارس للأنباء.

واتهم وزير الخارجية الإيراني من سماهم "إرهابيين مدفوعين من نظام أجنبي" بالمسؤولية عن الهجوم.

وتحيي إيران ذكرى بدء الحرب مع العراق، التي استمرت في الفترة بين عامي 1980 و1988، بسلسلة استعراضات عسكرية في عموم البلاد.

ما الذي حدث؟
أفادت وكالة "فارس" للأنباء أن الهجوم بدأ في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (السادسة والنصف بتوقيت غرينيتش) واستمر نحو 10 دقائق، ويعتقد أن أربعة مسلحين اشتركوا في تنفيذه.

وبحسب الوكالة نفسها، فإن المهاجمين أطلقوا النار على مدنيين وحاولوا مهاجمة مسؤولين عسكريين كانوا على منصة الاستعراض.

وأشارت وكالة إيرنا للأنباء إلى أن "ثمة عددا من الضحايا غير العسكريين، بينهم نساء وأطفال جاءوا لمشاهدة الاستعراض".

وقتلت القوات الأمنية ثلاثة من المهاجمين وتمكنت من اعتقال الرابع وكان مصابا بجروح بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى حيث توفي هناك. بحسب المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي.

من يقف وراء الهجوم؟
ثمة تقارير متناقضة بشأن من يقف وراء الهجوم.

وأعلن متحدث باسم المقاومة الوطنية الأهوازية، وهي مظلة تضم جماعات تقول إنها تدافع عن حقوق الأقلية العربية في إيران المتركزة في محافظة خوزستان، إنها الجماعة المسؤولة عن الهجوم.

بيد أن المتحدث لم يقل هل أن للجماعة صلات ببلدان أخرى‘ وهو ما تدعيه إيران، إذ قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن "الإرهابيين الذين يقفون وراء الهجوم "تلقوا تسلحيا وتمويلا من نظام أجنبي"، مضيفا أن "إيران تحمل رعاة الإرهاب الإقليميين وسادتهم الأمريكيين المسؤولية".

وسبق أن اتهمت إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، بدعم نشاطات انفصالية في أوساط الأقلية العربية في إيران.

وفي غضون ذلك قال شكارجي لوكالة الأنباء الرسمية إن المهاجمين ليسوا من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بل "جُندوا وتدربوا على أيدي دولتين خليجيتين"، وإن لديهم صلات بالولايات المتحدة وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".

ماهي ردود الأفعال الدولية حتى الان؟
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسفه العميق لوقوع ضحايا جراء الهجوم بالأهواز.

ووصف بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني روحاني، الهجوم بـ "الجريمة الدموية".

كما أعربت الحكومة السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن "تعاطفها وتضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الايرانية".

وأضافت في بيانها " نؤكد مجددا أن رعاة الإرهاب في المنطقة لن يستطيعوا تحقيق مخططاتهم عبر هذه الجرائم الدنيئة وان الفشل المحتوم والهزيمة سيكونان مصير هذه المؤامرات".

وفي العراق، الدولة المجاورة، لم يصدر بعد أي رد فعل رسمي عن الحكومة العراقية، بيد أن وسائل إعلام محلية نقلت حسن كريم الكعبي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، إدانته في بيان أصدره للهجوم وأسفه لوقوع ضحايا بين المدنيين وفي "صفوف القوات العسكرية الإيرانية".

وكانت تقارير أشارت إلى إغلاق إيران للمنفذين الحدودين مع العراق في منطقتي الشيب والشلامجة في أعقاب الهجوم في الأهواز، بيد أن مسؤولا إيرانيا أعلن في وقت لاحق أن منفذ الشلامجة عاد إلى العمل بشكل طبيعي بعد توقف لساعات.

الخميس، 20 سبتمبر 2018

نتنياهو يتوعد "حزب الله" بضربة ساحقة

الجمهورية ـ
وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تهديدا لـ "حزب الله"، بتلقيه ضربة ساحقة في حال نفذ أي هجوم ضد إسرائيل.

وقال نتنياهو في بيان صدر عن ديوانه مساء الخميس "استمعت للتصريحات النارية التي أتت من جهة "حزب الله"​​​ وهي أتت من شخص قال بعد 2006، إنه لو كان يعلم ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على خطف الجنود الثلاثة لكان فكر مرتين، لذا يحبذ القيام بذلك، وأقترح عليه اليوم بأن يفكر ليس مرتين بل 20 مرة، لأنه لو اعتدى علينا فسيتلقى ضربة ساحقة، تفوق كل تصوراته".

من ناحية أخرى، عبر نتنياهو مرة ثانية عن حزنه لمصرع 15 عسكريا روسيا من أفراد طاقم الطائرة الحربية الروسية من طراز "إيل-20" والتي سقطت بفعل المضادات الأرضية الدفاعية السورية، مساء الاثنين الماضي، أثناء الهجوم الجوي الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على اللاذقية. وأكد على ضرورة الحفاظ على التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل.

وقال نتنياهو: "أما علاقاتنا مع روسيا فتحدثت مع الرئيس فلاديمير بوتين عشية يوم الغفران، مجرد لحظات قليلة قبل بدء العيد، عبرت باسمي وباسم مواطني دولة إسرائيل جميعا، عن حزننا لمصرع 15 من أفراد الطاقم الجوي الروسي، الذين أسقطت طائرتهم بنيران سورية".

وتابع: "قلت له إن المشكلة الأساسية هي المحاولات الإيرانية، لاستخدام الأراضي السورية، كقاعدة لشن هجمات على إسرائيل، ولتزويد أعدائنا مثل "حزب الله" بالسلاح".

وأضاف: "قلت له إننا نحتفظ بحق الدفاع عن النفس، وإنه مع ذلك هنالك أهمية كبيرة جدا للحفاظ على التنسيق الأمني بين إسرائيل وروسيا، ولذلك قررت إرسال قائد سلاح الجو، اللواء عميكام نوركين، إلى موسكو لتحقيق هدف مزدوج، الأول هو مواصلة الدفاع عن مواطنينا والآخر هو صون التعاون بين البلدين".

نصر الله: حزب الله حصل على صواريخ متطورة

بي بي سي ـ
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن الحزب حصل على صواريخ دقيقة ومتطورة على الرغم من محاولات إسرائيل منعه من ذلك.

وقال نصر الله إن ما فعلته إسرائيل من محاولات لمنع الحزب من الحصول على الصواريخ لم يجد نفعا، فقد بات الحزب يمتلك الصواريخ الموجهة بدقة. إلا أنه لم يقدم أي دليل على امتلاكه لهذه الصواريخ.

وأضاف نصر الله في كلمة متلفزة "في موضوع الصواريخ الدقيقة ومحاولاته في سوريا لقطع الطريق على هذه القدرة وعلى هذه الإمكانية.. أقول له مهما فعلت في قطع الطريق لقد انتهى الأمر وتم الأمر وأنجز الأمر، وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانيات التسليحية ما يسمح إذا فرضت إسرائيل على لبنان حربا، ستواجه إسرائيل مصيرا وواقعا لم تتوقعه في يوم من الأيام".

وتأتي تصريحات نصرالله بعد يومين من إعلان إسرائيل مهاجمتها لمنشأة للجيش السوري في مدينة اللاذقية، شمال غربي سوريا ليل الإثنين، خلال عملية تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة، إلى حزب الله.

وخلال تصديها للقصف الإسرائيلي، أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة روسية أثناء تحليقها قبالة سواحل اللاذقية، ما أدى إلى مقتل 15 عسكريا روسيا.

وقال نصرالله في خطابه خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، إن الإسرائيليين "يسعون في الليل والنهار لقتله".
وتعد إسرائيل حزب الله أكبر تهديد على حدودها، وقد أقرت أنها نفذت هجمات متكررة في سوريا لمنع حصول حزب الله على شحنات أسلحة من إيران.

وقصفت مرارا منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، أهدافاً للجيش السوري وأخرى لحزب الله المدعوم من طهران.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء أن "إسرائيل مصممة على وقف محاولات إيران، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، لنقل أسلحة فتاكة إلى حزب الله لاستخدامها ضد إسرائيل".

وخاض حزب الله المدعوم من طهران، حربا ضد إسرائيل في العام 2006 اندلعت إثر خطفه جنديين إسرائيليين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردت إسرائيل حينها بهجوم مدمّر، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله.

ويقاتل حزب الله منذ عام 2013 في سوريا إلى جانب القوات الحكومية. وقد أعلن نصرالله الأربعاء، أن حزبه باق في سوريا "حتى إشعار آخر" رغم تراجع حدة المعارك.

الدكتور عدنان الظاهر يوجه رسالته الثانية الى الرئيس الروسي بوتين

السيّد بوتين / تحية
هذه هي رسالتي الثانية لكم لا تختلف في محتوياتها عن الأولى إلاّ في بعض ما استجدَّ من أحداث خاصة إسقاط الطائرة إيل 20 قبّالةَ الساحل السوري.
قلتُ في رسالتي السابقة لك إنك في عقليتك السياسية لا تختلف عن بريجنيف ومن جاء بعده حتى استلم السلطة وزمام الأمور رجل مشبوه باع اسمه ماركة مسجّلة لشركة إنتاج مشروب فودكا وانتهى مهاجراً بصفقة زواج إلى أمريكا ! وآخر سكير متأمرك سمح لإبنته أنْ تتصرف كما تصرفت قبلها إبنة بريجنيف فآل مصير الإتحاد السوفييتي إلى ما آل إليه. لا ريبَ فيك فروق عن هذا وذاك فأنتَ لست مُدمن كحول ولم تبع إسمكْ للشركات لأنك غدوت في العهد الجديد مليونيراً وربما أكثر من مليونير. حاكم بلد كبير لكنه رأسمالي. أجلْ، حاكم رأسمالي لكنك تختلف جوهريّاً عن باقي حكام العالم من كبار البليونيرية  كالرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. أنت بهلوان سياسة تتقلب ـ لأجل أنْ تبقى رئيساً لروسيا ـ مرةً رئيساً للجمهورية وأخرى رئيساً للوزراء أي أنك لا تختلف عن ديناصورات أخرى مثل التركي رجب طيّب أردوكان والسوداني عمر البشير والمصري السيسي والنتن ـ ياهو إلى حد ما. رئيس للأبد .... تقريباً .
الآن، نعم الآن ... وقد أُسقطت طائرة الإستطلاع الروسية إيل 20 وقُتل فيها 14 عسكرياً لا شكَّ أنهم من كبار الخبراء والمستشارين الروس تعرفهم إسرائيل وأمريكا حق المعرفة مَنْ هم وما يعملون وما لديهم من علوم ومعارف وخبرات فاستهدفت الطائرة التي أقلّتهم وأين ؟ في البحر الأبيض المتوسط على مبعدة 35 كيلومتراً من الساحل السوري مقابل القواعد العسكرية الروسية في محافظتي اللاذقية وطرطوس !
كشف إسقاط هذه الطائرة وبالكيفية والوسائل والظروف التي تمَّ إسقاطها فيها أنَّ موسكو كانت على علم بالهجوم الذي شنّته الطائرات الإسرائيلية الأربع أف 16 على أهداف في محيط مطار دمشق الدولي لكنَّ بوتين ورهطه وحكومته آسفين وعاتبين على نتنياهو أنَّ حكومة هذا لم تبلّغ هذا الأمر الخطير إلى أسماع بوتين إلاّ قبل دقيقة واحدة من الشروع بالهجوم ! يا ناس ! يا سوريا ! يا بشّارالأسد ! يا عرب ويا إيران ويا حزب الله ! أين أنتم وهل أنتم عارفون بحقيقة ما يجري من تنسيق إستخباراتي وعملياتي عسكري وعلى أعلى المستويات بين تل أبيب وموسكو ؟ تبلّغ تلُّ أبيبَ موسكو بكل طلعة هجوم بالطائرات أو الصواريخ الموجّهة على أهداف محددة داخل الأراضي السوريّة بدعوى أنها معدّات أو صواريخ أو مخازن أسلحة وذخيرة إيرانية ومقرّات لخبراء وعسكريين إيرانيين . موسكو تعطي الضوء الأخضر لسلاح الجو الإسرائيلي والصواريخ الموجّهة لضرب وتدمير أهداف عسكرية ومدنية داخل الأراضي السورية ولكن بشرط واحد : أنْ لا يُصيب العسكريين الروس في سوريا أي أذى !؟ كيف يكون التواطؤ إذاً ؟ لماذا أنتم يا سيّد بوتين في سوريا ولأي غرض وأنتم لا تدافعون عن الحليف الستراتيجي السوري لا بشراً ولا أرضاً ولا سلاحاً ؟ أنتم محاصرون في حميميم وطرطوس بل ومخنوقون وعاجزون حتى عن الدفاع عن أنفسكم وعن أجنادكم في سوريا وأجواء سماء قواعدكم مُخترقة ومستباحة من قبل الطائرات المسيّرة بدون طيارين / درون ومشتاقات الدرون ؟ السماء المُخترقة يعني إنها ساقطة بيد العدو حسب المبادئ العسكرية المعروفة.
أنتم يا سيّد بوتين مخنوقون في الشرق الأوسط فمضيقا الدردنيل والبسفور ممرات تحت رحمة وهيمنة الناتو، والبحر الأبيص المتوسط بحيرة تحتكرها أمريكا وإسرائيل، ومضيق جبل طارق تحت حراسة سلاح البحر الإسرائيلي فأين المفر وأنتم جدَّ بعيدين عن هذه المنطقة ؟ وأنتم يا سيّد بوتين مطوّقون من أغلب جهاتكم خاصة من بعض الجمهوريات الإشتراكية السابقة كرومانيا وبلغاريا وجيكيا وبولونيا ثم جمهوريات بحر البلطيق وأوكرانيا فأين المفر ؟ ولكي تتنفس يا بوتين تفتح جبهات دونكيشوتية في بعض مناطق القطب الشمالي وفي مياه البحر الأبيض المتوسط .... للتنفس والتنفيس ونشر إنطباعات متواضعة في زمن ووضع جدَّ حرجين وساخنين.
الآن ، وبعد إذلالك يا بوتين وتوجيه صفعة لك أكبر من الكبيرة بتدمير الطائرة إيل 20 ومقتل جميع مَنْ فيها ماذا ستفعل ومعك كابينة وزارية شبه مشلولة وشبه عاجزة ومخصيّة بالكامل وفي مجلس الدوما لوبي صهيوني قوي ورجال أعمال يهود مفرطي الثراء ... ينتظر العالم ماذا ستفعل .؟ أنا اقول لهذا العالم : أنك ستجعجع إمتصاصاً للحنق والنقمة على ما فعل صديقك وحليفك نتنياهو وستوالي إطلاق التهديدات الجوف من قبيل إنَّ موسكو سترد على إسرائيل " رداً مناسباً " وسنسقط أية طائرة عسكرية إسرائيلية " تستفز " سوريا بالتحليق فوق أراضيها وإننا .... وإننا ! وستعد باتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق فيما جرى للطائرة وسوف تُعلن النتائج بعد العثورعلى الصندوق الأسود المطمور في أعماق مياه البحر الأبيض المتوسط .. ألا اسودَّ وجهُك يا بوتين من سياسي شيوعي قيادي ورجل مخابرات أو استخبارات ( لا أعرف الفرق ) سابق إنقلبتَ قائداً رأسماليّاً لروسيا تمتلك المال والشركات والمصالح ( المتعددة الجنسيات ) وتكون حليفاً لإسرائيل بحجة أنَّ في إسرائيل جالية كبيرة من اليهود الروس الذين تركوا روسيا وهاجروا إليها وفي ظنّك أنَّ هذه الجالية تنشط في إسرائيل كلوبي روسي كما يفعل اليهود في أمريكا ! ألا خاب يا بوتين ظنك فإنك جدَّ ساذج. اليهود الأمريكان في أمريكا شئ واليهود الروس في إسرائيل شئ آخر مختلف تماماً يا أيها البوتين. كيف تعرف الفوارق وبين مستشاريك وكبار رجال الأعمال وأعضاء  في مجلس الدوما عناصر يهودية صهيونية ؟ كأنَّ شاعرُنا المتنبي قال فيك :
وسِوى الرُومِ خلفَ ظهرِكَ رومٌ
فعلى أيِّ   جانبيكَ    تميلُ ؟ 
متى تعثر على الصندوق الأسود ؟ ستجري قبل العثور عليه مساومات وإغراءات وتنازلات ووعود وتهديدات وابتزاز لك ولهذا أو لذاك من بين كبار مستشاريك وأقطاب حكومتك . وبعد العثور على صندوق " صندوق الولايات هذا " سيجد العرب والعالم أنَّ الحادث المروّع كان نتيجة خطأ فني ارتكبه قائد الطائرة المنكوبة ! أو أنَّ الكارثة تسببها جهل رجال الدفاع الجوي السوريين بتقنيات ضبط وتوجيه الصواريخ المُضادّة للطائرات المُغيرة فأصابوا الطائرة الروسية وأخطأوا الطائرات الإسرائيلية الأربع . أليس في هذا الأمر الكثير من الخبث والدس والتحريض مؤدّاه أنَّ بعض عناصر سلاح الصواريخ السوريين فعلوا ما فعلوا عن قصد لإيذاء الحليف الروسي وأنْ لا وفاء للعرب ولا يؤتمن جانبهم ! 

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

بعد تصريح عون وتوضيح الرئاسة... ماذا قال جعجع؟

أسعد بشارة - الجمهورية ـ

 قبل دقائق من بدء اللقاء مع الدكتور سمير جعجع كان رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور يتلقّى توضيح رئاسة الجمهورية لما ورد في مقال الزميل عماد مرمل نقلاً عن الرئيس ميشال عون، ودخل الى قاعة الاجتماع ليبشّر مرمل بالتوضيح، وهكذا بدأ اللقاء على وقع توضيح عون لعنوان «الجمهورية» أنّ «جعجع يحارب العهد»، فكانت «استراحة محارب»، لم يُسقِط جعجع خلالها تحميل المسؤوليات عن تعطيل تأليف الحكومة، وإنما قدّم رواية من وجهة نظر «القوات».

صافح جعجع إعلاميّي «رابطة خريجي الاعلام» برئاسة عامر مشموشي، وردّ على ملاحظة حول نقصان وزنه إسوة عون، فقال: «الجنرال مهما نزل وزنو بيضل حرزان».

من دون انتظار أيّ سؤال دخل جعجع في صلب موضوع تأليف الحكومة فقال: «وقّعنا اتفاقاً بشقّين بين «القوات» و»التيار»(الوطني الحر). الأوّل سياسي، والثاني له علاقة بالمشاركة في السلطة، فلا أحد يتصوّر أن نتفق سياسياً ونروح عالبيت، وفق هذا الاتفاق تفاهمنا على تقاسم الحقائب ومنها السياديّة في حكومة الـ24 وزيراً على أن ينال الرئيس وزيرين، وأن نتقاسم الحقائب في حكومة الثلاثين على أن ينال الرئيس ثلاثة وزراء، فخرج علينا الوزير جبران باسيل بمقولة إننا نقضنا الاتفاق في عدم دعم العهد وهذه كانت حجّة». واضاف: «اذا كنا عارضنا بواخر الكهرباء بالمناقصات التي حصلت نكون ضد العهد؟ قطعاً لا. هناك إجماع من فرنسا الى أندونيسيا على أنه وفي أحسن الحالات هناك تبذير في ملف البواخر، لقد حاولنا تجنيب العهد الدخول في هذه المسألة، أما باسيل فحرّف الموضوع الى «الإخلال» بتفاهم معراب، وإذا كان لا يريد هذا الاتفاق فنحن نريده».

وقال جعجع: «لنتحدث في موضوع المقاييس أو المعايير التي طرحوها. لقد طرحوا أولاً أنّ لكل 3 نواب وزيراً ثم عادوا وطرحوا وزيراً لكل 4 نواب واليوم أسمع أنّ العدد ارتفع الى 5. وفقاً لمعيار الأربعة نواب فإنّ التيار يمتلك كتلة من 19 نائباً، أما العهد فيمتلك 10 نواب، وإذا تجاوزنا الغش والزعبرة تكون حصّة التيّار والعهد 7 وزراء، أو ثمانية وزراء، هذا إذا لم تحتسب حصة الرئيس مرتين. وإذا كنا نريد تشكيل حكومة «عالمظبوط» تكون الحصص كالآتي: 8 وزراء لـ»التيار» والرئيس 5 وزراء لـ»القوات»، وزير لحزب الكتائب ووزير لـ»المردة».

وذكّر جعجع بنسب باسيل التي جاء فيها: «نسبة تمثيل «القوات» 31 في المئة من أصوات المسيحيين، وهذا يعني اننا نمثل ثلث المسيحيين، إذاً لنا الحق بثلث التمثيل المسيحي الوزاري، أي 5 وزراء. وأنا الآن اقول إننا نمثل ثلث المسيحيين ونريد ثلث الحصّة المسيحية الوزارية».

وعاد جعجع الى الرواية الأصلية لمشكلة التأليف، فقال ممازحاً: «كالعادة الشيخ سعد «ما بيقدر إلّا على خالتو»، طرحنا معه هذه الارقام والمعايير وقلنا له «هيك مظبوط»؟ قال: مظبوط، (أي 5 وزراء مع وزارة سيادية، فعاد بعد أن تشاور معهم، وقال: «هودي مش قبلانين وانت بتعرف يا سمير وضع البلد والاقتصاد». وطلب أن نقبل بأربع حقائب مع وزارة سيادية هي وزارة الدفاع، ولم يعارض أحد إلّا الوزير باسيل، فقلت له: «أوكي». فذهب وفاوضهم ثمّ عاد ليقول لي «يا سمير هودي متهوّرين، ووضع البلد لا يتحمّل»، عاد الى «خالتو» (ممازحاً أيضاً)، وقال: «سمير ما عم يقبلوا وانت تعرف الوضع، فقلت له: كيف هيك يا شيخ سعد لقد خفّضنا مطلبنا الى الحد الأدنى، فقال: بتاخدوا وزارة خدماتية رابعة «وشو رح يطلعلكن من السيادية». فشاورت الإخوان في الهيئة التنفيذية وقلنا: لم لا؟ اذا نالت «القوات» حقيبة خدماتية رابعة يكون الأمر مستأهلاً، ووافقنا، وذهب الشيخ سعد بتشكيلته الى الرئيس عون ورفضها».
واستخلص جعجع: «عندما وصلنا الى هذا الحد، قلنا لا، لن نقبل بأن يرجعنا احد الى ما قبل الانتخابات وأن يتجاهل نتائجها، ولن نقبل أن يُخسِّرنا أحد ما ربحناه في الانتخابات، لقد عدنا الى المربع الاول: نحن نمثّل ثلث المسيحيين ونريد ثلث الحصة المسيحية في الحكومة».

ولدى سؤاله عن كلام عون عن أنّ حصة «القوات» هي 3 وزراء، أجاب جعجع ساخراً: «في نظر الرئيس نستحق عشرة وزراء والجنرال «قد ما حريص عالعلاقة استدرك ما قاله ونفاه».

وردّ جعجع على اتّهامه بمحاربة العهد فقال: «أن تقف في وجه مناقصات خاطئة في ملف البواخر لا يعني أنك تواجه العهد. نحن دعمنا الرئيس عون في كل الملفات، في قانون الانتخاب وعودة اللاجئين واستعادة الجنسية كنا معاً. دعم رئاسة الجمهورية، لا علاقة له بالاعتراض على ملف تلزيم البواخر، والإصرار على أن تمرّ في ادارة المناقصات التي يتولّى رئاستها شخص عيّنه العماد عون».

واعتبر جعجع «أنّ بعد كل ما جرى في ملف تأليف الحكومة لا توجد نيّات حسنة وقد عدنا الى المربع الاول».

وعن إمكان تعديل الحريري التشكيلة الوزارية التي قدمها أخيراً لعون على حساب «القوات»، اجاب جعجع: «هذا امر غير وارد ولا حكومة من دون القوات». وأضاف: «فاوضنا بحسن نيّة وعندما وقعنا على صخر سحبنا عرضنا السابق»، وقال: «لا أتخوّف أبداً من حكومة من دون «القوات»، ذلك مع أنّ الوجود خارج الحكومة هو مكسب في ظلّ ما نشهده من تردٍّ للأوضاع».

وعن ضرورة اللقاء مع باسيل، قال جعجع: «الصراحة أنّ باسيل لا يريد هذا اللقاء، لقد اجتمعت بالرئيس عون وطلب مني اللقاء مع باسيل فأرسلت الوزير ملحم رياشي للاجتماع به، لكنه لا يريد، هل نأتي به مخفوراً الى الاجتماع؟».

ورداً على سؤال عن دور السعودية أو إيران في عرقلة تأليف الحكومة، قال جعجع: «لا السعودية ولا إيران تعرقلان تشكيل الحكومة، وما يُحكى عن طلب سعودي من الحريري التشدد في حصّة «القوات» هو غير صحيح، فهل مَن يمتلك كتلة من 15 نائباً يتنازل عن تمثيله؟».

وعن مطلب باسيل أن يكون لعون ولـ»التيار» الثلث الوزاري المعطل، قال جعجع: «ربما باسيل يسعى الى الثلث المعطل تحسّباً لأيّ طارئ، لكن في الواقع انّ الرئيس عون هو أكثر من ثلث معطل».

وهل هو مستهدَف كما في زمن الوصاية السورية؟ أجاب جعجع: «نحن مستهدفون من فئة صغيرة، لا بل من مجموعة صغيرة، لكنّ الآفاق مفتوحة أمامنا. فعلاقتنا مع الجميع جيّدة، إلّا أنّ آفاق مَن يستهدفنا مقفلة».

وفي سؤاله عن باسيل هل هو ضد الجميع؟ صحّح جعجع السؤال قائلاً: «هو ضد الجميع وليس الجميع ضده».

وعن عقد المجلس النيابي جلسات تشريع قبل تأليف الحكومة، أوضح جعجع أنه لا يزال يدرس هذا الموضوع وأنه ينسّق في هذا الشأن مع تيّار «المستقبل».

وحرص جعجع في ختام اللقاء على إمرار رسالة الى «حزب الله» في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال: «إنّ المحكمة شُكّلت بقرار اتّخذته الأمم المتحدة وتساهم فيها 120 دولة وقضاة من 15 دولة، والرئيس الحريري أطلق موقفاً شهماً ومرناً، والمفروض بالطرف الآخر أن لا يردّ عليه بتسمية شارع باسم مصطفى بدرالدين، ولا بتعليق صورة بدرالدين في مجلس النواب. المطلوب من «حزب الله» موقف كبير بكبر الموقف الذي أطلقه الحريري، والمطلوب التصرّف بمسؤولية»، و«متل ما رايحة الأمور هيك منا مقبولة».

نصر الله: حزب الله باق في سوريا حتى إشعار آخر


وطنية - أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر شاشة، متحدثا في مراسم إحياء الليلة العاشرة من محرم في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية، وحضرها حشد سياسي وشعبي.

بعد آي من الذكر الحكيم للمقرىء حمزة منعم وكلمة تقديم للشاعر علي عباس، تحدث السيد نصر الله، شاكرا "الجيش اللبناني والقوى الامنية قيادة وضباطا وجنودا وكل من ساهم في تأمين هذا الجو الامني"، منوها ب"التنسيق بين حزب الله وأمل لإحياء هذه المناسبة".

وتقدم بالاعتذار "من الذين أزعجهم بعض الاجراءات الامنية"، وقال: "لم يكن لهذه الاجراءات اي خلفيات، إلا تأمين الأمن من أي تهديد".


وتحدث عن "ليلة العاشر من محرم"، داعيا "الذين يعتبرون أن هذه المناسبة تخص الشيعة فقط، إلى مقاربة هذه الذكرى باعتبارها ذكرى ثقافية، تربوية، روحية، وجدانية وعالمية"، وقال: "كانت هناك عشرات الملايين من الناس في الليالي التي مضت في كل القارات، فهذه المناسبة عابرة للقارات واللغات يجتمع فيها الناس في مجالس واماكن متشابهة داخل المساجد والحسينيات والباحات، والكل يرتدي اللباس الاسود ويستمع إلى عشرات الخطب ذات الطابع التاريخي والتربوي والثقافي والوجداني والاستنهاضي، ويتفاعل فيها الحضور بالعقل والقلب".

أضاف: "هذه الظاهرة لا مثيل لها في العالم ولا في تاريخ البشرية، حيث يجتمع ملايين من البشر بعقولهم وقلوبهم وأفعالهم، ويقدمون المزيد من الانتاج الفكري في الشعر والادب والموسيقى".

كما دعا "أهل هذه المناسبة الحرصاء على احيائها والمتمسكين بها جيلا بعد جيل إلى الحفاظ على هذه المناسبة وشعاراتها وشعائرها ودلالاتها ومكانتها وإشراقتها ونورها الوجداني وقداستها واحترامها".

ثم انتقل السيد نصر الله إلى الوضع السياسي، متوقفا عند "مسألة حسم الخيارات واتخاذ القرارات"، وقال: "إن أهم أمر هو تشخيص العدو، لأننا إذا اخطأنا في تشخيصه فيكتشف لاحقا هذا الخطأ".

أضاف: "في لبنان والمنطقة حولنا، نحن على خلاف مع الولايات المتحدة حول نظرة إدارتها، وليس الشعب الاميركي، فهذه الادارة التي تتخذ قرار العقوبات وتتدخل في شؤون العالم، ننظر اليها على أنها عدو، وهناك من ينظر إليها على أنها صديق وحليف في المنطقة ويتعاطى معها من هذا المنطق، وهناك قسم ثالث يتعاطى بشكل سياسي وبراغماتي. وهنا، أتوجه إلى اللبنانيين الذين نختلف معهم حول هذه المسألة لأقول نريد نقاشا حول كيف يمكنهم أن يدلوننا على إمكانية الصداقة مع أميركا".

وتطرق إلى "دعم أميركا لإسرائيل عسكريا وماليا وتأييدا في مجلس الامن بالفيتو"، سائلا "حلفاء اميركا في المنطقة": "هل دعم أميركا لاسرائيل هو لمصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب دول الخليج والمنطقة؟ هل أميركا صديق للشعب الفلسطيني وهي التي تحول دون قيام دولة له؟ هل مصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني ان تلغي اميركا حق العودة والاونروا وان ندفع بالشعب الفلسطيني الى التوطين في لبنان؟".

وقال: "إن أخطر مرحلة عاشتها منطقتنا في السنوات الماضية كانت مع داعش الذي جاءت به اميركا وحلفاؤها. ألم تأت اميركا بهؤلاء الجماعات التكفيرية الى المنطقة لتدميرها"؟.

وشدد السيد نصر الله على أن "الولايات المتحدة جاءت بداعش وبدعم من حلفائها، وذلك من أجل إيجاد الحجة لعودة قواتها الى العراق الذي خرجت منه"، متحدثا عن "التهديد بلجوء السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية"، وقال: "كلنا سمعنا بتهديد بولتون لمن يريد اللجوء إليها". وأكد "عدم ثقته بمثل هذه المؤسسات".

ولفت إلى أن "أميركا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، لكن جامعة الدول العربية تدين إيران بدل إدانة اميركا"، مستنكرا "تدخل أميركا في العراق لفرض حكومات كما تريد"، مشيدا ب"إحباط العراقيين تهديدات اميركا وتدخلها في شؤونهم"، وقال: "إن أميركا لا تقوم سوى بملاحقة أي مقاوم لفرض العقوبات عليه، ولا ترى سوى اسرائيل معيارا لسياستها من الصداقة أو الغضب".

ونفى "أن يكون الفلسطيني أو منظمة التحرير الفلسطينية من يدفع باتجاه التوطين، بل إن أميركا هي من يفعل ذلك"، مشيرا إلى أن "العدو الحقيقي في المنطقة هو أميركا"، داعيا من يرفض تصنيفها كعدو ألا يعتبرها كصديق".

وتطرق السيد نصر الله إلى "دعوات البعض الى عدم التدخل في قضايا المنطقة تحت شعار النأي بالنفس"، مشيرا إلى أن "هذه المسألة هي نقطة خلاف جوهرية"، متسائلا: "هل إن لبنان مفصول فعلا عن احداث المنطقة؟ إن ما يجري في المنطقة هو شأن مصيري لكل اللبنانيين، وهو أكثر أمر مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم".

وأسف ل"أن بعض البديهيات في السياسة اللبنانية تحتاج إلى استدلال"، متسائلا: "هل الطريقة التي تعالج بها الادارة الاميركية القضية الفلسطينية لا تخص لبنان؟ إن صفقة القرن التي تريد تكريس اسرائيل في المنطة، فهل هي لمصلحة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه واتجاهاته؟ ولو أن داعش سيطر على سوريا فما كان مصير لبنان؟".


أضاف: "إن القوى السياسية اللبنانية بغالبيتها تدخلت بما تستطيع في سوريا، ونحن نطالبها بألا تنأى بنفسها لأن مصير لبنان يصنع في ساحات المنطقة".

وأعلن أن "خطر داعش العسكري قارب الانتهاء في سوريا والعراق"، محيدا "لبنان في هذا المجال، وذلك بفضل الوعي الامني"، واصفا ذلك ب"التراجع الكبير لداعش في لبنان".

ورأى أن "أميركا تعمل على نقل داعش بالطوافات إلى افغانستان ومصر والجزائر وليبيا واليمن".

وشدد على "أهمية التطبيق الدقيق لاتفاق إدلب لأنه سيأخذ سوريا إلى مرحلة جديدة"، لافتا إلى أن "أمر حزب الله مرتبط بموقف القيادة السورية".

وبالنسبة إلى منطقة شرق الفرات، فهذا أمر مرهون بالموقف الاميركي، واصفا اياه ب"التردد والضياع".

وجدد الدعوة إلى الاخوة الأكراد ب"عدم المراهنة على الاميركي"، وقال: "إن مصلحتكم هي بالتفاوض مع القيادة السورية".

أضاف: "بناء على تسوية إدلب، يمكننا أن نفترض عدم وجود جبهات عسكرية كبيرة، فالعدو مرتبط بتراجع الجبهات. وعليه، فأمل البقاء هو أننا باقون في سوريا".

واتهم السيد نصر الله "إسرائيل بالكذب، عندما تدعي أنها قصفت مواقع لحزب الله في سوريا"، وقال: "إن إسرائيل تعلم أن توازن الردع يمنعها من استباحة أرضنا".

وطالب "الدولة اللبنانية بتقديم شكوى الى مجلس الامن ضد استباحة اسرائيل للاجواء اللبنانية".

وعن النازحين، أشار إلى أن "هناك جهات دولية تشجعهم على عدم العودة الى سوريا، ومنها جهات محلية"، داعيا إلى "بذل الجهد المضاعف لتأمين عودتهم إلى سوريا".

وسأل: "هل عدم تشجيع النازحين للعودة هو مصلحة وطنية لبنانية"، نافيا "أن تكون هناك مصلحة للبنان في ذلك".

وأعلن "مواصلة العمل على تأمين العودة الطوعية للنازحين إلى سوريا"، مستغربا "موقف الذين اتهموا حزب الله وإيران بالعمل على تغيير ديموغرافي في سوريا، في حين أن قوى سياسية تحول دون عودة النازحين إليها"، وقال: "إن حلا قريبا سيحصل بشأن بلدة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية".

وعن لبنان، قال: "رغم حديث الجميع عن خطورة الوضع الاقتصادي والنفايات وتلوث الليطاني وضرورة تشكيل الحكومة، لكن التعطيل هو الذي يحكم الموقف. وبحسب معطياتي، هناك غباشة، فلا شيء سيظهر لا في القريب ولا في البعيد بشأن تشكيل الحكومة. ونطالب بالحفاظ على جو الحوار، ومهما كانت الظروف، فالحكومة ستتشكل، ولا أحد يمكنه الغاء احد، وندعو الى الاستفادة من الوقت".

ووصف الوضع المحلي ب"المتشنج سياسيا واجتماعيا"، مجددا الدعوة الى "الهدوء ومعالجة اي مسألة بالحوار والحكمة"، مؤكدا "التزام حزب الله بكل ما أعلنه في برنامج كتلته الانتخابي"، مؤيدا "جلسات التشريع التي ستحصل في مجلس النواب".

وكشف عن "المنهجية التي سيتبعها حزب الله في مواجهة الفساد"، لافتا إلى أنها "تقوم على مرحلتين: منع حصول فساد جديد، ومكافحة الفساد".

وتطرق إلى مسألة المناقصات، وقال: "إنها تسهم في الحد من الهدر بشكل كبير".

ورأى أن "حزب الله جزء من انتصارات المحور الذي ينتمي اليه، وهذا يعني ان اميركا وغيرها سيسلمان بهذه الانتصارات، وسيذهبان الى خيارات جديدة من اجل ضرب عناصر القوة في محورنا لمنعه من صنع انتصارات جديدة".

وتحدث عن "الضغوط التي تمارس على حزب الله، ومنها التهديد بالحرب والتهديد الأمني الدائم"، ملمحا الى "تصاعد هذا التهديد"، وقال: "هناك التهديد بالعقوبات المالية والضغط على البنوك والتجار".

وأسف "لأن بعض اللبنانيين يشجعون بالضغط على كل البلد للوصول الى الضغط على حزب الله"، وقال: "عيب عليكم لأن هذا الأمر سيلحق الأذى بلبنان وشعبه، وليس بحزب الله. كما يسعون الى تسقيط حزب الله في عيون أهله ومحيطه باتهامه بالمخدرات وتبييض الأموال وغيرها. ليس كل ما يكتب ويقال، وخصوصا في وسائط التواصل الاجتماعي، صحيحا، إنه جزء من خطة حرب لأنهم فشلوا في تطويع إرادتنا، وهم يلجأون الى تسقيطنا من داخلنا وإلهائنا بتفاصيل صغيرة وإغراقنا بمسؤوليات ليست من مسؤولياتنا".

ودعا "جمهور حزب الله من أجل أن تكون ثقته بنفسه وحزبه وقادته كبيرة، لأن حزب الله مصمم على معالجة الأخطاء ومنع الخطأ وسوء التصرف، لكننا لسنا معنيين بالتشهير بأحد من إخواننا لأننا في حزب الله حرصاء على المحاسبة والعقاب، ولكن في إطار الحفاظ على كرامات عائلات هؤلاء المخطئين".

كما دعا "المسؤولين في حزب الله من أخوة وأخوات الى الانتباه الى كل كلمة وجملة مصورة لأن هناك أجواء في البلد، لا بل في كل المنطقة تريد خلق بلبلة وفتنة"، وقال: "نحن المقاومة الاسلامية في لبنان من صناع الانتصارات في المنطقة".

أضاف: "هؤلاء الرجال والنساء والبيئة الحاضنة هم من أخرج اسرائيل من لبنان وصنع الانتصار الاول الناجز ضد اسرائيل، ولولاهم لكان داعش في بيوتكم. نحن مسيرة اسقطت الذل، وأخرجت أهل هذه المنطقة إلى العزة والكرامة وصنع التاريخ. وكل هذه الحرب النفسية هي للمساس بقدراتنا ودورنا وروحنا ومعنوياتنا".

ووعد ب"فشل وإفشال هذه الحرب النفسية، لاننا قوم عندنا ابا عبد الله الحسين، ولان ارادتنا من حديد، ومن يريدنا ان نضعف ليفرض علينا خياراته المذلة، نقول له: هيهات منا الذلة".

وختم قائلا: "هؤلاء سيفشلون لاننا في كل يوم عاشر، نردد الشعار نفسه، فهل تظنون انكم اذا حاصرتمونا وفرضتم العقوبات علينا أو شنيتم الحروب علينا يمكن ان نبدل او نغير؟ بالتأكيد لا".

============== منى سكرية/س.س/ن.ح

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

الرئيس عون: جعجع يحارب العهد

عماد مرمل - الجمهورية ـ

يحرص رئيس الجمهوريّة ميشال عون على أن يتحكّم بوزنه ويبقيه «تحت السيطرة»، وهو قرّر أخيراً تخفيضه بمعدّل كيلوغرامين خرقاً للمعدّل المرسوم. وفق المقياس ذاته، يقارب عون مسألة تأليف الحكومة رافضاً التسليم بالأوزان الزائدة والأحجام المنتفخة التي تتجاوز في رأيه مقاسات صناديق الاقتراع.
يُدرك عون انّ الوقت الضائع يضغط عليه، وهو مقتنع بأنّ هناك من يتسلّح به في إطار «حرب ناعمة» تُشنّ عليه، وترمي الى عرقلة مسار العهد وإنهاكه، لكنّه قرّر أن يخوض المواجهة على إيقاعه ووفق توقيت ساعته. ويحتفظ رئيس الجمهورية بأوراق عدّة في جعبته تاركاً لنفسه اختيار اللحظة المناسبة لاستعمالها، بعد أن يكون الرئيس المكلف سعد الحريري قد أخذ كلّ فرصته، وفوقها «حبّة مسك»، لتأليف الحكومة.

ويقول عون أمام زواره أنّه ما دامت هناك ذرّة أمل في أن يتمكّن الرئيس المكلّف سعد الحريري من تشكيل حكومة وحدة وطنية تضمّ الجميع، فإنّه سيصبر وسيعطي فرصة للأخذ والرد، «ولكن لن أبقى منتظراً الى ما لا نهاية، وفي الوقت المناسب سأتّخذ القرار المناسب».

وعندما يُسأل عون عما إذا كان يضع مهلة زمنية ضمنية لمسعى الحريري، يجيب: «لا أريد الآن أن أكشف عمّا أفكر فيه. أنا أستعدّ للسفر الى نيويورك وبعد عودتي لكلّ حادث حديث».

لا "بخشيش"

وهل لديه استعداد لتقديم تنازلات من أجل تسهيل التأليف؟
يجيب عون مستغرباً هذا الطرح، وقائلاً: «ما الذي سأتنازل عنه؟ انّ العقد موجودة عند الآخرين وليست عندي، ومن يعتبر أنّ الكرة في ملعبي هو مخطئ، وأنا لست لاعباً في أيّ فريق ضدّ فريق آخر، بل أنا حكم حريص على استخدام صفّارتي الدستورية ورفع البطاقة الصفراء أو الحمراء عند الضرورة، من أجل حماية التوازن و«اللعب النظيف».

وحين يُقال لرئيس الجمهورية أنّ هناك من يفترض أنّ في إمكانه تخفيض سقف متطلباته الوزارية لتسهيل ولادة الحكومة، يلفت الى «أنّ الحصّة الرئاسية باتت تقليداً أو عرفاً لا يحقّ لي أن أتصرّف به، وأنا معنيّ بأن أحافظ عليه»، متسائلاً: «هل المطلوب منّي أن أقدّم «البخشيش» الوزاري حتى يرضى هذا الطرف أو ذاك؟ انّ هذا الأمر غير وارد».

لن "أكبس" باسيل


ولكن البعض يفترض انّ في إمكانك التأثير على رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» الوزير جبران باسيل لدفعه الى تليين موقفه وتخفيف مطالبه؟
يجيب عون: «انّ ما يطرحه هذا البعض بات يتّخذ طابعاً هزلياً، لأن لا علاقة له بالواقع»، مضيفاً: «جبران باسيل يناضل في صفوف «التيّار الوطنيّ الحرّ» منذ عام 1989، وراح يتدرّج في صفوفه منذ ذلك الحين، أمّا أنا فقد تعرّفت إليه عام 1993 وهو لم يصبح صهري سوى في عام 1999، وخلال مسيرته في «التيّار» خاض مواجهات كثيرة وسُجن في 7 آب الشهير، وبالتالي فإنّ الأدوار السياسية او الوزارية التي أُسندت اليه كان يستحقها وقد اكتسبها عن جدارة وليس لأنّه صهري».

ويتابع: «يريدونني أن «أكبس» باسيل، وأن أضغط عليه حتى يتراجع عمّا يطرحه حكومياً، ولكن هؤلاء يتجاهلون او يجهلون انّني أتعامل مع باسيل مثلما أتعامل مع أيّ رئيس حزب سياسي آخر، لأنني كرئيس للجمهورية أقف على مسافة واحدة من الجميع، وأنا حين تخلّيت عن رئاسة «التيّار» كنت جاداً في الفصل بيني وبين قيادته. أنا أناقش جبران، ولكن لا أفرض عليه شيئاً. المعني بالأمر هو الرئيس المكلّف، ولا علاقة لي بما يدور بينه وبين باسيل. هذا شأنهما. ما يهمني في النهاية هو المحتوى الإجمالي للتشكيلة الوزارية، وعندها أتدخل وأعطي رأيي استناداً الى الصلاحيات الممنوحة لي، لأن توقيعي يُحمّلني مسؤولية دستورية ووطنية». 

ويغمز عون من قناة وليد جنبلاط وسمير جعجع، فيتساءل: «لماذا يُطلب مني أن «أكبس» جبران حصراً، بينما الآخرون يتمادون في مواقفهم ويرفعون سقوفهم الى ما فوق المنطق. انّ الضغط يجب ان يُمارس على هؤلاء بالدرجة الاولى».

ويلاحظ عون «انّ هناك من يتكلم عني ويهاجمني بناء على فرضيات مسبقة، من دون ان يكون قد التقاني او سمع مني شيئاً في الأساس». ويتابع ضاحكاً: «يبدو انّ هؤلاء أصبحوا يملكون قدرات خارقة تسمح لهم بالغوص في داخلي وقراءة أفكاري. يا لها من مهزلة. انّها محاكمة عبثية للنيات». 

هذا ما تستحقّه "القوات"

وحين يُسأل عون عن المعادلة التي يعتقد أنّها الأنسب لتوزيع المقاعد المسيحية في الحكومة بطريقة عادلة، يؤكد «أن توزيع الحصص الوزارية هو من شأن الرئيس المكلّف واختصاصه، ولا أريد أن أتدخل في عمله، أما إذا سئلت عن رأيي، فأنا أعتقد ان «التيّار الحرّ» يستحق ان ينال 6 حقائب وزارية و«القوات اللبنانية» 3 حقائب، استناداً الى معيار واحد قوامه: وزير لكلّ 5 نوّاب».

وماذا عن حصّة الرئيس؟ يعتبر عون انّه يحقّ لرئيس الجمهورية ان تكون له كتلة يتراوح حجمها بين 4 و 5 وزراء، نافياً وجود أيّ مسعى لديه ولدى «التيّار» للحصول على «الثلث المعطل»، «لأنّ الحاجة إليه انتفت أصلاً في اعتبار انّ مجرّد غيابي عن مجلس الوزراء يكفي حتى يصبح انعقاده متعذراً». ويشدّد على انّ التجربة أثبتت حرصه على «إدارة مجلس الوزراء بحكمة، بغية تصويب مسار النقاشات وضبط إيقاعها».

ويشير عون الى انّ من المفارقات التي توقّف عندها هي «محاولة إعطاء «القوات» حقيبتين وازنتين من ضمنهما واحدة شبه سيادية وإعفائها من وزارة الدولة، على حساب أطراف أخرى»، مشدداً على انّ واجبه ودوره يُحتّمان عليه ضمان تحقيق العدالة في تركيبة الحكومة وفق الأحجام التي أفرزتها الانتخابات النيابية، «وهذا لا يشكّل انتقاصاً من صلاحيات أحد، بل يندرج في صميم صلاحياتي كرئيس مؤتمن على تطبيق الدستور».

العهد مستهدف

وهل تشعر بوجود استهداف مقصود للعهد بغية إحباطه؟

يجيب عون انّ كلّ المؤشرات والوقائع تثبت ذلك، «والمنخرطون في هذا الاستهداف يتكلمون جهاراً عنه ويؤكدون أنّ المصلحة جمعتهم، وأنّهم يدخلون معا ويخرجون معا من الحكومة».
وهل الحريري هو جزء من هذا المخطط؟ يجيب عون: «لا.. ولكن من الواضح في الوقت نفسه أنّ هناك اعتبارات معيّنة تضغط عليه».

لا تهزّني الحملات

وكيف تفسر الانتقادات الحادّة التي يوجّهها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الى العهد؟
يجيب عون انّه يرفض الانزلاق الى سجالات جانبية، مكتفياً بالقول: «لقد نُفيت 15 عاماً ولم أتأثر ولم أتزحزح عن مبادئي.. حملة من هنا أو هناك لن تؤثر عليّ الآن ولن تغيّر شيئاً في ثوابتي، خصوصاً انّ الكلام المستخدم ضدّي لا يستند الى أيّ مضمون وبالتالي لا قيمة له، علماً أنني مستعدّ لمناقشة كلّ نقد موضوعي يرتكز على محتوى حقيقي.

الانجازات تردّ على جعجع

وهل ستستجيب لنصيحة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي سبق ان دعاك الى المبادرة وإنقاذ عهدك؟

يردّ عون مبتسماً: «وهل العهد مهدّد بالسقوط حتى أنقذه؟ لقد فات جعجع أنّنا حقّقنا كثيراً من الإنجازات خلال العامين الماضيين، ومنها على سبيل المثال: إقرار مراسيم النفط وإطلاق عجلة التنقيب والاستخراج بعد طول انتظار، وضع قانون انتخاب على اساس النسبية، اقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، إجراء تعيينات ديبلوماسية وقضائية وادارية وأمنية أفضت الى تفعيل جسم الدولة، تثبيت الوضع الأمني في محيط مشتعل سواء عبر دحر التكفيريين من لبنان بقرار سيادي أو من خلال تحصين الاستقرار الداخلي حيث تفيد كل التقارير التي تصلني أنّ حوادث القتل وسرقة السيارات والبنوك والنشل انحفضت كثيراً، وغيرها من الامور التي تحققت في السنتين الماضيتين».

ولكن جعجع يؤكد أن نصائحه تنطلق من حرصه على العهد؟

لا يبدو عون مقتنعاً بهذه النظرية، مشيراً الى «انّ من يراقب سلوك جعجع يلاحظ انّه يدعم العهد في الظاهر ويحاربه في الواقع».

مصارحة اللبنانيين


والى أيّ حدّ يخشى الرئيس من استنزاف عهده وهو لا يزال في عامه الثاني؟
يؤكد عون أنّه متى شعر بأنّ محاولة استنزاف العهد وإنهاكه وصلت الى مرحلة متقدمة واقتربت من الخطوط الحمر، «فإنّني لن أتردّد عندها في مخاطبة اللبنانيين مباشرة ومصارحتهم بكلّ الحقائق والخفايا».

أنا مستقلّ

ويلفت عون الى انّه حريص في كلّ اطلالاته الخارجية عبر المحافل الاقليمية والدولية على الدفاع عن مصالح لبنان وحقوقه، «وقد أثبتُّ عملياً انّني رئيس مستقلّ وصاحب قرار حر، لا أخضع لأيّ مؤثرات خارجية ولا أراعي حسابات أي دولة على حساب لبنان، تطبيقاً للقاعدة التي وضعتها للتيّار وهي انّ المطلوب من كلّ واحد منا ان يكون له بُعد لبناني في الخارج لا بُعداً خارجياً في لبنان»، متسائلاً: «هل استقلاليتي هي التي تزعج البعض في الداخل ممن اعتادوا على التبعية للخارج؟».

وعن موقفه من احتمال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الى عقد جلسة تشريعية تحت سقف «تشريع الضرورة»، يوضّح عون انّه يؤيد انعقاد مثل هذه الجلسة، ولو قبل تأليف الحكومة الجديدة، ما دامت هناك اقتراحات قوانين تستوجب عقدها.

الجمعة، 14 سبتمبر 2018

المحكمة الدولية: الهجوم نفذ بفضل قيادي عسكري متطور، اي مصطفى بدر الدين

واصل الإدعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مرافعاته الختامية، وحضرها اليوم المتضررون من عملية اغتيال الحريري: جوزيف عون، ليليان خلوف، سحر كلاوي، وسام ناجي وسناء الشيخ. ورد الادعاء على اسئلة القضاة.

ورأى الإدعاء أن الهجوم نفذ بفضل قيادي عسكري متطور، اي مصطفى بدر الدين، وذلك بعد تحليل ظروف الاعتداء والاستناد الى معلومات عن "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله وجنازة بدر الدين وامكانيات الحزب وعمله في سوريا، وفي الخطابات العلنية، والخبرة العسكرية لثلاثين عاماً.

ولفت الإدعاء الى إفادة وسام الحسن عن الشبكة الخضراء التي تضم 3 هواتف خليوية لـ"حزب الله". كما لفت الى بينات أعطاها السيد نصر الله الى قوى الامن الداخلي، وافاداته الى لجنة التحقيق، وتحليل هواتف لعناصر من الموساد.

وقال: "كانت هناك ثلاثة أرقام رقمان لعياش وبدر الدين ورقم لعنصر زعم أنه من الموساد كانت تتنقل معاً في الفترة الزمنية من 9 الى 21 كانون الثاني 2005. موضحاً أن الرقم المزعوم للموساد كان يقيم في زوق مكايل.

ورداً على سؤال عن الرحلة المزعومة الى عنجر في 18 كاون الثاني، قال الادعاء إن الرحلة كانت غير مألوفة حيث مقر المخابرات السورية في لبنان لرستم غزالة، وذكر أن الهاتف عمل في الساعات الأولى من الصباح، ولا نزعم أنه التقى غزالة، ولكنه كان جزءا من التحضير للعملية السرية.

وعن شريط اعتراف أحمد ابو عدس، أشار الإدعاء الى أن الهواتف التي بحوزة المتهمين، أكدت التنسيق الملفت بين بدر الدين وعياش ومرعي، وان عنيسي استعمل الخلايا في منطقة الجامعة العربية، ومرعي كان المنسق المسؤول عن اعلان شريط التسجيل وتسجيله وتسليمه.

وأوضح أن الاتصال بمنزل ابو عدس كان من منطقة الجامعة العربية من هاتف عمومي حيث يمكن تحديد موقعه ولاعطاء الانطباع أن ابو عدس متطرف.

وأكد أن ابو عدس استدرج وفهم الخطة وبدا خائفاً في التسجيل. ولفت الى انعدام نشاط الهواتف ما بين 48 الى 72 ساعة في 16 كانون الثاني 2005 للمشاركة في إعداد الشريط. وهذا يتزامن مع فترة الاختطاف. وأفاد أنه في 20 كانون الثاني كان هناك اتصالان عند السادسة صباحاً في وقت غير اعتيادي وهو مؤشر بأن حدثاً مهما حصل. 

وأعلن أن وحدة الاغتيال بدأت بتتبع الحريري نهاية كانون الأوّل 2004، مشيراً الى أن شراء شبكات الهواتف وتكوين مجموعة من 15 هاتفا ليست صدفة مع نشاط مكثف لمجموعتين، عملتا حتى 29 كانون الاول بتنسيق تام ومتواز. الشبكة الخضراء للاشراف على المؤامرة والتنسيق والاعداد للاعتداء وتحضير الشاحنة، والحمراء تركت آثارا مضللة في كل مرحلة.

وعند الأولى من بعد الظهر رفعت الجلسة للاستراحة لتستأنف عند الأولى والنصف. 

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

الذكرى 17 لأحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة

كتب صبحي غندور ـ

تتزامن هذا العام الذكرى السابعة عشرة لأحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة مع الحملات السياسية والإعلامية الأميركية الممهّدة لانتخابات شهر نوفمبر القادم. وهذا التزامن يجعل من جديد موضوع الإسلام في أميركا جزءاً من القضايا الانتخابية التي يستغلّها التيّار اليميني المحافظ كما فعل دونالد ترامب بحملاته الأنتخابية في العام 2016.
وقد لاحظنا في سياق حملات ترامب واليمين الأميركي المحافظ قبل عامين التركيز على قضايا ثلاث كان يرمز لها وجود باراك أوباما في موقع الرئاسة: المهاجرون الجدد لأميركا، القضية العنصرية المزمنة بين السود والبيض، والوجود الإسلامي في أميركا. فمن لم يتضامن مع التيّار المحافظ على أساس عنصري ضدّ السود وجد نفسه مدفوعاً بمشاعر سلبية ضدّ الإسلام والمسلمين أو ضدّ المهاجرين الجدد ومعظمهم من دول أميركا اللاتينية.
ما حدث في نيويورك وواشنطن في العام 2001 كان حتماً عملاً إرهابياً كبيراً ومأساةً إجرامية بكلِّ التفاصيل والأبعاد والنتائج، ولم تجد واشنطن دولاً أخرى تختلف معها على ذلك، وعلى ضرورة معاقبة من خطَّط لهذا العمل الإرهابي الذي لم يسبق له مثيل في داخل أميركا أو خارجها، لكن وجدت واشنطن من اختلف معها في ظلّ إدارة بوش السابقة حول كيفيّة الردّ وحدوده وأمكنته، وأيضاً حول مدى شمولية مفهوم الإرهاب لدى السلطات الأميركية. فقد دخلت أميركا بعد 11 سبتمبر 2001 حربها ضدَّ "الإرهاب" كعدوّ، دون تحديد ماهيَّة "العدو" ومفهوم "الإرهاب" نفسه فاختلطت تسمية الإرهاب مع حقّ المقاومة لدى الشعوب الخاضعة للاحتلال، وهو حقٌّ مشروع بكافّة المعايير الدولية.
الملفت للانتباه في تلك الأعوام الماضية السبعة عشرة التحوّلية التي عاشتها أميركا والعالم كلّه أنّ أصوات العداء بين "الشرق الإسلامي" وبين "الغرب المسيحي" ازدادت بينما كانت إسرائيل (التي هي "جغرافياً" في الشرق، و"سياسياً" في الغرب، وتنتمي إلى حالةٍ دينية "لا شرقية إسلامية ولا غربية مسيحية") المستفيد الأكبر من صراعات الشرق والغرب في "عالم ما بعد 11 سبتمبر"!!
فيوم 11 سبتمبر 2001  كان يوم انتصار التطرّف في العالم كلّه. يومٌ انتعش فيه التطرّف السياسي والعقائدي في كلِّ بلدٍ من بلدان العالم، وأصبح بعده "المتطرّفون العالميّون" يخدمون بعضهم البعض وإن كانوا يتقاتلون في ساحات مختلفة.. وضحاياهم جميعاً هم من الأبرياء.
كان هذا اليوم رمزاً لعمل إرهابي لا يفرّق بين مذنب وبريء، كما كان هذا اليوم تبريراً لبدء سياسة "أميركية" الشكل، "إسرائيلية" المضمون، قادها "محافظون جدد" في واشنطن اعتماداً على تغذية الشعور بالخوف من ناحية، ومشاعر الغضب الموصوفة بالكراهية من الناحية الأخرى.
السياسة الحمقاء في واشنطن بنَت خططها اعتماداً على الأسلوب الإرهابي الأحمق يوم 11 سبتمبر 2001، فنشرت الخوف لدى الأميركيين والغربيين من عدوّهم الجديد "التطرّف الإسلامي"، وشكّل ذلك بحدّ ذاته فائدةً كبيرة لمن ينتهجون أسلوب الإرهاب وفكر التطرّف في داخل دول العالم الإسلامي، فكرّروا أعمالهم في أكثر من مكان استناداً إلى مبرّرات وذرائع وفّرتها الإدارة الأميركيّة من خلال حربها على العراق بدلاً من الحرب على الإرهاب وأسبابه السياسيّة. فالإدارات الحاكمة بواشنطن، خاصّةً تلك المدعومة من مصانع وشركات الأسلحة، تحتاج دائماً إلى "عدوّ خارجي" يبرّر سياسة الانتشار العسكري ويحافظ على التفوّق الأميركي، ويضمن تبعيّة الدول الأخرى.
فهل هو من قبيل الصدفة أن تكون المنطقة العربية، ومنطقة الخليج العربي تحديداّ، هي محطّ تفاعلات مع بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث قادت الولايات حربها عل العراق بذريعة الردّ على ما جرى من إرهابٍ على أميركا؟!
أيضاً، لو لم تكن هناك جهاتٌ محليّة تتحرَّك بأسماء عربية أو إسلامية، هل كان ممكناً حدوث مثل هذه الصدمات أو الزلازل التي هزّت أركان الأرض العربية تحديداً؟
وكيف يمكن تفسير ظاهرة "جماعة القاعدة" التي خرجت إلى الوجود خلال عقد التسعينات في حين أنَّ مؤسّسها والعديد من عناصرها كانوا أصلاً خدّام اجهزة المخابرات الأميركية طوال سنوات حرب "المجاهدين الأفغان" ضدَّ النظام الشيوعي والقوات السوفييتية في أفغانستان؟! ومن ثمّ بعد ذلك ما افرزته جماعات "القاعدة" من ظاهرة "داعش" و"النصرة" والعديد من المنظمات الإرهابية التي تستخدم اسماء إسلامية لتغليف حقيقتها المرتبطة بأجهزة اجنبية وبدورها في تسهيل مشاريع إسرائيلية تستهدف تقسيم الأوطان العربية واحداث شروخ بين المسلمين وتأجيج الصراع بين "الشرق الإسلامي" و"الغرب المسيحي"؟!.
إنّ أميركا "الداخل" تعيش حاليّاً مرحلة تحوّل بمختلف أبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية. وفي أميركا يتصارع الآن اتجاهان: الأوّل، عنصري رأى بأنَّ الهجوم الإرهابي الذي حصل على أميركا في العام 2001 كان هجوماً "إسلاميّاً" من حيث الدين، و"عربيّاً" من حيث الجنسية، ويشمل في تبعاته بلدان العالم الإسلامي كلّها. أمّا الاتجاه الثاني، فرأى ما حدث من إرهاب في أميركا أشبه بصفَّارة إنذار تدعو الأميركيين إلى فهمٍ أفضل للعالم ولِما يجري حولهم بعد عقودٍ من الجهل ب"الآخر" الموجود خارج أميركا.
17 سنة مضت على صدمة 11 سبتمبر في أميركا، ولم يقدِّم أيّ مسؤولٍ سياسي أو أمني في العام 2001 أو ما بعده، استقالته بسبب هذه الأحداث، ولم يُحاسب أي شخص على ماجرى بعد ذلك من اكاذيب وذرائع باطلة لتبرير الحرب على العراق، كما هو التقليد الأميركي المعهود بإعلان بعض الأشخاص تحمّل المسؤولية بعد وقوع حوادث ما ترتبط بوجود تقصير بشري. فأحداث 11 سبتمبر لها نكهة خاصَّة، إذ الملامة الأميركية الرسمية كانت على "الإرهابيين فقط وما خلفهم من أصولٍ دينية أو إثنية"!!.
إنّ الأمَّة الأميركية، منذ سبتمبر 2001، أمام مفترق طرقٍ يتناقض أحده مع الآخر: فإمّا توظيف ما حدث لبناء وحدةٍ وطنيةٍ أميركيةٍ لا تميّز بين أتباع دينٍ وآخر، ولا بين أصولٍ عرقيةٍ على أساس لونٍ أو ثقافة .. أو السير في النهج الذي يحطِّم وحدة النسيج الأميركي، وهو نسيج متعدّد الأديان والطوائف والأعراق والثقافات، ويتهدده مزيد من الخطر الآن منذ وصول دونالد ترامب لمنصب الرئاسة.