الجمعة، 30 نوفمبر 2018

قادة القوى الدولية يذيبون "عزلة" ولي العهد السعودي في قمة العشرين

نص فرانس 24  ـ
رغم الانتقادات الدولية القوية التي وجهت إلى الأمير محمد بن سلمان في الأسابيع الأخيرة، إلا أن قادة الدول الكبرى رحبوا به الجمعة خلال قمة العشرين . وإن طغت قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي على محادثاته مع البعض منهم إلا أن المصافحات والابتسامات بين ولي العهد السعودي وقادة العالم تؤكد على "عدم نبذه" من المجتمع الدولي.
أبدى عدد من قادة الدول الكبرى حفاوة بالأمير محمد بن سلمان الجمعة، خلال قمة مجموعة العشرين. وبين ترحيب حار من بوتين، ولهجة مازحة من ترامب، وبعض الجدية في اللقاء مع ماكرون، لم يجد ولي العهد السعودي نفسه معزولا لدى بدء أعمال قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، بل كان محاطا بشكل جيد.

ترامب: تبادل المزاح

وشوهد الأمير وهو يتحدث إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وابنته ايفانكا قبل بدء القمة التي تستمر يومين في بوينس آيرس.

وأعلن البيت الأبيض أن الأمير محمد بن سلمان "تبادل المزاح" مع دونالد ترامب على هامش القمة. والمعروف أن الرئيس الأمريكي من أبرز داعمي ولي العهد السعودي، وينتظر منه المساعدة دائما في الإبقاء على سعر برميل النفط منخفضا.

بوتين: حفاوة وابتسامات

وتصافح الأمير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة وتبادلا الابتسامات العريضة والشد على الأيدي خلال التقاط الصورة الجماعية لزعماء أكبر الاقتصاديات في العالم.

وتميز اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكثير من الود، فتصافحا واقفين بحرارة على طريقة مراهقين أو رياضيين اثنين، قبل أن يجلسا متجاورين على طاولة القمة وهما يتحادثان ويتبادلان الابتسامات.

ماكرون: مطالب بتحقيق دولي في قضية خاشقجي

من جانبه التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولي العهد السعودي عقب اختتام اجتماع مع نظرائه الأوروبيين عقد على هامش قمة مجموعة العشرين. وبحسب مستشاري الرئاسة الفرنسية فقد "توجه رئيس الجمهورية إلى صالة الاستقبال حيث كان جميع رؤساء الدول. وشاهد هناك الأمير محمد بن سلمان فرغب الالتقاء به وإجراء نقاش صريح جدا وحازم في الوقت نفسه معه".

وأوضح الرئيس الفرنسي لولي العهد السعودي بأن بلاده ودول الاتحاد الأوروبي مصرة على أن يشارك في التحقيقات في قضية مقتل خاشقجي خبراء دوليون.

ونقل مستشارون للرئيس الفرنسي أن الأخير طالب المسؤول السعودي ب"ضرورة العمل على حل سياسي في اليمن".

ماي: لقاء حازم

وقال مكتب رئيسة  الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الجمعة إنها طلبت من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات لمنع تكرار حوادث مثل حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقال مكتب ماي في بيان "شددت رئيسة الوزراء على أهمية ضمان محاسبة المسؤولين عن واقعة مقتل جمال خاشقجي المروعة واتخاذ السعودية إجراءات لبناء الثقة وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث المؤسف أبدا".

وكانت ماي قالت قبل الاجتماع إنها ستمارس ضغوطا على الأمير في قضيتي مقتل خاشقجي والحرب في اليمن التي تعتبرها الأمم المتحدة أسوأ كارثة انسانية في العالم.

وقالت ماي لسكاي نيوز "السعوديون بحاجة إلى أن يكون تحقيقهم كاملا وموثوقا وشفافا وأن يكون باستطاعة الشعب الثقة بنتيجته وكذلك أن تتم محاسبة المسؤولين (عن الجريمة)".

فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

جعجع لـ«الجمهورية»: موازين الرئاسة قد تنقلب لمصلحتي وألتقي «السيد حسن» بعد سقوط الجمهورية الإسلامية


مقالات خاصةمجلس الدفاع: مخيمات ونازحون وحقوق إنسان ومخدراتجعجع لـ«الجمهورية»: موازين الرئاسة قد تنقلب لمصلحتي وألتقي «السيد حسن» بعد سقوط «الجمهورية الإسلامية»1500 طالب يحظون بمنح أميركية سنوياً..."نعم بمقدورنا تغييرُ العالم"المزيدلا يقلّ «سمير الحكيم» حرصاً على «الصبي» من «سليمان الحكيم» في بعبدا. هذا ما دفع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى تقديم تنازلٍ قاسٍ من «كيس» حقائبه في الحكومة، وما يدفعه اليوم الى «مهادنة» شبهِ كاملة على كل الجبهات لا يستثني منها «حزب الله»: «شكّلوا أو فعّلوا»... حكومة «بمَن حضر» ليست على البال ولا في حسابات معراب!
في المؤتمر الصحافي الذي عقده في معراب، قبل شهر واحد تماماً، معلناً قرارَ دخوله الحكومة بحصّة «غير مُنصِفة»، تجرّأ جعجع على قول ما يُحجم حتى حلفاء العهد عن قوله «لأنّ في فمهم ماءً». فقد اتّهم الوزير جبران باسيل بـ «الهيمنة» على قرار رئيس الجمهورية، إذ توجّه اليه قائلاً من دون أن يسمّيه: «هناك مَن يحاول تصويرَ مسألة إعطاء «القوّات» هذه الحقائب فقط على أنه إنتصارٌ كبير، إلّا أنها هزيمة كبيرة له، فالإنتصارات تتحقّق في الإنتخابات، وليس في أن يتحكّم البعضُ بقلم الإمضاء على تأليف الحكومة أو تعطيلها من أجل أن يخرج علينا في النهاية ليقولَ إنه بطل»!

لا يريد جعجع في حديثه الى «الجمهورية» أن يكبسَ زرَّ العودة الى الوراء ليشرح سببَ تسليمه بأنّ توقيع رئيس الجمهورية مراسيمَ الحكومة بات «رهينة» وزير! إنها أحد وجوه سياسة «المهادنة» لمعراب في المرحلة الحالية... ربما قبل «العاصفة» المتوقعة حين يجلس الجميع الى طاولة حكومة «القلوب المليانة» والحسابات المتضارِبة.

«شدّوا حالكم»
يقفز جعجع بسلاسة فوق هذا «الاتّهام» ليطالب اليوم صاحب «القلم» نفسه مع رئيس الحكومة بممارسة صلاحياتهما الدستورية في وضع حدّ للأزمة. ويقول: «ما إلي على «حزب الله». هو حرّ في أن يطالب بما يريده، لكن إلي على رئيسَي الجمهورية والحكومة، والوضع لم يعد يحتمل. هذه هي النقطة المفصلية. «تفضّلوا شدّوا حالكم إفعلوا شيئاً»، إما إقناع «حزب الله»، أو اذهبوا الى جلسات الضرورة».

«واقعية» جعجع، التي تقرأها بين سطور كلامه، تدفعه الى التسليم بصعوبة ولادة حكومة من دون الحزب، «حتى حين ظهر توجّهٌ الى تشكيل حكومة من دوننا قبلنا بالعرض الأخير المقدَّم لنا، مع أننا اعتبرنا أنه غيرُ منصف بحقنا. لا يمكن تشكيل حكومة من دون الكتل الأساسية فيها».

الوضع الحالي يلزمه، في رأي جعجع، 3 أو 4 قرارات رئيسة أساسية لها علاقة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، كطلب حزمة مساعدات من البنك الدولي، إما عِبر حكومة يجب أن تولد سريعاً وإما إلتئام حكومة تصريف الأعمال»، مشيراً الى «وجود فتوى لمجلس شورى الدولة عام 1969 تشير الى أنه عند بروز أيِّ خطر عسكري أمني أو اقتصادي أو اجتماعي يمكن حكومة تصريف الأعمال أن تجتمع وتتّخذ القرارات الضرورية».

يعترف جعجع أنه «على المستوى الشخصي والحزبي الضيّق يتفرّج مِن بعد على الأزمة، لكن على المستوى العام «الهمّ يأكلنا» يوماً بعد يوم، فجميعنا في «المُغليطة»، وكل يوم تأخير لا ندرك تأثيره على الاستقرار الاقتصادي».

وما لا يعرفه كثيرون، في هذا السياق، أنّ معراب تحوّلت في الآونة الأخيرة خليّة عمل لاجتماعاتٍ دوريّة تُعقد لإيجاد حلول عملية لعدد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية الداهمة والملحّة. وكما سجّل جعجع سابقة في التقاط الصورة التذكارية مع وزرائه الجدد، حتى قبل تشكيل الحكومة، فإنّ فريق العمل الوزاري الجديد يغوص منذ أسابيع في ملفات وزاراته بغية تأمينِ دخولٍ «مريح» الى الحكومة.

«حزب الله» الى أيام صعبة
وهل يعتقد أنّ ما يقوم به «حزب الله» حالياً موجَّه ضد الرئيس سعد الحريري أو العهد برمّته؟ يجيب جعجع: «لا أراها في هذا الإطار، بل في إطار النزاع الأكبر، لأنّ نظرة «حزب الله» الى الاستحقاقات ليست جزئية أو تفصيلية. هو جزءٌ من مشروع كبير، ومقتضيات هذا المشروع الذي ينتمي اليه الحزب أينما كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أن يكون هناك صمود في الموقف وأكبر مقدار ممكن من المكاسب».

لا يوافق رئيس «القوات اللبنانية» على نظرية البعض أنّ «حزب الله» يتصرّف بمنطق المنتصر، «بل لأنه مقبلٌ على أيام صعبة ويحاول التمسّكَ بكل مكسب»، مؤكّداً أنّ «القصة ليست فقط بوزير بالزائد بل من خلال القول إنّ له الجزء الأكبر من القرار حتى لو في إطار تشكيل حكومة».

إستطراداً لا يوافق أيضاً على مقولة دخول لبنان عصر الشيعية السياسية، «البلد لم يحمل المارونية السياسية ولا السنّية السياسية. نسبياً هناك «وهج» الشيعية السياسية»، مؤكّداً «لا خوف على إتفاق الطائف».

وماذا عن سرّ المهادنة تجاه «حزب الله» في عزّ فرض أمينه العام السيد حسن نصرالله شروطه على تأليف الحكومة؟ يوضح جعجع «أولاً ليس بيننا أيُّ غزل إعلامي، بل واقعية سياسية يظهر جانب منها في التقاطعات داخل الحكومة أو في مجلس النواب». ويضيف: «بين الـ 2005 و2009 كانت أزمة سلاح «حزب الله» مطروحة، وهناك فرزٌ سياسي، ومشروعٌ جدّي لطرح الاستراتيجية الدفاعية. كان يجب يومها أن نقول ما لدينا. اليوم صارت مواقفُ الطرفين واضحة، لكنّ تكرار الموقف بسبب أو بلا سبب لا يفيد. هذه ليست المعركة الآن. نحن نعيد تأكيد الموقف حين يكون هناك لزومٌ للأمر. همومُ اللبنانيين كثيرة ويجب التركيز عليها».

جعجع يرى أنّ السطرَ المختصر الذي كتبه على «تويتر» تعليقاً على خطاب السيد نصرالله «يُغني عن مطوّلات. لماذا تسميم الأجواء في البلد؟. هناك نقاط خلاف أساسية معروفة مع «حزب الله»، ما عدا ذلك الحزب موجود في كل الحكومات ونتعامل معه على هذا الأساس». يضيف: «الواقعية السياسية تفرض نفسها. لا هم يحبون أن يتسلّوا أو يضيّعوا الوقت ولا نحن. هم جدّيون ومبدئيون وواضحون وصادقون مع أنفسهم وقواعدهم، تماماً كما «القوات». وهذا ما يفسّر ربما عدم وجود عدائية بين الطرفين او إشتباك بينهما».

بواقعيّتك السياسية متى يمكن أن تجدَ نفسَك وجهاً لوجه أمام السيد حسن نصرالله؟ يردّ سريعاً: «بعد سقوط الجمهورية الإسلامية في إيران»!

الحريري لن يساوم
في معراب ليس ثمّة هواجس فعلية من «تنازلات» جديدة قد يُقدِم عليها الحريري في تأليف الحكومة. يقول جعجع: «لستُ متوجّساً كثيراً، بل أقل من العادي. لأنّ هذه المرة ألمسألة تمسّ الحريري شخصياً. مثلاً في موضوع حضور «القوات» في الحكومة، عَمِل الحريري جهدَه وجرّب «وفي الآخر ما ظبطت معو». لكن هذه المرة ليست القصة «القوات» أو الحزب التقدمي الاشتراكي بل موضوع يمسّه مباشرة. لا يجب أن يتنازل لأسبابٍ مبدئية، لذلك أستبعد أن يساوم في هذا الموضوع».

ويوضح «إذا كان أحدُ الحلول المطروحة التوزير من حصة الرئيس، لا يجب أن نعتبرَ أنّ الأمر يحصل على حساب حصة رئيس الجمهورية، لأنّ الوزير السنّي الذي سيُسمّى عندها سيكون عملياً من فريقه حتى لو من خط «8 آذار». لكن في تقديري المشكلة أبعد من ذلك، وإلّا لكانت حُلّت بهذه الطريقة».

يتحدّث جعجع عن مجموعة من العوامل من دون أن يحدّد مسبّباً واحداً لتشبّث «حزب الله» بموقفه بتوزير سنّي من 8 آذار، «قد يكون من أجل القول أنا صاحب القرار، أو للأزمة إمتداداتُها الإقليمية، وهناك الكباش الإيراني الأميركي... أحياناً كثيرة ليس هناك عاملٌ واحد يتحكّم بواقع ما».

وللدلالة على وجود «قُطبة» مخفيّة يقول جعجع: «قبل ثلاثة أيام من مؤتمري الصحافي لإعلان دخولنا الحكومة إتّصل الحريري بي وقال لي إنه يحاول منذ خمسة أشهر تحصيل ما يمكن تحصيله لـ «القوات» و»الاشتراكي» «والآن الحكومة يجب أن تتشكّل والبلد لم يعد يحمل، و»نحن ما عاد فينا نكفّي». يهمّني كثيراً وجودكم في الحكومة، أُدرس العرض المتوافر وأتمنّى قبوله».

يضيف: «كان الحريري يريد جواباً في اليوم التالي على أساس أنه متفق مع رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب على إصدار المراسيم يوم السبت من بعبدا، لكننا بصعوبة أجّلنا قرارنا دخول الحكومة الى ظهر الاثنين، على أن تصدر مراسيم الحكومة بعد ظهر اليوم نفسه، لكن ما الذي حصل في آخر لحظة؟».

لا ينكر جعجع الحيثية التمثيلية لسنّة 8 آذار، مع تسجيله إعتراضاً على عدم إنضوائهم ضمن كتلة واحدة خلال الاستشارات النيابية، «لكنّ رهن ولادة الحكومة بتمثيلهم أمر خاطئ، تماماً كما حين نتحدّث عن المسيحيين المستقلين، أو الحزب «القومي»، أو «حزب الكتائب».

وهل «حزب الله» يجاهر اليوم بنحو غير مباشر بكونه الشريك الثالث في توقيع مراسيم الحكومة»؟ يردّ جعجع: «ما أريد قوله «الموقف مش مظبوط متل ما هوّي». «حزب الله» له الحق أن يعلن ما يريده. في نهاية المطاف يعود للرئيسين أن يشكّلا الحكومة وفق ما يريانه مناسباً، والحساب ليس في شوارع بيروت، بل في مجلس النواب من خلال الأطر الدستورية».

يجزم جعجع بأنّ «القوات» لم تعطّل الحكومة سابقاً «كان لدينا رأيُنا، كان يمكن أن يقولوا لنا إمشوا أو أبقوا خارجاً. قناعتنا أنّ المعارضة أكثر فعاليّة من داخل الحكومة حيث سنجد أطرافاً حتماً الى جانبنا لدعمنا، وهذا ما حصل في الحكومة السابقة. فمشروع البواخر مثلاً لم نتمكّن من تعطيله لو كنا بمفردنا، وحتى «حزب الله» وقف الى جانبنا».

على خطٍّ آخر، وفيما عزّزت مصالحة «القوات» وتيار «المردة» الأحاديث المتزايدة عن فتح ملف رئاسة الجمهورية باكراً جداً، يرى جعجع أنّ «أيَّ كلام عن الانتخابات الرئاسية اليوم هو «تخبيص خارج الصحن». لا يجوز الضرب بالرمل. وحتى لو حضّرنا للاستحقاق منذ الآن، فالمعطيات قد تتغيّر بعد أربع سنوات».

ويؤكّد أنّ «ما حصل في بكركي تأخّر 13 عاماً. أوّل خطوة إتّخذها سليمان فرنجية حصلت في 26 تموز 2005 يوم خروجي من الاعتقال. حينها حصل إلتباسٌ لم أكن مسؤولاً عنه بحيث لم أتمكّن من الردّ على إتصال فرنجية. «كنت بعدني طالع وما عارف شي». بعدها للأسف حصلت أحداث في الشمال أخّرت المسألة أكثر، وانتظرنا حتى تهدأ الأمور الى أن وصلنا الى موضوع رئاسة الجمهورية، أخذنا خيارَ عون لأسباب معروفة وغير معروفة، وبقي الكلام قائماً مع «المردة»، لكن خلال التحضير للانتخابات التهينا بعض الوقت».

يرفض جعجع الردّ على فرضية فرنجية بحصر السباق الرئاسي بينه وبين باسيل، وأنّ رئيس «القوات» الذي «جرّب» خيار عون لن يعاود الكرّة مع باسيل وقد يدعم فرنجية، ويقول: «بكير على هذا الكلام وهو خارج السياق».

هل يمكن أن «تطوَّب» صانعاً رؤساءَ جمهورية من 8 آذار؟ يردّ جعجع مُبتسماً: «هناك مثل إنكليزي يقولBad propaganda is a good propaganda. في مطلق الحالات، يجب أن نعوّد الموارنة على أن يكونوا صانعي رؤساء. شاءت الظروف أن يحصل هذا الأمر مع ميشال عون، لكنّ الظروف يمكن ان تتغيّر».

وفيما يراهن فرنجية على أنّ موازين القوى ستكون لمصلحة خطه السياسي، هل يراهن جعجع على العكس بحيث تنقلب هذه الموازين لمصلحته، خصوصاً أنّ هناك ما يشبه إجماعاً على إستبعاده اليوم من لائحة المرشّحين للرئاسة»؟ يجيب: «مَن يعرف؟ هذا ممكن»، معتبراً أنّ «استبعادي من الحلبة الرئاسية إستنتاجٌ في غير محلّه».

ومن ضمن أدبيّات المهادنة السائدة حالياً في معراب، وعلى عكس إستنتاجات الغالبية الساحقة من «القواتيين»، يؤكّد جعجع «أننا لا نزال نتعاطى مع عون وباسيل كحالتين منفصلتين، لكنّ ما يفعلانه في الغرف المغلقة أمر آخر. بالنسبة الينا رئاسة الجمهورية شيء ورئاسة «التيار الوطني الحر» شيء آخر. على المستوى العملي ربما يحصل تنسيق أكثر من اللازم»، متمنّياً أن «يبقى الفصل قائماً لحسن سير الجمهورية ولحسن سير «التيار». وماذا عن مصير «إتفاق معراب»؟ يجزم جعجع: «في شقّ المصالحة لا يزال قائماً وفاعلاً ولا عودة عنه. في شقّ التفاهم السياسي هو في مهبّ الريح».

خير يناقش وضع سجلات النفوس في زغرتا

الغربة من فريد بو فرنسيس ـ
استقبل رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، في مبنى الاتحاد في زغرتا،  رئيس رابطة مخاتير قضاء زغرتا ميلاد شاهين مع عدد من المخاتير ، رئيس دائرة نفوس الشمال عامر مصول، رئيس دائرة النفوس السابق في زغرتا السيد ميلاد فنيانوس، في حضور الاخصائية في ترميم واستنساخ السجلات السيدة ارليت غزالي، مع مسؤول من وزارة الداخلية، الى فريق عمل الاتحاد، حيث وضعوه في اجواء اهتراء سجلات النفوس في زغرتا والمعاناة التي يتكبدها الموظفون لعدم تمكنهم من تأمين المعلومات اللازمة للمواطنين مطالبين باعادة نسخ السجلات المهترئة وصولا الى مكننة القيود كما حصل ويحصل في العديد من اقلام النفوس في جميع المناطق اللبنانية.

و طلب خير من المخاتير وضع تصور لما يمكن عمله لاستفادة طويلة الاجل من اطلاق هذا المشروع كي لا يقتصر الامر على ترميم السجلات بل اعادة نسخها وصولا الى مكننتها.

وقد عرض المجتمعون لكيفية سير عملية النسخ ولاوضاع السجلات في دائرة نفوس زغرتا مع التكلفة المتوقعة بهذا الاطار حيث تمنى خير ان يستفاد من هذه العملية لفترة مقبولة وبموجب الاسس القانونية بانتظار عملية المكننة.

وقد قرر المجتمعون تكثيف الاجتماعات لحل هذه المشكلة فيما اكد خير استعداده لتمويل هذا المشروع لما له من منفعة عامة تنعكس على المواطنين.

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

بلدة "البحيري" في قضاء زغرتا تنفض عنها غبار الماضي


الغربة ـ تحقيق فريد بو فرنسيس ـ

تشهد بلدة "البحيري" في قضاء زغرتا، ورشة إنمائية كبيرة، بدلت في مشهدها الطبيعي المالوف، وحولتها تدريجيا كي تكون في مصاف البلدات المميزة التي يسعى القيمون عليها للنهوض بها الى مصاف البلدات الكبرى. فالبلدة التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 1100 متر، بدأت تسلك طريقها تدريجيا لنفض غبار الماضي عنها، ضمن خطة استراتيجية مدروسة وسلسلة مشاريع افكار يحملها ويسعى الى تنفيذها رئيس بلديتها شربل جبران مع المجلس البلدي، مستندا الى ثقة مطلقة منحه اياها اهالي البلدة.

تعتبر بلدة "البحيري" بلدة اصطياف بامتياز، يتركها اهلها شتاء، ويعودون اليها في كل صيف، وعند كل محطة او مناسبة، وهي من البلدات الصغرى في قضاء زغرتا، فمساحتها لا تتعدى كيلومترا مربعا، وهي تقع أسفل الوادي المطل على بلدة مزيارة، وتبعد حوالى ١٥ كلم عن مدينة زغرتا مركز القضاء، وتتوسط بلدات تولا، اسلوت، مزرعة التفاح، ومزيارة، وتستطيع الوصول اليها عبر منافذ وطرق عدة من جهة بلدة مزيارة، او عبر طريق اجبع - بسلوقيت، او من جهة بلدة مزرعة التفاح. يبلغ عدد سكان البلدة حوالى ٣٠٠٠ نسمة،  ١١٠٠ منهم فقط مسجلين على لوائح الشطب. فيها اغتراب منتشر في معظم اقطار العالم ومعظمهم موجودين في اوستراليا والبرازيل.


وفي جولة سريعة داخل ارجاء البلدة تشعر بحجم الاشغال التي حولت البلدة الى ورشة عمل لا تتوقف، ويقول رئيس البلدية شربل جبران:" اننا عقدنا العزم منذ ان تولينا رئاسة المجلس البلدي، ان ننهض بالبلدة من جميع النواحي، ووضعنا جدول اعمال لكل ما سنقوم به بحسب الاولويات التي تحتاجها. بدأنا ورشة عمل ضخمة، وانتهينا من بناء من جدران الدعم التي عملنا على تلبيسها بالحجر الصخري الابيض، ما اضفى رونقة وجمالا عليها، الى أقنية لتصريف مياه الامطار و للري، اضافة الى فتح طرقات جديدة، وربط الاحياء بعضها ببعض، و توسيع بعض الطرقات الداخلية وتعبيدها بالاسفلت. 

ويضيف جبران:" عملنا منذ البداية على توسيع مدخل البلدة ليصبح الطريق بحدود السبعة امتار، مع كل ما تتطلبه عملية التوسع من جدران دعم، ومجاري مياه، بالتعاون مع وزارة الاشغال، ويبقى ان نزيل اعمدة الكهرباء والهاتف ورفعها الى خارج حدود الطريق. 

في البلدة جمعية هي "جمعية شباب قلب يسوع" يرأسها جان يوسف غبش، وهي ناشطة وفعالة، كما يوجد مركز اختياري يشغله اليوم المختار بدوي البستاني، وكنيسة على اسم القديس مارون يخدمها الخوري شهيد دعبول، ومركز صحي. تشرب البلدة من مياه "نبع غبش" وقد تحول الى مقصد لكل طالب راحة واستجمام.

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

فرنجية: بيني وبين باسيل... جعجع يختارني

فراس الشوفي - الأخبار ـ

لا شيء تغيّر عند سليمان فرنجية. قبل المصالحة مع سمير جعجع وبعدها، يبدو رئيس تيار المردة هو هو، في الشكل والمضمون، في الموقف واللغة، ثابت في تحالفاته السياسية وفي مواقفه من سوريا والمقاومة، وفي رؤيته لدور المسيحيين في لبنان والشرق.

أسئلة كثيرة ارتسمت بعد مصالحة بكركي الأخيرة، عند جمهور حلفاء فرنجية وأخصامه. هل كانت المصالحة مع رئيس حزب القوات سمير جعجع لزوم ما لا يلزم؟ هل تحالف مع القوات؟ هل منح صكّ براءة لسمير جعجع من دم عائلته؟ أم أن سلوك التيار الوطني الحر، وتحديداً وزير الخارجية جبران باسيل، دفع فرنجية إلى «أبغض الحلال»، بمصافحة جعجع وإعلان «المسامحة» بعد أربعين عاماً على جريمة إهدن؟

أوراق الخريف، تملأ ضفاف الطريق إلى البيت الخشبي المعتّق في بنشعي. إجراءات أمنية معتادة بين المدخل الرئيسي والبيت. فرنجية في الباحة الفسيحة ينتظر ضيوفه لاستقبالهم، والغيم الرمادي في السماء القريبة يهمّ بالهرب من المطر ويرحل صعوداً نحو الجبال العالية، مع الريح الغربية.

هنا في البيت متعة لامتناهية لهواة الصيد البري، ورئيس المردة حائرٌ يبحث عن مكانٍ ليعلّق فيه كبش معزاة جبلية جديدة محنّطة ودبّ كندي عجوز ضخم، إلى جانب طرائده الأخرى المعلّقة على كل جدار.
قبل حديث السياسة، يبدو فرنجية «متشائلاً» حيال المستقبل. يقتنع بأن «لبنان لديه فرصة تاريخية في المرحلة المقبلة مع التحولات الاقتصادية من استخراج النفط والغاز إلى إعادة إعمار سوريا والعراق وشبكات المواصلات الحديثة، ليلعب دوراً متقدماً في محيطه». لكنّه في المقابل، يرى أن «قدرة لبنان الحالية وظروفه السياسية وعدم وجود رؤية في البلاد، قد يغرقنا في الديون والأزمات الاقتصادية والبطالة أكثر مّما نحن فيه».

يعطي فرنجية مثالاً على ذلك أزمة الكهرباء، وكيف أن بلداً مثل لبنان بهذا العدد من السكان، لم ينجح حتى الآن في حل أزمة عميقة من هذا النوع. وهو على عكس المتوقّع، لا يحمّل طرفاً مسؤولية هذه الأزمة، حتى ولو كان خصماً مستجداً كالتيار الوطني الحر. إنّما يرى أن «أزمة الكهرباء هي نتاج مسار طويل من الجهل واللامعرفة»، ويقترح أن «تضع الدولة خطة اكتفاء ذاتي، ثم تضع تصوّراً للحل عبر دمج مصادر الطاقة من معامل الإنتاج والغاز إلى محطات الطاقة المتجددة، ثم نذهب ونبحث لها عن تمويل كامل، ولو أخذت وقتاً أطول لكن نصل إلى حل جذري ونصارح اللبنانيين ونضعهم في صورة الخطة ونهيئ الأرضية للصبر. صبرنا كل هذه السنين، فلنصبر لننجز حلاً متكاملاً نهائياً».

نعود إلى المصالحة. يبتسم فرنجية، «شو بها المصالحة؟ اسمها يكفي لشرحها». يبدأ رئيس المردة بوضع إطار لما جرى الأسبوع الماضي في بكركي: «هي مصالحة من دون أي اتفاق سياسي أو التزام أو تفاهم مستقبلي. طبعاً هناك تهدئة بين الحزبين والجمهور من نتائج المصالحة، وأصلاً كان هناك قناة اتصال لتخفيف التوتر والاحتقان الذي كان يحصل في السنوات الماضية».

لكن لماذا الآن، ألم تحصل مصالحة في لقاء الزعماء المسيحيين الأربعة في بكركي قبل سنوات؟ يردّ فرنجية: «لم تكن مصالحة وقتها، كان لقاء عابراً جرى برعاية بكركي لمصلحة المسيحيين ولبنان، وما حصل الأسبوع الماضي هو أيضاً برعاية بكركي، ولمصلحة لبنان والمسيحيين». يتابع: «أما لماذا الآن، فلنسأل عكسياً، متى هو الوقت المناسب؟ ليس هناك من توقيت محدّد، لكن الظروف نضجت، ولا فائدة من التمسّك بالأحقاد. وأكرر هي مسامحة ومصالحة وليست تحالفاً سياسياً».

لكن البعض يقول إنك تنازلت عن دم عائلتك، ما ردّك على هذا المنطق؟ يجيب فرنجية: «أوّلاً هذا ليس تنازلا عن دم عائلتي، هذه مصالحة ومسامحة عن شيء لي الحق فيه أنا وأهالي الشهداء الذين جلست وإياهم قبل القيام بأي تحرك. لا أريد الخوض في التفاصيل، لكنّي على الأقل تنازلت من دون مقابل عن حقّي، فيما تنازل آخرون عن دم غيرهم لأجل الرئاسة».

بيتكم وأنت وحكاية مجزرة إهدن، تمثّلون حالة وجدانية معيّنة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، فهل منحت مصالحتك لجعجع صك براءة له؟ يردّ فرنجية: «جعجع خرج من السجن بتوافق سياسي، وهو موجود في الحياة السياسية، والحلفاء والخصوم يتعاملون معه بهذه المعطيات، ثمّ إن منطق «صك البراءة» منحه التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون لرئيس القوات في معراب، وأوقفوا الحملات الإعلامية ضد القوات ووقّعوا وثيقة وعملوا تفاهم سياسي طويل عريض، كلّه لأجل الرئاسة، وعندما وصلوا إلى الرئاسة انقلبوا على الاتفاق على مراحل. أنا على الأقل لم أتعهد له بأي شيء وهو كذلك».

كم تقوّم الفائدة بالنسبة إليك وبالنسبة إلى جعجع؟
«ممم»، يفكر فرنجية قبل أن يجيب، ثمّ يرد: «لا أرى أن المسألة ربح وخسارة، لكن أعتقد أن المصالحة المجرّدة هي ربح 50 للمردة و50 للقوات. ربّما تتحوّل هذه الفائدة، بحسب الظروف لمصلحة لأحد الفريقين، لأن الظروف المحلية والإقليمية متغيرة».

هل يمكنك أن تعطي مثالاً؟
يرد رئيس المردة، «نعم، فلنأخذ مثالاً، مع أن الانتخابات الرئاسية المقبلة بعيدة المدى، لكن إذا بقيت الظروف الحالية وتقدّم سوريا ومحور المقاومة في الإقليم، وهذا المرجّح لسنوات مقبلة، فإن حظوظي مرتفعة لأكون الرئيس المقبل. في المرة الماضية، كان محسوماً أن الرئيس من قوى 8 آذار ورئيس الحكومة من فريق 14 آذار، أرجّح أن تكون الرئاسة المقبلة على هذا الأساس مع أنها بعيدة وليس وقتها للنقاش، لكن ستكون موازين القوى نفسها. لذلك سيكون الاستحقاق محصوراً بيني وبين جبران باسيل. جعجع جرّب سابقاً خيار عون، وكانت النتيجة الانقلاب على التفاهم. أعتقد أنه بيني وبين باسيل يختارني، فأنا وباسيل من ذات الخيار السياسي، لكن الفرق أنني أخاصم بشرف وأعطي كل ذي حق حقّه ولا أنقلب على اتفاقات».

هل يعني هذا الكلام أن هناك اتفاقاً على هذا الأمر؟
يرد فرنجية سريعاً: «طبعاً لا. قد تقف القوات إلى جانب هذا الخيار أو لا تقف، لم نناقش الأمر ولم نقترب منه أصلاً. لكن أعطي مثلاً، لأن هناك من يحضّر لانتخابات الرئاسة منذ الآن بأي ثمن وبكل الوسائل، ومنها محاولة القول باحتكار النواب والأصوات المسيحية وهذا غير صحيح طبعاً، أو القول إن المردة خارج جبل لبنان وهذا تفكير متخلّف، التمييز بين مسيحي من جبل لبنان ومسيحي من الأطراف».

هل تأخذ القوات من جمهور المردة مستقبلاً؟
يرد فرنجية: «مستحيل، نحن جمهوران وعنوانان منفصلان في السياسة. المردة لا يتحولون إلى قوات والعكس صحيح. لكن كلنا نتنافس على الكتلة الرمادية. للأسف، التيار الوطني الحرّ يوتّر الشارع ويحرّك العصبية، وعندها يمكن للقوات أن تستقطب من هذه الشريحة».

هل لا يزال جعجع مخيفاً بأدواره على الساحة اللبنانية، في الأمن مثلاً؟
يرد فرنجية: «الجميع مخيف بالأمن بحسب الظروف. في الظروف الحالية لا أعتقد. فليكن السؤال الأخير عن المصالحة، لا أريد تخريبها، لقد مضى ما مضى».

متى تتألف الحكومة؟
فرنجية: «أعتقد أن الأمور معقّدة. من الواضح أن همّ باسيل الوحيد هو الحصول على 11 وزيراً، للتأكد من قدرته على إمساك الحكومة في حال حصول أي تطوّر، طالما أن هناك اعتقاداً بأن هذه الحكومة ستبقى مدة طويلة. إذا كان باسيل يثق بحلفائه، فلماذا يصرّ على الثلث المعطّل؟ هذا يعني أنه يفتعل أزمة ثقة، تضاف إلى سلوك عام أخيراً. هل تستأهل معركة الرئاسة توتير البلد منذ الآن؟ هذا سؤال يجب أن يطرح عليه. هناك عقل إلغائي ضد الجميع».

سؤال أخير، تحدثنا في البداية عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي في العالم العربي ولبنان، ما هو موقفك من هذا الأمر؟
فرنجية: موقفي مثل موقفي من المقاومة والقضية الفلسطينية. هناك محاولات في لبنان لفرض التطبيع علينا، بكل أشكاله، علينا مواجهته بكل الوسائل أيضاً. هناك حالات محدّدة، القانون لا يلحظها، لذا علينا تعديل القانون حتى يلحظ كل الحالات والاستثناءات وليس اتخاذ قرارات فردية. لا أقول أن ننعزل عن العالم، ولكن ما يحصل خطير ويصبّ في سياق تصفية القصية الفلسطينية وإنهاء الصراع مع العدو الإسرائيلي». 

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

الدبلوماسي الفلسطيني اللامع الدكتور لؤي عيسى: استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية شرط للصمود


لن نستسلم للضغوط التي نتعرض لها من أطراف عديدة
منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركتي فتح وحماس.
في غزة يوجد شعب فلسطيني
فلسطين هي الاسم الحركي للعروبة

كتب حسن العاصي ـ
في سياق متابعتها المتواصلة لتطورات القضية الفلسطينية، التقت إذاعة الجزائر الدولية مع السفير الفلسطيني اللامع في الجزائر الدكتور لؤي عيسى. وقد حددت مقدمة البرنامج الحواري الأسبوعي "نقاش" ثلاث محاور للنقاش:
هل تبني الأمم المتحدة لسبعة قرارات ضد الاحتلال الصهيوني يعتبر أمراً شكلياً؟
ماهي دلالات استقالة وزير الدفاع الصهيوني "أفيغدور ليبرمان" على الوضع الداخلي الإسرائيلي، وعلى الوضع الفلسطيني؟
القضية الفلسطينية إلى أين في ظل المتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، وفي ضوء التجاذبات بين القوى الكبرى والصراع على النفوذ؟

القيادة الفلسطينية تمتلك رؤية لصراعها مع العدو الصهيوني
بعد أن نقل تحية فلسطين وقيادتها وشعبها إلى الأشقاء في الجزائر الحبيبة وقيادتها وإلى عموم الشعب الجزائري، استعرض السفير الفلسطيني الأحداث الأخيرة في غزة والتي أدت إلى استقالة وزير الدفاع الصهيوني، وأكد أنه من المهم للغاية أن يجري نقاش وتحليل العناوين الرئيسية بصيغتها الصحيحة، خاصة حين يتعلق الأمر بقضية كبيرة ومهمة شأن القضية الفلسطينية، حتى نتمكن من مقاربة الأحداث برؤية تحافظ على السيرورة التاريخية للقضية الفلسطينية، وحتى لا نسقط في جادة ردة الفعل، بينما عدونا الصهيوني يقوم بالفعل لأنه يمتلك مشروعاً استراتيجياً.
نحن لا نشعر بالمفاجأة تجاه ما تؤول إليه الأوضاع في المنطقة، إن كان استقالة الوزير الصهيوني، أو خلافه من الأحداث التي يتم التخطيط لها لتصفية القضية الفلسطينية.
فنحن في الثورة الفلسطينية امتلكنا دوماً رؤية واضحة لطبيعة الصراع مع العدو، وتعاملنا مع المتغيرات والتطورات التي أثرت على قضيتنا بكل حكمة، ووضعنا الخطط التي تتناسب وكل مرحلة، وحددنا أهدافنا وأدواتنا بما يتلاءم مع أي متغير.
لكن العنوان الرئيسي للصراع في المنطقة الذي لن يتغير هو فلسطين والقضية الفلسطينية، والصراع الصهيوني الفلسطيني. الصراع في هذه المرحلة هو صراع هوية، أن تكون الهوية الفلسطينية أو لا تكون. ولهذا كان من أهم أهدافنا التي سعينا لتحقيقها، هو إعادة فلسطين إلى الخريطة، وهو ما سعت إليه الجزائر أيضاً، وكافة القوى الحية في الأمة العربية. لأن فلسطين كانت الخط الأمامي في المواجهة مع المشروع الصهيوني الذي يستهدف العرب جميعاً، ولا زالت الجدار الأخير الذي يحمي الأمن القومي العربي، وتدافع عن كرامة ومصالح الأمة العربية.
هذه الرؤية الأساسية المركزية الاستراتيجية، كانت تخضع لمقاربات من قبل القيادة الفلسطينية تمليها المتغيرات الدولية والإقليمية، وموازين القوى في المنطقة، وارتباطاً بالمواقف الحقيقية لجميع الأطراف. نحن لم نعتد يوماً على النظر للمواقف المعلنة في وسائل الإعلام أو الخطابات، بل نتعامل مع القضايا في سياق ما نعلمه من المواقف الحقيقية غير المعلنة، لذلك تبدو للآخرين أنها مفاجأة، لكنها بالنسبة لنا هي معروفة مسبقاً.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكد في أكثر من مناسبة، بأننا لن نسمح أن تتكرر نكبة فلسطين الكبرى في العام 1948، ولا نكسة حزيران في العام 1967. هذا الموقف وغيره من المواقف يعتبر إشارة واضحة ليس فقط إلى طبيعة العدو، وإنما إلى طبيعتنا نحن ومواقفنا ورؤيتنا للصراع. نحن أمام معركة أساسية في فلسطين، عنوانها الكبير كرامة الأمتين العربية والإسلامية، والشعب الفلسطيني يشكل رأس الرمح في هذا الصراع مع المشروع الصهيوني البغيض. وبالتالي نحن عندما نراكم كفاحنا علينا أن نذكر الحقائق التي ترتبط بالقضية الفلسطينية، وتفرع جبهات الصراع. فالعدو الصهيوني منذ قيام دولته وهو يسعى لقهرنا، ونحن في الثوة الفلسطينية نناضل لقهره وهزيمة مشروعه، لكن قضيتنا الفلسطينية تتأثر كثيراً بالعوامل الجانبية، المتأتية من الانقسام العربي-العربي، ومن نفاق المجتمع الدولي الغربي خاصة، الذي يتبنى المشروع الصهيوني ويدافع عنه ويدعمه. في الوقت الذي كان هذا العدو الصهيوني يشرع في بناء مشروعه وتنفيذ أهدافه، كما نحن -فلسطينيين وعربا- مشتتين ومنصرفين عن القضية الجوهرية، نحو تفاصيل جانبية. 
في بداية القرن الماضي أصبنا بفاجعة وعد بلفور والنتائج التي تمخضت عن اتفاقية سايكس بيكو، واليوم بعد مئة عام نتحدث عن وعد بلفور ثان، وعن اتفاقية سايكس بيكو ثانية. لذلك فإننا نعتبر أن الثورة الفلسطينية هي الاسم الحركي للعروبة، ونحن ملزمون بابتداع أشكال جديدة للنضال ضد المشروع الصهيوني، بما يضمن لنا البقاء في هذه الظروف الاستثنائية بالغة الخطورة على قضيتنا، والتي تهدد حقوقنا ووجودنا ومستقبل أطفالنا، في ظل الوضع العربي الراهن والتشتت والفوضى القائمة في أكثر من مكان، وفي ضوء استهتار الولايات المتحدة بقضيتنا ودماء شهدائنا، وعدم احترامها لهيئات الشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بفلسطين. وهذا ما يدفعنا للقول إن المشروع الصهيوني يجري تحقيقه على أرض فلسطين، فيما المشروع العربي يعاني الوهن والتشرذم.

في غزة يوجد جزء من الشعب الفلسطيني
وفيما إن كانت استقالة وزير الدفاع الصهيوني قد تشكل ربما محطة لإعادة اللحمة والوحدة للصف الفلسطيني، قال الدكتور لؤي أن الشعب الفلسطيني وقيادته لا تهاب شيئاً بوجود ليبرمان أو باستقالته. هناك ستة ملايين فلسطيني يعيشون فوق أرضهم في فلسطين، هم موجودون وسوف يظلون بغض النظر عن طبيعة التوازنات العربية، أو الانقسام الفلسطيني، فهذا لن يغير من هذه الحقيقة شيئاً. إن معركتنا مع العدو الصهيوني هي معركة وجود وليس معركة حدود، وبالتالي فإن شعبنا الفلسطيني فوق أرضه هو أكبر من الفصائل الفلسطينية، وهو قادر بوعيه وتضحياته على التمسك بحقوقه والدفاع عنها.
وأرغب هنا في التنويه على أهمية عدم استخدام مصطلحات في وسائل الإعلام مثل "شعب غزة" لأن هذا يساهم في تكريس مفاهيم الانفصال. ويخدم مشروع صفقة القرن القائمة في الأساس على فصل قطاع غزة عن بقية مكونات الشعب الفلسطيني، واعتبار غزة هي الدولة، بامتدادها في صحراء سيناء تكون مكاناً بديلاً للاجئين الفلسطينيين، واعتبار القدس عاصمة إسرائيل. هذا ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه عبر الضغوط غير المسبوقة التي تفرضها على القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن. في غزة يوجد شعب فلسطيني، وهو جزء من عموم الشعب الفلسطيني المتواجد في أماكن متعددة من العالم، ولا يوجد شيء اسمه شعب غزة.
نحن كفلسطينيين نخوض معركة تحرر وطني لاستعادة أرضنا وحقوقنا، ولا نخوض معارك إقليمية ولا حزبية. معركتنا لأجل استعادة فلسطين إلى الخريطة العربية والإسلامية. وضمن هذا التحليل وهذه الرؤية علينا اختيار مفرداتنا ولغتنا وخطابنا.
تحقيق الوحدة الفلسطينية مهمة في رأس أولويات القيادة الفلسطينية، نحن منذ أكثر من عشرة أعوام لا ندخر جهداً لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لأننا نؤمن أنه لا صمود بدون وحدة وطنية، لكن للآن لم تثمر جهودنا للأسف، وهذا لا يعني بحال التسليم بالواقع كما هو. إن المستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني هو العدو الصهيوني الذي يسعى لإضعاف البيت الفلسطيني.

أين القدس في وسائل الإعلام العربية
تحدث السفير الفلسطيني في الجزائر الدكتور لؤي عيسى بفخر عن غزة وأهلها حيث كانت ولا زالت مصنعاً للأبطال، وأهلنا الثوار في غزة كانوا تاريخياً في مقدمة الجبهات النضالية ضد العدو الصهيوني. لكننا هنا نتساءل لماذا يتجاهل الإعلام العربي قضية مدينة القدس الشريف، ويتجاهل ذكر قضية ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات، ويتغافل عن العديد من القضايا الاستراتيجية المهمة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، بينما يجري التجييش الإعلامي لموضوع غزة. إن معركتنا الآن فلسطينياً وعربياً وإسلامياً هي وضع مدينة القدس وليس غزة، بالرغم من إدراكنا جيداً لأهمية ما يجري في قطاع غزة، الذي يعيش في حالة حصار بدائي تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي. إن ما يحصل من تضخيم وتهويل إعلامي ليس بعيداً عن المحاولات التي تجري لفصل غزة عن الضفة.
إن معالجة قضية قطاع غزة يتطلب استعادتها إلى مكانها الطبيعي، وإنهاء الانقسام مرة وإلى الأبد، ووضع المؤسسات الوطنية الفلسطينية الرسمية أمام مسؤولياتها تجاه أهلنا في غزة، لا أن يتم معالجة القضية معالجة سياسية عبر اتفاقيات تبرمها حركو خماس مع العدو الصهيوني، تفضي في النهاية إلى تكريس الانفصال. إن الوحدة الوطنية هي التي تكفل تضافر كافة الجهود لتحقيق قضايانا المطلبية والسياسية والوطنية. 
نحن نعتبر أن الإنجاز الفلسطيني التي تم تحقيقه في الجزائر قبل عشرين عاماً، حين تم الإعلان عن وثيقة الاستقلال، وبالتالي قيام الدولة الفلسطينية، قد شكل خارطة طريق للقيادة الفلسطينية التي ما زالت تسعى لتحقيق أهداف الوثيقة. أيضاً الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وإفشال محاولات تمزيقها وإنهاء دورها. التصدي لمحاولات إبعاد ملف مدينة القدس عن أية حوار ومباحثات قادمة. إن أردنا إيجاد حلول لمشاكل -تم إحداثها- إنسانية مطلبية في قطاع غزة من أجل توظيفها لتكريس الانقسام وفصل غزة وضرب منظمة التحرير وبالتالي إفشال المشروع الوطني الفلسطيني برمته، فعلى إخوتنا في حركة حماس الاستجابة للمناشدات التي تطلقها القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن.
فيما يرتبط بدور الأمم المتحدة أكد الدكتور لؤي أن الفلسطينيون يعتبرون أن النضال عبر هيئات الأمم المتحدة أمراً مهماً تفرضه العلاقات الدولية، ويرفضون الموقف الأمريكي الذي يعتبر أن محكمة الجنايات الدولية هيئة غير شرعية، بمجرد أن وضعت القيادة الفلسطينية ملف شكاية ضد الكيان الصهيوني. إن انسحاب الولايات المتحدة من بعض المنظمات الدولية يعكس موقفها الحقيقي الذي عبر عنه الرئيس محمود عباس، حين اعتبر أن الولايات المتحدة لم تعد طرفاً نزيهاً راعياً للسلام، بل طرفاً منحازاً بالكامل لدولة الاحتلال.
الفلسطينيون يقاتلون وحدهم فوق أرضهم ضمن انقسام خطير، ولا يتلقون دعماً إلّا من أطراف عربية محدودة، وخاصة الجزائر الشقيقة الكبرى التي احتضنت فلسطين وشعبها وقيادتها منذ النكبة لغاية الساعة.

منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركتي فتح وحماس
فيما يرتبط باستقالة ليبرمان، ذكر السفير الفلسطيني أن الهدف الرئيسي الصهيوني المرحلي هو فصل قطاع غزة لأجل قيام دولة فلسطينية فيها، من خلال تهدئة طويلة الأمد مع حركة حماس، ومعالجة المشكلات المطلبية واللوجستية لسكان القطاع. فإن استمر العدوان الأخير على أهلنا في غزة فترة أطول مما حصل، لكان من نتائجه إسقاط التهدئة، وإفشال المشروع الصهيوني، لذلك أوقف "نتنياهو" العدوان، بينما أراد "ليبرمان" بوحشيته الاجرامية الاستمرار في عملية الجيش الصهيوني ضد أهلنا في غزة، لذلك استقال من منصبه كوزير للدفاع.
أحد نتائج المعركة الأخيرة في قطاع غزة، وما تبعها من استقالة ليبرمان، ينسجم تماماً في جانب منه مع المشروع الصهيوني الهادف إلى تكريس الانقسام الفلسطيني. ونحن نعتقد أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة سوف تفضي إلى مزيد من التطرف والتشدد الصهيوني.
إن توقيع أي اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل ننظر له على أنه إسقاط لدور منظمة التحرير الفلسطينية التي ما زالت الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركتي فتح وحماس. نحن نطالب أخوتنا في حركة حماس العودة إلى اتفاقاتنا السابقة التي وقعت في القاهرة. إن آليات النضال يحددها الشعب الفلسطيني وحده وقيادته وقواه السياسية، ولا يتم تحديدها في عواصم إقليمية. 
في نهاية حديثه أكد السفير الفلسطيني الدكتور لؤي عيسى، أن القيادة الفلسطينية لن تكل في سعيها لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام مع قطاع غزة، وأن الفلسطينيين وحدهم من يقررون كيف ومتى في قضية الصراع مع الصهاينة، تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية، وسوف تواجه القيادة الفلسطينية كافة الضغوط الأمريكية والغربية لإفشال صفقة القرن، وأكد أن معركتنا الرئيسية اولاً وأخيراً في هذه المرحلة هي معركة القدس.

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

إلى أين تتجه حكومة نتنياهو بعد استقالة ليبرمان؟

كتب: شاكر فريد حسن ـ
استقالة ليبرمان من حكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية قرارت المجلس الوزاري المصغر ( الكابنيت ) المتعلقة باتفاق التهدئة ووقف اطلاق النار بين حكومة الاحتلال وحركة حماس، ونقل الأموال اليها، واعتبار مساعي التوصل لهدنة طويلة الامد مع حماس أنه " استسلام للارهاب "، هذه الاستقالة تدل على حقيقة هذا الوزير الترانسفيري الأحمق، الذي يجر الدولة العبرية إلى الهاوية، ويمنع أي بارقة أمل لأي تسوية سياسية مستقبلية مع الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، بممارساته الرعناء ومواقفه العنصرية الشوفينية والفاشية المعادية لكل ما هو عربي فلسطيني.
من جهتها اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة استقالة ليبرمان بمثابة انتصار سياسي لغزة التي استطاعت بصمودها ومقاومتها احداث هزة عنيفة في الساحة الاسرائيلية.
وتثير استقالة أفيغدور ليبرمان من منصبه تساؤلات حول مستقبل حكومة بنيامين نتنياهو، والذهاب إلى انتخابات مبكرة قريبة.
لكن يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو غير معني بذلك الآن، ويظهر مرتاحًاً، رغم القرار، وسوف يحال اليه منصب وزير الدفاع الذي غادره ليبرمان بشكل تلقائي، ليحتفظ بذلك بثلاث حقائب وزارية، وهي الخارجية والصحة والدفاع، غير منصبه كرئيس للوزراء، وسيبقى محتفظًا أيضًا باغلبية ٦١ مقعدًا، وهذا يعني أن حكومته قادرة على الاستمرار في مهامها ومواصلة عملها حتى موعد الانتخابات الاسرائيلية في العام القادم ٢٠١٩. 
وقد يسعى بنيامين نتنياهو منذ هذه اللحظة للبحث عن شخصية عسكرية من خارج اطار الائتلاف الحكومي ليشغل منصب وزير الدفاع في الفترة القريبة، ولربما سيمنح هذا المنصب لنفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي.
هذا وقد دعت حركة " ميرتس "الى استقالة حكومة بنيامين نتنياهو بكاملها وليس ليبرمان وحده، واجراء انتخابات جديدة، واعلنت أنها ستقدم في الأسبوع القادم اقتراح قانون لحل الكنيست والاعلان عن انتخابات مبكرة.
إذًا يمكن القول أن استقالة ليبرمان هي خطوة نحو اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل ، وان الاحزاب الاسرائيلية ستبدأ التحضيرات لها من الآن.
ولا شك أن بنيامين نتنياهو سيعمل كل ما في وسعه للابقاء على حكومته وعدم الذهاب الى انتخابات في هذا الوقت.

الجمعة، 9 نوفمبر 2018

هجوم ملبورن: حادث طعن تصفه الشرطة بالإرهابي

بي بي سي ـ
قالت الشرطة الأسترالية إنها تتعامل مع الهجوم الذي وقع وسط مدينة ملبورن الجمعة بوصفه "حادثا إرهابيا".

وكانت الشرطة اعتقلت رجلا في أعقاب حادث إشعال نار في سيارة وطعن ثلاثة أشخاص وسط المدينة، توفي واحد منهم .

وقد أطلقت الشرطة النار على المهاجم إثر مواجهة مع عناصرها في أحد شوارع المدينة المزدحمة، بحسب السلطات الأسترالية.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المهاجم قد توفي متأثرا بالجراح التي أصيب بها في المستشفى التي نقل إليها.

ونُقل الجريحان الآخران إلى المستشفى ويشتبه في أن حالة أحدهما حرجة.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم، بحسب بيان نشر في موقع أعماق التابع له، من دون أن يقدم أي تفاصيل أو أدله عن زعمه.

وقالت الشرطة "إنها لا تبحث عن أي شخص آخر في هذه المرحلة المبكرة" من التحقيق في الحادث.

وكانت الشرطة اُستدعيت بعد تقارير عن حريق في سيارة قرب شارع بورك المزدحم حوالي الساعة 16:20 (05:20 بتوقيت غرينيتش).

وقال مفتش الشرطة، ديفيد كلايتون، في مؤتمر صحفي "حالما ترجلوا (عناصر الشرطة) من السيارة واجههم رجل يُشهر سكينا ويهددهم بها".

وأضاف "في الوقت نفسه، صاح بعض المارة أن عددا من الجمهور قد طُعن".

وقالت الشرطة إنها طوقت موقع الحادث، وأمنته لاحقا بعد تفتيشه والتأكد من خلوه من أي متفجرات.

وانتشرت مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي تبدو فيها سيارة قد اصطدمت بواجهة محل والنيران تشتعل فيها.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يُحاكم رجل على هجوم شنه في الشارع نفسه وقتل فيه ستة أشخاص.

واُتهم جيمس غراغاسولاس بتعمد دهس المارة في شارع بورك وصدم 33 شخصا.

وقال محامي الدفاع عنه إنه كان في تحت تأثير المخدرات وقت الحادث.

الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

صفقة القرن هي وعد بلفور الثاني ولن تمر

كتب حسن العاصي ،


مستقبل الأمة العربية مرتبط بمستقبل فلسطين
أيها العرب لا تخرجوا من المركب
التأكيد على حق مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل وفقاً للقانون الدولي
الوحدة الوطنية هي السلاح الفلسطيني الأقوى

على هامش اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، التقت إذاعة الجزائر الدولية مع الدبلوماسي الفلسطيني الناجح والمثقف المحنك الدكتور لؤي عيسى سفير دولة فلسطين في الجزائر، وسألته عما جرى خلال المؤتمر من نقاشات مهمة، وعن النتائج والقرارات الحاسمة التي تم الإعلان عنها في ختام الاجتماع، والمتعلقة بتعليق الاعتراف بإسرائيل، ووقف العمل بجميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.
لقد أعلن المجلس المركزي الفلسطيني عدة قرارات مهمة في نهاية اجتماعه الذي عقده مؤخراً في رام الله بتاريخ 28 تشرين الأول/أكتوبر 2018 "دورة الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت الوطنية" واستمر لمدة يومين، أهمها تعليق الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها، وتم تخويل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بمتابعة هذه القرارات وتنفيذها. وربط المجلس هذا التعليق باعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية.
الدبلوماسي الفلسطيني الدكتور لؤي عيسى
وجاء في البيان الصادر إنه نظرا لتنكر إسرائيل لاتفاقاتها، قرر المجلس إنهاء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية كافة تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال وهذا يتضمن تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة. كما شمل القرار الانفكاك الاقتصادي على اعتبار أن المرحلة الانتقالية وبما فيها اتفاق باريس لم تعد قائمة.
ويعتبر المجلس المركزي الفلسطيني الذي تأسس في العام 1973 من قبل المجلس الوطني، السلطة التشريعية العليا بعد المجلس الوطني، وعلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تنفيذ القرارات والتوجهات الصادرة عنه.

تهنئة للشعب الجزائري وقيادته
بدماثة خلقه المعهودة بدأ الدكتور لؤي عيسى حديثه بتوجيه التهنئة والتحية النضالية للشعب الجزائري العظيم، وللقيادة الجزائرية وفي مقدمتهم الأخ المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وإلى كافة الأحزاب والقوى السياسية، بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار الثورة الجزائرية المباركة، ونقل تحيات الشعب الفلسطيني وقيادته للأشقاء في الجزائر، وأكد على إصرار الشعب الفلسطيني وقواه وقيادته على مواصلة الكفاح، مستلهمين دروس الثورة الجزائرية البطلة، حتى تحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ماذا جرى في اجتماع المجلس المركزي
وحول القرارات التي صدرت عن المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الأخيرة، وفيما إن كان ما جرى في الغرف المغلقة غير ما تم الإعلان عنه، قال الدكتور لؤي بداية أرغب في توجيه رسالة إلى أهلنا وشعبنا وامتداداتنا في الجزائر، وإلى كل صغير وكبير في الجزائر والأمتين العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار وشرفاء العالم، أن الشعب الفلسطيني وقيادته ما زالا على العهد باقون، ولا زلنا متمسكين بالثوابت الوطنية التي أجمع عليها شعبنا، وقدم لأجل تحقيقها الثمن الكبير.
نحن كفلسطينيين لا نعتبر أنفسنا أننا نقاتل دفاعاً عن مصالحنا وحقوقنا وعن ديننا وأطفالنا وعن المسجد الأقصى فقط، بل نقاتل دفاعاً عن مصالح العرب وأمنهم القومي، لأن لعدونا الصهيوني أهدافاً ورؤية ومصالح يسعى لتحقيقها وهي تهدد الأمن القومي العربي في أكثر من سياق، نحن ندافع عن مقدسات وكرامة الأمتين العربية والإسلامية، نقاتل من أجل الإنسانية والقيم الكونية لأن عدونا هو عدو شوفيني عنصري معادي للإنسانية، نقاتل من أجل كافة الشرفاء والمناضلين في العالم الذين ما زالوا مؤمنين بحق الشعوب في اختيار مصيرها، والتخلص من استعمارها واحتلالها. وبهذا المعنى فإن الشعب الفلسطيني وقيادته يمثلون هذه الحالة الشمولية، وهي اسمها الحركي فلسطين، وهي حالة لم يشهدها أي شعب من قبل.
نحن نسعى لتقويض المحاولات التي تهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة، ونقوم بإزالة اللثام عن العدو الحقيقي للأمة وهو الصهيونية ودولة الاحتلال إسرائيل. وعلى الجميع أن يدرك هذه الحقيقة البديهية، والابتعاد عن كل ما يحاول الأخرين فعله لتضييع البوصلة الوطنية، وإشغالنا بقضايا وصراعات جانبية.
فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها المجلس المركزي، فهي قرارات موجودة في أجندة صانع القرار الفلسطيني منذ فترة ليست قصيرة ونحاول تنفيذها، لكن القيادة الفلسطينية لم تكن يوماً قيادة استعراضية لإعلان المواقف، ولا كنّا يوماً من الذين يقولون قل كلمتك وامض، ولا ممن ينظرون بالشعارات الثورية البراقة البعيدة عن الواقع. نحن مقاتلين على الأرض، لدينا مشروعنا الوطني بانعكاساته العربية والإنسانية، ونعلم تماماً حجم وطبيعة خصومنا وقوتهم، وبالمقابل نعلم جيداً إمكانياتنا وطبيعة علاقاتنا وتحالفاتنا، ونحسن قراءة المواقف الإقليمية والدولية، ونصيغ مواقفنا ونرسم سياساتنا وفق هذه الرؤية. القرارات ليست جديدة، لكننا نبحث عن أفضل السبل لتنفيذها وفي الوقت الذي نختاره ويحقق مصالحنا. خاصة في ظل الكثير من المتغيرات والمستجدات السياسية التي تشهدها المنطقة، التي سجلت احداثاً ذات بعد تطبيعي قد تبدو للمواطن العربي أنها جديدة، لكنها في الواقع كانت موجودة  وظهرت للأضواء أخيراً.
وحين سؤاله من قبل مقدم البرنامج هل فقد الرئيس الفلسطيني صبره من المماطلات الإسرائيلية، أجاب الدكتور لؤي: بأن ما يجري حولنا هي احداثاً استثنائية لم نعهدها من قبل، وأنا هنا لا أعني العدو الصهيوني، فهو خصمي ومن الطبيعي أن يمارس القهر علي، وأنا كفلسطيني موجود لأقهر وأقاتل هذا العدو. أنا أتحدث عن أنفسنا وعن أوضاعنا وانقسامنا  ومواقفنا والعناوين التي ترشد عملنا، أقصد وأعني بعض المواقف وبعض التصريحات والمواقف ، وبعض السلوكيات التي تصدر عن هذا الطرف أو ذاك، ما يحصل شيء يدعو للذهول، لذلك حين تسالني عن صبر الرئيس الفلسطيني، فهو لم يفقد صبره لكنه يحاول أن يحدد وضع القضية الفلسطينية ويقدمها كما هي لأمتنا وشعبنا، ويرسم ملامح الراهن في الوضع الفلسطيني، وهو يحاول أن يقول أننا كفلسطينيين قدمنا كل ما نستطيع من أجل الوصول إلى نتائج تحفظ حقوق شعبنا ومصالح أمتنا، لكن لم نجد أي استجابة من أي طرف، بل على العكس تم ممارسة كافة أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية على القيادة الفلسطينية، بهدف دفعها للتساوق مع الأفكار المطروحة لتسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني وبشكل يعتبر استسلاماً للمشروع الأمريكي الصهيوني، لذلك قال الرئيس محمود عباس: أن نكون أو لا نكون. ليس كفلسطينيين، بل كأمة عربية، كان يقصد كل العرب والمسلمين. نكون أو لا نكون، نعني بها ديننا الإسلامي، وثقافتنا وعروبتنا وانتماءنا القومي، نعني أرضنا ووطننا، حاضرنا ومستقبلنا، ومستقبل الأمة العربية المرتبط بفلسطين.
إن العناوين التي تم نقاشها في المجلس المركزي بدورته الأخيرة هي الاستمرار بتجميد العلاقات والاتصالات مع الإدارة الأمريكية الحالية، إلى حين تراجعها عن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وتوقفها عن الضغوط التي تمارسها على الهيئات الدولية خاصة المكلفة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، لإسقاط حق العودة عنهم. كذلك تجميد الاعتراف بدولة الاحتلال  لحين اعترافها بالدولة الفلسطينية، ورفض كافة أشكال المشاريع المشبوهة التي تشكل جوهر صفقة القرن وتهدف إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وإسقاط ملف القدس، ثم وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الصهيوني، أيضاً تجميد العمل باتفاقية باريس الاقتصادية التي وقعت بيننا وبين الاحتلال، ورفض لصفقة القرن ورفض أي مسمى أخر، وفي أي ثوب يتضمن الأفكار التي تضمنتها صفقة ترامب والتي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ومواجهة هذه الصفقات بكافة السبل الممكنة، والتأكيد على حق مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل وفقاً للقانون الدولي. لأننا بنظر البعض أصبحنا جلادين إرهابيين لأننا ندافع عن حقوق شعبنا الوطنية والسياسية، وعن حياة شبابنا ومستقبل أطفالنا. ويعتبرنا هذا البعض أننا إرهابيون ونحن ندافع عن أمن وكرامة الأمة العربية ومستقبلها. ومن القضايا التي بحثها المجلس، تحميل حركة حماس المسؤولية عن عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين حركتي فتح من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى التي أفشلت كافة هذه الاتفاقيات مما أوجد اختراقات في الموقف الفلسطيني لإضعافه من القوى المعادية.

كل وحد منا هو مشروع شهيد
حول الارتدادات الإقليمية والدولية للقرارات الأخيرة للمجلس المركزي، وكيفية مواجهتها، ومواجهة الضغوط على القيادة الفلسطينية، خاصة من قبل إسرائيل وداعمها الأول الولايات المتحدة، اعتبر السفير الفلسطيني أن الفلسطينيين ليسوا مخيرين ولا يقبلون المساومة في القضايا الجوهرية المرتبطة بحقوق شعبنا، وكرامة أمتنا وأمنها القومي، وعدم الاستسلام للتوازنات الحالية المؤقتة، وليس لدينا ما نخسره أكثر مما خسرناه، الأهم بالنسبة لنا ألا نخسر أنفسنا. الرئيس أبو مازن ذكر في اجتماعات المجلس أنه قرأ في القرآن آية من سورة آل عمران وشعر أن الله سبحانه وتعالى قد خص بها الفلسطينيين. تقول الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". لقد ختم الله بهذه الآية الكريمة سورة آل عمران بعد الحديث عن غزوة أحد وأحداثها، مخاطباً عباده المؤمنين ليغالبوا أعداءهم بالصبر على الشدائد، والمصابرة على الظلم والجبروت والطغيان، والمرابطة لصد العدوان، ثم قرن كل هذه المعاني العظيمة بتقوى الله الذي يتحقق بمخافته وامتثال أمره واجتناب نهيه لننال الفلاح والنصر في الدنيا، والفوز برضا الله وجنته في الآخرة.
نحن الفلسطينيون على أرض الرباط، ولدينا إيمان أن فلسطين عروسة العرائس وأن مهرها غال، وإن كان هناك من لا يرغب في دفع هذا المهر، أو يشارك بدفعه، أو ان كان هناك من يريد المتاجرة والتكسب من وراء هذه العروسة، فالشعب الفلسطيني في أتم الجاهزية لدفع هذه الكلفة نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
حين واجهت القيادة الفلسطينية جبروت الإدارة الأمريكية الحالية كنا واضحين في مواقنا ورؤيتنا. وحين دخلنا في المفاوضات باعتبارها شكلاً من أشكال النضال، وليس انعكاساً لميزان القوة، المفاوضات كأداة من أدوات الاشتباك والصراع مع العدو، حين تعطلت الأدوات والأشكال الأخرى، نتيجة المتغيرات الدولية والإقليمية، كنا أيضاً واضحين في مواقفنا ورؤيتنا ونمتلك الجرأة الوطنية. أقدمنا على المفاوضات مع العدو الصهيوني بعناوين واضحة ومحددة من أجل فلسطين، ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني والمحافظة عليها، ومن أجل مصالح الأمة، وحتى تظل عناوين الصراع مع دولة الاحتلال واضحة بظل الحالة الراهنة في المنطقة.
لذلك حين شهدت الحالة الفلسطينية وما حولها مستجدات سياسية، استشعرت من خلالها القيادة الفلسطينية خطراً مدمراً للقضية الوطنية توقفنا واتخذنا قراراتنا بكل رؤية واضحة. ولا تنسى أن الشعب الفلسطيني وقيادته محاصرون من كل صوب وحدب، ومثقلون بالأعباء من كل جانب، وتمارس علينا الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية من كل جانب، في ظل حالة عربية خرجت من الناحية العملية من ساحة الصراع مع العدو الصهيوني، وأحزابنا سقطت في الفتنة، وما ترتب على الانقسام الفلسطيني من تداعيات مختلفة. لكن الشعب الفلسطيني لن يركع، وقيادتنا لن ترضخ، والرئيس محمود عباس قال للإدارة الأمريكية بكل وضوح: أنتم لستم وسيطاً نزيهاً، أنتم جزء من المشكلة ولستم جزءًا من الحل. وبالتالي نعم الفلسطينيون جاهزون للمواجهة، ليس لدينا شيء نخشى أن نفقده. القدس وموضوع اللاجئين وحق العودة، حذفتهما الإدارة الأمريكية من قضايا الحل النهائي. واعتبرت أن الشهداء والمعتقلين هم إرهابيين، وطلبت من القيادة الفلسطينية التوقف عن صرف رواتبهم الشهرية. والاستجابة للمطالب الأمريكية تعني ببساطة أننا فعلاً إرهابيون، وإننا معتدون على دولة الاحتلال الصهيوني. حين نقول لا للإدارة الأمريكية، ونواجه العربدة الصهيونية، نعلم أن كل وحد منا هو مشروع شهيد.
وحول توقعاته عن الاجراءات التي قد تتخذها الإدارة الأمريكية وإسرائيل رداً على قرارا المجلس المركزي الفلسطيني ذكر السفير الفلسطيني، قال لم يبقى لنا شيئاً لم يأخذوه، ولم يستخدموه كأداة ضغط على الجانب الفلسطيني، بدءًا من قضية القدس كما أسلفت، مروراً بقضايا اللاجئين والحصار وفصل غزة عن الضفة، واعتبار أومتها هي فقط قضية احتياجات إنسانية، وصولاً إلى التدخلات في القضايا الداخلية، وفرض الضغوط الاقتصادية والسياسية، ومحاولة خنقنا ما لياً، وتشويه صورتنا.
نحن نعيد لهم كأس السم الذي حاولوا أن يدفعونا لنتجرعه. إن أكبر هيئة دولية تم إنشائها في الأصل لحل الخلافات العالمية وهي الأمم المتحدة، تم توظيفها من قبل الغرب الاستعماري وخاصة والولايات المتحدة من أجل تطويع حركات التحرر في العالم، نقوم نحن الآن بمواجهتهم تماماً عبر هذه الهيئة.

ماذا عن اتفاقيات أوسلو
فيما يتعلق بمصير السلطة الفلسطينية بعد القرارات الأخيرة، السلطة التي تم إنشائها بموجب اتفاقيات أوسلو، وهل سيجري حلها، وتكليف منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة المرحلة المقبلة. أوضح الدكتور لؤي أنه قبل التطرق لهذا الأمر، لابد من ذكر بعض القضايا بصورة عاجلة. نحن نشعر بالأسف للصورة التي ظهرت عليها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب، والتي باتت تهدد السلم والتعايش السلمي والإنساني في العالم، الولايات المتحدة انسحبت من عدة هيئات ومنظمات دولية مثل لجنة حقوق الإنسان، ومنظمة اليونسكو، واعتبرت محكمة العدل الدولية التي تحظى بالاحترام من المجتمع الدولي، بأنها محكمة غير شرعية، لمجرد أن القيادة الفلسطينية تقدمت بشكوى ضد إسرائيل في هذه المحكمة. أيضاً الولايات المتحدة قامت بتهديد دول العالم بشكل سافر وعلني، وأعلنت عن نيتها وقف المساعدات المالية عن أي دولة تقوم بالتصويت لصالح فلسطين في الهيئات الدولية. ووصل الأمر بالرعونة والاستبداد والعربدة الأمريكية أن قامت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن بتهديد الآخرين بالضرب بالحذاء فوق رأس كل من ينتقد إسرائيل!!

صفقة القرن لن تمر
حين يعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن صفقة القرن هي وعد بلفور الثاني الذي لن يمر كما مر الوعد الأول، فهذا يعني أن القيادة الفلسطينية كشفت للجميع المخطط المعد للمنطقة إضافة لكشفها زيف وانحياز الولايات المتحدة حين يقدم الرئيس أبو مازن الوثائق التي سبق أن وقعتها الإدارة الأمريكية ثم تنكرت لها. القيادة الفلسطينية بحجمها وامكانياتها المتواضعة تخوض الآن صراعاً دولياً. وأنا أتوجه بحديثي إلى جميع أهلنا في الجزائر: أنتم هزمتم الامبراطورية الفرنسية بنضالكم وصبركم وتضحياتكم، والفلسطينيين سوف يصمدون في وجه الإمبراطورية الأمريكية الصهيونية التي تحاول أن تخلق قوى ناشئة يمينية جديدة. نحن نعلم أن حجمنا صغير في المشهد السياسي العالمي، ولكن لهذا العنصر الصغير دوره الفعال والمهم والمؤثر، بصورة تجعل من المشهد الكبير يتعطل ويتوقف، في حال حذف أو استبعاد العنصر الصغير. نحن نناضل ونقاتل بأدواتنا وآلياتنا التي نحددها وفق رؤيتنا ومصالحنا بما يضمن الحفاظ على وجودنا ومشروعنا، فيما الأخرون غارقين في الصراعات الجانبية.
أيضا لابد من التطرق إلى قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية، نحن نؤمن أنه لا يمكن تحقيق أي انتصار دون الوحدة الوطنية بين مختلف القوى، وسوف تبذل القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس أبو مازن كل الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف، ومن هنا فإننا نتوجه لإخوتنا في حركة حماس أن يشاركونا هذه القناعة للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، وأن يتوجهوا إلى أشقائهم  وليس إلى إسرائيل ولا إلى الولايات المتحدة، ولا إلى أي طرف، وأي موافقة من حركة حماس على التهدئة الطويلة مقابل إقامة مطار خارج الأراضي الفلسطينية، أو الموافقة على إقامة ميناء بحري، فهذا يعني أنهم من الناحية العملية يشاركون في تحقيق صفقة القرن. والقيادة الفلسطينية لن تسمح لأي طرف باستغلال موضوع الانقسام في غزة والذي تقوده حركة وحماس بهدف إضعاف الموقف الفلسطيني وممارسة الضغوط عليه. إن عناوين نضالنا هي الأمم المتحدة وهيئاتها والقرارات الدولية، المقاومة الشعبية، الوحدة الوطنية ومحاولة إعادة الاعتبار لأهمية الأمن القومي العربي، ونأمل من كل قلوبنا، وبعد أن استنفذنا كافة الجهود مع حركة حماس لإنهاء الانقسام، أن ينجح الأخوة المصريين في إقناعهم العودة للوحدة وتطبيق اتفاقية 12/10/2017 الموقعة من قبلهم.
الشعب الفلسطيني اليوم يشكل أكثر من نصف عدد السكان في فلسطين التاريخية، ولذلك نحن موجودون وسنظل، لأن جذورنا عميقة في أرضنا، حتى بعد اعتبار إسرائيل دولة لليهود فقط، بعد اعتماد قانون القومية العنصري. ونقول لإسرائيل وللعالم: إن كنتم راغبون في السلام والاستقرار، نحن أيضاً نرغب في السلام والاستقرار، لكن يتوجب عليكم تطبيق كافة النصوص التي تتضمنها الاتفاقيات الموقعة بيننا وبينكم، وعلى العالم وهيئاته أن يحترموا تواقيعهم على القرارات التي صدرت عنهم والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، وأن يعملوا على تنفيذها.

للأشقاء العرب لا تخرجوا من المركب
فيما يتعلق بالوضع العربي الراهن، الذي يشهد انهياراً على أصعدة متعددة، ومحاولة خلط الأوراق والمحاولات الجارية لخلق أعداء جدد في المنطقة، كي تظهر إسرائيل على أنها الدولة المهمة الحليفة في هذا الجزء من العالم، ومنحها الشرعية السياسية والوجودية، والقبول بها كدولة طبيعية من دول المنطقة، بل ومنحها دوراً في معالجة القضايا الساخنة، دون اعتبار الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، ودون الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
نتوجه لإخواننا العرب بالقول: أن هناك قرارين اتخذتهما الجامعة العربية في قممها، الأول اتخذ في العام 1980 ويقضي بقطع العلاقات العربية مع أية دولة تنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، وهنا نحن نطالب إخوتنا العرب بتنفيذ قرارهم. والقرار الثاني هو المتعلق بالمبادرة العربية التي لم تحترمها لا إسرائيل ولا البعض منا، رغم أن الجانب الفلسطيني وافق على هذه المبادرة التي تنص في أحد نصوصها على أن التطبيع الكامل من الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، مشروط بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لكن ما يحصل اليوم بنظرنا هو استسلام مطلق للأمر الواقع الذي تفرضه أمريكا ودولة الاحتلال الصهيوني.
نسأل هنا هل القضية المحورية على أرض الواقع اليوم هي البحث عن شرعية دولة الاحتلال، أم تثبيت الشرعية الفلسطينية المهددة والمتمثلة في دولة للفلسطينيين. إسرائيل موجودة كدولة أمر واقع، لكن من يقاتل ويناضل من أجل الحصول على دولته وشرعيته هي فلسطين والشعب الفلسطيني. نحن نقول بكل محبة ومسؤولية: من يضع بيضه كاملاً في السلة الأمريكية سوف ينام دون عشاء. الولايات المتحدة الأمريكية لديها مشروع استراتيجي للمنطقة. إسرائيل لديها مثل هذا المشروع. الدول الإقليمية الكبرى لديها مشروعها الخاص. أين المشروع الاستراتيجي العربي الذي نناضل لتحقيقه؟ ويتضمن الدفاع عن القدس وعن الدين الإسلامي الحنيف، وعن الأمن القومي العربي ومصالح الأمة وثقافتها؟ لكن للأسف بقلب مجروح نقول لا وجود لمثل هذا المشروع من سوء حظ الأمة.
نقول أيضاً للجميع: لا تطلبوا منا التنازل عن القدس لأنكم عاجزون عن الدفاع عنها. الفلسطينيون يقاتلون دفاعاً عن كل ذرة تراب عربية، وعن الدين الإسلامي، وعن مصالح العرب أجمعين. وأذكر العرب بقول الشاعر الجاهلي "دريد بن الصمة"
  أمرتهم أمري بمنعرج اللوى ** فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
وما أنا إلا فتى من غزية إن غوت ** غويت وإن ترشد غزية أرشد
نحن من العرب وإليهم، ولا نطلب منهم سوى التماسك والحفاظ على الحد الأدنى من المصالح العربية، في ظل هذه الانهيارات التي تمحق بنا من كل صوب. لا يمكن النجاة لأحد خرج من المركب لأنه سيغرق وحده.

استبداد الإدارة الأمريكية
أما ما يتعلق بالمواقف الدولية، فالموقف الأمريكي ليس هو الموقف المقرر الوحيد، هناك العديد من الدول الكبرى والمؤثرة تدعم الموقف الفلسطيني، ومنها روسيا والصين وآخرين. وفي ظل متغيرات دولية وهامة، منها اشتداد الصراع التجاري الدولي، وبدء ظهور تعارضات بين المصالح الأمريكية والأوروبية، وسعي أمريكا لكبح نمو اليابان، وظهور بداية العودة لسباق التسلح بين أمريكا وروسيا، وفي ظل اشتداد لهيب الصراعات الإقليمية، لكل ما سبق فإن الولايات المتحدة تحاول فصل الملف الفلسطيني عن الجسد العربي، بحيث تصبح كل دولة عربية منشغلة بقضاياها الوطنية الداخلية، والضغط على بعض الأنظمة العربية لممارسة ضغوط على الجانب الفلسطيني للتماهي مع الأفكار الأمريكية. نحن نظن أن صفقة القرن يجري تنفيذها على مراحل.
كذلك تسعى الإدارة الأمريكية إلى فصل غزة عن الضفة عبر ممارسة المزيد من الضغوط والحصار لزيادة المعاناة لأهالي غزة، بحيث تصبح القضية الأهم هي قضايا إنسانية متعلقة باحتياجات سكان القطاع، وبمعالجة المشكلة الاقتصادية يجري إسقاط البعد السياسي.
ثم أن هناك محاولات لإسقاط منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأنا هنا أتوجه لأهلنا في الجزائر وأقول: أنتم من ساندتم ودعمتم منظمة التحرير الفلسطينية وجعلتم منها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودفعتم ثمناً كبيراً مقابل هذا الموقف، ونحن لن نتراجع عن هذا الإنجاز وسوف ندافع عنه بكل ما نملك. نحن ندافع عن هذا العنوان الكبير في أن يكون هناك ممثل واحد وحيد فقط يفاوض باسم الشعب الفلسطيني وينطق باسمه ويكون معبراً عن مصالحه.
في الشق المرتبط باتفاقيات أوسلو والسلطة الوطنية الفلسطينية، نحن نمتلك وضوح الرؤية الذي يمكننا من تحديد أدوات النضال في كل مرحلة، اذكر أن حركة فتح هي من أطلق النضال الفلسطيني المسلح في أواسط الستينيات من القرن الماضي، وحركة فتح أول من طرح فكرة الدولة الديمقراطية في فلسطين والتي يعيش فيها أبناء الديانات الثلاث وتم رفضها، ونحن أول من ابتدع الاشكال المتنوعة في النضال، وأول من أظل على العالم بمساعدة الجزائر في إيصال الصوت الفلسطيني إلى مقر الأمم المتحدة، نحن أول من شارك في الانتفاضة الأولى والثانية، وصولاً إلى المرحلة التي تم فيها التوقيع على اتفاقيات أوسلو. هذه الاتفاقية الآن انتهت باعتبارها اتفاق تعاقدي بين طرفين، ينص في جانب منه على إنشاء دولة فلسطينية بعد خمس أعوام من توقيع الاتفاق. والآن مر ربع قرن ولم تقام دولة فلسطينية. ولا يفاجئنا عدم إنشاء الدولة لأننا نعلم جيداً أننا نواجه مشروعاً استراتيجياً صهيونياً متكاملاً في المنطقة، ولكننا  في ظل ذلك تمكنا من إدخال حوالي نصف مليون إنسان فلسطيني إلى داخل الأرض المحتلة، ثم استطعنا ضمن رؤية استراتيجية للصراع أن نجمع العناصر الثلاثة اللازمة لإقامة الدولة وهي الأرض والشعب والسلطة، والتي مكنتنا من إعادة فلسطين إلى الخارطة، وأن ننتزع اعتراف العالم بها، وأن يرفرف علمها الوطني في مقرات الأمم المتحدة، وأن نصبح أعضاء في العديد من المنظمات الدولية. 
إن السلطة الوطنية الفلسطينية تأسست بقرار صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية، لإدارة الشؤون الحياتية والمدنية للسكان الفلسطينيين، وحين ينتهي دورها سيقوم المجلس المركزي الذي هو أعلى سلطة تشريعية فلسطينية بعد المجلس الوطني بمناقشة هذا الأمر.
نحن نمتلك الإيمان الكبير بالله أولاً، وبشعبنا وقيادتنا وأمتنا العربية والإسلامية، ولا يمكن لاي مخلوق كان أن يفرط بالقدس وبالقضية الفلسطينية. نحن كنا موجودين على هذه الأرض وسنبقى، رغم الصعاب، لأننا بدفاعنا عن فلسطين ندافع عن كرامة الأمة العربية، وسوف نظل نناضل حتى استعادة حقوقنا وبناء دولتنا وعاصمتها القدس.

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

لقاء وجداني بين سليمان فرنجيه واهالي الشهداء

الكاتب: موقع المرده ـ

بلقاء طغت عليه العاطفة وتميّز بالعفوية والصدق والتأثر والكلام الوجداني التقى رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه اهالي الشهداء في قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في زغرتا لوضعهم في اجواء ما آلت اليه الاتصالات مع القوات اللبنانية ، مؤكدا ان الحوار او اللقاء نتيجة طبيعية للمصالحة التي تمت في بكركي وللقاءات التالية من دون اي انتقاص من كرامة شهدائنا او كرامتكم التي هي كرامتنا، لافتا الى اننا نتطلع الى مرحلة جديدة نتخطى من خلالها الماضي الا اننا نأخذ منه العبر لاولادنا كي نبقى ونستمر.

بداية اللقاء استهلها المونسنيور اسطفان فرنجيه بصلاة سأل فيها الراحة لشهدائنا ولاصحاب هذا البيت “الذي هو بيت الجميع والذي يتحلى بروح المسامحة التي هي من وجداننا المسيحي”، مشيرا الى ان الحقد يقتل ومؤكدا ان حكمة سليمان فرنجيه تسمح له ان يختار ما هو خير لنا وللبنان.
من ثم تحدث رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه فاوضح ان من هذا البيت كانت الانطلاقة، ومنه انطلق شعار عفا الله عما مضى، موضحا ان الحوارات مع القوات اللبنانية مرت بعدة مراحل، وان اللقاء الثنائي مع الدكتور سمير جعجع يأتي تتويجا لهذه اللقاءات التي على المستوى القيادي لم يتم التفريط في خلالها لا بكرامتنا او بكرامتكم او كرامة شهدائنا وسيكون لقاء من دون مصالح آنية او ظرفية.
واكد انه يرتكز على ثقتهم به وعلى شهدائنا الذين غابوا والشهداء الاحياء، لافتا الى اننا تيار يجمع الاغلبية الساحقة ممن كانوا معه منذ بداية المسيرة “سوا بدأنا وسوا نكمل الطريق وما نقوم به يتم بدعمكم ومباركتكم”.
ولفت الى ان الانفتاح ليس نقطة ضعف بل نقطة قوة، مشيرا الى اننا نعمل ضمن ثوابتنا السياسية واننا مستمرون بخطنا .
واذ لفت الى ان المرحلة المقبلة اساسية اكد اننا لا نعمل الا بمستوى تاريخنا وتاريخ من استشهد ليبقى لبنان سيدا حرا وموحدا.
واوضح اننا عشنا الايام الحلوة والمرة مع بعض وهكذا سنكون في المستقبل لانكم الاساس والحاضر والمستقبل.
وختم بالاشارة الى ان الراحل الاستاذ روبير فرنجيه بارك هذه المسيرة لافتا الى اننا كلنا ذاهبون اما المسيرة فمستمرة معكم وبكم.
كما تخلل اللقاء كلمة للنائب اسطفان الدويهي اكد فيها ان مدرستنا السياسية والاساسية هي بيت الرئيس فرنجيه وهي مدرسة تستمر مع سليمان وطوني فرنجيه وهذه المدرسة اعطت التسامح الذي هو رسالة مسيحية عمادها التلاقي والحوار وطي صفحة الماضي السوداء.
ورأى ان لغة العفو هي لغة الاقوياء والنبلاء والفرسان .
ولفت الى اننا من مدرسة وطني دائما على حق التي هي مدرسة محبة ولم تساوم يوما على دماء الشهداء ولم تستغل هذه الدماء في الزواريب السياسية الضيقة بل نبذت كل الاحقاد .
كما كانت كلمة للنائب طوني فرنجيه لفت فيها الى ان شهداءنا ماتوا دفاعا عن الوطن “ونحن اليوم كشباب نتطلع الى مستقبل جديد معكم ونريده من دون احقاد الماضي وجروحه، وان تطلعاتنا اذا اردنا النجاح هي الذهاب بمحبة ووحدة الى المستقبل، لذا علينا طي صفحة الماضي والتنافس ديمقراطيا وسياسيا” .
واكد ان اهلنا واجدادنا ضحوا من اجل وحدتنا، واكبر انتصار لشهدائنا هو وحدة الوطن الذي ماتوا من اجله.
وفي الختام كان كلام من القلب الى القلب جدّد فيه اهالي الشهداء ثقتهم والولاء، وامتزج الدمع بالتصفيق مؤكدين ثقتهم “بالقائد” الذي لا يزايدنّ احد عليه بما قدّم من تضحيات، مجدّدين التزامهم بقراراته، ومثمّنين اللقاء الذي يكرّس وحدة الموقف عاطفة ووعياً والاستمرار قلبا واحدا وجسما واحدا.

الأحد، 4 نوفمبر 2018

السلطات المصرية تعلن مقتل 19 "مشتبها بهم في تنفيذ هجوم أقباط المنيا

بي بي سي ـ

أعلنت وزارة الداخلية المصرية قتل 19 مسلحا من العناصر التي يشتبه بتورطها في تنفيذ هجوم استهدف حافلات تقل أقباطا قرب دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا جنوبي مصر.

وأفاد بيان أن "مجموعات العمل الميدانية للوزارة تمكنت من جمع معلومات بشأن خط سير المسلحين عبر الاستعانة بوسائل تقنية حديثة، فضلا عن تمشيط المناطق النائية التى تتخذها هذه العناصر كملاذ للاختفاء والانطلاق لتنفيذ هجماتهم ضد الدولة".

وأضاف البيان أن قوات الأمن "داهمت المنطقة الجبلية بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا، وأطلقت العناصر النيران تجاه القوات ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران".

وأشارت الوزارة إلى أنه "جاري التعرف على هويات القتلى الـ 19، فضلا عن ضبط عدد من البنادق الآلية وبنادق الخرطوش وكمية من الذخيرة مختلفة الأعيرة فضلا عن وسائل إعاشة وبعض الأوراق التنظيمية".

"للمسيحيين الحق في العبادة"

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال إحدى جلسات منتدى الشباب الدولي المقام في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، إن هناك دولا لم يسمها ترى أن من مصلحتها أن تستمر الصراعات في بعض دول المنطقة.

وأشار السيسي إلى أنه عندما يسقط أي مصري في حادث "إرهابي" أيا كانت ديانته فإن "هذا الأمر يؤلمنا ويؤلم الشعب المصري أجمع"، في إشارة إلى الهجوم الأخير الذي استهدف حافلات تقل أقباطا والذي قُتل على إثره ثمانية أقباط وأصيب 17 آخرين.

وأضاف الرئيس السيسي : "الدولة مهتمة ببناء الكنائس في كل المجتمعات العمرانية الجديدة، لأن المسيحيين لهم حق العبادة ولو وجدت ديانات أخرى كنا سنبني لهم دور عبادة حيث إن مصر تتعامل مع مواطنيها دون أي تمييز".

وجدد السيسي مطالبته "بتصحيح وتصويب الخطاب الديني باعتباره أحد المطالب الضرورية التي يحتاج لها العالم الإسلامي حاليا"، مشيرا إلى أن "ما كان صالحا منذ أكثر من ألف سنة مضت، لا يجب أن يكون صالحا في الوقت الحالي".

السبت، 3 نوفمبر 2018

إجتماع طارئ لأهالي بلدة كونين الجنوبية

كتب شوقي مسلماني  ـ
إجتماع طارئ لأبناء كونين في سيدني على ضوء تمزيق اليافطات وسرقة الباقي ثاني يوم تعليقها في أنحاء كونين ـ جنوب لبنان من قبل جهات مجهولة، وكلّها يافطات تدين الإقطاع الجديد القديم، ومن شعاراتها "كونين باقية والإقطاع إلى زوال"، "لا مساومة ولا مفاوضات مع الإقطاع"،  "الإقطاع وجه آخر للإرهاب"، "الباطل لا يصبح حقّاً بمرور الزمن"، "إيد بإيد منهزم الإقطاع"، "كونين مقبرة الإقطاع"، "الإقطاع وديعة الإستعمار"، "الإقطاع هو الفساد بأمّه وأبيه"، "الإقطاع والعدوّ الصهيوني شرّ مطلق"، "كونين ستقطع رأس الإقطاع مرّة وإلى الأبد"،  "جشع الإقطاع سينكسر على صخرة كونين"، وبعد تعليق يافطات جديدة جاء أمر حزبي من حركة أمل وحزب الله ـ لبنان بإنزال اليافطات جميعاً على رغم أنّ اليافطات جرى التصويت عليها بالموافقة خلال اجتماع لبلدية كونين مع المخاتير والجمعيّة والناشطين ضمّ أكثر من 27 شخصاً،  وجرى تنفيذ الإتّصال ما أثار حفيظة أهل البلدة وخصوصاً الأغلبيّة المقهورة، الصامتة، في البلدة والمغتربات، معتبرين أنّ إنزال يافطات تدين الإقطاع المتغوّل لا يجب أن يثير حفيظة غير الإسرائيليين والإستعمار. 
وتداول الحضور الثبات على المواجهة بكلّ الإمكانيّات المتوفّرة معنويّاً وماليّاً، واعتبار إنزال اليافطات إهانة لدماء شهداء أبناء كونين الذين فاق عددهم المئة، استشهدوا في لبنان دفاعاً عن لبنان وكونين، كما إهانة لروح الشيخ عبد الحسن حمّود الذي توفي قهراً بعد صراع مع مخلّفات الإقطاع العثماني في خمسينات القرن الفائت. 
ووافق الحضور على توجيه رسالة إلى رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ميشال عون وباقي الرؤساء الزمنيين والروحيين ومختلف الأحزاب والنقابات والقوى الإجتماعيّة تحضّ على التضامن مع أهالي كونين في صراعهم مع ورثة العثمانيين في الجنوب اللبناني.      
العار للمتخلّفين والمساومين والمتصالحين والمدسوسين والمشبوهين والمتخاذلين، ولكلّ من لا يغضب لكرامة بلدته أو بلده.  
ـ الصورة من اليمين مع حفظ الألقاب: حسن رسلان، ماجد حمّود، حسين حمّود، حسن حيدر، أحمد مهنّا، شوقي مسلماني، موسى فيّاض، فايز فيّاض، علي حمّود، سامي ديراني، يوسف ديراني وعلي حيدر.  
Shawki1@optusnet.com.au