الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

بالفيديو: توقعات ميشال حايك 2020



أطلق ميشال حايك أمس مجموعة من التوقعات لعام 2020 تحت عنوان "لكم لبنانكم ولكم لبناني"، معتبراً أنّ "لبنان الغد لا يشبه لبنان اليوم ولا لبنان منذ مئة سنة، وأنّ داخل لبنان سيكون هناك أكثر من لبنان".

ولفت حايك عبر قناة الـ"MTV" إلى أنّه لا يتحدث عن تقسيم، وإنّما عن شيء مختلف يُغني لبنان. 

 وفي البداية، وصف حايك سنة 2020 بـ"دير الصليب" وبـ"الجنون". وقال: "إنّنا سنرى "دير صليب" مفتوح في كل الأرجاء اللبنانية من سوبرماركت ومصارف وغيرها من المؤسسات، حتى أن "الجنون سينتقل ليحل بين الأزواج بسبب القلة المادية"، مضيفاً أن "الأمر يعود الى المثل القائل: القلة بتولد النقار".

وبحسب حايك، أنّ الدساتير والقوانين برسم التعديل والتغيير، وأنّ الزواج المدني سيكون مسموحاً في منطقة وممنوعاً في منطقة ثانية، وأنّ مساحة لبنان ستتبدل، وكذلك النشيد والعلم سيشهدان تغييرات.

وقال حايك، أنّ الثورات ستولد ثورات، وأضاف:

- انفجاران داخل الثورة، انفجار بارود وانفجار قرار.

- تبادر الثورة لتبني الحل لإحدى المعضلات خارج الساحات وذلك وفقاً للأحلام المتظاهرين.

- مجموعات من سلطة ما قبل 17 تشرين موزعة على الصورة التالية، مجموعة تقول وداعاً لبنان، مجموعة متخفية، مجموعة منساقة على المحكمة محلياً وخارجياً، مجموعة تفاوض، ومجموعة تواجه ما يشبه الانسحاب.

مجموعة تواجه أزمات صحية ونفسية بعضها مفتعل وبعضها حقيقي، مجموعة ترد جزءاً من الثابت والمنقول، مجموعة تكشف الصفقات، ومجموعة في الإقامة الجبرية.

 - التهديدات التي وجهت للمراسلات في ساحة الثورة تتحقق.

- محاولة تشويه هيبة الفنان عبده شاهين.

- الهيلاهيلا هيلا هو سبب ردّة فعل.

- ساحات الثورة حزينة على أحد أهل الفن.

- الثورة تصدّر ثوار، والمرأة تدخل إلى قلب النار.

- شخصية استثنائية من الثوار للحكم.

- للثورة ملكة جمال

- أعداء الثورة يشوهون عروس الثورة في طرابلس.

- ميشال ضاهر، تحسين الخياط، بيار الضاهر. أحدهم صورة على إحدى الشاشات.

- الثورة تحطّم من نصبوا نفسهم آلهة.

- الثورة تطهر ذاتها وتلفظ داخلها.

- ستشهد الثورة مد وجزر وفترات انتظار.

- استثمار كبير في ممتلكات الطوائف وتحويلها لبرامج صحية تعليمية وضمان شيخوخة.

- رجال دين يعلنون استعدادهم للمثول أمام المحاكم.

- حجز حريات لرجال دين من مختلف الطوائف.

- مصادرة أوقاف ووضع اليد على وضع الأملاك وفتح أبوابها أمام الناس.

- فتح ملفات خطرة جداً لرجال دين من الفئة الكبيرة.

- نشوء جبهة إصلاحية تصحيحة دينية.

 وتابع حايك:

- هناك إفلاس نصفه وهمي ونصفه حقيقي.

- الليرة مظلومة، وستتحوّل مع الوقت إلى عملة صعبة.

- المصارف مفتوحة على كل الاحتمالات، دمج، إفلاس، ولن تبقى المصارف حفلة "شحادة".

- مصرف لبنان رح يتحول إلى محكمة المحاكم، سوف يُحاسَب ويُحاسِب ويرسل إلى السجون.

- هناك حكومة وولادتها قيصرية ومسارها فريد من نوعه.

- هناك بترول والعائدات ليست برسم السرقة والنهب.

- دول وجهات تتسابق لضخ المال إلى لبنان.

- اللبناني لن يجوع.

وفي سياق الأمور اليومية، قال الحايك:

- إحدى عظات البطريرك الراعي تفجّر الأرض.

- هبة طوجي تعبر بين التوقعات والشائعات.

- المحافظ زياد شبيب بمحطتين، الأولى تكريمية، والثانية تشهير.

- اعتداء على سيارات خاصة بالسلك الديبلوماسي.

- جديد ومثير في ملف هنيبعل القذافي.

- بظرف معين سليم عون يطلب العون لغيره ولنفسه.

- نضال بول أبي راشد برسم محطات كبيرة.

- مشهد التفاف ووفاء حول ليلى الصلح.

- حماية أمن الرئيس برّي بحاجة لحماية.

- تتوالى فصول معارك النقيب ملحم خلف.

- موجة خوف على المير طلال أرسلان.

- أسهم بيروت مدينتي ببورصة التداول.

- عجقة قوى أمنية لعجقة أحداث في برج حمود.

- يعلو الموج بأفق ستريدا جعجع ويحمل معه الكثير.

- نواف سلام لن يبقى سفيراً متقاعداً.

- أكثر من عاصفة داخل المحكمة العسكرية ومحيطها.

- فرحة غير مكتملة على متن أحد اليخوت.

- ظهور غير عادي لاسم حبيب الشرتوني.

- مطران بيروت عبد الساتر يسجل بشجاعة عدة أهداف.

- مغامرة بملف وسجن وقضية عامر فاخوري.

- حزب الطاشناق يغيّر خارطة طريقه.

- عين أجنبية وأميركية على بيت الجميل والرهان مربوط بتحديات كبيرة.

- مسؤولية قيادية تسند إلى سيدة من بيت عون.

- دار الهندسة يحقق إنجازاً من المستوى العالي.

- الخلل بالأمن الشخصي لفرنجية وجنبلاط يعكس مدى استهتارهم.

- يُتهم وئام وهاب زوراً.

- قنبلة الموسم بالمجلس النيابي.

- وجه يحاول الانتحار بأسلوب غازي كنعان.

- خلية إرهابية تصحو لتهز الأمن في لبنان.

- ضجة غير فنية حول اسم زياد الرحباني.

- بعض المتعهدين في لبنان سيرحب بهم في السجون.

- استدعاء سفارات لقضية طارئة تخص الخط الأزرق.

- المطران الياس عودة بالجولة الثالثة وعيار ثقيل.

- الأنظار تتجه إلى عكار وخزان الجيش يغلي.

- اسم الشيخ صبحي الطفيلي يولد اهتزاز.

- ميشال معوض اسم قابل لأن يكون بديلاً.

- حركة مباغتة بصفوف العسكر.

- عاصفة بفلك أشرف ريفي.

- مريم البسام تستعد لأكثر من استحقاق.

- الفتنة ستصيب تيار المستقبل.

- مياه لبنانية تفجّر قضية.

- خالد حمود يخرج عن صمته بملف كبير.

- لعنة على قصر بعبدا ومحيطه.

- في لحظة من اللحظات ترتج العلاقة بين الرئيس عون وباسيل.

- رياض سلامة بريء من بعض التهم.

- سراي جونية بالمرصاد.

- أزمة المرحلة المقبلة الوراثة السياسية.

- نتائج غير مضمونة لتحركات جواد حسن نصرالله.

- إنقطاع البث والارسال بين الضاحية وبعبدا

- تغيير كبير بين تيمور ووليد جنبلاط.

- أسامة سعد في داخل معادلة من دون حصانة.

- عاصفة تغييرية في معادلة جيش وشعب ومقاومة.

- تصفية حساب مع البطرك الراعي.

- القضاء اللبناني، الأمر لي، والقرار لي.

- هيبة مفتي الجمهورية على المحك، ودار الإفتاء مكسر عصا.

- هيبة الدولة ستركع أكبر قامات.

- تحريك متعمد لمسلسل انفجارات متنقلة.

- اغتيال يأخذ أشخاصاً من السياسة ورجال الأعمال والثورة.

- الرئيس ميشال عون ينتفض بوج الجميع.

- الرئيس سعد الحريري يتحدّى الموج.

- سليمان بك فرنجية يتردد اسمه ويترك بصمة شمالية وطنية.

- رياض سلامة يقدّم نفسه بنفسه لمحكمة المحاكم، وكل سر يحمل انفجار.

- حسان دياب يقلب الطاولات.

- اصبع السيد وحسن وخاتمه يتصدران المشهد.

- يعيش حزب الله لفترة عابرة يكون فيها بحالة خطرعلى نفسه وعلى لبنان.

- رسالة إيجابية يتلقاها الحزب من مرجعية دولية.

- منطقة من لبنان بناسها وزعاماتها تتصارع بين الخضوع وعدم الخضوع، بينما مناطق أخرى ترفض بقوة الخضوع لإرادة حزب الله.

 - كتلة الوفاء للمقاومة بأعضائها ورئيسها رعد وبرق وإعصار.

الاثنين، 30 ديسمبر 2019

حزب الله اللبناني يدين الغارات الجوية الأمريكية على الحشد الشعبي في العراق

إسطنبول، تركيا (CNN)-- 
أدان حزب الله اللبناني، الغارات الجوية الأمريكية في العراق وسوريا التي استهدفت كتائب حزب الله العراقي التابعة للحشد الشعبي، وذلك في بيان نشرته قناة المنار التابعة لحزب الله، الاثنين.

ووصف حزب الله اللبناني، الهجمات الأمريكية بأنها "انتهاك صارخ لسيادة وأمن واستقرار العراق والشعب العراقي".

واعتبر الحزب في بيانه، أن "هذا العدوان يؤكد أن الإدارة الأمريكية تريد ضرب القوى الكامنة للشعب العراقي القادر على مواجهة داعش وقوى التطرف والجريمة".

كانت كتائب الحشد الشعبي، على لسان متحدثها الرسمي، أعلنت مقتل 25 شخصًا في غارات جوية أمريكية على مقار تابعة لحزب الله العراقي في سوريا والعراق.

وأصدرت كتائب حزب الله العراقي، بيانًا يدعو قواته إلى الاستعداد لمرحلة جديدة في محاولة طرد "العدو الأمريكي" من العراق.

وجاء في البيان الذي صدر في وقت متأخر  من مساء الأحد: "نفذ غربان الشر الأمريكي عدوانًا استهدف أبنائنا الذين يدافعون عن حدودنا الغربية، في تحدٍ لسيادة العراق وكرامة شعبه"، " تدعو كتائب حزب الله القوات العسكرية والأمنية والقواعد الشعبية والوطنية إلى الاستعداد لمرحلة جديدة من الفخر والشرف، وهي مرحلة طرد العدو الأمريكي الوحشي من أرضنا المقدسة".

من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي في حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، إن حكومة بغداد ترفض "العمل الأحادي" من قبل قوات التحالف داخل بلاده، وفقًا لبيان بثته قناة العراقية.

وأضاف عبد المهدي، " لقد أكدنا بالفعل رفضنا لأي عمل أحادي من جانب قوات التحالف أو أي قوات أخرى داخل العراق، معتبرًا أن الهجمات تعد "انتهاكًا لسيادة العراق وتصعيدًا خطيرًا يهدد أمن العراق والمنطقة".

وقال عبد الكريم خلف الناطق باسم قائد القوات المسلحة العراقية، خلال مقابلة مباشرة مع قناة العراقية، إن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أبلغ رئيس الوزراء العراقي قبل نصف ساعة من الغارات الجوية الأمريكية.

وأوضح خلف أنه " قبل نصف ساعة من الهجوم، أجرى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، اتصالًا برئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حيث أبلغ رئيس الوزراء بأن الهجمات ستنفذ على مواقع تابعة للحشد الشعبي، وهي الوحدات التي يشتبه الأمريكيون في إطلاق الصواريخ على القاعدة العسكرية في كركوك والتي أدت إلى مقتل أمريكي وإصابة عدد من الأمريكيين والعراقيين".

السبت، 28 ديسمبر 2019

الحجار: وضع الحريري كان دائما احكي مع جبران

فريق موقع القوات اللبنانية ـ

​يبدو رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مرتاحاً بعد “الفضفضة” الصريحة قبل أيام، عبر دردشة مع الصحفيين، حول مجمل ما رافق عملية تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة، كشخص أزاح بلاطة كانت جاسمة على صدره.

حول هذا الموضوع، يوضح عضو كتلة تيار المستقبل النائب محمد الحجار لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، أنه “بعد فترة ثلاث سنوات تحمّل الحريري ما لا يمكن تحمّله، في علاقة حكمتها تسوية أراد من خلالها حماية البلد”.

ويقول، “للأسف، طبيعة هذه العلاقة لجهة المقاربات التي كانت تُعتمد داخل وخارج مجلس الوزراء، من قبل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل المحمي من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، لم تسمح بتحقيق الأمل المرتجى لجهة اتخاذ قرارات تساهم بإخراج البلد من مشاكله”.

ويتأسف الحجار “لأن كل هذه الفترة بدا الأمر وكأن هناك رئيسين للجمهورية، رئيس ظلّ اسمه جبران باسيل ورئيس فعلي هو طبعاً فخامة الرئيس ميشال عون، طبعاً مع كامل الاحترام والتقدير له لكن هكذا كانت طبيعة العلاقة. فكلما كان هناك أمر أساسي للبحث أو مسألة يجب طرحها على مجلس الوزراء وفيها إشكالية كان عون يقول للحريري (احكي مع جبران). وحتى الفترة الأخيرة وبروز انتفاضة 17 تشرين، كان يقال للحريري (اقعد مع جبران وتفاهم معو كيف بدك تتعاطى)”.

ويلفت الحجار إلى أن “طبيعة العلاقة بهذا الشكل أخذت البلد للأسف إلى متاهات ومشاكل أخرى، وتسبَّبت حتى بإشكالات للحريري مع تيار المستقبل ومع قواعده، إذ تبيَّن أن كل التضحيات التي يبذلها الحريري لم تكن تؤدي إلى الهدف المرتجى منها باتخاذ قرارات لحماية البلد”.

ويشير إلى أن “الدليل على ذلك، آخر جلسة لمجلس الوزراء قبل استقالة حكومة تصريف الأعمال الحالية، إذ اتخذت مجموعة من القرارات الأساسية، وأعلن الحريري في حينه أن هذه القرارات لم تكن لتُتَّخذ لولا الانتفاضة في الشوارع، وأنه كان يعمل عليها منذ سنتين من دون أن يلاقي أي تجاوب لإقرارها”.

الحجار يؤكد أن “غالبية الأسماء التي طرحت أو يتم التداول بها على أنها مرشحة للتوزير في الحكومة الجديدة، أو حتى التي ستطرح لاحقاً، جميعها من ضمن لائحة الأسماء التي قُدِّمت لدياب من قبل باسيل، وهي لائحة من حوالى 40 اسماً من كل الطوائف والمذاهب وطلب باسيل من دياب أن يختار منها من يشاء لحكومته”.

لكنه يشدد على أن “هناك حراكاً موجوداً على الأرض، وليس فقط قوى سياسية، وهو بغالبيته يرفض في الأصل من تمت تسميته. كما أن الشارع يرى أن الأسماء التي تُطرح هي ترداد لأسماء مموَّهة بانتماءات سياسية معروفة تدين بالولاء لباسيل وحلفائه”.

ويضيف، “بالتالي، الحديث عن حكومة اختصاصيين مستقلين، بالأسماء التي تُطرح، لا يلبّي فعلاً المطلوب في هذا الظرف بالذات والذي يشدد الحريري عليها بأنها الحل الوحيد لإخراج البلد من الأزمة”، لافتاً إلى أن “المؤسف والغريب في الوقت ذاته، أن رئيس الجمهورية قبل بهكذا حكومة بعدما رفضها طوال نحو شهرين للرئيس الحريري، وتبيَّن أن الهدف كان فقط وضع العراقيل أمام الحريري ومنعه من العمل لإخراج البلد من أزمته، ويأتي كتتمة للمقاربات والعلاقة التي كانت سائدة في المرحلة السابقة”.

أما عن طبيعة العلاقة في المرحلة المقبلة ما بين الحريري وحزبي “التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية”، وما يحكى عن توجه لإعادة ترتيبها، فيوضح الحجار “بكل صراحة”، أن “الحريري تفاجأ بمواقف اتخذها حلفاء له في المرحلة السابقة، وتحديداً من تسميته”، مشيراً إلى أن الجميع أدلى بدلوه في هذا الموضوع وفي التفاصيل، ولا ضرورة للدخول فيها.

لكنه يشدد على أنه “في نهاية الأمر المرحلة المقبلة صعبة، والوضع الاقتصادي خطيرا جداً. ومع كل تمنياتنا للحكومة العتيدة أن تتمكن فعلاً من التصدي للتحديات الكبيرة الماثلة والمقبلة، لكن البشائر والمؤشرات لا تدل على أنها ستكون فعلاً مشكَّلة من فريق باستطاعته تولي الأمر. وبالتالي، فإن التكاتف ما بين القوى السياسية في المرحلة المقبلة مطلوب، وأكثر من أي وقت مضى هو مطلوب ما بين الأطراف المفترض أنها كانت متحالفة في ما بينها، كي تتمكن بقدر استطاعتها، كلّ من مكانه وموقعه، من المساهمة في تخفيف المعاناة عن البلد”.

الجمعة، 27 ديسمبر 2019

النائب الاسترالي اللبناني الاصل شوكت مسلماني يدعو الى اقالة حاكم مصرف لبنان ومحاسبته على استراتجيته الفاشلة

كيف ينظر النائب الأسترالي شوكت مسلماني، مساعد رئيس مجلس الشيوخ لولايه نيو سوث ويلز الأسترالية لما يحصل في وطنه الأم وما هي نصائحه لتجاوز الأزمة؟ سؤال توجهت به الحوارنيوز الى النائب مسلماني من موقعه كمشرع في ولاية نيو ساوث ويلز ومن موقعه كمغترب لبناني لا زال يتعاطى مع القضايا اللبنانية كقضايا تعنيه مباشرة إيمانا منه بخدمة لبنان وشعبه ورفع الظلم اينما حلّ.
يقول مسلماني في معرض رؤيته للمشهد اللبناني الحالي:
ما يحصل الآن في لبنان غير مفاجيء. انه طبيعي أو عادي. يعكس تركيبه لبنان، لبنان الوطن الفاشل (النظام) منذ أوائل تأسيسه. أقول فاشلا لأن البلاد الناجحه، تحكم من خلال قوانين ونظام ودستور ومؤسسات ورؤى. 
لبنان ذات نظام مركب طائفي وديمقراطي منذ إنشائه من قبل الغرب والإستعمار على أسس مهزوزه طائفية، زعامتية، إقطاعية، كرست الفوارق الطبقية. والأسوأ ان هذا النظام اعتمد على الولاءات المذهبية وشرع بالتالي الفساد والمحسوبيات ومنطق البلطجية. وهو هو جعل من المجموعات اللبنانية تبحث عن حمايات خارجية ما أضعف الولاء وزاد التبعية وصار الإستقلال هشّ. استقلال لبنان وقوة الدولة تبدأ من القانون، واستقلالية القضاء والقضاة، لا أن تعمل المؤسسات، مثل حارة كل من ايدو الو. فن الفساد صنع في لبنان
كيف يمكن أن نتطلع بإيجابية الى لبنان المستقبل؟
يرى النائب مسلماني أن لبنان بحاجة لتركيبه جديدة تقوم على أسس مدنية وعلمانية. تمهد لوطن سيّد ومستقل والمواطن اللبناني ملك والجميع في البلاد بخدمته. فلماذا لا؟ لماذا لا يكون النظام اللبناني مماثل لأنظمة الدول المتقدمة كاستراليا. أستراليا بلد التعايش والامان والعدالة والحرية والاستقرار يحترم بها الإنسان والحيوان. 
أنا افهم واقبل ان لكل بلد حالتها الخاصة وأنه ثمة تأثير اقليمي متبادل بين البلدان المتجاورة. ولكن علينا واجب حماية لبنان من أي تأثير سلبي. 
في لبنان يطورون الفساد والطائفية والكراهية. فئة قليلة اخذت على عاتقها مكافحة الفساد. الخروج من محنة لبنان تكون بالنظام الديمقراطي كأستراليا المبنيه علي دوائر انتخابيه ديمقراطية. النائب يمثل دائرته وبذلك يكون النائب في خدمة الناخب ولا ينظر له طائفيا ً او عشائريا ً او قروياً . والنائب يُحاسب من قبل المنتخبين والقانون وان خالف لا يحميه احد. يعاقب مثل أي مواطن. عند الفساد والسرقة، لتنفيذ أعمال الحكم نيابة عنهم.
واضاف في حديثه: 
الديمقراطية الأسترالية تنطوي في صميمها على قيم اساسية كحرية الانتخاب، حرية التجمع والمشاركة السياسية وحرية التعبير ضمن قوانين البلد وقواعد القانون؛ وحقوق المواطن الإنسان الأساسية. توزيع السلطة بين الحكومه والمحاكم والبرلمان من أجل تحديد الأدوار والوظائف المنفصلة والمتميزة بحيث يتم تجنب احتكار السلطة من أي جناح أو طائفه أو حزب أو زعيم أو كتله من الأحزاب والزعماء. 
أولاً وقبل كل شيء تأتي المصالح الوطنية. تاريخ لبنان مليء بالآلام والتعبئة السلبية والكراهية والاضطهاد والطبقية والعنصرية واليأس والإحباط والحروب. فكيف نتطلع الي لبنان وطنا لنا بهذه الصورة الؤلمه. 
يجب تغيير هذا النظام وولاده نظام جديد، نظام يحترم المواطن ويخدمه ويوفر له المعيشة والتربيه والعمل والعزة ويحميه من النهب والفساد ويخدمه بشيخوخته . 
يجب تغيير هذا الواقع نحو الأفضل. عند ذلك قد نقول أن لنا وطن نشعر بفخر الإنتماء اليه.
وعن ما يشهده لبنان من تحركات شعبية؟ يقول مسلماني: 
توحّدت مجدداً الطبقة السياسية ضد الحراك وتحكموا في الشارع الثائر، خلطوا الأوراق، دمجوا بين المشاكل والمطالب وخنقوا الحراك والمطالب وقلبوا الأولويات حتى صارت أولوياتهم . 
لا بد من تأليف حكومة من اختصاصيين غير حزبية يشارك فيها ممثلون عن الحراك الشعبي. اتمنى أن تكون المساعي هذه المرة جدية ومخلصة للبنان قبل الإخلاص للطوائف وللأحزاب وللإقطاعيين الجدد.
وفي هذا المجال واذا أعطي الرئيس المكلف من خارج الطبقة السياسية التي حكمت سابقا حسان دياب صلاحيات لا بد من:
١- التحكم التام بالمصارف وعدم السماح لمثل هذه الفوضى والتوسع دون حسيب أو رقيب حتى صاروا شركاء الجمهورية، أو جمهورية داخل الجمهورية.
٢ - إقاله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومحاسبته على استراتجيته الفاشلة وتصحيح الازمه المالية وإنقاذ لبنان من النهب والفساد المصرفي.
٣- الإعلان الصريح عن إنتخابات جديده مبكرة.
٤- العمل على إلغاء الطائفية السياسية بشروط الحراك البناءة وانسجاما مع النظام المدني وحقوق المواطن اللبناني .
٥ - الحرص على أن يكون أي عقد حفر نفط وغاز شفافًا تمامًا وقبل أي قرار يتم اتخاذه يجب عل التدقيق والتوافق من قبل الشعب.
٦- تشكيل لجان مؤقتة على وجه السرعة لمراقبة جميع الأنشطة الحكومية في مجالات البنوك، والاستثمار، والتجارة، وإصدار العقود وما إلى ذلك مع تقديم التقارير بانتظام. يجب أن تبدأ مثل هذه اللجان بمراقبة استخراج النفط والغاز في لبنان.
٧- احترام سيادة القانون وعدم السماح لأحد من الإفلات من العقاب.
٨- الحرص على تقديم الخدمات الأساسية التربوية والصحية وضمان الشيخوخة. من خلال المؤسسات الوطنية.

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

مصور الثورة ضد الشاه يروي: ما أشبه الليلة بالبارحة

من احتجاجات إيران منذ 40 عاما (نقلاً عن نيويورك تايمز)

اختيار عادل محمد
26 ديسمبر 2019

بعد أن قضى 60 عاماً من عمره في التصوير الصحافي، وعمل في 80 دولة، روى المصور ديفيد بورينت تفاصيل الثورة التي أسقطت نظام الشاه في إيران، والذي كان شاهداً عليها، وكيف أنَّ ما يحدث الآن من مظاهرات واحتجاجات يشبه تماماً ما حدث قبل 40 عاماً عندما أسقطت الاحتجاجات نظام الشاه الإيراني.

جاء ذلك عبر مقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times الأميركية والذي قال فيه: "قضيت الفترة من عيد الميلاد لعام 1978 حتى أواخر فبراير 1979، في تغطية الثورة الإسلامية في إيران. لم يكن هناك إنترنت، ولا هواتف محمولة ولا تويتر. ولا أحد يرتدي أقنعة لإخفاء وجهه. كان الغضب فورياً وقوياً. لقد أدى ذلك في النهاية إلى سقوط سلالة بهلوي وتأسيس الجمهورية الإسلامية".

وتابع: "لقد شاهدت تلك المظاهرات تحدث يوميا تقريبا. بعض المسيرات المخطط لها تجمع تقريبا نصف مليون شخص. وآخرون أكثر عفوية يتقاربون بسرعة وبمجرد البدء، تنتشر الشعارات على عجل.

يستغرق الأمر دقائق فقط لمئات، بل الآلاف، ليتجمعوا ويضموا أصواتهم إلى الاحتجاجات ضد الشاه، محمد رضا بهلوي، وحكمه.
من احتجاجات إيران منذ 40 عاما (نقلاً عن نيويورك تايمز)
لقد كانت محاولة مواكبة هذه الأحداث تحديا، في عالم كانت فيه الاتصالات مقتصرة على هاتف العمل المدفوع".

وأضاف: "لقد أبرزت الاضطرابات السياسية الحالية التحديات الاقتصادية والسياسية الخطيرة التي تواجهها إيران. كان من المدهش رؤية سيارات قطاع عريض من المجتمع تصطف، أحيانا لساعات، للحصول على الوقود لأن الناس يعانون من النقص في بلد غني بالغاز والنفط!".
من احتجاجات إيران منذ 40 عاما (نقلاً عن نيويورك تايمز)
وتابع: "كل صباح تقريبا، كنت أغادر الفندق وأمشي بضع خطوات إلى مخبز، وأشتري الخبز الفارسي التقليدي المصنوع في فرن حارق من الأحجار الساخنة. أثناء انتظاري، لم يكن من غير المعتاد إجراء نقاش سريع حول السياسة وما يجب على "الشعب" فعله لرؤية تغيير في النظام".

وأوضح أنه بعد تغطية الفوضى والمعارضات "خلال معظم مسيرتي المهنية، أصبحت علامات الاضطرابات مألوفة بالنسبة لي. ومن المفارقات البسيطة أن صوري للثورة الإيرانية عام 1979 يتم عرضها الآن فقط، للمرة الأولى هذا الشهر، في معرض فني في طهران".
شاه إيران رضا بهلوي
وأردف: "في 15 نوفمبر هذا العام، زادت إيران أسعار البنزين بشكل مفاجئ وبشكل كبير، واندلعت احتجاجات كبيرة في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد. ومنذ أن أعادت إدارة (الرئيس دونالد) ترمب فرض العقوبات على مبيعات النفط الإيراني في مايو 2018، كانت إيران في أزمة اقتصادية. فقدت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار في العام ونصف العام الماضي، ومن المتوقع أن يستمر الانكماش المؤلم للاقتصاد.

كان الناس غاضبين. وعند النظر إلى مقاطع الأخبار والصور الفوتوغرافية من احتجاجات إيران في نوفمبر، رأيت تشابهاً لا لبس فيه مع توترات الحشود المحتجين على الشاه في عام 1979.
من احتجاجات إيران منذ 40 عاما (نقلاً عن نيويورك تايمز)
كانت الصورة الأخيرة لسيارة مشتعلة محاطة بالمتظاهرين بمثابة تذكير مفزع بهدوء يناير 1979 في طهران. عندما فجرت قنبلة مولوتوف الصمت وضربت سيارة الجنرال تاغي لطيفي، وهو ضابط بارز في شرطة الشاه، حيث تم سحبه من سيارته وضربه من قبل حشد ضخم بالقرب من جامعة طهران. كان الأمر كما لو أن كل غضب الانتفاضة في تلك اللحظة يركز على رجل واحد".
من احتجاجات إيران منذ 40 عاما (نقلاً عن نيويورك تايمز)
وأشار محذرا: "لقد كان العديد من الذين شكلوا النظام الإيراني اليوم محتجين في عام 1979. يجب عليهم بالتأكيد أن يتذكروا كيف كانت الحال في الخارج قبل 40 عاماً، وكيف وصلت الأحداث إلى نهايتها. وأوضح طوال شهر نوفمبر، هاجمت القوات الحكومية الإيرانية المتظاهرين بوحشية تذكرنا بالأيام اليائسة للثورة ضد الشاه، مما أسفر عن مقتل 304 أشخاص على الأقل بين 15 و18 نوفمبر، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
صورة للخميني بأحد شوارع طهران
لقد اندلعت الاحتجاجات الأخيرة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار البنزين والسخط الواسع على الوضع الاقتصادي. وكانت هناك شعارات لإزاحة المرشد الأعلى آية الله، علي خامنئي. من غير المحتمل أن يكون هناك تغيير في القيادة في الوقت الحالي، ولكن من السيئ دائماً التقليل من قوة الناس في الشوارع".
من احتجاجات إيران منذ 40 عاما (نقلاً عن نيويورك تايمز)

​المصادر: وكالات الأنباء والمواقع العربية

الجمعة، 20 ديسمبر 2019

عادل محمد: شهادات على مقالي حسن نصرالله بطل من صنع الجمهورية الاسلامية

مقال الإعلامي اللبناني نديم قطيش "أثمان خريف "حزب الله" والفيديوهات، شهادات على مقالي "حسن نصرالله بطل من صنع الجمهورية الاسلامية" الذي نشرته قبل عدة سنوات، وأثار غضب واستياء بعض اليساريين البحرينيين وخصوصاً الرفاق القدامى في جبهة التحرير الوطني البحرانية" آنذاك.

 ملخص المقال حسن نصرالله:

اعتاد العرب العيش في عالم الأوهام والأحلام الوردية وخلق الأبطال الوهميين الذين يلقون الشعارات الرنانة و الوعود الكاذبة أمثال صدام حسين بطل القادسية الثانية الذي إنهارت ديكتاتوريته في أيّام معدودة، واحمدي نجاد صاحب الخطب الرنانة والوعود الكاذبة للشعب الإيراني، والذي سرعان ما تحوّل من شخصية "روبين هود" المنقذ إلى "دون كيشوت" الذي يحارب الطواحين. الشخصية الوهمية الجديدة حسن نصر الله يبث من خلال خطبه النارية وتهديداته أوهام جديدة للجماهير العربية الغارقة في المشاكل المعيشية والأزمات الإقتصادية والسياسية ليعلقوا عليه آمالهم، كالغريق الذي لا حيلة له إلا التشبث بقشة. من هو حسن نصر الله؟ وماذا يريد؟ إذا عرف السبب بطل العجب.! حسن نصر الله هو الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي أسّسته الجمهورية الإسلامية على يد سفيرها في سوريا "علي اكبر محتشمي بور" سنة 1984 وكانت ولادته من رحم حركة أمل اللبنانية، وحينها عيّن صبحي الطفيلي رئيساً لهذا الحزب.

حزب الله اللبناني هو نسخة من حزب الله في الجمهورية الإسلامية الذي يرأسه "حاجي عبد الرحيم محتشم" وأعضائه يتكوّنون من الأصوليين الإسلاميين المتشدّدين وأنصارهم من البلطجية بقيادة "مسعود دهنمكي" ويعتبرون من بين الميليشيات التي تحمي النظام وتعمل ضمن مخطط قمع وإرهاب القوى الوطنية المعارضة، متسلّحين بالهراوات والسلاسل والسكاكين والأسلحة البضاء. وإن حادثة الإعتداء الإرهابي من قبل أنصار حزب الله الإيراني بقيادة البلطجي "مسعود دهنمكي" في عام 1999 على سكن طلاّب الجامعة ليلاً ودفعهم من الطوابق العلوية إلى الأرض بعد شتمهم وضربهم وتحطيم ممتلكاتهم لهو نموذج صارخ لهمجية حكّام وأعوان الجمهورية الإسلامية.

بعد إنتهاء الحرب اللبنانية الإسرائيلية عام 2006، قال رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن، بأن حسن نصرالله دمر لبنان، ويروّج للفتنة الطائفية، وينفذ أوامر أسياده في دمشق وطهران!.

عادل محمد
21 ديسمبر 2019
**

أثمان خريف "حزب الله"

قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، الكلام الذي لا يريد كثيرون سماعه. وضع إصبعه على جرح المسألة اللبنانية، ليس من الآن بل منذ أن أجرم اللبنانيون، وكثيرون من أشقائهم العرب، بحق الوطن الصغير، وذهبوا إلى اتفاق القاهرة 1969، مشرعين أبوابه لسلاح الثورة الفلسطينية، لتكون النتيجة احتلال بيروت بدل تحرير القدس!!
ففي عظته خلال ترؤسه قداساً وجنازاً لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة عشرة لرحيل النائب والصحافي جبران تويني، اعتبر المطران عودة، أنّ لبنان يحكم اليوم «من شخص تعرفونه جميعاً (...) ويُحكم من جماعة تحتمي بالسلاح». ولكن على من تقرأ مزاميرك يا سيادة المطران؟
فأهل الثورة خائفون على ثورتهم أن تغرق في رمال الانقسامات اللبنانية المتحركة، وتفقد «نقاءها الثوري» الذي ينوب عنه شعار «كلن يعني كلن» (كلهم يعني كلهم).
وأهل السياسة ومخضرموها يعرفون أن مزاج الشارع لا يحتمل إلا كلاماً بسيطاً وساذجاً في شعاراته وجذرياً وشمولياً في نقده، ويدركون أن كل إشارة إلى سلاح «حزب الله» يُشتم منها تنصل من المسؤولية عن الخراب والفساد من خصوم الحزب وهم شركاؤه في السلطة والمحاصصة وتبادل الخدمات.
من هنا تنبع أهمية كلام المطران عودة. من وقوعه خارج السلطة السياسية وحساباتها ومن انحيازه المبكر للثورة ولعناوينها ولمطالبتها باستقالة أركان السلطة السياسية، معتبراً يومها أن «الفراغ أفضل من الواقع الذي نعيشه اليوم».
سيتهم كلام المطران عودة بالكثير، لكنه سيظل بريئاً من تهمة المبالغة. فـ«حزب الله» الذي كان يتحكم بلبنان وارثاً لدور سوريا الأسد فيه، بات منذ الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2018 يحكم لبنان بالفعل، من خلال أكثرية برلمانية كما من خلال الحكومة المستقيلة التي أمضى 9 أشهر في خياطة توازناتها بحيث يكون القرار السياسي فيها بيده للمرة الأولى بهذا الوضوح.
وهنا بيت القصيد ومربط المعركة الخفية التي يخوضها الحزب وتخوضها ضده قوى محلية وأبعد. ما فعلته الثورة أنها فتحت البلاد على أزمة حكم بالتأكيد، ولكنها أيضاً خلقت من حيث تريد أو لا تريد فضاءً لتصحيح خلل هيمنة «حزب الله» على القرار السياسي للبلاد وتعطيل إلحاق لبنان بالمحور الذي تقوده إيران في ذروة الاشتباك الإيراني الأميركي العربي.
فكل النقاشات التي تبدأ بتوزير صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل أو عدمه في أي حكومة مقبلة سرعان ما تنتهي إلى نقاش حول توازنات هذه الحكومة ومن يملك القرار السياسي فيها، وهو ما تراقبه القوى الدولية عن كثب لتقرر وفقه ما إذا كانت ستمضي قدماً في برنامج إنقاذ لبنان اقتصادياً أم لا.
آخر كلام المفاوضات يشير إلى أن «حزب الله»، مستشعراً فداحة الأزمة الاقتصادية على جمهوره كجزء من الجمهور اللبناني العام، وافق على حكومة «تكنو - سياسية» لا يكون فيها بين الممثلين السياسيين أي من الوجوه التقليدية، لكنه ما زال متمسكاً بحكومة تعكس نتائج الانتخابات النيابية، أي استنساخ الحكومة المستقيلة التي يمسك بقرارها السياسي، لكن بوجوه جديدة وشراكة مختلفة.
أما مؤدى هذا الكلام فإنه لا حكومة في الأفق ولا من يحزنون، إلا إذا حسم «حزب الله» قراره بالاختيار بين السوسيولوجيا والجيوبوليتيك.
ففي السوسيولوجيا يعرف أن وعود الثورة التي أخذ الشيعة إليها منذ أربعين عاماً تقف عند خريف التجربة مطوقة بالفشل في إيران نفسها قبل الساحات الملحقة بها. ويعرف أن عليه الانخراط في المعالجات التي تنقذ بيئته بصرف النظر عن مصدرها وأثمانها. ليس أدل على ذلك من إعلان طهران عما وصفته بميزانية «تصدي العقوبات» الأقل اعتماداً على النفط في تاريخ البلاد، بدعم روسي بقيمة خمسة مليارات دولار. أي أن البلد النفطي والغازي سيكتفي ببيع السجاد والفستق، مراهناً على معونات موسكو التي تحتاج هي نفسها إلى معونات!!
أما في الجيوبوليتيك فهو يعرف أن التراجعات قاتلة وأن لعبة التوازنات لا تسمح بشبهة الهزيمة وأن من وعد بزمن الانتصارات بات أسير وعوده المستحيلة، بما لا يتيح مجالاً للقبول بأي تغيير يقوده الشارع.
ترجمت إيران ذلك عبر ميليشياتها بمجزرة الخلاني في العراق، التي قتل فيها 24 عراقياً يوم الجمعة الفائت في أحدث إشارة على إصرار إيران على إنهاء الاحتجاجات المندلعة في وجهها في العراق، وترجمته داخل إيران عبر مجازر مماثلة تتراوح أرقام ضحاياها بين المائتي متظاهر إيراني والألف ممن وصفهم المرشد علي خامنئي بالأشرار والخونة.
ضمن هذا الجيوبوليتيك يفهم «حزب الله» الأزمة المندلعة في لبنان. وقد عبر معاون الأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل عن ذلك بوضوح في حديث مع واحد ممن بُحث في توليهم رئاسة الحكومة اللبنانية، حين صحح له استخدامه مفردة «الحراك»، موضحاً أن «حزب الله» لا يعترف حقيقة بالحراك، بل يرى فيه «مؤامرة تستهدف رأس المقاومة».
لا يزال الجيوبوليتيك غالباً. وللمرة الأولى يمسك المجتمع الدولي بـ«حزب الله» من يد تؤلمه، ولن يتيح له الفرار أو تعديل وضعيته. أما الحزب فيبدو أكثر ميلاً للمواجهة، مما يعني أن الأزمة اللبنانية مرشحة لأن تطول وتتعقد، ما لم يقرر الحزب تجرع سم التسوية بغير شروطه.
قد لا يلتحق لبنان بحمام الدم المفتوح في المدن العراقية والإيرانية وقد يلتحق. لكن الأكيد أن الزمن اللبناني الراهن ليس زمن الخيارات العاقلة، وأن أثمان انتهاء وصاية «حزب الله» على البلاد لن تكون بسيطة.

​المصادر: المواقع العربية المعتبرة

الخميس، 19 ديسمبر 2019

اتحاد جمعيات العائلات البيروتية يطالب حسان دياب بالاعتذار عن التأليف

أكد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية انه إذا “كانت الميثاقية التي ارتضاها اللبنانيون في نظامهم الطائفي قد شكلت مظلة الاستقرار الوطني والسلم الأهلي، فإن القفز فوقها يسيء الى الانتظام العام، ويأخذ منحى التحدي والمواجهة السياسية بين مكونات المجتمع اللبناني. فالدكتور حسان دياب الذي ارتضى خرق الميثاقية الوطنية بموافقته على المشاركة في حكومة المحور والإلغاء السياسي في عام 2011، عاد ليقبل أن يكلف بتشكيل حكومة المحور نفسه المغيبة للميثاقية، وأن يقبل بتسمية هزيلة من نواب طائفته وإجماع نواب طائفة المحور. فأية إرادة وإدارة يتحدث عنها؟ وهل يصدق كلامه بأن الحكومة العتيدة لن تكون حكومة مواجهة وهو الآتي بتكليف مواجهة؟”.

وأضاف في بيان: “ان اتحاد جمعيات العائلات البيروتية يرفض الاستنسابية الميثاقية، ويدين الممارسة التي تعتبرها وجهة نظر. فالرئيس سعد الحريري حين أدرك أنه لن يحصل على تسمية المكونين المسيحيين الأكثر تمثيلاً في المجلس النيابي، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، قرر عدم الموافقة على تسميته في الاستشارات النيابية التي جرت اليوم، حرصا منه على احترام قواعد الميثاقية الوطنية، علما بأنه كان سيحصل على نسبة تأييد من المكون المسيحي أضعاف ما حصل عليه الدكتور دياب من تأييد نواب طائفته”.

وتابع: “إن اتحاد جمعيات العائلات البيروتية يعتبر أن تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة العتيدة خرق فاضح للميثاقية الوطنية، وبالتالي هو لا يمثلنا ولا يمثل المكون الطائفي الذي ينتمي إليه، وهذا ما تجلى برفض تسميته من نواب المكون السني الأكثر تمثيلا، تيار المستقبل، ومن رؤساء الحكومات السابقين، ومن الجماهير التي خرجت من كل المناطق اللبنانية منددة بتكليفه تشكيل الحكومة، علما بأننا ما كنا لنغوص في البحث الطائفي لولا تمسك الرئاسات الأخرى بالميثاقية وتغييبه عن رئاسة الحكومة في التكليف الأخير”.

وختم: “إن اتحاد جمعيات العائلات البيروتية يدعو الدكتور حسان دياب الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، فتكليفه غير كاف، وهو غير قادر على إنقاذ لبنان من محنته المالية والاقتصادية والاجتماعية، فالرجوع عن الخطأ فضيلة”.

وتستمر الثورة لليوم الـ64 على التوالي، وسط غضب عارم في الشارع بعد اختيار وزير التربية السابق حسان دياب رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة.

بعد انتهاء المشاورات.. تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--
 كلف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، وذلك بعد انتهاء المشاورات النيابية لاختيار الحكومة الجديدة، الخميس.

وقال دياب، الذي وصف نفسه بـ"المستقل"، إنه سيجري مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مع كافة أطياف الشعب اللبناني بما في ذلك الحراك الشعبي، معلنا أن مطالب المتظاهرين في مقدمة أولويات حكومته، مؤكدًا أنه سيعمل على أن تكون الحكومة الجديدة على مستوى تطلعات الشعب اللبناني.

وأشاد حسان دياب بالحراك الجماهيري الذي بدأ في 17 اكتوبر تشرين الأول الماضي، مؤكدًا أن "الوضع لن يعود إلى ما قبل الحراك الشعبي"، معربًا عن تفهمه لمطالب المتظاهرين واحتجاجهم على سوء الأوضاع الاقتصادية.

وكان الرئيس اللبناني، أطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على نتائج الاستشارات النيابية، والتي انتهت إلى اختيار حسان دياب. 

ودعا رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب، المتظاهرين، إلى المشاركة فيما وصفه بـ"خطة الإنقاذ"، التي ستعمل عليها الحكومة الجديدة. 

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فإن حسان دياب حصد 69 صوتا من أصوات ممثلي الكتل النيابية في المشاورات، فيما حظي السفير نواف سلام بـ 13 صوتا، بينما حظيت حليمة قعقور بصوت واحد، فيما امتنع 42 صوتا عن التسمية.

كانت المشاورات النيابية لاختيار رئيس الحكومة الجديد، بدأت في وقت سابق، الخميس، واستقبل الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا ممثلين عن الكتل النيابية المختلفة الممثلة في البرلمان.

وكان سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، أعلن، مساء الأربعاء، أنه لن يترشح لشغل المنصب في الحكومة المقبلة.

وأعلنت حكومة سعد الحريري، استقالتها، في أكتوبر تشرين الأول الماضي، استجابة للاحتجاجات المستمرة منذ 17 أكتوبر تشرين الأول الماضي.

ويطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط لا تخضع لنظام المحاصصة السياسية، كما يطالبون بتحسين الأوضاع الاقتصادية والقضاء على الفساد.

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

في طرابلس شمال لبنان.. يعيش الناس في المقابر؟

اختيار وإعداد عادل محمد
18 ديسمبر 2019

مقبرة “الغراء” في طرابلس: ملعبٌ للأولاد ملجأٌ للفقراء

"-وحين يكون دفنٌ، ماذا تفعلون؟ إلى أين تذهبون؟ -نساعدهم في الدفن... ونلعب". أمسك شادي (7 سنوات) يد صديقه عبد الرحيم وجلسا على أحد التوابيت الكثيرة التي هناك، منتظرين التقاط صورة لهما.
“-وحين يكون دفنٌ، ماذا تفعلون؟ إلى أين تذهبون؟

نساعدهم في الدفن… ونلعب”.

أمسك شادي (7 سنوات) يد صديقه عبد الرحيم وجلسا على أحد التوابيت الكثيرة التي هناك، منتظرين التقاط صورة لهما. أطلقا ابتسامةً رائعة على وجهيهما، تحوّلت بعد حين إلى ضحكات عالية صدحت في أرجاء “مقبرة الغرباء” في طرابلس، حيث تتماهى القبور والمساكن وتتجاور، ويصبح الموتى والأحياء، أصدقاء وعائلة.

بعد الصورة قال شادي لأصدقائه وهو يقف على تابوت مرتفع: “فلنلعب لقيطة”. سألني إن كنت أرغب في اللعب معهم. وحين رفضت، ألغى لعبة اللقيطة وسار مع أصدقائه معنا في رحلة الاستكشاف، بين دهاليز ذاك المكان العجيب.
شادي وعبدالرحيم ومحمد يلعبون في المقبرة
“طوفة” أبو علي

في مقبرة الغرباء التي تصل مساحتها إلى نحو 1100 متر مربع، يعيش أكثر من 500 عائلة في ظروف مأسوية (200 عائلة منها مسجلة فقط في سجلات دائرة الأوقاف)، داخل ما يشبه البيوت، التي بنيت بطريقة غير شرعية، قبل “طوفة” نهر أبو علي المحاذي للمقبرة، كما يردد الجميع. يخبرك السكان ألف قصة عن يوم الفيضان ذاك، منهم من عاشوه ومنهم من سمعوا عنه. في المحصلة يعيش يوم الفيضان ذاك في ذاكرة سكان مقبرة الغرباء، كأيام ميلادهم وأيام موت أحبائهم. الفيضان الذي حصل عام 1958 وأخذ أبنية تراثية وناساً وذكريات.

يقول يحيى العلي (53 سنة، سائق شاحن، من سكان المقبرة) لـ”درج”: لقد سكن جدي في مقبرة الغرباء قبل طوفة النهر، ومن بعده أبي والآن أنا، ولا أفكر بالمغادرة أبداً، لقد عشنا هنا واعتدنا صعوبات الحياة هنا، ليس سهلاً أن يترك الإنسان المكان الذي ولد فيه ومات فيه أهله”.

ومقبرة الغرباء هي في الواقع ملك للأوقاف الإسلامية، يعود تاريخها إلى أيام العثمانيين، حين كانت هذه المنطقة تعتبر خارج مدينة طرابلس القديمة، كان يأتيها الغرباء من كل صوب، ليدفنوا هناك، فأصبحت المقبرة مقبرة الغرباء، والشارع شارع الغرباء، وحتى الثانوية التي هناك سميت ثانوية الغرباء.

منطقة كلها مخالفات، غرف متلاصقة، لا طرق بينها، أولاد يلعبون بين المقابر، تسمع أصوات الموتى يضحكون من فرحة الأولاد، أو حزنهم. في مكان كمقبرة الغرباء لا أحد يسأل عن الحزن والفرح. تبدو الحياة مجرد غرفة مسقوفة.

طائرة إلى بيروت

قال شادي: “أريد أن أخرج من هنا”، حين سألناه عن أحلامه. وأضاف الطفل ذات البشرة السمراء الداكنة: “حين أكبر سأغادر مقبرة الغرباء، أريد أن ألعب في مكان آخر. سأصبح رجل أعمال وسأسافر”.

اقترب صديقه محمد (10 سنوات) ليقول: “أنا أريد أن أكبر بسرعة حتى أساعد الفقراء”، سألناه كيف ستساعدهم، فأجاب: “سأعطيهم طعاماً وثياباً جديدة، ومنازل جميلة”، ثم يأتي على ذكر مدرسته من حيث لا ندري، ويخبرنا أنه نجح، مؤكداً أنه لم يرسب “ولا مرة”.

أما علي (9 سنوات) فأكد أنه سيتعاون مع محمد في مشروعه، مشيراً إلى أنه يحلم ببناء منزل كبير يجمع فيه كل أطفال الفقراء…

تبدو أحلام أولئك الأطفال أكثر ما يؤلم في تلك النزهة الموجعة في “الغرباء”.

بعد ذلك، أتى والد شادي وناداه، فذهب معه، ثم رأيته بجانبي بعد لحظات، يدلّني على الطريق قائلاً: “تفضلي يا حلوة”.

كان حديث سري يدور بين الأطفال الثلاثة، واحد قال: “هؤلاء من بيروت”، آخر أكد أن “الضاحية قرب بيروت وكلها زعران”، ردّ الثالث: “لا، بيروت كلها مسيحيون، والضاحية للأغنياء”. كان سؤالي بديهياً: “هل ذهبتم إلى بيروت قبل الآن؟”. فكان الرد جماعياً: “لا! إنها بعيدة جداً”. تقدّم طفلٌ أصغر سناً، إلى الفتيان الثلاثة، سائلاً إن كان الذهاب إلى بيروت يحتاج إلى طائرة. حينها كان على العالم أن ينتهي، لكنه لم يفعل.

ليتنا نموت!

قادنا حارس المقبرة عماد الصياد بين تلك الأروقة الضيقة التي تفصل الغرف، حتى وصلنا إلى منزل جميلة ناصر (70 سنة، من الضنيه)، عرفت من دون أي توطئة أننا نريد أن نسألها عن حياتها وأننا جهة إعلامية، فسارعت إلى البكاء وهي تقول: “ليتنا نموت، إذا ضربونا وقتلونا أفضل من هذه الحياة”. ثم هدأ بكاؤها، فيما علقت دمعة صغيرة في مجرى عينيها معتصمة هناك. تقول جميلة: “كنت عروساً حين جئت إلى مقبرة الغرباء وأنجبت 10 أولاد، تزوجوا كلهم وجلسوا كل واحد مع عائلته في غرفة”. تضيف: “الأوضاع صعبة جداً، الجميع يلوموننا لأننا نعيش هنا، لكن لا أحد يعرف أي ظروف اجتماعية و”تعتير” وفقر تحيط بنا، أنا في هذه السن وما زلت أعمل في سوق الأحد، أبيع أغراضاً مستعملة حتى أعيش”. تنزل الدمعة من عينيها، فستدير وتتركنا، ثم تعود لترشنا بالأدعية والتحايا، هكذا من دون مناسبة.

أكملنا السير، حتى وصلنا إلى غرفة درويشة (50 سنة) التي أخرجت رأسها من النافذة لتقول: “تفضّلوا اشربوا قهوة”. في هذه اللحظة تتذكر جيرانك الأغنياء الذين يبخلون عليك بـ”صباح الخير”، درويشة التي لا تملك شيئاً دعتنا إلى فنجان قهوة. لكننا أخبرناها أنّ لا وقت لدينا. قالت درويشة: “لدي طفل مريض، وزوجي مريض، ابني ترك المدرسة منذ 3 سنوات، وهو يبيع البلاستيك، نحن نعيش بفضل بقرة نملكها ونبيع حليبها”. تابعت: “الحالة لا تطاق، لا أشغال ولا مياه ولا حياة، يقال إننا نعيش بين الموتى، نحن الموتى، نحن موتى أكثر من الموتى!”.

في مقبرة الغرباء ترقد أجساد كثيرة لغرباء لا يحصون، منهم قتلى من فتح الإسلام، وسوريون وناس ماتوا ولم يعرف عن هوياتهم أو أهلهم الكثير، إضافةً إلى فقراء من أهل المدينة…

مقابر “فتح الإسلام”

سرنا إلى مقابر فتح الإسلام، حيث يقال إن أبا هريرة (شهاب قدّور الملقب بأبي هريرة، أحد قادة فتح الإسلام) دفن هناك وغيره من المتطرفين، بعد معركة مخيم نهر البارد عام 2007 والمعارك التي دارت بين فتح الإسلام والجيش اللبناني في طرابلس. هناك لا أسماء ولا توابيت ظاهرة. الجثامين داخل صناديقها تحت الأرض، ولا رخامات ولا أسماء، لا شيء. كأنّ لا أحد دفن هنا. حين استفسرنا عن الأمر، قيل إن لا إجابة واضحة، أتى القرار بأن يدفن هؤلاء بهذه الطريقة. وقال حارس المقبرة عماد الصياد: “البعض انتظر أن يسأل أحد عنهم، لكنّ ذلك لم يحدث. دفنوا وانتهى الأمر”.

“سمانة” منى

تكاد الكلمات تتعثر في فم منى صاحبة محل سمانة في مقبرة الغرباء، بعدما فقدت السيدة السبعينية أسنانها كلها تقريباً. يبدو القهر واضحاً على وجهها، لا ابتسامة بسيطة، لا ظل ابتسامة حتى، تقول لـ”درج”: “أعيش في حي الغرباء منذ أكثر من 50 سنة، لا أتمنى سوى أن يأتي نيزك ويقتلعنا نحن وكل شيء”.

في السمانة الصغيرة التي فتحتها قبل 15 سنة، تضع منى حاجيات بسيطة، يزورها الكبار والصغار، ذلك أن السمانات معدودة هناك، على رغم المساحة الكبيرة.

تضم المقبرة عائلات من الضنية وعكار، مع أقلية طرابلسية، وبعض العائلات السورية، وتعيش كل عائلة في غرفة بلا توريق، وكانت هذه قبل معارك جبل محسن وباب التبانة من “التوتيا” والتنك، إلا أن القذائف التي وصل بعضها إلى داخل الغرف، أجبرت السكان على سقفها وترتيبها بالتي هي أحسن.

أزقة ضيقة من الباطون غير المصبوب تفصل البيوت المتلاصقة، بحيث لا تزيد المسافة بين غرفة وأخرى عن متر أو مترين. في المقابل، تعاني مقبرة الغرباء من إهمالٍ واضح، فالنفايات تملأ الدنيا، ويعاني السكان من نقص فادح في الخدمات.

مخالفات عمرها سنوات

في المقابل، يوضح رئيس قسم الشؤون الدينية في دائرة الأوقاف في طرابلس الشيخ فراس حسين بلوط أن “ليس كل سكان المقبرة من الفقراء، فمنهم من يؤجر بيته، فيما يسكن في مكان آخر، أو يعمل في منطقة أخرى”، مضيفاً: “لا شك في أنّ هناك حالات إنسانية صعبة وأن هناك إهمالاً متراكماً لحقوق الناس، لذلك كدائرة أوقاف نحن نتعاطف مع الناس، ولا نريد إعلان حرب لاستعادة أملاكنا، علماً أن مساحة المقبرة كبيرة جداً، وبإمكاننا أن نستفيد منها، والمخالفات عمرها سنوات، لذلك بات صعباً اقتلاع الناس من أمكنتهم”. ويلفت إلى أن “دائرة الأوقاف استطاعت في الفترة الأخيرة استعادة جزء بسيط من المقبرة، وأجبرت بعض المستثمرين والتجار هناك على دفع بدلات”. ويؤكد بلوط أن “من الصعب جداً حل موضوع المخالفات في مقبرة الغرباء، لا سيما أن الدولة لا تتدخل، والقضية تتأجل عاماً بعد عام، لكننا نحاول استرداد أجزاء بسيطة من المكان مع مراعاة الوضع الإنساني”.

ويلفت إلى أن “دائرة الأوقاف رفعت عدداً من الشكاوى بخصوص الاهتمام بنظافة المكان، إلا أنها لم تلقَ آذاناً صاغية، حتى الطريق الذي شيد لفصل جهتي المقبرة، يعتبر مخالفاً، إذ إنّ أحداً لم يدفع للأوقاف أجرةً أو بدلاً، مع العلم أن الطريق جزء من مقبرة الغرباء المؤلفة من أكثر من عقار، وهي كلها ملك لدائرة الأوقاف”.

غرباء في كل مكان

حين تكتب على غوغل “مقبرة الغرباء”، ربما ستصدمك حقيقة وجود مقبرة للغرباء في دول كثيرة، منها سوريا قرب ضريح السيدة زينب وتونس في مدينة جرجيس على الساحل الجنوبي من البلاد. ربما يكون منصفاً أن توجد مقبرة للغرباء في كل مكان، إذ إنّ لكل بقعة غرباءها. إنما ما يوجع حقاً أن يؤدي سوء الأحوال والبطالة والفقر إلى تحويل المقبرة إلى منطقة سكنية، حيث تنعدم أبسط شروط الحياة. لا طرق، لا عمل، لا خدمات، لا مكان، لا شيء!

​المصادر: المواقع العربية

رئيس مجلس الجالية اللبنانية السيد علي كرنيب: نهنئكم بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة

ألقي رئيس مجلس الجالية اللبنانية السيد علي كرنيب هذه الكلمة في حفل أقامه المجلس بمناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة، وإليكم ما قال:
يسرنا ان نلتقي اليوم في مناسبة جامعة ومجيدة ننتظرها كل عام لنحتفي بها ونتأمل بمعانيها المتعددة، فالسيد المسيح رسول المحبة والسلام في كل زمان ومكان وهو القدوة لكل من اتخذ من الاعتدال والاخوة الانسانية منهجا.

اننا في مجلس الجالية اللبنانية دعاة الاعتدال والمساواة والمواطنة الحقة في وطننا لبنان وفي بلاد الاغتراب نشارك المسيحيين والمسلمين بهذه المناسبات السعيدة تعبيرا عن قناعتنا الراسخة في ان لبنان لا يمكن ان يحلق الا بجناحيه المسلم والمسيحي.. ونحن نرى في عيد الميلاد المجيد احدى اعظم المناسبات التي توحد ابناء الجالية على اختلاف مشاربهم.

اننا نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلوبنا وهي ذكرى ميلاد السيد المسيح مخلص البشرية من الخطايا والجشع والفساد، ان السيد المسيح عزيز على قلوب المسلمين والمسيحيين وجميع اتباع الديانات في العالم لحكمته ورؤيته الانسانية وهو مثال ابدي يحتذى به. ان تسامح السيد المسيح عليه السلام ومحبته هو ما نحتاجه اليوم وهو ما نسميه في عصرنا هذا الاعتدال،  فنحن نؤمن ان الايمان الحقيقي ليس نقطة ضعف في مجتمعاتنا بل اننا نزيد قوة بوجود التعددية.

وهنا اريد او اوضح ان الديانتين المسيحية والاسلامية لديهما نصوص مختلفة الا انها تحتوي على ذكر السيد المسيح واعماله وتعاليمه، كما ان كلتا الديانتين تعلماننا ان نكون صادقين بحق جيراننا وان نتقاسم معهم الطعام وهذه امور تجمع البشرية كلها.

انه لمن دواعي سرورنا ان نحتفل بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة مسلمين ومسيحيين في بلاد الغربة دون ان ننسى لبنان الذي يعيش في ذاكرتنا وقلوبنا دائما.. وبجب الا ننسى ان السيد المسيح عليه السلام جاءنا بمبادئ المحبة والتسامح والسلام.. ان ذكرى عيد ميلاد السيد المسيح هي مناسبة تجمع القلوب على كلمة واحدة وتعزز التواصل الاجتماعي.. ان هذه المناسبة ليست مقتصرة  على المسيحيين دون غيرهم بل يشارك فيها كل مؤمن بالله.

باسمي وباسم اخوتي اعضاء الهيئة الادارية في مجلس الجالية اللبنانية نتقدم بالتهاني الحارة من الجميع بمناسبة حلول عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة راجين من الله العلي القدير ان يحفظ لنا استراليا ولبنان، وكلنا ثقة بوعي شعبنا الابي وكلنا ايمان بوحدتنا الوطنية ضد الفساد على انواعه في وطننا الحبيب لبنان.. وطن تسوده العدالة والمساواة ويضمن لجميع المواطنين الشرفاء حقوقهم المشروعة كافة، ومن هنا نرفع تحية اكبار واجلال لجيشنا المقدام ولكل من يعمل بتضحية لما فيه مصلحة الوطن ونسأل الله العلي القدير ان يحمي لبنان.

اننا نهنئكم بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة ونتمنى ان يعم التفاؤل والفرح موائد الاعياد في هذه الايام لتأتي السنة الجديدة بالسلام والمحبة لكم جميعا.. أعاد الله هذه الاعياد المقدسة عليكم جميعا  باليمن والبركات، وكل عام وانتم بألف خير.

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

طوم حرب يلتقي مسؤولين أميريكيين لحماية المتظاهرين في لبنان

واشنطن في 15 كانون الاول 2019 ـ
التقى الأمين العام للمجلس العالمي لثورة الأرز السيد طوم حرب مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض  ووزارة الخارجية في نهاية الاسبوع  للاطلاع على سياسة الولايات المتحدة الحالية تجاه لبنان. وقد أبلغ حرب بأن إدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الذي يعبر عن طموحاته. وأن الوزير بومبيو قد اصدر عدة بيانات في هذا الاتجاه. وقد استفسر حرب عن المساعدات المقدمة للجيش اللبناني لكي يتمكن من حماية المتظاهرين بشكل صحيح يرد عنهم أعمال البلطجة. وشدد على أن المنظمات الأميركية – اللبنانية غير الحكومية تتلقى عددا من التقارير حول كيفية حماية الجيش للاحتجاجات منذ تشرين الأول بينما تشير تقارير أخرى إلى عمليات ضرب للمتظاهرين من قبل عناصر عسكرية في عدة مناطق. 
ووعد المسؤولون الأميركيون بإثارة الموضوع مع قيادة الجيش اللبناني. وأضاف حرب بأن المنظمة الدولية غير الحكومية التي يمثل تلقت عددا من الالتماسات من مدنيين في لبنان تطالب بإجراء تحقيقات في هجمات عناصر ميليشيات يرتدي بعضها ثيابا عسكرية ضد مواطنين في الشوارع. وقد صادف أن بعض هؤلاء المحتجين مواطنين لبنانيين يحملون الجنسية الأميركية.  
وسوف يبلغ السيد حرب قيادة الانتشار اللبناني بنتائج ومواقف الولايات المتحدة الأميركية في هذا الموضوع.  

جعجع: باسيل نُقل إلى المعارضة والمرحلة السابقة كلها انتهت

أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أننا “في مرحلة إستثنائيّة جداً لذلك نحن نجري حسابات استثنائيّة”، مذكّراً بأنه “قبيل الحكومة الماضية لم تأخذنا 5 دقائق مسألة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة إلا أن الحسابات اليوم فمختلفة وهناك عنصران طارئان إستثنائيان لا يمكننا عدم أخذهما بعين الإعتبار وهما الحراك في الشارع والطريقة التي تمت بها إدارة الدولة في الأعوام المنصرمة لذلك أتت حساباتنا بهذا الشكل الاستثنائيّ”.

جعجع، وفي مقابلة خاصة مع الإعلامي ألبير كوستانيان عبر الـ”LBCI” والـ”LDC”، أوضح أن “موضوع تسميّة الرئيس سعد الحريري لم يطرح بشكل جدي إلا في الـ24 ساعة الماضية، في حين كنا نطالب بحكومة أخصائيين مستقلين وعندما طرح أن يتم ترؤسها من قبل الرئيس الحريري قمنا بالحسابات اللازمة في اجتماع التكتل الذي استمرّ لخمس ساعات، وأتت بالشكل الذي أتت عليه في ظل التحركات الشعبيّة في بيروت والتطورات الأخيرة”.

ولفت جعجع إلى أن “تكليف الرئيس الحريري هذه المرّة ثمنه غال جداً ولكننا لا يمكن أن ندفع هذا الثمن في حين أن المتوقع كان مبهماً، ليس صحيحاً أننا طالبنا الحريري بتعهد خطي منه بأنه سيشكّل حكومة أخصائيين مستقلّين، إلا أننا ركزّنا على موضوع تأليف حكومة مماثلة”، مشيراً إلى أنه “إن تم تكليف الرئيس الحريري فهو يبقى في حال نوى تشكيل حكومة أخصائيين مستقلين بحاجة لتوقيع الرئيس عون من أجل تأليفها في حين أن عون يقولها علناً أنه لا يريد حكومة مماثلة، لذلك فضلنا أن ندفع الثمن الغالي عندما تكون الأمور قد أصبحت واقعيّة مع تشكيل الحكومة وليس الآن في حين أن الأمور لا تزال مبهمة”.

تابع جعجع: “بعدما انتهيت من اجتماعي مع الوزير غطاس خوري سألتني إحدى الصحافيات كيف يمكن أن يتم طرح اسم الرئيس الحريري في ظل رفض الشارع له وأجبتها أنه يتم طرح الإسم كما يطرح بقاء الرئيس عون والرئيس بري إلا أنه لم يكن لدينا موقفاً نهائياً من مسألة الإستشارات، ماذا وإلا لكنا أبلغناه للوزير خوري فوراً”.

وأوضح جعجع أننا “سنتابع الوضع من اليوم حتى نهار الخميس لنرى إلى أين ستصل الأمور، مع تركيزنا على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ الوضع لأننا قادرون على إنقاذه”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت المواقف الدوليّة داعمة لتسمية الحريري، قال جعجع: “الموقف الدولي عادي جداً والإتصالات التي تجرى اليوم جميعها داخليّة – شعبيّة وعنيت بعادي أنه ليس هناك في الخارج من يقول لا يمكن للوضع أن يصطلح في البلاد من دون حكومة برئاسة الحريري كما أن ليس هناك من يقول العكس أيضاً”.

وشدد جعجع على ان “المسؤولين لا يعون ما هو حاصل في البلاد لا لناحية التحركات الشعبيّة أو التدهور الإقتصادي لهذا السبب نرى ما نشهده مماطلة على قاعدة ماذا سيربح هذا وماذا سيربح ذاك في حين أنه كان بالإمكان ألا نخسر الشهرين الذين خسرناهما، الأمور تخطّت كل الحسابات السياسيّة وبيت القصيد اليوم هو المزاج الشعبي وهناك حل وحيد للأزمة الحاليّة ولو قمنا به منذ شهرين لكنا وفّرنا التدهور الإقتصادي المعيشي الذي حصل جراء التسويف والمماطلة في هذه الفترة والحل هو حكومة جديدة كليّاً مؤلفة من شخصيات لا علاقة لها بالقوى السياسيّة التي أودت بالأمور إلى ما وصلت إليه”.

وشدد جعجع على ان “اهم شيء في الإقتصاد هو الثقة ومن أجل إعادة الفعاليّة لإقتصادنا علينا استعادة الثقة، لذلك على “الواجهة” أن تتغيّر”، داعياً “المسؤولين المعنيين أن يروا ما هو حاصل في البلاد، فإجمالاً الرئيس الحريري شخصيّة محبوبة وبالرغم من ذلك رأينا ماذا حصل معه في الشارع عندما طرح إسمه للتكليف، وهذا الأمر جزء من الذي أثّر على قرارنا”.

وعن العلاقة مع “تيار المستقبل”، قال جعجع: “نمر بطلعات ونزلات في العلاقة إلا أننا متفقون دائماً على القضايا الإستراتيجيّة بغض النظر أيضاً عن الخلاف على طريقة إدارة الدولة”.

ورأى جعجع أنه “ليس هناك من تصوّر واضح للخروج من الأزمة لدى المسؤولين ويمكن أن أقول إننا لدينا مع بعض المستقلين وبعض الرفاق في حزب “الكتائب اللبنانيّة” تصوراً إلا أن الآخرين لا يزالون في غير مكان ويراهنون على تعب الناس ومجيء الشتاء”.

ورداً على سؤال عن انتقال الوزير جبران باسيل إلى المعارضة، أوضح جعجع أن “الوزير باسيل نُقل إلى المعارضة ولم ينتقل هو بطلقاء نفسه باعتبار أنه استمر حتى اللحظة الأخيرة يحاول دخول الحكومة إلا أن إصرار الرئيس الحريري على عكس ذلك نقله إلى المعارضة. الوزير باسيل لا يزال يعيش في المرحلة السابقة وانا عندما أتكلّم في هذا الإطار أتكلّم عن الوزير باسيل تحديداً لأن هناك الكثير من القيادات في التيار الوطني الحر التي فهمت ما هو حاصل في الشارع. ما رأيناه أخيراً ليس تموضعاً جديداً له وإنما مناورة لا أكثر، فبعد محاولاته الحثيثة لدخول الحكومة والتي باءت بالفشل خصوصاً بعدما أتى حلفاؤه ليقولوا له لا يمكن أن نعطل تأليف الحكومة أكثر فقط لمجرّد إصرارك على دخولها، قام بهذه المناورة، فكيف لحزب رئيس الجمهوريّة أن يكون في المعارضة؟ ماذا وإلا إن كان هذا قراراً وتموضعاً أكثر منه مناورة لكان على الرئيس الإستقالة”.

وتابع جعجع: “لم تنته فقط التسوية الرئاسيّة وإنما كل المرحلة السابقة انتهت فيما نرى اليوم ان هناك بعض المسؤولين الذين يعيشون في حال إنكار، والدليل على ذلك ما حصل مع أكثر الشخصيات شعبيّة من بين القوى السياسيّة الحاكمة سابقاً عندما طرح تكليفه لرئاسة الحكومة”.

واعتبر جعجع أن “ما يحصل اليوم لا علاقة له بالنظام وإنما بأولياء الأمر الذين يتحكمون بالبلاد، فلو وضعنا هؤلاء في النظام في الولايات المتحّدة لخربوه بسنة واحدة. إذا المشكلة ليست بالنظام وإنما بالمسؤولين باعتبار أن أحسن الأنظمة مع أفسد الأشخاص ستفشل فيما أسوأ الأنظمة مع أحسن الأشخاص فيمكن أن تنجح”.

وعن اتهام “القوّات اللبنانيّة” بأنها كباقي أحزاب السلطة، ردّ جعجع: “ماذا كان بالإمكان القيام به سابقاً ولم نقم به؟ أكثر من القيام بحراك على طاولة رئيس الجمهوريّة في الإجتماع الإقتصادي في بعبدا في 2 أيلول 2019 والمطالبة بحكومة أخصائيين مستقلين؟ كما أننا أيضاً بعد بدء الحراك بأيام معدودة خرجنا من الحكومة إلا أننا كنا فيها عندما كان من المفترض أن نكون فيها لمحاولة التغيير والتأثير على القرار قدر الإمكان. أما بالنسبة لتهمة أننا شاركنا في الحرب فليس جيداً أن يتم الحكم على الناس على قاعدة “من شارك في الحرب ومن لم يشارك”، لي الفخر بأنني اشتركت مع رفاقي بالحرب ولو لم نقم بذلك لما كنّا اليوم نعيش في بلد يمكن لنا فيه أن نكلّف رؤساء حكومة وتشكيل حكومات، لكنا نعيش اليوم في وطن بديل، “يسمحولنا بعض الفريخات” وليقرأوا التاريخ قبل اتهام الناس، وإذا ما أرادوا أن يأخذوا دورهم ليتفضلوا وليقوموا بنصف أو ربع ما قمنا به والساحات مفتوحة لهم، فالشموليّة في الحكم خطيرة جداً ولا يمكن ومن غير الجيّد أن يذهب “الصالح بعزاء الطالح”، ليروا كيف كان أداء وزراء القوّات اللبنانيّة في الحكومات السابقة قبل الحكم علينا، فنحن لسنا مع أن تكون “ثورة على العمانية” و”يا قطّاع الرؤوس غمض عيونك وقطاع” ليس هكذا تكون الأمور”.

وتابع: “بكل بساطة وبكل تواضع وبكل صراحة قبل بدء هذا الحراك كان هناك حراكاً في مجلس الوزراء يقوم به وزراء القوات لدرجة أنه في الأشهر الأربعة الماضية كل ما رفع يده وزير من القوات ليطلب الكلام كاد يرد مباشرةً رئيس الجمهوريّة أو رئيس الحكومة قائلاً لمن يكتب المحضر “سجّل إعتراض”، فنحن لم يكن يعجبنا كل ما يتم القيام به وعندما بدأ الحراك ارتحنا نفسياً لأننا كنا نصرّخ لوحدنا داخل مجلس الوزراء واليوم أتى من يصرّخ معنا. وأفضّل تسمية لما يحصل في لبنان هي “حراك” لأن كلمة “ثورة” تأتي معها الدماء والمواجهات وإلى ما هنالك، ولكن ما نشهده في لبنان لم نراه في أي من دول العالم التي شهدت ثورات من قبل، ولكن إذا ما أردنا أن نطلق عليها إسم “ثورة” فلا مانع، ونحن عندما بدأ الحراك وجدنا ضالتنا فيه”.

واستطرد جعجع: “في أول أسابيع التحركات الشعبيّة اقدم الثوار على إقفال الطرقات في جميع أرجاء البلاد وليس حزب “القوّات اللبنانيّة” كحزب من قام بذلك وإنما نحن لدينا أفراد في الحزب فقراء ونزلوا إلى الشارع كما باقي المواطنين ولكن “القوات” لم يصدر أي قرار بإقفال الطرق. وفي هذا الإطار، أنا أحيي كل الرفاق المشاركين في الحراك والذين كانوا دائماً تحت سقفه ويقومون بما يرونه مناسباً مع زملائهم المواطنين على الأرض”.

وأشار جعجع إلى أنه “كان بالإمكان فتح الطرقات ولكن لم تكن تحتاج المسألة هذا الكم من العنف الذي رأيناه أثناء القيام بذلك أخيراً، فأنا رأيت مشهداً لعسكري يمسك بمواطن وقد أطبق عليه كلياً إلا أنه فجأة إنضم 4 أو 5 عساكر لهذا العسكري وبدأوا بضرب المواطن المطبق عليه أصلاً، الأمور لا تحتاج إلى هذا الكم من العنف”.

وعما حصل أخيراً في وسط بيروت، قال جعجع: “لا أعرف ما حصل تحديداً باعتبار أن لا معلومات لدي ولا تصلني تقارير مفصّلة من القوى الأمنيّة ولكن بحسب معرفتي بالوزيرة ريا الحسن فما شهدناه لا يعبّر عنها، كما أن تصرّف قوى الامن الداخلي منذ بدء الحراك كان مثالياً وتغيّر فجأة لذا أنا لا أعرف ولا يمكن أن أحكم على الامر لأنه في هكذا مسائل يجب على الشخص أن يكون دقيقاً. ريا الحسن كما أعرفها أنا ليست كذلك ولكن أنا لا أعرف ماذا حصل في اليومين الأخيرين. الوضعيّة بأكملها بالجملة مطروحة من أجل تغيير كبير ولا يفيد البلاد الغوص في الإتهامات الموجّهة شخصياً. الحل يجب أن يكون اليوم قبل الغد وإلا أعتقد أننا سنصل إلى الشغب الإجتماعي أكثر منه الفوضى، ويجب أن نحافظ على الجيش وقوى الأمن الداخلي فإذا ما حصل أخطاء هنا وهناك يجب أن يتم تصحيحها سريعاً باعتبار أن قيادتي هاتين القوّتين منفتختين للتصحيح فهاتين المؤسستين هما اللتين تمسكان الوضع في الوقت الراهن”.

وعن طرح “القوّات اللبنانيّة”، قال جعجع: “المطروح حكومة أخصائيين مستقلّين والصفة الثانية أهمّ بكثير من الأولى باعتبار ان المجموعات التي حكمت رأينا إلى أين أوصلت البلاد، وفي هذا الإطار نحن أقصينا انفسنا قبل الغير بغض النظر عن أننا لم نقم بأي خطأ خلال فترة تولينا الحقائب الوزاريّة، ولكننا نرى أنه إذا ما أوكلنا أصحاب الإختصاص بالمسألة، ولست أعني الأخصائيين التقنيين وإنما الشخصيات المستقلة الناجحة من أصحاب الخبرة والنجاحات في مجالات معيّنة، فنحن أغلب الظن قادرون على الخلاص مع هؤلاء”.

وتابع جعجع: “بمجرّد أن تكون الحكومة مؤلفة من مجموعة مستقلين وشخصيات ناجحة من المفترض أن يكونوا هؤلاء لديهم حد أدنى من المنطق والحد الأدنى من الحس الفعلي بالامور، إلا أن الضابط لهذه الحكومة فهو أنه ليس هناك من شخص في الكون من دون معرفة سياسيّة، كما أن أي حكومة ثقتها في مجلس النواب وعندما يبدر عنها أي شيء غير صحيح يمكن طرح الثقة بها فوراً فلماذا الخوف لدى البعض؟ الخوف فقط لان هناك بعض الناس المتمسك بحصصه بالسلطة لأن لا وجود له سوى من خلال الحصص الخدماتية والزبائنيّة”.

ورداً على من يتساءلون كيف لحكومة أخصائيين مستقليّن أن تتعاطى مع المسائل السياسيّة؟ أجاب جعجع: “بربكم أي مسائل سياسيّة هذه؟ فعلى سبيل المثال في الحكومة السابقة كان عندما يطرح وزراؤنا أي موضوع سياسي على الطاولة كان يبادرهم الرئيس الحريري بالرد عليهم بأن لدينا ما يكفي من المشاكل ولا أريد طرح المسائل السياسة في مجلس الوزراء”.

وشدد جعجع على أن “أي رئيس حكومة سيكلّف يجب أن يتم التوافق على إسمه مع الرئيس الحريري لأنه الأكثر تمثيلاً في الشارع السني ويجب أن نحترم بعضنا البعض ونحن بالأساس لا مشكلة لدينا لو تم تكليف الرئيس الحريري اليوم فالرئيس المكلّف ليس بحاجة للأكثريّة المطلقة من اجل التكليف ولم نكن على علم بان أي اسم آخر مطروح والكلام عن الغطاء المسيحي لا يصح في التكليف وإنما في الثقة باعتبار أن التكليف هو مشروع حكومة وليس حكومة”.

واعتبر جعجع أن “حكومة تكنو – سياسيّة تعني حكومة سياسيّة، فنقطة حبر في كوب المياه تغيّر لون المياه كلّها، كما ان حكومة تكنو – سياسيّة هي وصفة مؤكّدة للفشل في حين أن الفراغ يفتح أمامنا الأمل في تشكيل حكومة جيّدة، ولكن المشكلة تبقى في أن المسؤولين “حاطين روسن بروس بعضن” من دون الأخذ بعين الإعتبار ما هو حاصل في الشارع وتردي الأوضاع الإقتصاديّة”.

وتابع جعجع: “أتمنى من صديقي الرئيس الحريري إذا ما خرج من اللعبة أن يكون له اليد الطولى في تسمية الرئيس المكلّف بالشكل الذي يتماشى مع المرحلة وما هو حاصل في الشارع”.

أما عن رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، فقد أكّد جعجع أن “جنبلاط فهم ما هو حاصل على الأرض إلا أن وضعيته لا تسمح له بالحراك كما يريد”.

دور الاستعمار البريطاني في نكبة الشعب الفلسطيني والايراني

باصات تحمل ابناء الشعب الفلسطيني الى منافي الارض عام ١٩٤٨

كتب عادل محمد
15 ديسمبر 2019

أوجه التشابه بين النكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني والشعب الايراني. لقد لعب الاستعمار البريطاني الدور الرئيسي في نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، والشعب الايراني عام 1979!.

 الدور البريطاني في نكبة الفلسطينيين
اتهم باحثون وأكاديميون عرب، في مؤتمر عقده مركز العودة الفلسطيني، في العاصمة البريطانية لندن في أبريل 2003، بريطانيا بالمسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب والإبادة، التي عرفتها فلسطين قبل عام 1948، تاريخ تأسيس الدولة العبرية، وبالمسؤولية غير المباشرة عن الجرائم، التي اقترفتها إسرائيل في حق الفلسطينيين، طيلة أكثر من نصف القرن الماضي.

ورأى الباحثون في المؤتمر، الذي حمل عنوان "بريطانيا وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتفاوض"، أن بريطانيا تتحمل مسؤولية خاصة، بالنسبة للمأساة الفلسطينية، بالنظر للدور التاريخي، الذي لعبته في تأسيس الدولة العبرية، وبالنظر للجهود، التي مهدت بها لتأسيس هذا الكيان الاستعماري، الذي قام على العنف والدم والمجازر.

 الخمينية سلاح الاستعمار البريطاني لتجزئة إيران
 اوجه التشابه بين رمز جمهورية الملالي ورمز طائفة السيك الهندية

الدكتور حميد نديمي استاذ الفنون في جامعة آية الله محمد بهشتي الذي رسم رمز جمهورية الملالي بأمر الخميني وثم اختفى. الرمز المستوحاة من رمز طائفة السيك، بسبب علاقات جد الخميني مع السيك!؟

بريطانيا عندما كانت دولة عظمى استطاعت احتلال واستعمار بلدان عديدة بواسطة أساطيلها الحربية لكنها في الوقت نفسه فشلت في احتلال إيران، سواء عن طريق إرسال الجواسيس والمخربين داخل الأراضي الإيرانية أو باستعمال القوة العسكرية، وحينما هاجمت قواتها البحرية سواحل إيران في عام 1915، واجهت مقاومة شديدة وبطولية من جانب أهالي مدن دشتستان وتنگستان التابعة لمحافظة بوشهر في جنوب إيران. بعد هذه الهزيمة قامت بتحريك الجواسيس والعملاء الموجودين داخل الأراضي الإيرانية بين القبائل والعشائر من أجل التخريب وانفصال الأقاليم. 
فقامت باختيار جد الخميني الذي كان يسمى "سيد أحمد هندي" لهذه المهمة، الذي انتقل قبل نحو 180 سنة من الهند إلى إيران بمساعدة "شركة الهند الشرقية" التابعة للاستعمار البريطاني. وكان هدف البريطانيون تحريض القبائل والعشائر الإيرانية ضد الحكام من أجل تقسيم إيران إلى دويلات حتى يسهل لهم التدخل في شؤونها ونهب ثرواتها. كان جد الخميني أحمد هندي مع أنصاره يقومون بعمليات تخريبية في المناطق القريبة من العاصمة، وعناصر أخرى بقيادة البريطاني "السير أوستن هنري لايارد" الذي كان يدّعي بأنه عالم آثار كانوا يحرضون العشائر والقبائل الإيرانية القريبة من الحدود العراقية من أجل الانفصال. 
معظم مؤامرات البريطانيين ضد إيران في العقود الماضية باءت بالفشل ولكن في عام 1979 استطاعت الدول الغربية استغلال الثورة العارمة للشعب الإيراني ضد النظام الملكي وعملت بكل الوسائل والطرق حتى تتحول مسيرة الثورة لخدمة أهدافها، وتآمرت بطريقة غير مباشرة مع الخميني وزمرته على إبعاد القوى الوطنية واليسارية التي شاركت في الثورة لتمكين القوى الدينية بقيادة الإمام الخميني السيطرة على الحكم. 
حسب مذكرات "آية الله مرتضى بسنديده" الشقيق الأكبر للخميني، والوثائق البريطانية وكتاب (الإنكليز بين الإيرانيين) تأليف "سير دنيس رايت" السفير البريطاني في ايران سنة 1963، وكتاب (سلالة الإمام الخميني) تأليف الكاتب والباحث الإيراني "مهدي شمشيري"، بأن جد الخميني "سيّد أحمد هندي" من رعايا الهند في كشمير بُعث إلى إيران عن طريق العراق بواسطة "شركة الهند الشرقية" التابعة للاستعمار البريطاني بين العام 1824 – 1834 إبان حكم محمد شاه قاجار (لا يوجد تاريخ دقيق في الوثائق عن سفر سيد أحمد هندي).
كان الدور الأساسي لشركة الهند الشرقية هو تجنيد العملاء والجواسيس من الدراويش والمبشرين وثم إرسالهم إلى ايران والدول الأخرى من أجل التجسس وتحريض القبائل والأقليات القومية في الأقاليم الإيرانية وتشجيعهم على الحركات الإنفصالية للهدف المنشود وهو خلق دويلات صغيرة في المنطقة تدور في فلك الاستعمار البريطاني، في حين الذين كانوا يخططون ويقودون هذه العمليات كانوا يبعثون من بريطانيا إلى العراق بعد تعرّفهم على التقاليد ولهجات القوميات الإيرانية. "السير أوستن هنري لايارد" كان أحد هؤلاء، حيث كان يتنقل بين العراق وإيران بصفة عالم آثار، وكان على اتصال بجواسيس بريطانيا في وسط الأراضي الإيرانية لتنسيق وتسيير العمليات التخريبية (الرجاء مراجعة معجم المنجد 2000 قسم الأعلام ص. 491 بالإضافة إلى موقع غوغل بحث، للتعرف على الهوية الحقيقية للسير أوستن هنري لايارد).

"سيّد أحمد هندي" جد الخميني الذي كان من أهل كشمير والذي كان على صلة قوية مع طائفة السيخ في مدينة بنجاب، سافر إلى العراق حاملاً جواز سفر بريطاني بالترتيب مع شركة الهند الشرقية، وكان يتنقل بين كربلاء والنجف وبعد دراسة الفقه الشيعي سافر إلى إيران وأقام في قرية (خمين) التابعة لمقاطعة (كلبايكان) التي أصبحت فيما بعد مدينة صغيرة تقع في جنوب غرب العاصمة طهران. كان جد الخميني يتظاهر بأنه درويش ويعيش حياة متواضعة ولا يملك مالاً كافياً.
لكن بعد نحو عشر سنوات استطاع شراء قلعة كبيرة في قرية خمين في 15 ربيع الثاني من العام 1255 الهجرية (حسب كتاب مذكرات آية الله مرتضى بسنديده ص.11)، وتزوّج ثلاث مرات وآخر زوجاته كانت "سكينة خانم" جدّة الخميني. ثم انتقل مع عائلته للسكن في قلعة كبيرة الذي أصبح فيما بعد مالكاً لها. كانت القلعة تتكوّن من عدة بيوت وبرج للمراقبة وسجن ومزرعة.
كان جد الخميني يحمل جواز سفر بريطاني دبلوماسي ويحظى بحصانة دبلوماسية من قبل السفارة البريطانية في العاصمة طهران وكان العلم البريطاني يرفرف فوق برج القلعة التي كان يسكن فيها. كان يقود مجموعة من الجواسيس المنتحلين شخصية الدراويش وكان من بينهم ضابط مخابرات بريطاني كبير يتكلم اللغة الفارسية واللهجة المحلية بطلاقة، وكانوا ينقلون الأخبار عن الأحداث السياسية إلى السفارة البريطانية في طهران بواسطة جد الخميني. وحسب الوثائق فان جد الخميني "سيد أحمد هندي" كان عميل ومأجور مباشر للاستعمار البريطاني.

المصدر: كتاب "خاندان خميني" (سلالة خميني)، تأليف الباحث والمؤرخ الإيراني مهدي شمشيري – ترجمة عادل محمد

من بركات الثورة الخمينية

مؤامرة الولايات المتحدة والدول الغربية لتغيير النظام الملكي في إيران
في 5 يناير 1979 اجتمعت قادة الدول الغربية في جزيرة گواديلوپ، المستعمرة الفرنسية في البحر الكاريبي، وكان الاجتماع يضم الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، والرئيس الأميركي جيمي كارتر، والمستشار الألماني هلموت اشميت ورئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان. وكان هدف الاجتماع هو استغلال الثورة الإيرانية لتغيير النظام الملكي إلى نظام إسلامي ومحاصرة الاتحاد السوفيتي بحزام أخضر يتكوّن من الدول الإسلامية، خشية من المد الشيوعي واستيلاء الحركات الوطنية واليسارية على الحكم في الدول المجاورة للاتحاد السوفيتي.
​صورة تجمع زعماء الغرب في جزيرة گوادلوپ 
من اليمين جيمس كالاهان، جيسكار ديستان، جيمي كارتر وهلموت اشميت 
موسوعة ويكيپيديا