أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بالعثماني، وفريقه الحاكم هم بأمسّ الحاجة إلى أن يشكّلوا عدوًا خارجياً ولو وهمياً، مشيراً إلى أنّ أردوغان هو في خدمة إسرائيل وفي خدمة المشروعين الأميركي والإسرائيلي.
وفي حديث إلى الفضائية السورية ضمن برنامج "حوار اليوم" أدارته الإعلامية أليسار المعلا، السعودية اليوم تولَد من جديد، متحدّثاً عن سعودية أخرى، مشدّداً على أنّ السعودية لا يمكن أن تستمرّ في وضعها الحالي أو كما كان مخططاً لها، لافتاً إلى أنّ زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة حصلت بعد تنفيذ الأخيرة لعدد من الشروط الأميركية.
لفت أبو فاضل إلى أنّ الجيش اللبناني هو هدف للإرهابيين والتكفيريين مثله مثل كلّ القوى الأمنية في لبنان اليوم، ووصفه بأنه جيش لا يُقهَر، مؤكداً أن بيئته الحاضنة تشمل جميع اللبنانيين، وتمنى من جهة ثانية وصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى الرئاسة.
مخطط استباحة الأراضي السورية مستمرّ
أبو فاضل رأى أنّ الجيش السوري يعمل ليلاً نهارًا من أجل إبعاد العدوان عن سوريا، مشيراً إلى أنّ ما حصل في كسب وفي هذه المنطقة الهادئة هو عبارة عن استكمال لمخطط استباحة الأراضي السورية. وفيما لفت إلى دلالات توقيت هذه العملية، أشار إلى أنّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بالعثماني، وفريقه الحاكم هم بأمسّ الحاجة إلى أن يشكّلوا عدوًا خارجياً ولو وهمياً.
ولفت أبو فاضل إلى أنه عندما وضعت المملكة العربية السعودية جبهة النصرة وداعش والإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب في قرار تاريخي فهي وضعت بالتالي أردوغان على لائحة الإرهاب، واعتبر أنّ هذا الأمر من الشروط الأميركية على المملكة العربية السعودية، ملاحظاً أنّ الأمير بندر موجود في مراكش لكنه ما زال يدير بعض الأمور ولو استلم محمد بن نايف وعلى الرغم من صدور مرسوم ملكي لا يقبل أيّ طريقة من طرق المراجعة.
ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ أردوغان يأفل نجمه كلّ ربع ساعة، ولفت إلى أنه يحاول أن يبتزّ الأميركيين والإيرانيين، لكنه أشار إلى أنّ الإيرانيين باتوا على قناعة بأنه لا يمكن الركون إليه، واصفاً إياه بأنه رجل مريض بالسلطة. ولاحظ أنّ أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو منذ أسبوعين يطبّلان ويزمّران أنّ مشكلة مرمرة تُحَلّ مع إسرائيل علماً أنها كانت تمثيلية مثلها مثل ما حصل في دافوس.
أردوغان في خدمة إسرائيل
ورأى أبو فاضل أنّ الخدمة الكبيرة التي يقدّمها أردوغان بتحالفه مع إسرائيل هي الهجوم على النظام السوري منذ اليوم الأول لبدء الأزمة في سوريا وهذا لم يعد خافياً على أحد.
وأوضح أبو فاضل أنّ الشمال والجنوب في سوريا محط أنظار إسرائيل وتركيا بشكل دائم، معتبراً أنّ الاستهداف هو استهداف لسوريا منذ البداية، مشيراً إلى أنّ المعارضة السورية نفسها في الداخل والخارج تعترف بأنّ تركيا سرقت المصانع في سوريا، وإذ اعتبر أنّ هذا الأمر يجب أن يوثق وتلاحَق تركيا على أساسه، لفت إلى أنّ حزب العدالة والتنمية وحكومة أردوغان يستبيحان سيادة سوريا على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة.
وشدّد أبو فاضل على أنّ أردوغان هو في خدمة إسرائيل وفي خدمة المشروعين الأميركي والإسرائيلي، نافياً أن يكون هذا الكلام بمثابة لغة خشبية، موضحًا أنّ هذا ما ظهر على أرض الواقع.
وفيما تحدّث أبو فاضل عن استباحة كاملة للحدود السورية رغم أنّ سوريا في حالة حرب، أكد أنّ عدوان حكومة أردوغان على سوريا لم يتوقف منذ بداية الأزمة، وأشار إلى أنّه لا يتحمّل الخسارة، معرباً عن اعتقاده بأنّ أردوغان في حال خسر سياسياً فهو ذاهب فوراً إما للسجن أو للقبر.
السعودية تولد من جديد
من جهة ثانية، اعتبر أبو فاضل أنّ السعودية اليوم تولَد من جديد، متحدّثاً عن سعودية أخرى، مشدّداً على أنّ السعودية لا يمكن أن تستمرّ في وضعها الحالي أو كما كان مخططاً لها.
وفيما استنكر أبو فاضل الهجوم المتعمّد على كسب ووصفه بالعدوان العثماني المتمادي على سوريا، أكد أنّ الدول التي بدأت تتوجس من التكفيرية كلّها غير راضية عن تصرّفات أردوغان، معتبراً أنّ الأخير يتصرّف اليوم كاللعبة بمعنى أنّ عليه أن يرقص دائماً كي لا يقع.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ أردوغان أخطأ في هجومه الأخير، متوقعاً أنّ تكون ارتداداته عكسية، واعتبر أنّ أردوغان مجرم كرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، مستهجناً تحالفه مع التكفيريين وقتل المدنيين، وقال: "هذا رجل متزمت لا يعرف كيف يتصرّف ويفعل ما يطلبه الإسرائيليون منه".
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ صمود النظام في سوريا وبقاء الرئيس بشار الأسد يُعتبر هجوماً مضاداً على تركيا أردوغان، لافتاً إلى أنّ الأخير استباح الشمال السوري بالكامل، مشيراً إلى أنّ الجيش السوري يعمل على تنفيذ خطة هادئة وهو يتصرف بحنكة ودقة وبمسؤولية على هذا الصعيد.
انتصار لخط الممانعة
وجدّد أبو فاضل الحديث عن انتصار لخط الممانعة وهو ما تبلور بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ملاحظاً أن الأخير كان واثقاً من نفسه.
وفيما أشار أبو فاضل إلى أنّ كسب ليست يبرود، شدّد على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد أن يستدرجه لا أردوغان ولا غيره على أيّ مشكلة من أيّ نوع، مؤكداً أنّ الأمر ليس لعبة في نهاية المطاف، وجزم أنّ الجيش العربي السوري سيعيد الأمن والاستقرار إلى كسب وإلى كلّ المناطق السورية.
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ الإيرانيين والروس مطمئنون أنّ الغطاء اللازم متوفر للنظام السوري وللرئيس بشار الأسد، مشدّداً على أنّ الجيش السوري يملك معدّات متطورة وقد تلقى أحدثها من شهر.
الروسي لا يريد الحرب
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الروسي لا يريد الحرب، لافتاً سحب فتيل المشكلة مع الأميركيين في إشارة إلى السلاح الكيميائي، مؤكداً أنّ هذا السلاح كان بوليصة تأمين بالنسبة للسوري.
ورأى أبو فاضل أن ّ سوريا لو تُركت خمس سنوات ولم يحصل فيها ما حصل لكانت أصبحت بمستوى تركيا اقتصادياً وعسكرياً ربما، فلذلك هي ضُربت من قبل تركيا ودول الخليج وإسرائيل، وشدّد على أنّ المؤامرة كبيرة، لكنه لفت إلى تعويلها على المظلة الروسية الصينية في مجلس الأمن فضلاً عن الدعم الإيراني والعراقي الذي تتمتع به.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأن لا داعي لتدخل إضافي من قبل حلفاء سوريا في الوقت الحاضر.
للقاعدة عدو واحد في السعودية
وتطرق أبو فاضل إلى زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية، فلفت إلى أنّ السعودية كانت تريد زيارة من أوباما ولكن هذه الزيارة كانت قد وُضِعت لها شروط، مشيراً إلى أنّ كلّ من يخصّون أميركا فعلياً ولم يعملوا مع الإرهابيين برزوا، ملاحظاً أنّ القاعدة لها عدو واحد في السعودية هو محمد بن نايف وقد حاولوا اغتياله أكثر من مرة وهو ضرب بيد من حديد في السعودية.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الأمير محمد بن نايف لا يرحم القاعدة، وكذلك الأمر الأمير مقرن الذي لديه صداقات قديمة مع النظام السوري، وأعرب عن اعتقاده بأنّ هناك اتفاقاً أميركياً روسياً على تنظيم الاختلاف في المنطقة، مستبعداً أن يسمح الأميركيون للسعوديين بدعم الجماعات المسلحة الإرهابية.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ قانون مكافحة الإرهاب موجود ومعمول به في كلّ دول العالم، وتحدّث عن لعبة استخباراتية، مشيراً إلى أنّ الأمن في سوريا تحرك جيداً، معتبراً أنّ سقوط منطقة القلمون هو تحصين لدمشق، وهكذا أصبحت دمشق مفتوح صدرها للأردن.
السعودي أصبح في الواجهة
واعتبر أبو فاضل أنّ الإخوان المسلمين موجودون أينما كان، مشيراً إلى أنّ السعودي أصبح في الواجهة وبات يريد أن يدافع لإعطاء الغلبة للإسلام المعتدل.
وتوقع أبو فاضل أن يكون هناك اتجاه نحو توقيف الدعم للإرهاب بعد زيارة أوباما، وأشار إلى أنّ السعودي لا يزال ينتظر ليرى جدية المفاوضات بين إيران من جهة والدول العظمى من جهة ثانية والأميركيين بصفة خاصة.
ورأى أبو فاضل أنّ هذه المفاوضات خلخلت الخليج كله، مشيراً إلى المشاكل التي ظهرت في الآونة الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولفت إلى أنّ الاتحاد الخليجي الذي كان البعض يسعى له انهار فوراً، ملاحظاً أنّ الأزمة وصلت لدرجة سحب السفراء.
الجربا منتج سعودي
ورداً على سؤال عن رفض 7 دول عربية بينها دول خليجي لتسليم مقعد سوريا في القمة العربية لما يُسمى بالمعارضة السورية، أشار أبو فاضل إلى أنّ ذلك غير مستغرَب، وأوضح أنّ الجربا هو منتج سعودي. وتحدّث عن مفاوضات بدأت تحصل بين بعض دول الخليج وسوريا، وقال: "هؤلاء لن يرضوا أن يجلس الجربا في المقعد السوري لا هذه المرة ولا في غيرها".
وانتقد أبو فاضل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، الذي وصفه بالمهرّج، ولفت إلى الباع الطويل الذي لديه مع إسرائيل، ورأى أنّ المعارضة قد تصدّعت وهي التي كانت تعوّل في السابق على الجيش السوري الحر.
وأكد أبو فاضل أنّ سوريا تتقدّم بسرعة في هذه الفترة نحو الأمام، وقد تقدّمت بنسبة كبيرة على ما يسمى بالمعارضات، ملاحظاً أنّ داعش في منطقة الرقة بينما الدولة لا تزال موجودة في الحسكة، في حين أنّ العملية فالتة في حلب برعاية تركية لأنّ لهم مصلحة في ذلك.
الجيش هدف للإرهابيين والتكفيريين
وفي الملف اللبناني، لفت أبو فاضل إلى أنّ الجيش اللبناني هو هدف للإرهابيين والتكفيريين مثله مثل كلّ القوى الأمنية في لبنان اليوم، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ التكفيريين بدأوا يلفظون أنفساهم الأخيرة في منطقة القلمون وجوارها، وأشار إلى أنهم لن يستطيعوا الدخول إلى عرسال، مشدداً على أنّ الجيش اللبناني جيش لا يُقهَر، موضحاً أنّ هناك بيئة حاضنة للجيش من قبل جميع الناس.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الجيش مستهدَف منذ أن ألقى القبض على الإرهابي ماجد الماجد، وحذر من أنّهم كانوا يسعون لإمارة من عرسال نزولاً إلى طرابلس وإلى عكار والضنية وهذه المنطقة، لكنه رأى أنّ مشاركة فريق المستقبل في السلطة واستلامه الوزارات الأمنية كان لها تأثير، مؤكداً أنّ السعودية رفعت يدها عنهم، مشدداً على أنّ تيار المستقبل لا يستطيع أن يرفع يده مرة واحدة.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ من يقاتلون في باب التبانة هم أفقر ناس، محمّلاً مسؤولية ذلك لتيار المستقبل، لافتاً إلى أنّ جبل محسن يدافع عن نفسه، موضحاً أنّه مطوّق من كلّ الجهات. وشدّد على وجوب أن تنجح الخطة الأمنية التي يتحدّث المسؤولون عنها، منبّها إلى أنّ عدم نجاحها سيكون بمثابة كارثة للشمال.
نصرالله لسليمان: لا تحلم بالتمديد
واعتبر أبو فاضل أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان له الكثير من الدلالات، مشيراً إلى أنه أولاً على الصعيد المحلي وجّه رسالة واضحة للرئيس ميشال سليمان قال له فيها "لا تحلم بالتمديد ونحن لن ندعمك بطاولة الحوار ولن نذهب لطاولة الحوار"، وأشار إلى أنه إذا كانت حظوظ التمديد والفراغ والانتخاب متساوية، فالأمر تغيّر الآن، علماً أنّ الوزير فنيش كان قد أبلغ الرئيس سليمان منذ أكثر من شهر بأن لا تمديد، وهو ما أدّى لردّ الأخير بخطابه عن المعادلة الخشبية.
ولاحظ أبو فاضل أنّ السيد نصرالله وجّه في خطابه إنذاراً إلى تركيا وقد سمّاها بالاسم، مشيراً إلى أنّ كلامه يُفسَّر كثيراً، معتبراً أنّ هناك ارتباطاً عضوياً بين موقف السيد وموقف إيران، وقال: "أن يتحدّث السيد نصرالله عن تركيا بهذا الشكل فهذا له دلالات كثيرة، فالسيد نصرالله من يتكلم لا أي كان".
ورأى أبو فاضل أنّ خطاب السيد نصرالله كان إلى حدّ ما خطاب انتصار ونشوة، وجدّد القول أنّ الإسرائيلي لا يعرف ماذا تمتلك المقاومة اليوم من أسلحة، ولو كان يعرف ماذا تمتلك لكان ضربها منذ فترة طويلة.
لا يوجد مسيحي حمل السلاح ضد الدولة
من جهة ثانية، توجّه أبو فاضل إلى 14 آذار وإلى المسيحيين أينما كان، قائلاً: "دلوني على مسيحي واحد في هذه المعارضات السورية يحمل السلاح، دلوني على مسيحي واحد يحمل السلاح ضدّ الدولة السورية". وقال: "كلهم ملتزمون بالدولة التي ترعى الجميع".
وإذ ذكّر بقوله بعد الهجوم على كسب أنه واجبٌ على قوى 14 آذار أن تقطع علاقتها فوراً بما يُسمّى الثورة السورية و"جربتها"، والعودة عن الخطأ فضيلة وخاصة من قبل مسيحيي وأرمن 14 آذار تحديدًا، رأى أنّ الخطأ الرئيس أن يكون الشعب ضدّ دولته، وهنا يدفع الثمن.
وفي سياق منفصل، حذر أبو فاضل من أنّ الأزمة الأوكرانية لن تنتهي عند القرم، مشيراً إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتراجع، وشدّد على أنّ القرم والمحافظات الشرقية والجنوبية كلّها تتكلم الروسي.
القرار اتخذ بدعم سعودي روسي
وفي الملف المصري، توقع فوز المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنّ القرار اتخذ بدعم روسي سعودي وإلى حدّ ما أميركي، لافتاً إلى أنّ الأميركيين يريدون حرباً في مصر حتى تعود مصر إلى سيناء.
وفي لبنان، تمنى أن يفوز رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الانتخابات، وتمنى أن تحصل انتخابات في الأصل، ولفت إلى أنّنا دخلنا في المهلة الدستورية، ولكنه رأى أنّ حديث السيد نصرالله عن انتخابات رئاسية مبكرة هو بمثابة رسالة إلى الرئيس ميشال سليمان أنه لا يرفض فقط التمديد له بل يؤيد إنهاء ولايته منذ الآن.