المصدر: "النهار"
النبطية- سمير صبّاغ
بالأمس كانت عكار وقبلها بيروت وعاليه تودع بكبرياء الشهيد تلو الشهيد من المؤسسة العسكرية، وها هو الجنوب اليوم يودع إبن بلدة كفرتبنيت المجند محمد علي ياسين (22 سنة) بعدما قضى في هجوم إرهابي على دورية للجيش اللبناني في طرابلس لأنه كغيره من رفاقه العسكريين أقسموا على "الإنتماء الى مدرسة الشرف والتضحية والوفاء".
وكان والد الشهيد المؤهل أول المتقاعد في قوى الأمن الداخلي ووالدته برفقة شقيقه العنصر في قوى الأمن قد إفترشوا الأرض عند مدخل كفرتبنيت لإستقبال إبنهم الشهيد مع عدد من أهالي البلدة تقدمهم رئيس البلدية أدهم طباجة و نائب رئيس الإتحاد العمال العام حسن فقيه. وما أن وصلت رفات الشهيد محمولاً على أكف رفاقه العسكريين حتى عانقه الوالد الحزين بصمت ثم صرخ قائلا:" لا تحزن يا عريس فانت اليوم في عرسك الذي كنا ننتظره في الربيع فأنت اليوم ستوضع في قبر صغير، أما أنا فسأبقى في قبر كبير يا بني".
وبعدها، إنتقلت العائلة مع رفات الشهيد الى منزلهما العائلي حيث سجي أمام خطبيته مريم التي أخذت تستذكر لحظاتها الأخيرة معه قبل عودته الى الخدمة العسكرية، "فهو قال لي في مأذونيته الأخيرة أنه قلق من الأوضاع ويخشى ان لا يعود"، ثم تستدرك وهي غارقة بدموعها لتقول:"حبيبي إشترى العلامة و كان بدو يخطبني بالربيع ... إه إه دغري بعد عاشوراء بس المؤمن لحق جده الإمام الحسين شهيداً شهيداً شهيداً". وهنا إستذكر أحد أقارب الشهيد لـ"النهار" أنه " إنضم الى المؤسسة العسكرية قبل أربع سنوات من بيت مشهود له بإنتمائه للدولة فوالده في قوى الأمن وشقيقه أيضاً وكان فرحاً جداً عندما إتخذ قرار تثبيته في 20-حزيران الماضي حيث بدأ يخطط للزواج من حبيبته في البلدة حتى أنه حضر كل التفاصيل منتظراً الفرصة المناسبة".
وعلى وقع الرصاص وهتاف أهالي البلدة، إنتقل النعش الملفوف بالعلم اللبناني من أمام منزله الى باحة النادي الحسيني حيث أدت ثلة من العسكريين التحية له ثم قلده ممثل قائد الجيش ووزير الدفاع العقيد يوسف شلهوب اوسمة الحرب والجرحى والإستحقاق له مؤكداً في كلمة بإسم قائد الجيش على أن" المعركة التي خاضها الجيش في طرابلس وتضحياته هي الترجمة الفعلية لقرار القيادة الحازم برفض وجود أي بؤرة للارهاب في لبنان (...) فلا مهادنة مع الإرهابيين و لا المعتدين وحتى مع المخططين الساعين لإثارة الفتنة لإلحاق الوطن بالساحات المشتعلة حوله".
وختاماً بعد عزف لحن الموتى أمّ الصلاة على الجثمان إمام البلدة الشيخ ياسر فقيه ثم ووري الثرى في جبانة البلدة.
0 comments:
إرسال تعليق