ظللت التهديدات الإرهابية الاحتفالات بالعام الجديد 2016 وخصوصاً في أوروبا، وانتشر آلاف من أفراد الشرطة في الساحات فيما ألغيت احتفالات عامّة لأسباب أمنية، وتسببت الثلوج التي تساقطت بكثافة في اسطنبول في إلغاء مئات الرحلات الجوية. وكانت تلك الإجراءات أوضح في أوروبا التي ما زالت تحت صدمة اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس.
السنة الجديدة بدأت في سيدني، كما العادة، وبدأت الاحتفالات بإطلاق أكبر ألعاب نارية في خليج سيدني. واستمر العرض هذه السنة 12 دقيقة خصصت له سبعة ملايين دولار استرالي (4,6 ملايين يورو). وقال رئيس بلدية سيدني كلوفر مور إن الأمور «تتحسن كل سنة»، واعداً بإطلاق 2400 سهم ناري إضافي فوق جسر سيدني و»تأثيرات متنوعة جديدة». وستستخدم سبعة أطنان من الألعاب النارية هذه السنة.
وفيما احتفلت هونغ كونغ بالسنة الجديدة بإطلاق الأسهم النارية، ألغيت الاحتفالات في دول أخرى في آسيا حيث يحل العام الجديد مبكراً، فالإنذار الأمني في جاكرتا بقي مرتفعاً جداً بعدما أحبطت السلطات مشروع اعتداء انتحارياً ليلة رأس السنة، فيما تم إلغاء كل الاحتفالات.
وفي أوروبا، حرمت العاصمة الفرنسية من الألعاب النارية من «باب اللياقة» على حد قول مصدر قريب من رئيسة بلدية المدينة آب ايدالغو. وأبقي على الاحتفالات في جادة الشانزيلزيه لكنها ستجري ببعض التقشف ووسط إجراءات أمنية مشددة.
وانتشر أحد عشر ألف رجل من شرطيين وعسكريين ورجال إطفاء في العاصمة الفرنسية ومحيطها، حسب قيادة الشرطة.
وفي محيط الشانزيليزيه، تولى 1600 شرطي ودركي الأمن في أكبر تجمع سُمح به في فرنسا منذ فرض حالة الطوارئ على إثر اعتداءات 13 تشرين الثاني.
وبررت رئيسة بلدية المدينة في مقابلة مع صحيفة« لوجورنال دو ديمانش« ذلك بالقول «لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي (...) بعد الذي عاشته مدينتنا علينا أن نرسل إشارة تقول إن باريس صامدة».
وقال اتحاد للفنادق في فرنسا إن الفنادق والمطاعم في باريس لا تزال تعاني في أعقاب الهجمات، إذ انخفضت الحجوزات لاحتفالات العام الجديد ما بين 30 و40 في المئة.
وقررت بروكسل إلغاء الاحتفالات. وقال رئيس بلدية المدينة ايفان مايور «من الأفضل ألا نجازف»، وذلك عند إعلانه إلغاء الألعاب النارية المقررة في وسط المدينة بعد اعتقالات جديدة في بلجيكا.
وكثفت القوات الأمنية حملات التوقيف أمس في إطار مواجهة خطر إرهابي محتمل أدى الى إلغاء الاحتفالات برأس السنة، في حين تتركز التحقيقات على كشف أي هجوم محتمل على أماكن رمزية في بروكسل، وعلى مواصلة البحث عن متورطين في اعتداءات باريس الأخيرة.
ووجهت التهم رسمياً الثلاثاء الى شخصين كانا يخططان لاستهداف «أماكن لها طابع رمزي في بروكسل» حسب النيابة الفدرالية البلجيكية.
وفي إطار التحقيق نفسه أوقف ستة أشخاص واقتيدوا «للاستماع اليهم» على أن يقرر قاضٍ خلال النهار ما إذا كان سيبقيهم قيد الاحتجاز. وحصلت من جهة ثانية سبع عمليات دهم أمس في أحياء عدة من بروكسل وفي منطقة لو سان بيار المجاورة الواقعة جنوب غرب العاصمة.
وفي مدريد حددت الشرطة بـ25 ألفاً عدد الذين سيسمح لهم بالتوجه الى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس بالإسبانية) بينما سيكون حضور الألعاب النارية على ضفاف نهر التيمز مدفوعاً.
وفي موسكو، تم للمرة الأولى إغلاق الساحة الحمراء مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات أيضاً. وتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في تمنياته برأس السنة بالشكر الى الجنود الروس الذين يحاربون «الإرهاب الدولي» في نهاية سنة دخلت فيها روسيا في صلب الملف السوري الشائك. وقال بوتين في رسالة متلفزة لمناسبة حلول السنة الجديدة «اليوم أود خاصة تمني أعياد مجيدة لقواتنا الذين يحاربون الإرهاب الدولي ويحمون المصالح الوطنية لروسيا بعيداً في الخارج». وتابع «ليسوا جميعهم محظوطين بالاحتفال بالسنة الجديدة مع أقربائهم»، موضحاً أن على بعض الروس «تأدية الخدمة العسكرية وحماية حدودنا والبقاء في يقظة دائمة من أجل ضمان أمننا».
وفي اسطنبول، ألغيت مئات الرحلات الجوية من وإلى مطاري المدينة أمس واليوم بعد أن غطت ثلوج كثيفة المدينة وأجبرت أيضاً المدارس على إغلاق أبوابها وتسببت في فوضى مرورية.
وألغت الخطوط الجوية التركية 265 رحلة من وإلى مطار أتاتورك الرئيسي و37 رحلة من مطار صبيحة كوكجن ثاني مطار في اسطنبول.
(أ ف ب، رويترز)
0 comments:
إرسال تعليق