لفت امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الى اننا ننعم بالاستقرار السياسي والامني ومازال هذا الاستقرار قائماً رغم الخلاف على قانون الانتخاب، وما زلنا في حالة استقرار، والاستحقاق الاهم اليوم هو الانتخابات النيابية ولدينا ارادة بعدم التمديد واجراء الانتخابات وهذا الاجماع بالظاهر ولا ندري ما يوجد في القلوب، وبما يخص قانون الانتخاب نحن في حزب الله واضحون مع حركة أمل اننا مع النسبية ومع التيار الوطني الحر نحن مع النسبية ومع كل حلفائنا في 8 آذار نحن مع النسبية ونحاول البحث حدياً عن قانون عادل يتيح للجميع ان يتم تمثيلهم في المجلس النيابي دون الغاء احد، مشيرا الى ان القانون الاكثري هو قانون الغائي واقصائي مثلاً في دائرة انتخابية أي لائحة تحصل على 50 بالمئة زائد واحد تحصل على كل شيء وفق النظام الاكثري لذا هذا النظام الغائي، وهناك شخصيات وازنة في البلد لكن ملغاة منذ فترة طويلة بسبب القانون الذي مهما قسمتوه سيبقى الغائي بطبيعته.
وفي كلمة له في تأبين الشيخ حسين عبيد، واشار الى ان النسبي بطبيعته ليس الغائياً بل يعطي لكل ذي حق حقه، واتعجب مما يقول ان النسبية تقصيهم وتلغيهم، وللدروز اقول ان النسبية لا تغليهم ولا تلغي الحزب "التقدمي الاشتراكي" او تيار "المستقبل" بل تعطي كل صاحب حجم حجمه، لافتا الى اننا حريصون على عدم الغاء أي بيت سياسي او حزب بل ندعو الى العدالة في التمثيل لأننا منزهون عن الحسابات السياسية في الموضوع النسبي رغم انها لا تخدم مصالحنا ونحن من المحادل التي يجب تعطيلها، لذا بدل تضييع الوقت وعدم النقاش الجدي وبدل الوصول للحظة الاستحقاق والذهاب الى المجهول وتعريض الوطن للخطر، فلنذهب إلى البحث عن قانون وبرأينا ان القانون المقترح من حكومة نجيب ميقاتي هو الافضل للبحث، ونحن منفتحون على اي نقاش وناقشنا علمياً في قوانين اساسها أكثرياً قيل اننا تخلينا عن حلفائنا، نحن لا نغلق الأبواب ومنفتحون على اي اقتراح او نقاش يؤدي الى انتخاب وفق قانون جديد.
وفي موضوع الموازنة العامة، لفت الى ان الوزراء سيناقشون تفاصيل واريد تثبيت مبدأ رفض اي ضرائب جديدة او رسوم جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان اي اغلب الشعب اللبناني، ويجب البحث عن مداخيل معروفة عبر وقف التلزيمات المشبوهة والسرقات والانفاق الذي لا معنى له، معتبرا ان الأمر يحتاج الى قرار سياسي شجاع نوفر عبره الكثير من النفقات والهدر ونمنع الفساد ويجب البحث عن اي مكان اخر لدعم المواظنة الا جيوب المواطنين ولا يجوز القبول به في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة التي نعيشها.
من جهة اخرى، لفت الى انه عندما نتطلع حولنا في العالم وجوارنا الملتهب وعدونا المتربص بنا، نرى ان الامن والاستقرار في البلد نعمة كبيرة لذا يجب التمسك بها والحفاظ على هذا الاستقرار وعدم الاستهتار بالموضوع الامني وان لا يغامر احد في الموضوع الامني، وعلينا ان نشكر وننوه على عمل القوى الامنية والجيش اللبناني وقيادة الجيش اللبناني.
واعتبر ان ما يحصل من عمليات خطف وقتل في البقاع لديها مثيل في باقي المناطق، الا انها عندما تحصل في البقاع يتم التركيز عليها نظراً للخط الذي يدعمه اهل البقاع، مشددا على ان أي خطف وقتل هو مدان لكن هناك استهداف لهذه المنطقة وهذا يتطلب وعي من ناس وفعاليات البقاع والموضوع ليس فقط موضوعاً أمنياً بل موضوع يمس كرامة اهل هذه المنطقة وهذا يحتاج إلى 3 أمور: الدولة تتحمل مسؤوليتها بشكل جدي في منطقة البقاع من أجهزة أمنية وقضاء ولا مانع لدى أي أحد من بسط سلطة الدولة في البقاع، ثانياً يجب ان يتعاطى الجيش والاجهزة الامنية في حدود القانون بشكل عادل بمعالجة المواضيع الامينة، ثالثاً تعاون أهلنا مع القوى الامنية والتجاوب وعدم التحريض او تكبير اخطاء العناصر في القوى الامنية، معتبرا انه يجب ان يكون هناك انماء في البقاع اضافة الى بعض الاعفاءات وفق القانون.
في سياق اخر، لفت الى ان الانتصارات العسكرية في سوريا واخرها انتصار حلب فتح الباب امام مصالحات داخلية في مساحة كبيرة من سوريا وحول بعض المناطق في سوريا الى مناطق آمنة، بعض المدن فيها الوضع جيّد وهذه مشاهدات وليس أخبار نقلت لي، وفي لبنان كل اللبنانيين مضغوطين بملف النازحين واليوم هذا الملف ضاغط على كل اللبنانيين لذا من واجبانا التعاطي معه بانسانية بمعزل عن المخاوف بعيداً عن السياسة اي استغلال النازحين واستخدامهم مستقبلاً في اي توترات سياسية، والصحيح ان نتعاطى مع اهلنا النازحين بطريقة انسانية واخلاقية، متسائلا:"هل صحيح ان نشحذ مساعدات من الدول وهؤلاء يعيشون ظروف قاسية؟"، معتبرا انه في الحقيقة فان الوضع المناسب هو ان يعود اغلب النازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم وان لا يبقوا نازحين فالكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية تقتضي ذلك.
اضاف:"سيقال لنا ان هؤلاء يخافون العودة الى مدنهم خشية من انتقام الدولة في سوريا، انا اقول لهم اذهبوا الى المدن التي قاتلت الدولة وقاموا بتسوية امورهم ويعيشون في سلام اليوم، الحكومة اللبنانية من جملة مسؤوليتها والقوى السياسية التي لا يجب ان تستغل هؤلاء النازحين لشحذ المال على حسابهم، هؤلاء معنيين مناقشة وايصال النازحين للاقتناع بالعودة الى سوريا، أغلب النازحين حينها يعودون بقناعتهم ويتطلب ذلك بأن تخرج الحكومة من المكابرة وان تتواصل مع الحكومة السورية"، متسائلا:"لماذا تتكلمون مع كل العالم حتى من سفك دمائنا ولا تتكلمون مع الحكومة السورية؟"، قائلا:"حتى مع العدو يتفاوض الانسان اذا كان الموضوع انسانيا، لذا على الحكومة وضع المكابرة جانباً وتتناقش مع الحكومة السورية لمعالجة أزمة النازحين ووضع خطة واحدة لأن لبنان لا يمكنه حل المشكلة لوحده"، معلنا اننا كحزب الله لدينا علاقات مع الدولة السورية لذا نحن حاضرون لخدمة الحكومة اللبنانية لمساعدتها للتواصل مع النظام السوري حول النازحين.
واشار الى ان العالم والدول التي يعتبرها البعض حجة الهية أتت بعد ستة سنوات لتقاتل اليوم من خرجنا نحن منذ 6 سنوات لمقاتلتها، لافتا الى ان الانتصار الكبير في حلب كانت له تداعيات سياسية وأمنية كبيرة جداً، وبات واضحاً ان المسار العام في سوريا اصبح مختلفاً عن السنوات الستة التي سبقت بعد أن كانت سوريا في خطر سقوط الدولة، وسوريا كانت تحت خطر سيطرة الجماعات المسلحة والارهابية وتم دفع هذا الخطر، واليوم اغلب سيطرة داعش على صحراء، ويأس اليوم الدول والمحاور التي صنعت الجماعات التكفيرية والتي دعمت هذه الجماعات من امكانية تنفيذ اهدافها في سوريا، معتبرا ان الموقف التركي مثلاً اليوم تجاه داعش والكل يعلم ان الدولة التركية كانت داعماً قوياً لداعش وامنت السيولة المالية وفتحت البوابات للصواريخ واليوم ندمت على ما فعلته لداعش لأنها ردت الجميل لتركيا بعمليات ارهابية داخل الحدود التركية، واليوم تركيا التي كانت داعماً قوياً لداعش تقاتلها في مدينة الباب وستقاتلها في الرقة مستقبلاً.
في سياق اخر، اشار الى انه دأبت بعض الفضائيات العربية وبعض الكتاب ضمن مناخ الهجمة الدائمة على حزب الله للقول بأن حزب الله غير موافق على وقف اطلاق النار في مؤتمر استانة ويتهموننا وايران باننا نريد استمرار الحرب ونزف الدم، في الوقت الذي هم يعكسون الأمور، ففي الحقيقة ان حزب الله يؤيد ويساند بقوة ليس فقط وقف اطلاق النار في مؤتمر استانة بل أي وقف اطلاق نار لاننا مع كل اجراء يوقف نزف الدماء ويحقن الدماء ويعطي فرصة للحلول السياسية وهذه قناعتنا وهذا ديننا ومصلحتنا ومن يتهمنا فهو الذي يعطل ومن يقف خلف هذه القنوات من دول عربية وخليجية فهي التي تدعم الارهاب في سوريا وتفتح الجبهات في سوريا.
اضاف:"وهذا هو الموقف الأكيد لايران التي تجهد لوقف اطلاق النار في سوريا وللوصول الى حل سياسي في سوريا، ونؤكد أن حزب الله يدعم المصالحات السورية والتسويات الداخلية التي تحصل في الداخل السوري في كل المناطق وفي العديد من الاماكن كان لنا دوراً اساسيا بنجاح المصالحات، ونحن مع كل تسوية داخلية بين السوريين ايا كان ضوابطها والياتها فنحن لا نتدخل في هذا الامر ومستعدون دائما للمساعدة"
ولفت الى ان "حرصنا الشديد من خلال التواصل مع القيادة السورية او العمل والتواصل مع دول مؤثرة في المنطقة على معالجة بعض الازمات الانسانية مثل مسألة الفوعا وكفريا التي تعاني من حصار منذ سنوات ولا تقاس بمناطق اخرى، وفي هذا السياق نبحث مع الاخوة في سوريا والدول الاقليمية لمساعدة الفوعا وكفريا ومضايا".
ولفت الى انه "يتم اتهامنا باحداث تغييرات ديمغرافية فهي اكاذيب من الفضائيات العربية الداعمة للتكفيريين، ولا يوجد تغيير ديمغرافي في سوريا ولتأتي البعثات لترى ان لا تغيير ديمغرافي، والحقيقة ان بعض المسلحين يصرون على مغادرة المدينة ومع ذلك الدولة السورية تسهل هذا الانتقال وتوصلهم الى مأمنهم بأمن وأمان وهذه المغادرة لا تسمى تغيير ديمغراف"، موضحا ان "التغيير الديمغرافي تعني وضع سكان في غير أماكنهم، وهذا كله كلام يهدف للتحريض المذهبي والطائفي وهذه الفضائيات والدول لم يعد لديها اي منطق لتغطي من خلاله الحرب على سوريا سوى الادعاءات والاكاذيب".
ولفت الى اننا نسأل كل من يكتب ويقول ان حزب الله قلق وخائف من مجيئ الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ما الجديد؟، قائلا:"الجديد ان قبله كان هناك شخص يضع على وجهه غطاء من النفاق ويقول كلام طيب لكن يقيم العقوبات ويحارب ويدعم حروب مثل حرب اليمن التي جوعت مئات الآلاف ويدعم أنظمة استبدادية في البحرين والسعودية ويصنع داعش لتسيء الى الدين والنبي والقرآن، وتدمر المجتمع، أما الجديد أي ترامب وضع النفاق على جانبه ونشكره لأنه كشف الوجه الحقيقي للادارة الاميركية البشعة والظالمة والعنصرية، ومن اول وصوله أظهر حقيقة الادارة الاميركية، والخوف انتهى منذ زمن لدينا، مشيرا الى ان في 1982 كنا قلة واسرائيل كانت تحتل نصف لبنان اضافة لقوات متعددة الجنسيات واساطيل في البحر، كنا قلة حينها ولم نخف ولم نقلق ولم نضطرب وجاء جورج بوش بالجيوش في ما بعد وحاربنا ولم نخف وكنا على ثقة من نصر الله الذي وعدنا به الله، والنصر حليفنا في 1985 و2000 و 2006 ويتحقق اليوم في سوريا والعراق واليمن ولا ترامب ولا أبائه ولا بوش ولا كل هؤلاء العنصريين يمسوا بايمان طفل من اطفالنا وشيوخنا ونحن لسنا قليقين بل متفائلين لأن من يسكن في البيت الأبيض أحمق وهذا بداية الفرج.
0 comments:
إرسال تعليق