الجمعة، 29 يونيو 2018

عون يصارح «القوات» بما يخفيه وباسيل يهزأ من محاولة الفصل

الجمهورية ـ
لم يعد خافياً أنّ اتفاق معراب بات وعاءً خاوياً، يفتقر الى مضمونٍ سياسي حقيقي، بعدما تحقّقت الغاية المضمرة منه بالنسبة الى «التيار الوطني الحر» (انتخاب ميشال عون رئيسا) و»القوات اللبنانية» (تظهير صورة جديدة لسمير جعجع). وعليه، فقد انتفت حاجتهما إليه، وفق صيغته السابقة، لكن المفارقة أنّ الطرفين يحاولان التمييز بين المصالحة وتداعي بنيان التفاهم.. فما القصّة؟
هناك في «التيار» و«القوات» من يفترض أنّ دينامية المصالحة المسيحية التي اطلقها اتفاق معراب ينبغي ان تبقى مستمرة، بمعزل عن الخلافات السياسية المستجدة. ويعتقد اصحاب هذا الرأي في الفريقين انّه يمكن فصل فلسفة المصالحة عن افتراق المصالح، على قاعدة تنظيم الخلاف مهما اشتدّ، وعدم نبشِ قبور الماضي مجدداً.

تبدو هذه المقاربة صعبة وربّما مستحيلة بسبب عدم واقعيتها، لكن بعض الرومانسيين على الضفتين يعتبرون انّها تستحق المحاولة.

يبدو واضحاً، انّ الجانبين يتهيّبان عموماً العودة رسمياً الى خطوط ما قبل 18 كانون الثاني 2016، تاريخ زيارة عون الى جعجع في معراب، حيث وقّعا الاتفاق الشهير، خصوصا انّ الساحة المسيحية التي انهكتها المعارك العسكرية والسياسية بين الأخوة، باتت متحسّسة اجمالاً حيال ايّ احتمال لتجدّد صراعهما وانفلاتِه من الضوابط.

وعليه، يحاول كلّ طرف ان يتبرّأ من دم الاتفاق المسفوك، وأن يحمّلَ الآخر مسؤولية ما آلَ إليه مصيره، مراعاةً للمزاج العام. إلا انّهما يدركان في الوقت ذاته انّ السلطة لا تتّسع لطموحاتهما المنفلشة، وأن المساحة المشتركة آخذة في التقلّص الى حد انّه قد لا يبقى مكان لتفاهم معراب، ولو وقفا على رؤوس الاصابع.

وسعياً الى إنقاذِ ما يمكن انقاذه، نشَطت خلال الايام الماضية محاولات حصر النيران التي اصبحت تهدّد بالتهام الاخضر واليابس في المسافة الممتدة بين الرابية ومعراب. وفي هذا الاطار، أبلغ جعجع الى عون، عبر اقنية التواصل المعتمدة، انّه ملتزم باتفاق معراب وفق تفسيره لنصّ الاتفاق المكتوب والمكوّن من اربع صفحات، تحمل كلّ منها توقيعَ جعجع ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، الى جانب «الشاهدين» ابراهيم كنعان وملحم رياشي، اي طبقاً للآلية المتّبعة من قبل كاتب العدل، كما يقول مصدر قواتي.

وإذا كان نصّ ورقة التفاهم مع جعجع لا يحمل أصلاً توقيع عون، لكن قيل له خلال التواصل القواتي الاخير معه بأنه صاحب مقولة شهيرة وهي انّ كلمته اقوى من توقيعه، فأكّد انه ملتزم بكلمته، إلّا انّ ذلك لم يمنعه من تعداد لائحة طويلة بمآخذه على سلوك «القوات» في المرحلة الماضية، كاشفاً في هذا السياق عن انّ لديه معلومات تفيد بأنّ احد مسؤولي «القوات» هو الذي تولّى تسريبَ خبر توقيع مرسوم التجنيس الاخير الى احدى وسائل الاعلام، بغية استغلالِه ضد رئيس الجمهورية في إطار الحملة التي تستهدفه، لكنّ «القوات» نفَت ذلك، ونصَحت بعدم الاتكال على تقارير المخابرات، لافتةً الى انّه لو وصَلها مرسوم التجنيس، قبل ان تحدثَ الضجة حوله، لكانت قد ناقشَته بشجاعة مع عون وطلبَت منه ايضاحات مباشرة، من دون الحاجة الى استخدام وسيلة التسريب.

وعُلم انّ الرسالة القواتية الى عون تضمّنت عتباً، فحواه الآتي:

«ماذا فعلَ لك سمير جعجع يا فخامة الرئيس حتى تُشَنّ عليه هذه الحملة؟ لقد اختلف مع السعوديين والاماراتيين والاميركيين والفرنسيين من اجلِ انتخابك رئيساً للجمهورية، وهو خاضَ معركة وصولك الى الرئاسة ودَعَم ترشيحك، فهل هكذا يُكافأ على ما فعله؟»

وبينما تُرجّح بعض الاوساط المطلعة حصولَ تطوّرِِ ايجابي قريباً في مسار العلاقة بين بعبدا ومعراب، من شأنه ان ينعكس ايجاباً على مساعي تشكيل الحكومة وتسهيل مهمّة الحريري في الشقّ المتعلق بتذليل العقدة المسيحية، كان لافتاً انّ جعجع يحاول ترميم الجسور مع عون تحديداً، في حين لا تزال الخطوط مقطوعة مع باسيل، وفق تأكيد المصدر القواتي.

لكنّ باسيل يهزأ من المحاولات المستمرة للفصل بينه وبين عون و»التيار»، مشدداً على انّ من يتوهم انّه يستطيع ذلك لا يعرف نبضَ رئيس الجمهورية و«التيار الحر» «اللذين يذهبان احياناً أبعد من طروحاتي حيال «القوات اللبنانية»، وبالتالي فإنّ اصحاب هذه المخيّلة يَهدرون وقتهم ليس إلّا..»

تركيا "ترفض الانصياع" لطلب واشنطن بقطع علاقاتها التجارية مع طهران

بي بي سي ـ
أعلنت تركيا أنها لن تقطع علاقاتها التجارية بإيران تلبية لطلب دولة أخرى في إشارة إلى مطالبة الولايات المتحدة دول العالم للتوقف عن استيراد النفط من إيران قبل نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل عندما يبدأ أثر عودة العقوبات الأمريكية على طهران في الظهور عقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بين قوى الغرب وطهران.

وقال مولود جاويش أوغلو، وزير خارجية تركيا، إن "تركيا لن توقف علاقاتها التجارية مع إيران لصالح أحد، ونحن وراء الولايات المتحدة في كل ما يحقق السلام والاستقرار، لكننا لسنا ملزمين بالانصياع لكل قراراتها".

وأضاف، في لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة إن تي في، أنه ليس "معنى أننا حلفاء أن نتبع كل قرار أمريكي بالحرف الواحد".

وأشار إلى أن "إيران دولة جوار تربطنا بها علاقات طيبة وبيننا روابط اقتصادية، ولن نقطع علاقاتنا التجارية مع إيران لأن دولة أخرى طلبت منا ذلك".

وأكد جاويش أوغلو أنه "حتى الآن لا توجد أي عقبات في طريق صفقة المقاتلات الجوية الأمريكية من طراز إف 35" التي تعتزم تركيا شراءها من الولايات المتحدة، مستبعدا أن تكون هناك أي مشكلة في إتمام الصفقة في المستقبل.

ومررت لجنة برلمانية في مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي استراتيجية الدفاع للعام الجديد بقيمة 716 مليار دولار، وتتضمن إجراءات تحظر حصول تركيا على الطائرات المقاتلة من طراز إف 35.

وتعتمد تركيا، الداعم الأكبر لحلف شمال الأطلسي في المنطقة، على صادرات النفط الإيرانية إلى حدٍ بعيد. وقالت جهة رقابية تركية في قطاع الطاقة إن أنقرة استوردت نحو 3.007 مليون طن من النفط من طهران خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، ما يوازي 55 في المئة من إجمالي إمدادات النفط التركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حصل على فترة رئاسية ثانية لخمس سنوات في حكم البلاد أوائل هذا الأسبوع، العام الماضي إن تركيا تتطلع إلى لزيادة حجم التبادل التجاري مع إيران إلى 30 مليار دولار سنويا مقابل القيمة الحالية البالغة 10 مليارات دولار.

وقد يؤدي تعديل مشروع السياسية الدفاعية إلى استبعاد روسيا من برنامج إف 35 بسبب احتجاز السلطات للقس الأمريكي أندرو برونسون الذي يواجه اتهامات بالإرهاب والتجسس قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 35 سنة.

الخميس، 28 يونيو 2018

5 قتلى في هجوم مسلح على مقر صحيفة أمريكية

بي بي سي ـ
قال مسؤولون أمريكييون إن 5 أشخاص قد قُتلوا وجُرح آخرون في إطلاق نار داخل مقر صحيفة أمريكية بمدينة أنابوليس، عاصمة ولاية ماريلاند القريبة من واشنطن .

وأكدت الشرطة أن الهجوم وقع على مقر صحيفة كابيتال غازيت، بعد ظهر الخميس، وأنها ألقت القبض على مشتبه به، مع وجود كثير من الضحايا في موقع الحادث.

وذكر تقرير أمريكي أن مسلحا أطلق النار على "عدة موظفين" داخل مقر الصحيفة من خلال باب زجاجي.

17 قتيلا على الأقل في إطلاق نار في مدرسة أمريكية

مسيرات حاشدة لتشديد القيود على امتلاك الأسلحة بالولايات المتحدة

وأكد العاملون في مبنى كابيتال غازيت إنهم تعرضوا لإطلاق النار من خلال باب زجاجي في غرفة الأخبار.

وقالت الشرطة إن الهجوم وقع على الصحيفة، التي تلقت مؤخرا تهديدات "عنيفة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتم القبض على رجل في نهاية الثلاثينيات من العمر، يعيش في ولاية ماريلاند ويجري استجوابه.

إخفاء هويته
وبحسب ما ورد فقد رفض التعاون مع ضباط الشرطة، وقال مصدر بالشرطة لشبكة "سي بي إس نيوز" إنه "جرح" أطراف أصابعه لتجنب الكشف عن هويته.

وأضاف المصدر بانه عُثر معه على قنابل يدوية وقنابل دخان مزيفة كانت في حقيبة ظهر. وأكد أنه استخدم مسدسا دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وقال نائب رئيس شرطة مقاطعة آن أروندل "وليم كرامف" إنهم عثروا على شيء في المبنى "من المفترض أن يكون عبوة ناسفة" ودمروه.

وأضاف أنه تم إخلاء 170 شخصا من المبنى الذي يضم شركات أخرى.

ووصف الصحفي فيل ديفيس ما حدث قائلا :"ليس هناك أمر أكثر رعبا من سماع إطلاق النار على عدة شخاص، ثم تسمع وأنت تحت مكتبك صوت إعادة تلقيم السلاح".

وقال ديفيس إن إطلاق النار في مكتب الصحيفة في أنابوليس كان يشبه "ساحة الحرب".

وذكر لصحيفة بالتيمور صن، أن الناس كانوا ما زالوا مختبئين تحت مكاتبهم عندما توقف المسلح عن إطلاق النار، وأضاف "لا أعلم لماذا توقف".

وقالت مراسلة أخرى دانييل أول، إن غرفة الأخبار كانت صغيرة للغاية، وكان يوجد بها "20 من موظفي الأخبار" وعدد من موظفي الإعلانات. وأضافت :"نحن قريبون من بعضنا جدا، نحن عائلة، وأشعر أني محطمة".

جيمي دي بوتس، رئيس تحرير صحيفة "كابيتال غازيت"، كتب على تويتر أنه "مفعم بالحزن" بعد الحادث.

وقال ستيف شوه، المدير التنفيذي للمقاطعة لشبكة "سي إن إن" إن المشتبه به كان يختبئ تحت مكتب في المبنى عندما وصلت الشرطة "في غضون 60 ثانية" من تلقي بلاغ عن الحادث، وقال إنه "لا يوجد تبادل لإطلاق النار".

وأضاف: "أن الشرطة ليس لديها اسم المشتبة ولا يمكننا تأكيده في هذا الوقت".

وشاركت الوكالات الفيدرالية ، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات ، في الرد على إطلاق النار.

في وقت لاحق قالت إدارة شرطة مدينة نيويورك (NYPD) أنها نشرت قوات مكافحة الإرهاب في أماكن المؤسسات الإعلامية في مدينة نيويورك كإجراء احترازي.

ترامب يتفاعل
وكتب لاري هوغان، حاكم ميريلاند على حسابه على تويتر أنه "محطم تماما وعلى تواصل دائم مع السلطات المعنية".

وتفاعل الرئيس دونالد ترامب، مع الهجوم وأكد أنه يتابع الموقف وتلقى معلومات عن الحادث، وقدم تعازيه للضحايا.

وغرد على تويتر :" قبل مغادرة ولاية ويسكونسن، تلقيت إحاطة إعلامية حول إطلاق النار في كابيتال غازيت في أنابوليس بولاية ماريلاند. دعواتي للضحايا وعائلاتهم. شكرا لجميع لمن تعاملوا مع الموقف أولا والذين هم حاليا في مسرح الحادث".

وكتبت السلطة المكلفة بمراقبة الأسلحة النارية، على حسابها على تويتر أنها "تتعامل مع إطلاق النار في صحيفة كابيتال غازيت في انابوليس".

وكابيتال غازيت هي صحيفة يومية وموقع إلكتروني، وهي جزء من مؤسسة كابيتال غازيت كومينكاشنز، التي تنشر العديد من الصحف المحلية وتمتلكها مؤسسة بالتيمور صن ميديا غروب.

الأحد، 24 يونيو 2018

باسيل لـ«القوات»: زمن الهدايا انتهى

الجمهورية ـ
فجأة حلّ التفاؤل وفجأة تبخّر في مسألة تأليف الحكومة. ظلت العقد على حالها، وعاد التوتر بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الى الواجهة مجدداً، مترافقاً مع أعنف هجوم عوني على «القوات».
في هذه الأجواء، بَدا رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل متشدّداً في مقاربته لكيفية توزيع الحصص المسيحية، وسط شعور لديه بأنّ رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع «انقلبَ على العهد، وبالتالي لم يعد يستحق أن نمنحه هدايا وزارية على غرار ما حصل في المرة السابقة». ونقل عن باسيل قوله في مجلس خاص: «على القوات ان تعرف انّ زمن العطاء المجاني قد انتهى...».

واتهم مصدر قيادي في «التيار»، «القوات» بـ«أنها أخَلّت بالتزاماتها ونكثت بالاتفاق، بعدما تحوّلت من داعم مفترض لرئيس الجمهورية الى متهجّم عليه»، مشيراً «الى انّ أهم «إنجازات» معراب و«مآثرها» بعد حصول المصالحة تمثّلت في اتهامنا زوراً وبهتاناً بالفساد، والتحريض على إسقاط سعد الحريري وحكومته قبل أشهر لإرباك العهد وإضعافه، ومحاولة تأليب الاميركيين على الجيش اللبناني، والطعن في مرسوم التجنيس الذي يحمل توقيع عون، والتَنكّر لحق الرئيس في الحصول على كتلة وزارية وفي اختيار نائب رئيس الحكومة». وتساءل المصدر: «هل المطلوب منّا بعد انقلاب «القوات اللبنانية» على جوهر الاتفاق السياسي معنا ان نقبل بإعطائها حصة وزارية منتفخة حتى تستخدمها ضدنا وضد العهد»؟

واعتبر انّ «القوات» يجب ان تتمثّل بثلاثة وزراء في الحكومة المقبلة «إذا جرى اعتماد المعايير الموضوعية والمنصِفة في التأليف». 

سجال «تويتري»
وترافق ذلك مع سجال تويتري بين وزير العدل سليم جريصاتي ونائب «القوات» جورج عقيص على خلفية دور الاول في القضاء، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على السجال بين وزيري الطاقة سيزار ابي خليل والشؤون الاجتماعية بيار ابو عاصي على خلفية قضية النزوح السوري.

ودخل الوزير غسان حاصباني على خط السجال، فقال مغرّداً: «مَن عرقل عمل العهد وَشوّه صورته هو مَن تقدّم بمناقصات ملتبسة وأصرّ عليها لمدة سنة. ومَن حاول الحفاظ على صورة العهد هو نحن، عن طريق تصحيح مسار تلك المناقصات والتمسّك بالمعايير القانونية التي تشكل خريطة الطريق التي أرادها العهد لنفسه».

تفاؤل غير حقيقي
في هذا الوقت، قالت مصادر حزبية في 8 آذار لـ«الجمهورية» انّ تيار «المستقبل» هو من سعى الى خلق موجة تفاؤلية، الّا انّ هذا التفاؤل غير حقيقي».

وأضافت: «لقد سعى الرئيس المكلّف يوم الجمعة، بعد سفر المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، الى خلق جو تفاؤلي وبأنه يستطيع تأليف الحكومة خلال 24 او 48 ساعة قبل سفر الرئيس نبيه بري، إنما المشكلة تبقى في العقدة المسيحية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وحلّها ليس على عاتقه، رامياً بذلك الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، لكنّ حقيقة الامر انه لم يكن هناك اي اجواء تفاؤلية والجميع استغرب كيف خُلقت هذه الاجواء، والرئيس المكلّف كان مضطراً للعودة الى لبنان بسبب زيارة ميركل. ولكي لا يستغرب احد هذه العودة، قام بهذا الحراك في بيت الوسط، وزار بعبدا في اليوم التالي وأوحى بأنّ الحكومة قريبة، وخَلق تيار «المستقبل» وإعلامه موجة تفاؤل لم تكن حقيقية».

«المستقبل»
وكان إعلام «المستقبل» نقل مساء امس عن مصادر متابعة انّ الحريري قدّم لرئيس الجمهورية «خريطة طريق لتشكيل الحكومة على قاعدة حفظ حقوق الجميع، وتمثيلهم بما يتناسب مع أحجامهم». واضافت المصادر: «لا أعراف لتشكيل الحكومة خارج العرف الوحيد المتعارف عليه المتعلّق بتوزيع الحقائب الاربع الاساسية، اي الداخلية والخارجية والدفاع والمالية». وأكدت انّ «الجميع يعوّل على حكمة رئيس الجمهورية لتسهيل عملية التشكيل»، مشيرة الى «انّ مهلة تشكيل الحكومة لم تتجاوز المهل السابقة».

بعبدا و«بيت الوسط»
وفي هذه الأجواء بقيت بعبدا تنتظر جديداً من الحريري، وقال زوّارها لـ«الجمهورية»: ليس هناك أيّ موعد للرئيس الحريري في بعبدا، ما لم يكن لديه ما يوحي بوجود تطوّر جديد حيال مجموعة العقد التي باتت تتحكّم بعملية التشكيل التي بقيت على ما هي عليه.

تزامناً، قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ العقد المشار اليها ما زالت كما هي، وتتلخص بثلاثة: عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» والعقدة الدرزية وعقدة توزير سنة «8 آذار». فالحريري لن يقبل بمَسّ تمثيله الكامل للوزراء السنّة، ولا يستبدل أيّاً منهم إلّا بوزير واحد يتبادله مع رئيس الجمهورية.

من جهة أخرى قالت مصادر بيت الوسط لـ«الجمهورية» انّ العقد تجددت، وفسّر كل من نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إحدى العقد التي ما زالت قائمة، ولا سيما في إشارته الى انّ الحكومة يجب ان تترجم نتائج الإنتخابات النيابية، وهو ما يعني إصرارهم على تمثيل سنّي من خارج «تيار المستقبل».

بري: الحكومة متعثرة

ولوحِظ أمس انّ الاتصالات في شأن الحكومة غابت عن عين التينة بشكل كامل، ولم يسجّل في هذا الاطار أي نشاط لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لم يعكس أمام زواره اي أجواء تفاؤلية حول قرب تشكيل الحكومة. ونقل عنه انه لم يتلق أي اتصال في موضوع الحكومة بل «أمضيتُ يوماً كما أردته من دون منغّصات».

واشار بري الى انه كان يأمل في ان تولد الحكومة قبل نهاية الاسبوع الماضي، ولكن الامور بَدت عكس ذلك،«فقد وعِدت بإيجابيات، ولكن يبدو انّ الامور وصلت الى مكان حال دون ترجمة هذه الايجابيات وولادة الحكومة».

سُئل اين هي العقدة؟ فأجاب: «العقدة ليست عندنا، بل هي في عهدة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف. أعتقد انّ السبب هو انهما لم يتوافقا بعد على الأحجام، ولم يدخلا في الاسماء. هذه هي حدود المشكلة، ولكن لا اعلم ان كانت هناك اسباب اخرى طارئة وجديدة قد ظهرت على حافة التأليف».

اضاف: «أعود وأذكّر اننا في لقائنا مع الرئيس المكلّف اكّدنا له (كثنائي شيعي) اننا من باب تسهيل تأليف الحكومة، نحن مع ان تبقى لناحية الاحجام كما كان عليه الحال في الحكومة السابقة. ومن هنا كان طرحنا بـ 6 وزراء: 3 لـ«أمل» و3 لـ«حزب الله»، وذلك بمعزل عن حجمنا النيابي الكبير».

يُشار الى انّ بري لم يعدل عن زيارته الخاصة الى الخارج، بل انه سيقوم بها في وقتها المحدد. على ان يغادر لبنان في وقت بات قريباً جداً.

«الحزب»
واستعجل «حزب الله» تشكيل الحكومة في أسرع وقت، وتحدثت معلومات لـ»الجمهورية» عن إطلالة قريبة للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، سيتطرّق فيها الى عدد من المواضيع ومن بينها الشأن الحكومي.

وجدّد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم المطالبة بحكومة وحدة وطنية، معتبراً انّ الإسراع في تشكيلها مصلحة للجميع، ودعا «إلى تمثيل الجميع بحسب حيثياتهم، وبحسب خصوصيات مناطقهم وعدم الإلغاء».

من جهة ثانية، دعا قاسم الى عودة آمنة للنازحين السوريين، معتبراً انّ الحل الأمثل هو أن تتّفِق الحكومتان اللبنانية والسورية على برنامج منظّم لعودتهم. وقال: «عندها تكون العودة شاملة وضمن برنامج زمني قد يكون لأشهر أو لزمن معيّن، لكن في النهاية يكون ضمن خطة مدروسة».

منصور
ولمس النائب البير منصور تراجعاً في الاجواء التفاؤلية، وقال لـ«الجمهورية»: «عندما يصبح تأليف الحكومة توزيع حصص ومنافع، يصبح تأخير ولادتها امراً طبيعياً بفِعل شد الحبال ومحاولة كل طرف تحصيل اكبر عدد ممكن من الحقائب».

ونصح منصور المعنيين بالتأليف «بتجاوز توزيع الحصص، وحصر المشاكل المطروحة التي تتطلّب معالجة، والتفتيش عن فريق عمل متجانس يستطيع العمل على معالجة المشاكل الاساسية المطروحة».

ونَبّه من تداعيات تأخير ولادة الحكومة، وقال: «صحيح انّ التأليف لا يزال ضمن المهلة الطبيعية، الّا انّ البلاد هي في وضع غير طبيعي، فالأزمات القائمة وخصوصاً الاقتصادية كبيرة جداً، لدرجة تستدعي تضامن الجميع والمعالجة السريعة، وكذلك الازمة الاجتماعية والعجز المالي غير المسبوق ووضع الادارة المهترىء وتردّي الخدمات والدين العام البالغ مئة مليار دولار، كلّ ذلك يهدّد وضع البلد».

من جهة ثانية، رأى منصور بعض المبالغة في توصيف الوضع في منطقة بعلبك ـ الهرمل، وشدّد على انّ المعالجة تبدأ في إنماء المنطقة بشكل جدي، ولاحَظ تراخياً أمنياً، داعياً الاجهزة الامنية الى التعاطي بحزم، «فالمطلوبون معروفون، وطرق التهريب معروفة، وحراميّة السيارات معروفون»، وأكد «انّ الدولة مسؤولة في النهاية، وان لا أحد يقف في وجهها لمنعها من القيام بواجباتها».

الراعي
وفي المواقف، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ الكل ينتظر ولادة الحكومة الجديدة، وهي مع الأسف ما زالت تتعثر. مشيراً الى انّ «الشعب لا يريدها مؤلفة من أشخاص عاديين لتعبئة الحصص وتقاسم المصالح وإرضاء الزعامات، بل يريدها حكومة مؤلفة من وزراء يتحلّون بالكفاءة التكنوقراطية والمعرفة وروح الرسالة والتجرد والأخلاقية والتفاني».

وقال: «إذا كان لا بد من تمثيل للأحزاب والأحجام، فليكن على هذا المقياس. ويجب عدم إهمال الأكثرية الباقية من خارج الأحزاب والأحجام النيابية، وفي صفوفها شخصيات وطنية رفيعة، يجب أن تكون جزءاً أساسياً في الحكومة العتيدة. وإذا كان لا بد من ألوان سياسية، فاللون المفضّل هو لون الوطن، دولة وشعباً ومؤسسات».

المرأة السعودية خلف مقود السيارة لأول مرة في تاريخ المملكة الحديث

بي بي سي ـ
أصبح للنساء السعوديات الحق في قيادة السيارات لأول مرة في تاريخ البلاد الأحد بعد اتخاذ القرار برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في السعودية في إطار حزمة من الإصلاحات الاجتماعية التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأعلنت السلطات السعودية قرار رفع حظر قيادة النساء للسيارات في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأصدرت أول رخصة قيادة نسائية في وقت سابق من الشهر الجاري.

وكانت المملكة الخليجية هي الدولة الوحيدة التي لا تسمح للنساء بالقيادة، ما كان يضطر إلى الاستعانة بسائقين مقابل أجر لتوصيل النساء إلى وجهاتهن.

لكن هذا التحرك يأتي وسط حملة مكثفة ضد النشطاء الذين بدأوا المطالبة منذ سنوات بحق المرأة السعودية في قيادة السيارات.

وهناك 8 ناشطات على الأقل خلف القضبان، وقد يمثلن أمام محكمة مكافحة الإرهاب، مما قد يعرضهن لأحكام بالسجن لفترات طويلة، وفقا لمنظمة العفو الدولية.

ومن بين النساء المعتقلات في السعودية الناشطة لجين الهذول المعروفة بحملتها التي حققت انتشارا واسع النطاق للمطالبة بحق المرأة السعودية في القيادة.

وطالبت منظمة العفو الدولية بإصلاحات أوسع نطاقا في السعودية حيث لا يزال النساء يخضعن لقوانين وصاية الرجال.

وأطلقت جماعات حقوق الإنسان في السعودية عدة حملات للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات.

وألقت السلطات القبض على عشرات النساء لإقدامهن على قيادة السيارات في الرياض عام 1990، كما نشرت بعض النساء مقاطع فيديو تظهرهن وهن يقدن السيارات في 2008، وفي الفترة ما بين 2011 و2014.

وقالت سبيكة الدوسري، المذيعة بالتلفزيون السعودي، إنها "لحظة تاريخية للمرأة السعودية"، من خلف عجلة القيادة بعد تفعيل قرار وقف حظر قيادة النساء السعوديات للسيارات منتصف الليل السبت الماضي.

وقالت الطالبة السعودية بكلية الصيدلة هاتون بن دخيل: "لقد انتهى عصر انتظار السائقين، ولسنا بحاجة للرجال بعد اليوم."

وحصلت عشرة سعوديات على رخص قيادة في الخامس من يونيو/ حزيران الجاري بعد تحويل رخصهن الأجنبية إلى سعودية في عدد من المدن في مختلف أنحاء البلاد.

وقالت السلطات السعودية إن حوالي 2000 سيدة سوف يحصلن على رخص قيادة بمجرد رفع الحظر عن قيادة النساء.

في المقابل، أعرب بعض الرجال في السعودية عن استيائهم من القرار، مستخدمين الهاشتاغ العربي #لن_تقودي.

ويأتي قرار رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في السعودية في إطار حزمة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تتضمن أيضا رؤية 2030 لتنويع مصادر الدخل السعودي والاقتصاد والتقليل من الاعتماد اقتصاديا على النفط في السعودية.

ويتعين على النساء الالتزام بمعايير في الملابس التي يرتدينها ويمنع عليها مرافقة أي شخص من خارج العائلة. وحال رغبة المرأة في السفر لابد أن يكون هناك قريب من الدرجة الأولى في صحبتها أو الحصول على موافقة كتابية من المسؤول عنها.

الجمعة، 22 يونيو 2018

الحرير يرد تهمة تأخير تشكيل الحكومة ويرفض تحجيم جعجع وجنبلاط


الوطنية ـ
نجح الرئيس سعد الحريري في ردّ تهمة تأخير تشكيل الحكومة، وهذا النجاح يستند في الأساس لافتقار التهمة الى أدلة حسية، خصوصاً عندما يربط التأخير بضغط سعودي، في حين أنّ السعودية تركت للرئيس الحريري منذ أزمة الاستقالة حرية التصرف الكاملة، لا بل انها رفدته بدعم غير مشروط في الانتخابات النيابية، وباركت النتائج، وابتعدت عن الملعب اللبناني تاركة لرئيس الحكومة وحلفائها الآخرين تقدير الموقف المناسب.
بعد شهر من التكليف يصحّ القول انّ العقد الداخلية للتشكيل تطغى على أي شيء آخر، ولا يمكن بالتالي الاستهانة بحجم هذه العقد المرتبطة بدورها بمعرفة جميع الأطراف أنّ هذه الحكومة قد تكون حكومة العهد الأولى والاخيرة، اي أنّ هذه الحكومة ستُلازم الرئيس ميشال عون حتى نهاية ولايته. وبالتالي، من يدخل بقوة، سيحتفظ بهذه القوة لسنوات مقبلة، الّا اذا طرأ تطور إقليمي كبير يعيد خلط الأوراق.

من هنا يمكن فهم الاستشراس العوني على تحجيم حصة «القوات اللبنانية»، وصولاً الى تمنّي خروجها من الحكومة اذا لم تقبل بالحصة المرسومة لها. ومن هنا ايضاً يمكن فهم التصَلّب الجنبلاطي في نيل الحصة الدرزية كاملة، فالنائب وليد جنبلاط يعرف انّ ما خسره في القانون النسبي، لا يمكن تعويضه إلّا بإقفال الحصة الوزارية الدرزية على الحزب «التقدمي» و»كتلة اللقاء الديموقراطي»، وذلك في إطار الاستعداد لسد الثغرات في الساحة الدرزية التي أوجدها القانون النسبي.

في الحسابات العونية يمكن الحديث عن محاولة الوزير جبران باسيل تحجيم «القوات» رئاسياً، وهذا لا يتم إلّا من خلال إعطائها حصة وزارية درجة ثانية، أي إبعادها عن معادلة الشراكة في تمثيل المسيحيين مع السنة والشيعة. وفي حسابات باسيل أنّ استمرار الترويكا العونية المستقبلية والثنائي الشيعي، هي الكفيلة بتمهيد طريقه الى قصر بعبدا، ولهذا السبب انقلب على اتفاق معراب وعلى الالتزام بوجود ثنائية مسيحية. لكنّ السؤال يبقى حول مدى قدرته على تحجيم «القوات»، وعلى ما اذا كان الرئيس الحريري قادراً او راغباً في ان يمرّ هذا التحجيم عبره.

للمرة الاولى ربما منذ لقاء الرئيس الحريري مع العماد ميشال عون في روما، تُبدي «القوات اللبنانية» ارتياحها الى ثبات الحريري في التمسّك بالتحالف معها بوضوح ومن دون مناورات او حساسيات.

وفي المعلومات أنّ الرئيس الحريري تعهّد بشكل لا عودة عنه بأن يلتزم ما تعتبره «القوات» حجماً مناسباً لها في الوزارات، حقائب وعدداً، وأنّ «القوات» هي من تفاوض على حصتها، فما تقبل به يقبله وما ترفضه يرفضه.

وفي المعلومات ايضاً، أنّ التنسيق الحريري-القواتي يدور في أجواء تفاهم على طبيعة المرحلة الحالية والمستقبلية، وسط ارتياح متبادل الى تنقية العلاقة بعد التطورات الداخلية التي شهدها «تيار المستقبل»، وبعد التفاهم بسقف إقليمي على ضرورة أن يكون الطرفان متّفقين في القضايا الاساسية، على أن يُضاف لاتفاقهما دعم جنبلاطي «على القطعة»، او كلما استدعَت الحاجة، وذلك لاستيعاب نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي حصل فيها «حزب الله» وحلفاؤه على أكثرية نيابية واضحة.

وسيترجم هذا المناخ بمراعاة حريرية لمطلب جنبلاط بحصرية امتلاك الحصة الدرزية، وهنا ستنتقل الطابة الى ملعب الرئيس عون الذي يضع شروطاً محددة لتقليص حصة «القوات» و»الاشتراكي»، فهل سيجد رئيس الجمهورية فائدة من إبداء مرونة كي تتشكّل الحكومة سريعاً او انه سيعتبر ما يجري لَي ذراع يستوجب توجيه الضغط على الرئيس الحريري كي يشكّل الحكومة بشروطه او يعتذر، ثم تكلّف شخصية سنية أخرى تشكيل الحكومة؟

إستجواب جعجع والضاهر في دعوى ملكية الـ”LBCI” وجعجع: المحطة كانت وما زالت ملكا لـ”القوات”

استمعت القاضية المنفردة الجزائية في بيروت فاطمة جوني، على مدى ثلاث ساعات وربع ساعة، الى إفادة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في الدعوى المقامة منه ومن “القوات” على رئيس مجلس إدارة “المؤسسة اللبنانية للإرسال” بيار الضاهر بجرم “إساءة الأمانة والتزوير والإستيلاء على المحطة”، قبل أن تجري مواجهة بينه وبين الضاهر في حضور وكلاء الدفاع عن الطرفين.

جعجع وأوضح جعجع في إفادته أن محطة “LBCI” كانت وما زالت ملكا لـ”القوات”، التي سجلت المحطة باسم بيار الضاهر أسوة بكل وسائل الإعلام التابعة للحزب المسجلة صوريًا بأسماء أشخاص. وأشار الى أن “القوات اللبنانية” أبقت المحطة لسنوات طويلة بإسم الضاهر ولم تطالبه بالتنازل عن ملكيتها، بحكم العلاقة الوثيقة بينهما.

وأضاف: “عام 2001، وفي فترات لاحقة، كان الضاهر يجمع مسؤولي الأمن في المحطة ويحضّهم على السهر على أمن الـ”LBCI” لأنها أمانة في أيديهم، الى حين خروج الدكتور جعجع من السجن واستعادتها ووضع يده عليها”.

وهل كانت الظروف السياسية التي أدت إلى دخول جعجع السجن سببًا في تخليه عن المحطة وبيعها؟ نفى الأخير أن “تكون الضغوط السياسية والأمنية التي تعرض لها وساهمت في دخوله السجن، سببا في تنازله عن المحطة أو بيعها للضاهر أو أي جهة أخرى، لأن المحطة باتت أهم مؤسسة إعلامية في لبنان وربما في العالم العربي”.

وقال: “عند دخولي السجن لم أفقد الأمل بالخروج من الاعتقال لأني كنت أعتقد أن مدة اعتقالي ستكون محدودة، وكأنها مجرد “فركة إذن”، لأني رفضت الدخول في حكومتين بعد الطائف. وفي العام 2006، عندما شعرت ببعض الإجراءات الملتبسة التي يقوم بها الضاهر، استدعيته وطلبت منه أن يتنازل عن ملكية المحطة لمصلحتي، فرفض وادعى ملكيته لها، عندها وجهت له ثلاثة إنذارات، ولما لم يستجب تقدمت “القوات” بدعوى ضده”.

وأوضح جعجع أن الخلاف ليس ماليًا أو تجاريًا، لأن الـ”LBCI” أهم من المال بكثير، وهي تعني كل عنصر في “القوات” وكل محازب ومؤيد لها. وأضاف: “كشف أنه في العام 1993 تلقى اتصالًا من الرئيس رفيق الحريري واجتمع به، وأن الأخير عرض عليه تأسيس شركة “هولدينغ” تضم المؤسسة اللبنانية للإرسال وتلفزيون “المستقبل” ليكونا شريكين في البث الفضائي، بعدما أوقفت الحكومة المؤسسات الأرضية عن البث الفضائي، لكن “القوات” اشترطت أن تملك الـ”LBCI” ثلثي الشركة، فرفض الحريري لكونه أراد أن تكون الشراكة مناصفة”.

وطلب وكيل جعجع النائب جورج عدوان من المحكمة ضم كتاب الرئيس الراحل الياس الهراوي المتضمن شراء الدولة اللبنانية سلاحًا من “القوات اللبنانية” بقيمة خمسة ملايين دولار بعد انتهاء الحرب.

الضاهر بدوره أكد الضاهر خلال استجوابه أنه اشترى موجودات محطة الـ”LBCI” في العام 1992 بقيمة 5 ملايين دولار، سددها على أقساط لحزب “القوات”، موضحا أنه في العام 1994 دهم الجيش مبنى المحطة في جونية، ما إضطره إلى الطلب من جعجع تأمين مبنى آخر لينقل البث إليه، فقام الأخير بتأمين المبنى الحالي في أدما، مشيرًا الى أنه دفع مبلغ 900 ألف دولار ثمن المبنى احتسب من قيمة الخمسة ملايين دولار.

وأشار الضاهر إلى أن الخلاف مع جعجع سياسي على كيفية إدارة المحطة وليس خلافًا ماليًا، مضيفًا: “كنت أريد أن تكون المحطة لكل اللبنانيين، لا أن تكون تابعة لحزب معين”.

وبرر تفاوضه مع جعجع عام 2006 ليثبت أنه اشترى المحطة بموجب عقد بين الطرفين.

ثم استمعت المحكمة إلى الرئيس السابق لحزب “الكتائب” كريم بقرادوني بصفة شاهد.

ماذا تبلّغت «القوات» من برِّي وكيف استمالت الحريري؟


عماد مرمل ـ
تحوك «القوات اللبنانية» بأعصاب باردة خيوط مقاعدها الوزارية في الحكومة المقبلة، مستندة من جهة الى حجمها النيابي الذي تضاعف في الانتخابات النيابية الاخيرة، ومستثمرة من جهة أخرى في تناقضات أفرقاء سياسيين عديدين مع منافسها الأقوى على الساحة المسيحية، والمتمثّل في «التيار الوطني الحر».
ولعل الانجاز الأهم الذي حققته معراب هو نجاحها في استمالة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى جانبها خلال مفاوضات التأليف، بعدما تمكن الجانبان من تجاوز «وَساوِس» أزمة الثقة التي نَخرت علاقتهما في المرحلة الماضية، وتحديداً عقب الاستقالة الملتبسة للحريري من السعودية.

وليس خافياً انّ التقارب بين الحريري ورئيس «القوات» سمير جعجع تمّ بمواكبة الرياض، التي كانت قد سَعت الى لمّ شملهما في فترة التحضير للانتخابات من اجل تحسين شروط المواجهة مع «حزب الله». لكنّ حسابات الطرفين آنذاك قادت الى افتراقهما في غالبية الدوائر، قبل ان تجمعهما مجدداً المصالح المشتركة، برعاية سعودية.

ويؤكد المطلعون على مسار ترميم العلاقة بين الطرفين انّ الحريري اكتشف بعد صدور نتائج الانتخابات وتشريحها انّ تحالفه مع «التيار الحر»، والذي نسجه نادر الحريري بشكل أساسي، خَدم الرابية بالدرجة الاولى وعاد عليها بالمردود الأكبر، بعدما تبيّن وفق مقاربة بيت الوسط للأرقام انّ الوزير جبران باسيل كان الأكثر استفادة من مفاعيل هذا التحالف، بينما دفع رئيس «المستقبل» ثمنه في اكثر من مكان، بحيث خسر مجاناً مقاعد عدة كان يمكنه ان يربحها لو اعتمد تكتيكاً مغايراً.

ويشير المطّلعون على هذه المراجعة الى انّ الحريري تَوصّل على ما يبدو الى قناعة بأنه لو تعاونَ انتخابياً مع «القوات» في بعض الدوائر، خصوصاً في الكورة وصيدا - جزين وزحلة التي تشكّل نقاط ارتكاز في الشمال والبقاع والجنوب، لزادَ حجم كتلة «المستقبل» بمعدّل 5 نواب تقريباً، الى جانب اتّساع إضافي لكتلة معراب أيضاً.

وأبعد من حسابات صناديق الاقتراع وإفرازاتها السياسية، يبدو انّ كلّاً من الحريري وجعجع شَعر بالحاجة في هذه المرحلة الى الاتّكاء على الآخر، لتحقيق حد أدنى من التوازن في السلطة مع رئيس الجمهورية و»التيار الحر» من جهة، ومع «حزب الله» وحلفائه من جهة أخرى، لا سيما انّ الرجلين يدركان انّ الخط الاستراتيجي العريض، الذي يجمع «التيار» وما كان يُعرف بفريق 8 آذار، استطاع عبر الانتخابات الاخيرة ان يملك الاكثرية، وبالتالي الأرجحية في مجلس النواب الجديد، الأمر الذي دفع رئيسَي «المستقبل» و»القوات» الى التلاقي مجدداً على قاعدة تقاطع الهواجس والمصالح.

ويلفت العارفون بخفايا المفاوضات بين الحريري وجعجع الى انّ مقولة شهيرة تحكّمت ضمناً بإيقاع نقاشاتهما، وهي «أُكلت يوم أُكل الثور الابيض». لقد اقتنع الرجلان بأنّ تجديد خلايا تحالفهما، ولو على قاعدة ما تَيسّر من قواسم مشتركة، إنما يشكل مصدر حماية لهما، وفرصة لتحسين شروط تفاوضهما مع الآخرين حول الخيارات السياسية ومكاسب السلطة، على طاولة مجلس الوزراء المقبل الذي سيكون مزدحماً بالصقور، بعدما قررت مكوّناته الثابتة ان تتمثّل بأوزان ثقيلة.

وانطلاقاً من هذه الارضية المشتركة، يدافع الحريري عمّا يعتبره حق «القوات» في الحصول على حصة وزارية وازنة تتناسب مع تمثيلها النيابي، وهو أبلغَ الى قيادتها عبر أقنية التواصل المعتمدة انه أكد لباسيل استحالة تشكيل الحكومة من دون «القوات».

أكثر من ذلك، يتفهّم الرئيس المكلّف مطلب معراب بنَيل عدد مناسب من الحقائب الوزارية، على ان تتوزّع بين سيادية وأساسية وعادية. وعُلم في هذا الاطار انّ جعجع يسعى الى انتزاع «الدفاع» او «الخارجية» او منصب نائب رئيس الحكومة المُصنّف لديه برتبة «سيادي» أيضاً.

ويوضح مصدر قيادي بارز في «القوات» انّ هذا الامر كان موضع بحث بين الرئيس نبيه بري وموفد لجعجع الى عين التينة. ويكشف المصدر انّ بري بعث برسالة شفوية الى جعجع انه و»حزب الله» لا يمانعان في حصول «القوات» على حقيبة سيادية، وليس لديهما مشكلة في ذلك، «إذا تفاهمتم مع التيار الحر في هذا الشأن».

وقال بري لضيفه: «المالية» لنا و»الداخلية» لتيار المستقبل، أما بالنسبة الى الحقيبتين الأخريين فهما من حصة المسيحيين في الحكومة المقبلة، وطريقة توزيعهما هي مسألة تُناقش بينكم وبين التيار.

الأحد، 17 يونيو 2018

ما قاله مسؤولٌ بارز في حزب الله عن "القوات"...

كتب داني حداد ـ

غالباً ما سعى حزب القوات اللبنانيّة للظهور بصورة النقيض لحزب الله في السياسة والشبيه له بالحضور داخل طائفته، خصوصاً على صعيد التنظيم. يفصل بين الحزبين تاريخٌ من الخصومة والاختلاف في المبادئ والعقيدة، فهل يجمعهما مستقبلٌ ما؟

يتحدّث مسؤولٌ بارز في حزب الله عن القوات اللبنانيّة بلا عقدٍ و"بلا  كفوف". يقول إنّ حزب "القوات" انتصر في الانتخابات الأخيرة، ويجب الاعتراف بذلك. يعيد الأمر لأكثر من سبب، مثل تسمية مرشّح واحد في معظم الدوائر والبحث عن أسماء تبرز صورة جميلة لـ "القوات"، وإن لم يتمكّن أصحابها من الفوز، خصوصاً أنّ بعض هؤلاء معروفون بنظافة كفّهم. ويسأل: "لماذا لم يتحالف التيّار الوطني الحر مع (النائب) سيزار المعلوف، أو مع (النائب) هنري شديد؟"، مضيفاً: "نصحناهم بذلك ولم يتجاوبوا".

إلا أنّ أكثر ما تلفت هذا المسؤول قدرة "القوات" على بناء ماكينة انتخابيّة منظّمة ظهرت فاعليّتها بوضوح في الانتخابات الأخيرة.

ويشير المسؤول في حزب الله الى أنّ حزب "القوات" يركّز على الطلاب في الجامعات والمهنيّات، وهو خيارٌ صائب يؤشّر الى أنّ المستقبل سيشهد تعاظماً لحضوره الشعبي.

ولكن، بعيداً عن هذه التوصيفات، ماذا عن العلاقة بين حزب الله والقوات اللبنانيّة؟

يؤكد المسؤول البارز في حزب الله أن "لا علاقة أبداً بين الحزبين في الإطار السياسي، إلا أنّنا أعطينا تعليمات لوزراء الحزب ونوّابه للتعاون مع وزراء ونوّاب "القوات"، مثل أيّ حزبٍ لبنانيٍّ آخر".

لعلّ، في ما سبق، أكثر من استنتاجٍ ومن دلالة ومن رسالة. في السياسة ما من مستحيل، حتى حين يتعلّق الأمر بحزب الله والقوات اللبنانيّة...

معركة الحديدة: الحوثيون "يدرسون بجدية مقترحا بتسليم ميناء المدينة الاستراتيجي للأمم المتحدة"

بي بي سي ـ
طلب مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن من الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة على أن تتولى المنظمة الدولية الإشراف على الميناء الاستراتيجي، حسبما قال مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لبي بي سي.

وأشار المصدر إلى أن الحوثيين "وعدوا بدراسة المقترح بجدية".

وأفادت تقارير بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية شنت غارات جوية على مطار مدينة الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون وتشهد معارك ضارية منذ أيام عدة.

وذكر المصدر الدولي أن غريفيث وضع خطة تنفيذية تضمن انسحاب الحوثيين من المدينة بأمان ووقف العمليات العسكرية في المدينة بهدف حماية المدنيين من تفاقم الأوضاع الإنسانية في حال استمرت العملية العسكرية هناك.

ويذكر أن أكثر من عشرين مليون يمني يتلقون عبر مناء الحديدة الغذاء والأدوية والوقود.

وأضاف المصدر أن الحوثيين وعدوا بدراسة مقترح المبعوث الأممي بجدية. وأشار إلى أنهم تحدثوا عن اشتراطات مهمة لهم في حال موافقتهم على الانسحاب من الحديدة، من بينها وقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف، وإدارة ميناء الحديدة بمعرفة طاقم فني تابع للأمم المتحدة يعمل باستقلالية بعيدا عن ضغوط السعودية والإمارات والولايات المتحدة.

وعبر المصدر عن اعتقاده بوجود "تباينات بين قيادات الحوثيين" بشأن الموقف من مقترح المبعوث الأممي.
وكانت تقارير تحدثت السبت عن أن الحوثيين فقدوا السيطرة على المطار، غير أن الهجمات الأخيرة تناقض تلك التقارير.

وتحتدم المعارك وسط تحذيرات دولية ومحلية من مصير وصف بالكارثي لقرابة 600 ألف نسمة في الحديدة.

وكانت وسائل إعلام سعودية وأخرى تابعة للحوثيين قد أعلنت أن التحالف شن ضربات جوية يوم الأحد على مطار الحديدة لمساندة قوات برية مدعومة من التحالف تسعى لانتزاع السيطرة عليه من المقاتلين الحوثيين.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين إن طائرات التحالف نفذت خمس ضربات جوية على الحديدة. كما أفادت قناة "العربية" السعودية بأن ضربات جوية استهدفت المطار.

معركة الحديدة.. المبعوث الأممي يجري مباحثات في صنعاء مع استمرار القتال
ويشن التحالف هجوما كبيرا منذ خمسة أيام يمكنه أن يؤدي إلى قطع خطوط الإمداد عن العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطوقت قوات برية، من بينها قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، المطار الرئيسي يوم السبت، وفقا للجيش اليمني الذي تدعمه قوات التحالف.

ويعتمد التحالف في الأساس على الضربات الجوية التي تستهدف الحوثيين، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في حروب المناطق الجبلية.

وخاض الحوثيون، الذين سيطروا على صنعاء في 2014، سلسلة معارك بأسلوب حروب العصابات مع الجيش الوطني اليمني، وحربا قصيرة على الحدود مع السعودية.

وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم على الحديدة قد يتسبب في حدوث مجاعة تهدد حياة الملايين. فيما يتأهب الأهالي للأسوأ في ظل زيادة المصاعب الناجمة عن الحرب.

ونقلت وكالة رويترز عن مواطن يدعى يحي سهيل مخاوفه بشأن فقدان مصدر دخله قريبا، لاسيما وأنه كان يعمل بوظيفة غير دائمة في ميناء الحديدة.

وقال وهو يقف خارج كوخ بناه من المعدن وسعف النخيل والبطانيات الممزقة : "أتقاضى أموالا لأسد بها احتياجات يوم واحد فقط، وينتهي الأمر".

وتساءل يحي :"الآن إذا أُغلق الميناء، أين أعمل؟ عندما يحدث هذا الحصار وهذه الكارثة، أين أجد عملا؟"

وقالت زوجته إن الأسرة لا تجد مصدرا لغاز الطهي. كما أن الدراجة النارية، وسيلتهم الوحيدة للمواصلات، تعطلت. وفي بعض الأحيان تدمر أمطار غزيرة أو رياح عاتية مسكنهم الصغير.

وأضافت : "لدي ابنة صغيرة متعبة ومريضة ولا نستطيع أن نشتري لها الدواء أو أي شئ سوى الطعام الضروري. فإذا وقعت حرب ماذا سنفعل؟"

وتتهم السعودية الحوثيين باستخدام الميناء للحصول على أسلحة إيرانية الصنع مهربة إلى اليمن، بما في ذلك صواريخ تستخدم في عمليات تستهدف مدنا سعودية. وينفي كل من الحوثيين وطهران المزاعم السعودية.

كما ينفي الحوثيون كونهم أداة في يد إيران، ويقولون إنهم يقاتلون بغية طرد "المحتلين الأجانب" من اليمن.

الجمعة، 15 يونيو 2018

تعزيزات إماراتية في أريتريا مستعدة للزحف إلى ميناء الحديدة

فرانك غاردنر
محرر الشؤون الأمنية

علمت بي بي سي بأن قوات يمنية وإماراتية وسودانية ترابط في أريتريا مستعدة لخوض المعركة الحاسمة لاستعادة ميناء الحديدة من المسلحين الحوثيين، بحسب مصادر عسكرية في الإمارات.

وتدير الإمارات الحملة العسكرية لإبعاد الحوثيين المدعومين من إيران من الميناء الواقع على البحر الأحمر.

وقد لقيت الحملة اعتراضا دوليا، ولكن مسؤولين أكدوا أن ميناء الحديدة سيبقى مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية.

وتقدمت في اليومين الأخيرين ثلاث كتائب يمنية من المشاة نحو المدينة، مدعومة بالغارات الجوية الإماراتية، وبالطائرات العمودية.

وقال متحدث عسكري، لم يذكر اسمه، الجمعة: "تقدمت الكتائب بسرعة لتصل إلى بوابة الميناء".

وأضاف أن الحوثيين وضعوا ألغاما في الطريق الساحلي ومتفجرات قال إنها تشبه المتفجرات التي استعملتها إيران وحزب الله في العراق ولبنان.

ويدخل ثلثا المساعدات الإنسانية إلى اليمن عبر المدينة التي يسيطر عليها المتمردون. وتعالت نداءات دولية بوقف الحملة العسكرية حتى لا تعطل تدفق المساعدات الإنسانية.

ولكن المسؤولين الإماراتيين يقولون إن خطتهم، التي بدأت منذ عامين، تأخذ بعين الاعتبار تدفق السلع والمساعدات الإنسانية عبر الميناء. وأعلنوا الخميس عن التدابير الخمسة التي يجعل عمل الميناء يستمر على الرغم من الحملة العسكرية.

ويسيطر الحوثيون على الحديدة منذ ثلاثة أعوام، وتعتقد الإمارات إن الميناء يوفر إيرادات قدرها نحو 40 مليون دولار شهريا.

وتتهم الإمارات الحوثيين أيضا بتهريب الأسلحة من إيران عبر الميناء، بما فيها الصواريخ الباليستية، ولكن الحوثيين وإيران ينفيان ذلك. وأكد تقرير للأمم المتحدة أن إيران مدت الحوثيين ببعض الاسلحة، ولكنه لم يحدد تاريخ التسليم.

ويعتقد التحالف بقيادة السعودية أن حرمان الحوثيين من هذه الإيرادات يجعلهم يستسلمون ويقبلون بالتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن.

ولكن التقديرات السابقة لقوة الحوثيين كانت كلها خاطئة، فبعد ثلاثة أعوام من الحرب لا يزالون يسيطرون على أغلب المناطق اليمنية التي فيها أكبر كثافة سكانية.

وقالت مصادر عسكرية إماراتية إنها أعدت خطة لمخادعة الحوثيين، وإن المزيد من هذه الخطط سيأتي لاحقا. ومن بين هذه الخطط إيهام الحوثيين بأنهم سيهاجمون بحرا شمالي المدينة، بينما كانت القوات البرية تتقدم من الجنوب.

ولكن العملية لم تكن بلا خسائر إذ قتل أربعة من البحارة الإماراتيين بعد إصابة سفينتهم بصاروخ مضاد للسفن أطلقه الحوثيون.

وتنتشر في قاعدة الإمارات بأريتريا قوات إماراتية "كبيرة"، وفيها طائرات أف 16 وطائرات عسكرية أخرى يعتقد أنها ستشارك في الحملة العسكرية على ميناء الحديدة.

وقال المتحدث العسكري الإماراتي: "لن تشاهدوا حالة مثل حالة الموصل، إذ أن الطيران دك جميع مباني المدينة وسواها بالأرض".

ولكن الغارات الجوية السعودية أسقطت عددا كبيرا من الضحايا في اليمن، دون أن تزحزح الحوثيين من المدن الكبرى.

وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، لبي بي سي إن عدد الغارات الجوية التي نفذت في ثلاثة أعوام وصل 100 ألف غارة، و4500 منها أصابت مدنيين.

الأربعاء، 13 يونيو 2018

جعجع بعد الهجوم على وزراء القوات: ابحث عن بواخر الكهرباء

إذا أردت ان تعرف ماذا في خلفيات هجوم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على وزراء "القوات" تدرجا من الصحة الى الشؤون الاجتماعية، فـ"ابحث عن صفقة بواخر الكهرباء". 

بهذه العبارة يختصر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مجمل الحملة التي تستهدف وزراء الحزب والمتجهة تصاعديا منذ 6 ايار، في ضوء ما افرزته صناديق الاقتراع التي كان لتصدي وزراء القوات لملف البواخر الكلمة في نتائجها. فكلما ازددنا صلابة في مواجهة تمرير الصفقة يرتفع منسوب نسج الحملات ضدنا يقول جعجع لـ"المركزية"، وآخر فصولها ما خرج به رئيس التيار الوطني الحر امس حين تساءل: "لماذا لا توضع جداول وزارة الشؤون الاجتماعية عن النازحين لدى الأمن والمعابر، لمنع دخول من سقطت عنهم صفة النزوح"؟ قائلا: "أنا انتظر الجواب". ومطالبا بـ"لجنة تحقيق في عدم وجود لوائح النازحين لدى الأجهزة الأمنية". انه المضحك المبكي يضيف رئيس القوات، ذلك ان باسيل ووسط عجزه عن التصدي لملف النزوح وتلكؤ من يفترض بهم من المعنيين لاسيما وزارات الدفاع والداخلية والخارجية عن تحمل مسؤولياتهم الجسام في المواجهة العملية للنزوح والسعي الى اعادة النازحين الى بلادهم، يرمي كرة نار الازمة برمتها في ملعب وزارة الشؤون الاجتماعية التي تنحصر مسؤوليتها في هذا الاطار بمتابعة الواقع الاجتماعي للنازحين فقط لا غير، علما ان، حتى في الشق المتصل بحقها في الاطلاع على المعطيات المُجمّعة لدى المفوضية العليا للامم المتحدة، لم يعد لها حرية الخيار بعدما عمدت الحكومة التي كان الوزير باسيل في عدادها عام 2014 الى ابرام اتفاق مع المفوضية يقضي بعدم منح المعطيات المتصلة باللاجئين لاي جهة، مقابل تمويلها المشاريع للادارات اللبنانية كافة لوضع الـData    base  الخاص بهم، بحيث باتت وزارة الشؤون الاجتماعية تتحمل اليوم تبعات هذا الاتفاق.

يقول جعجع: لمَ تصاعدت الحملة على وزراء القوات في اليومين الماضيين؟ لان آخر فصل مواجهة في مسلسل صفقة بواخر الكهرباء ما زال حاضرا على المسرح السياسي. في آخر نصف ساعة من جلسة مجلس الوزراء الاخيرة وعن طريق "الحشر والزرك" عُرض ملف الكهرباء، الذي يعُّل منذ 8 سنوات، فطرح وزير الطاقة سيزار ابي خليل تجديد عقود الباخرتين الموجودتين في المياه اللبنانية واللتين تؤمنان نحو 400 الى 500 ميغاواط يحتاج اليها البلد بشدة لعدم ترك لبنان من دون كهرباء، وعلى رغم تحفظنا على "البواخر" ككل، حاول عدد من الوزراء من ضمنهم وزراء القوات اقناع ابي خليل بالتجديد لعام واحد بدل ثلاثة اعوام، وبعد اخذ ورد، اقترح تجديد العقود ثلاث سنوات بشرط ابقاء هامش الحرية للحكومة بوقف العمل بالعقد ساعة تشاء من دون ان تترتب عليها اي موجبات او غرامات، علّ العمل بمعمل دير عمار لانتاج الطاقة ينتهي خلال هذه الفترة، فيتم الاستغناء عن البواخر، مؤكدا ان الشركة المشغّلة للباخرتين ستمنح  لبنان مجانا 200 ميغاواط اضافية خلال فصل الصيف، مع خفض كلفة استئجار البواخر. فتم الاتفاق في مجلس الوزراء على هذا الاساس، بيد ان المفاجأة جاءت منذ ايام في قرار مجلس الوزراء كما تم تدوينه، موحياً بأن الباخرة الثالثة التي لم يرد ذكرها في الجلسة ستمنحنا  الـ200 ميغاواط في الاشهر الثلاثة الاولى من عملها الذي ستكمله لاحقا. ومع ارتفاع صوت الوزير غسان حاصباني ثم سائر الوزراء، ومراجعة الامانة العامة لمجلس الوزراء من خلال رسائل اعتراض على ايراد ما لم يتم الاتفاق عليه في نص القرار بدأ مسار مواجهة تمرير صفقة جديدة "خلسة". وعلى الاثر اطلق الوزير باسيل حملته على وزارة الشؤون الاجتماعية في ملف النزوح وكأن قرار اعادة النازحين او ابقائهم في لبنان في يدها.

ويتابع جعجع: ان الاجهزة الامنية اللبنانية، بما فيها الامن العام، لديها كل الداتا اللازمة التي يطلبها الوزير باسيل، وللتذكير فإن وزارة الداخلية اصدرت منذ عامين قرارا يقضي بمنع اي نازح سوري يتوجه الى سوريا من العودة الى لبنان وتم تكليف الامن العام بتنفيذ القرار. اذاً ما يطالب به باسيل قائم ويفترض بوزارة الداخلية انها تطبق القرار، فما الغاية من انتقاد وزارة الشؤون؟ ويضيف: يا معالي الوزير، العهد كله اليوم في تصرفك، فتحرك وافعل. وأوقف لعبة ذرّ الرماد في العيون للتعمية على الملفات وتمرير الصفقات خلافا للقانون. ان اعادة النازحين تفترض اتخاذ قرار سيادي لبناني حكومي تكلّف الوزارات المعنية الاعداد لتنفيذه، الداخلية حيث اصدقاء الوزير باسيل كما تجلى في مرسوم التجنيس الاخير، بما يتعلق بالخروج عبر المعابر الشرعية، الدفاع والخارجية في الجزء المتصل بالنازحين ممن هم ضد النظام والواجبة اعادتهم عبر اتصالات مع تركيا والاردن لتأمين طريق العودة الامنة الى الشمال والجنوب السوري. فما الذي فعله في هذا الشأن؟ لا شيء سوى توظيف ملف على هذا القدر من الخطورة في سوق الاستهلاك المحلي، للقنص على وزارة الشؤون والتعمية على تقصيره.

اما في الهجوم على وزارة الصحة، فيصوبون على الوزير حاصباني في ملفي سقوف المستشفيات والادوية. يقول رئيس القوات: منذ ثلاثين عاما يغيب التوزيع العادل لاسرّة وزارة الصحة على المستشفيات الى حين اعتمد الوزير حاصباني مقياسا علميا عادلا اعاد على اساسه التوزيع. اما الادوية ولدى تسلمه مهام الوزارة كان الكثير منها  يفقد من السوق اللبناني، فعمد الى توفيرها واتاح المجال للـ"جنريك" بشكل واسع وخفض الاسعار الى الحد الادنى في عملية توازن دقيق بين توافر الدواء وسعره، وكل المعنيين يشكرونه ما خلا من يقف خلف الحملات ضده، فابحث عن بواخر الكهرباء التي يتصدى لها حاصباني في شكل خاص.

واذ اكد استمرار التصدي للصفقات بكل اشكالها والكهرباء في شكل خاص، اعتبر ان لا احد قادرا على احراجنا لاخراجنا من الحكومة على رغم دفعهم في هذا الاتجاه ليستريحوا ويصبح متاحا امامهم تمرير الصفقات. واوضح ان التواصل مستمر مع رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري وحتى مع الوزير باسيل، مؤكدا ان العلاقة بين القوات والتيار اكبر من الاشخاص والافراد ولا يحق لأحد التلاعب بها لمكاسب خاصة، ونبذل اقصى جهدنا لابقاء هذه العلاقة فوق المناكفات.

ويختم بالتأكيد ان القوات لن تقبل بالحصول على اقل من حجمها الذي افرزته الانتخابات في الحكومة العتيدة، معربا عن اعتقاده ان الرئيس الحريري لن يرضى بحكومة غير متوازنة، متمنيا مشاركة الجميع فيها.

الثلاثاء، 12 يونيو 2018

قمة ترامب - كيم : الرئيس الأمريكي يصف الاتفاق بأنه "هائل"

بي بي سي ـ
قبل كيم جونغ أون دعوة الرئيس دونالد ترامب لزيارة الولايات المتحدة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية.

وقال ترامب إن مباحثاته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية تمخضت عن التوصل إلى اتفاق مشترك "هائل".

وتتضمن وثيقة موقعة بين الجانبين تعهدا من الرئيس كيم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

بيد أن ترامب أعلن في مؤتمر صحفي لاحقا تفاصيل ليست مدونة في الوثيقة.

وأكد ترامب على أنه سيوقف المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية، وهو ما ينظر إليه على نطاق واسع بوصفه تنازلا.

وكان الاجتماع بين الزعيمين أول لقاء بين رئيس أمريكي ونظيره الكوري الشمالي، ويمثل انعطافا مهما في سياسة كل من ترامب وكيم.

ففي العام الماضي تبادل الاثنان الشتائم، وأجرت كوريا الشمالية عددا من تجارب إطلاق صواريخ باليستية في تحد واضح للمجتمع الدولي.

ما الذي اتفق عليه الرئيسان؟
تركزت القمة على قضايا نزع الأسلحة النووية وتخفيف التوترات.


وتشير الاتفاقية إلى أن البلدين سيتعاونان في بناء "علاقات جديدة" وستقدم الولايات المتحدة لكوريا الشمالية "ضمانات أمنية".

وبشأن الأسلحة النووية، أعاد كيم " تأكيد التزامه الثابت بإكمال إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية".

ويقول مراقبون إن الوثيقة تفتقر إلى التفاصيل بشأن كيفية إنجاز عملية نزع الأسلحة النووية على وجه الخصوص.

بيد أن ترامب قال للصحفيين لاحقا:
إن الولايات المتحدة علقت "ألعاب الحرب الاستفزازية" التي تقوم بها إلى جانب كوريا الجنوبية. وقال ترامب إنه يريد رؤية انسحاب القوات الأمريكية من الجنوب. ووصف محللون ذلك بأنه تنازل رئيسي.
بشأن نزع الأسلحة النووية، قال إن كيم قد وافق على آلية التحقق من ذلك، وهو مطلب أمريكي رئيسي قبيل القمة.
وقال ترامب إن كيم وافق أيضا على تدمير "موقع رئيسي لاختبار محركات الصواريخ".
وقال أيضا إن العقوبات ستظل على حالها في الوقت الحالي مشددا على القول "لم نعط أي شيء" بعد.
وتساءل عدد من المراسلين هل ناقش ترامب قضية حقوق الإنسان مع كيم، الذي يقود نظاما استبداديا يفرض رقابة شاملة ويدير معسكرات للعمل الإجباري.

ماذا تعرف عن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون؟
مقامرة القرن: هل خدع زعيم كوريا الشمالية ترامب ومون؟
قال الرئيس الأمريكي إنه فعل ذلك، لكنه لم يتراجع عن وصفه لكيم بأنه "موهوب".

وقال ترامب "حسن، إنه موهوب جدا. وأي شخص يتولى الوضع مثلما فعل في عمر 26 عاما ويكون قادرا على إدارته، وإدارته بطريقة صارمة، لا أقول إنه كان لطيفا".

ما هي ردود الفعل؟
بدت أصداء القمة إيجابية بشكل واسع.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جي-إن، الذي سبق أن اجتمع مع كيم في وقت سابق هذا العام، إن "الكوريتين والولايات المتحدة سيكتبون تاريخا جديدا للسلام والتعاون".

على الرغم من أن متحدثا باسمه قال أيضا إن "المعنى الدقيق والقصد" لما قاله الرئيس ترامب" بحاجة إلى تحديد".

وقالت الصين، الحليف الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، إن الاجتماع خلق "تاريخا جديدا". وأشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن العقوبات على كوريا الشمالية قد تخفف إذا تمسكت بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة.

وحيا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي "قيادة وجهود" الرئيس ترامب قائلا إنه دعم تعهد كوريا الشمالية بنزع الأسلحة النووية بوصفه "خطوة نحو الحل الشامل للقضايا التي تتعلق بكوريا الشمالية".

وحذرت روسيا من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل". وقالت إيران إن على كوريا الشمالية أن لا تثق بالولايات المتحدة. وقد سحب ترامب مؤخرا التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي مع إيران.

كيف تجلت لحظة المصافحة التاريخية؟
بدأت القمة بصورة مثيرة لم يكن من الممكن تخيلها قبل أشهر.

وسار الرجلان باتجاه بعضهما البعض وصافحا بعضهما أمام أعلام الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال الرئيس ترامب خلال تعليقاته الأولية أمام الصحافيين "أتوقع علاقة رائعة مع كيم".

وأضاف " لدي شعور رائع وسنجري محادثات رائعة وستكون ناجحة بشكل لا مثيل له".

وبدت علامات الارتياح على الرئيس ترامب والزعيم كيم خلال اللقاء الذي جمعهما.

وشدد كيم على أن "الطريق إلى هنا لم يكن سهلا"، مشيرا إلى أن الممارسات السابقة مثلت عائقا أمام التحرك قدما.

وأنهى الزعيمان اجتماعاً عقداه بمفردهما مع المترجمين لمدة 40 دقيقة، وذلك قبل أن ينضم إليهما مستشارون ومسؤولون بارزون.

الاثنين، 11 يونيو 2018

مصافحة "تاريخية" بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون في سنغافورة

بي بي سي ـ
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مباحثات تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة.

وتصافح الزعيمان في مستهل القمة غير المسبوقة، التي مثلت تحولا كبيرا في العلاقات بين بلدين تبادلا حربا كلامية خلال العام الماضي.

وهذه أول مرة يلتقي فيه زعيم كوري شمالي مع رئيس أمريكي لا يزال في سدة الحكم.

ووقع ترامب وكيم بيانا مشتركا في ختامع القمة، وأكدا على أنها مضت على ما نحو جيد.

وقال ترامب إن القمة مع كانت رائعة وحققت تقدما كبيرا. واعتبر كيم لقاء ترامب حدثا تاريخيا، قائلا إن العالم سيشهد تغيرا كبيرا.

تأمل واشنطن أن تسفر هذه القمة عن بدء عملية تمهد لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وبالنسبه لكيم، فإن مشاركته في قمة مشتركة مع ترامب تعد نصراً بحد ذاته ،إذ ينظر إلى هذه المحادثات بأنها مكسب بالنسبة لكوريا الشمالية بسبب الشرعية التي تضفيها على زعيمها.

كيف تجلت لحظة المصافحة التاريخية؟

سار الرجلان باتجاه بعضهما البعض وصافحا بعضهما أمام أعلام الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال الرئيس ترامب خلال تعليقاته الأولية أمام الصحافيين "أتوقع علاقة رائعة مع كيم".

وأضاف " لدي شعور رائع وسنجري محادثات رائعة وستكون ناجحة بشكل لا مثيل له".

وبدت علامات الارتياح على الرئيس ترامب والزعيم كيم خلال اللقاء الذي جمعهما.

وشدد كيم على أن "الطريق إلى هنا لم يكن سهلا"، مشيرا إلى أن الممارسات السابقة مثلت عائقا أمام التحرك قدما.

وأنهى الزعيمان اجتماعاً عقداه بمفردهما مع المترجمين لمدة 40 دقيقة، وذلك قبل أن ينضم إليهما مستشارون ومسؤولون بارزون.

ما الذي يميز هذه القمة؟
ظلت كوريا الشمالية لعقود تعامل كدولة منبوذة، لكن زعيمها يعامل الآن كرجل دولة.

وفي العام الماضي، كان من النادر رؤية علم كوريا الشمالية يرفرف في أي مكان في آسيا.

واليوم، يلتقي كيم - الذي يتزعم نظاماً استبدادياً - شخصيات بارزة.

ماذا يريد كلا الجانبين؟
تريد الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلص من أسلحتها النووية بطريقة لا رجعة فيها مع السماح للمجتمع الدولي من التحقق من ذلك.

ولكن يتساءل المحللون عن السبب الذي قد يدفع كيم إلى التخلي عن أسلحته النووية بعد أن عاني الكثير لامتلاكها.

ويرون أيضاً أن كيم بلقائه أقوى زعيم في العالم، يكون قد حقق انتصاراً بالفعل.

وقال الزعيم الكوري الشمالي إنه يريد الآن التركيز على بناء اقتصاد بلده، ويريد تخفيف العقوبات المفروضة عليه وجلب الاستثمارات الدولية.

ومع ذلك، لا تتوقع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نهائي في سنغافورة. ووصف ترامب بـ "لقاء تعارف".

وقال الرئيس الأمريكي إنه في حال شعر بأن الأمور تسير بشكل سيء فإنه سينسحب من القمة، وفي حال سارت على ما يرام فإنه سيدعو كيم لزيارته في البيت الأبيض.

الأحد، 10 يونيو 2018

الأسد: خلافات حصلت بين سوريا وروسيا وايران خلال الحرب السورية

المصدر: "أ ف ب" 
نفى الرئيس السوري #بشار_الأسد وجود املاء روسي في الشؤون السورية مؤكدا ان حكومته تعمل بشكل مستقل عن حلفائها الروس والإيرانيين، بحسب مقابلة اجرتها معه صحيفة "ميل اون صنداي" البريطانية ونشرت الاحد.

وانتقد الاسد ، العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا "الاستعمارية" في سوريا فيما اثنى على الدعم الروسي.  

وقال الاسد للصحيفة "لدينا علاقات جيدة مع روسيا منذ نحو سبعة عقود وعلى مدى هذه الفترة، وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئاً، حتى لو كانت هناك اختلافات".

واقر الاسد بحدوث خلافات بين حكومته وروسيا وايران خلال النزاع الذي دام لسبعة اعوام. وقال ان "هذا طبيعي جداً، لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سورية وما سيحدث هو قرار سوري، لا ينبغي أن يشك أحد في هذا".

وساندت موسكو النظام السوري عسكريا منذ 2015 في نزاعه مع الفصائل المقاتلة من اجل استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لها.

وساهم السلاح الجوي الروسي ووجود عدد من المستشارين العسكريين باستعادة اكثر من نصف البلاد. كما أرسلت طهران مستشارين عسكريين إلى سوريا، لكن الأسد نفى وجود قوات ايرانية في بلاده.

وحذرت اسرائيل ، مراراً من أنها لن تقبل وجوداً إيرانياً راسخاً في سوريا.

ونسبت لاسرائيل عدة ضربات استهدفت مواقع حكومية سورية خلال السنوات الماضية، واعلن الشهر الماضي عن شن ضربات غير مسبوقة على مواقع قيل انها تدار من قبل طهران في سوريا.

ونفى الاسد ان تكون موسكو على علم مسبق بهذه الضربات رغم التعاون الوثيق بين اسرائيل وروسيا. وقال في مقابلته مع الصحيفة "لا، هذا غير صحيح بالتأكيد".

واوضح ان "روسيا لم تقم إطلاقاً بالتنسيق مع أي جهة ضد سورية سواء سياسياً أو عسكرياً، فهذا تناقض".

واضاف "كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا؟".

واكد الاسد ان بلاده اوقفت تبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الاوروبية.

وقال "يريدون تبادل المعلومات رغم أن حكوماتهم تقف سياسياً ضد حكومتنا، وبالتالي قلنا لهم، عندما تكون لديكم مظلة سياسية لهذا التعاون، أو لنقل عندما تغيرون موقفكم السياسي سنكون مستعدين".

واضاف "أما الآن فليس هناك تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية بما في ذلك الأجهزة البريطانية".

واكدت الصحيفة ان هذه المقابلة هي الاولى التي يجريها الاسد مع صحافية بريطانية منذ عام 2015. ونشر نص المقابلة بالكامل في وكالة الانباء الرسمية (سانا).

الجمعة، 8 يونيو 2018

عون تسلّم تشكيلة تستنسخ الحكومة.. وسعي لحل العقدتين القوّاتية والدرزية

الجمهورية ـ
لاحت في الأفق أمس مؤشّرات عدة على احتمال دخول الحكومة الجديدة في مخاض الولادة في وقتٍ ليس ببعيد، كان أبرزها مسوّدة أولى للتشكيلة الوزارية أبلغَها الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وجاءَت متضمّنةً توزيعةً للحصص الوزارية على مختلف الأفرقاء الذين سيمثلون في الحكومة، ولم يرِد فيها أيّ إسمٍ في اعتبار أنّ الأسماء تُسقَط على الحقائب بعد الاتفاق على الحصص وتوزيعة الحقائب الوزارية، السيادية منها والأساسية وغيرها. وتوقّعت مصادر مطّلعة أن يزور الحريري قصر بعبدا في عطلة نهاية الأسبوع ليُجري وعون تقويماً للتطوّرات وحصيلة المشاورات المتعلقة بالتأليف.
بعد أسبوعين على تكليفه تأليفَ الحكومة، أخرَج من جيبه المسوّدة الحكومية الأولى، وهي تشكيلة وزارية ثلاثينية موزّعة بين القوى السياسية مع عدد الوزراء على النحو التالي:

- حصّة رئيس الجمهورية مع تكتل «لبنان القوي» 9 وزراء مع هامش تفاوض على تخفيض العدد إلى 8 ليعطى الوزير التاسع لحزب الكتائب.
- «حزب الله» وحركة «أمل»: 6 وزراء
- تيار «المستقبل»: 6 وزراء يمكن تخفيضهم إلى 5
- «القوات اللبنانية»: 4 وزراء من بينهم نائب رئيس الحكومة.
- الدروز: 3 وزراء
- «المردة» : وزير
- الأرمن: وزير

ولم يعتمد الحريري في عملية التوزيع على معادلة «وزير لكلّ 4 نواب»، لأنّ هذا الأمر خلقَ إشكالية لجهة توسيع حجم الحكومة إلى أكثر من 30 وزيراً، وهذا ما يرفضه قطعياً، بالإضافة الى الكسور.

وأكّدت مصادر مطّلعة على اتّصالات التأليف لـ«الجمهورية» أنّ حركة اللقاءات والمشاورات حول تأليف الحكومة بدأت تنشط بقوّة وجدّية بعد وضعِ القواعد التي سترُكّب الحكومة على أساسها، وهي لن تختلف كثيراً عن تركيبة الحكومة الحاليّة لجهة الثوابت والحقائب السيادية وبعض الأسماء. وبمعنى آخر ستكون صورةً عن حكومة تصريف الأعمال مقرونةً ببعض التعديلات».

وكشَفت هذه المصادر أنّ «حركة الموفدين تنشط، وخصوصاً اللقاءات التي يعقدها الوزير غطاس خوري الذي كلّفه الحريري رسمياً التفاوضَ في هذا الملف. وكان منها لقاءات عدة عَقدها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزيرين علي حسن خليل وملحم رياشي، كذلك انعَقد لقاء بين الحريري وخليل» .

وعلمت «الجمهورية» أنّ الحريري يتجه للإبقاء على حقيبتي الخارجية والطاقة لـ«التيار الوطني الحر»، المال للطائفة الشيعية، و«الاتصالات» لتيار «المستقبل»، ويرشّح لها المهندس حسن قباني، فيما تتأرجح حقيبة وزارة الداخلية التي ستبقى مع «المستقبل» بين الوزير جمال الجرّاح ومسؤول الماكينة الانتخابية «المستقبلية» سليم دياب. فيما لن تبقى وزارة الصحة مع «القوات اللبنانية»، أمّا الحقائب الأخرى فسيجري خلطها وتوزيعها مجدّداً. وتردَّد في الأوساط المعنية أنّ حقيبة وزارة الأشغال ستكون من حصّة «حزب الله».

العقدة الدرزية

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ لقاء الرئيس ميشال عون مع الوزير طلال أرسلان تناوَل العقدة الدرزية بعدما تبلّغَ جميع الأطراف المعنيين بالتشكيلة الحكومية بتمسّكِ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالحقائب الدرزية الثلاث في حال كانت التشكيلة تضمّ 30 وزيراً، طالما إنّ التمثيل سيكرّس نتائج الانتخابات النيابية التي وضَعت جنبلاط في موقعٍ يتيح له القول إنه «الممثل الوحيد للطائفة الدرزية» لمجرّد أنه يَحظى بدعم 7 نوّاب دروز من أصل ثمانية، بعدما لقيَ دعم النائبِ أنور الخليل الذي سمّيَ على لائحة «الوفاء والأمل» بدعم جنبلاط المباشر وترشيح النائب فيصل الصايغ على لائحة «المستقبل» في بيروت الثانية وفق المعادلة عينها.

ولذلك أكّد أرسلان بعد لقائه عون إصرارَه على المواجهة مع جنبلاط بدعمٍ مباشر من وزير الخارجية جبران باسيل، وفق ما سمّاه «المعايير التي وضَعها عون للحكومة الجديدة وينبغي على جميع الأطراف التزامها، لكي لا يطولَ مخاض الولادة الحكومية». وقال في ردٍّ غيرِ مباشر على مطالبة جنبلاط بحصر التمثيل الدرزي به: «إذا أراد البعض الاستمرارَ في الابتزاز، فإنّ الحكومة ستأخذ وقتاً أطول من المعقول ولن يكون تأليفها سريعاً».

وعلمت «الجمهورية» أنّ الوزير ملحم رياشي نَقل إلى عون أمس موقفَ «القوات اللبنانية» المتمسّك وفق «معايير الحجم» الذي كرَّسته الانتخابات بـ 6 حقائب وزارية مِن بينها موقع نائب رئيس الحكومة، الأمر الذي عزّز الاعتقاد بصعوبة مواجهة ما بات يسمّى «عقدة» تمثيل «القوات» بهذا الحجم الوزاري الكبير.

أمّا خوري فنَقل إلى رئيس الجمهورية تشكيلةً حكومية من 30 حقيبة تتضمّن توزيعة أوّلية للحصص الوزارية من دون الإشارة إلى أسماء محدّدة، لكنّها جاءت مرفقةً بالعُقد التي تواجهها، ولا سيّما منها العقدتان الدرزية و«القواتية».

وعند حديثه عن العُقد نَقل خوري إلى عون ما انتهت إليه اللقاءات التي عَقدها أمس الأوّل مع رياشي وخليل والنائب وائل ابو فاعور وتناوَلت صيغة الحريري المقترَحة والمحاولات الجارية للتقريب بين وجهات النظر، كاشفاً عن حجم العُقد التي ما زالت قائمة، ولا سيّما منها الفارق الكبير بين ما يريده باسيل من حصة لـ«القوات» وما تطالب به هي.

الحريري وباسيل

وعلمت «الجمهورية» أنّ الحريري التقى بعد ظهر أمس باسيل الذي أكّد رغبة «التيار» في انضمام جميع الأفرقاء إلى الحكومة الجديدة بما يعكس تمثيلهم النيابي، ولا سيّما منهم «القوات» التي لا يَقبل إبقاءَها خارج الحكومة، على أن تتمثلَ بعدالة فيها. كذلك تناوَل البحث توزيرَ ممثلين عن العلويّين والأقليات المسيحية، حيث تمسّكَ باسيل بهذا التمثيل بغضّ النظرِ عن المواقف الأخرى التي صَدرت في المرحلة الأخيرة.

ملفّ النزوح

وفي جديد ملفّ عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، أعلنَ وزير الخارجية جبران باسيل في بيانٍ إيقافَ طلبات الإقامة المقدّمة لمصلحة مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حين صدور تعليمات أخرى، متّهماً المفوّضية بـ«تخويف» النازحين السوريين عبر طرحِ أسئلةٍ محدّدة تثير في نفوسهم الرعبَ من العودة نتيجة إخافتِهم من الخدمة العسكرية والوضع الأمني وحالة السَكن والعيش وقطعِ المساعدات عنهم وعودتهم من دون رعاية أممية، وغيرها من المسائل التي تدفعهم إلى عدم العودة إلى بلادهم. وطلبَ باسيل درس «إجراءات تصاعدية» أخرى قد تتَّخذ بحق المفوّضية في حال إصرارها على اعتماد السياسة نفسِها.

وأوضَحت وزارة الخارجية في بيانٍ أصدرَه مكتبها الإعلامي «أنّ هذا التدبير جاء بعد تنبيهات عدة وجّهتها الوزارة مباشرةً إلى مديرة المفوّضية في بيروت السيّدة ميراي جيرار، وبعد استدعائها مرّتين إلى وزارة الخارجية وتنبيهها من هذه السياسة، وبعد مراسلات مباشرة من الوزير باسيل إلى الامين العام للأمم المتحدة، ومراسلات من الوزارة إلى المفوّضية والأمم المتحدة، «من دون أيّ تجاوبٍ، لا بل أمعَنت المفوّضية في سياسة التخويف نفسها».

وقالت مصادر وزارة الخارجية لـ«الجمهورية: «هدفُنا واضح وموقفُنا أوضح، نحن مع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، ولن ندخل في أيّ سجال داخلي لا يؤدي إلّا إلى شرذمة وإضعاف الموقف الوطني. علماً أنّ أيّ إحصاء يُجرى الآن في كلّ لبنان ستقول الغالبية الساحقة فيه بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم».

وأكّدت المصادر أنّ «قرار وزير الخارجية يأتي من ضِمن صلاحياته ولا لبْس فيه البتة، كما أننا لسنا في وارد التصعيد ضد المفوضية إذا أحسَنت مسارَها في الملف، أمّا إذا تعنّتت فسيكون موقفنا متشدّداً أكثر، وهذا حقّنا، وكلّ خطواتنا ضمن المصلحة الوطنية العليا وتحفظ سيادتنا اللبنانية».

وعلِم أنّ تدبير باسيل الذي بَحث فيه مع الحريري أمس، هو خطوة أولى وستتبعها خطوات أخرى إذا لم تستجب المفوضية، خصوصاً في ظلّ وجود مناطق آمنة في سوريا يمكن النازحين أن يعودوا إليها. وأكّدت مصادر وزارة الخارجية أنّ خطوة وزير الخارجية هي من ضِمن صلاحياته وأنّ الكلام عن عدم جوازها في ظلّ حكومة تصريف أعمال مجافٍ للحقيقة، خصوصاً إذا كان هذا الكلام صادراً عمّن تاريخُه مطبوع بالوقوف مع الخارج على حساب مصلحة لبنان».

في الموازاة، شدّدت مصادر تواكب ملفّ النزوح «على وجوب أن تترافق خطوة باسيل مع دعوة رئيس الجمهورية سفراءَ الدول الخمس الكبرى وممثّلتي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في لبنان إلى اجتماع عمل والإبلاغ إليهم أنّ لبنان قرّر نهائياً إعادة النازحين إلى بلادهم».

ولاحظت المصادر أنّ موقف وزارة الخارجية «لم يأتِ من عدم أو بين ليلة وضحاها، بل جاء بعد ما حصَل في عرسال وسعيِ مفوّضية اللاجئين للحؤول دون عودة النازحين الى سوريا، علماً أنّ محاولتها لم تترافق مع مساعدات فعلية للبنان الذي يرى أنّ الدول المانحة تعقد مؤتمرات وتعِد بمليارات لا يصل منها ما يكفي لمساعدة النازحين وتأمين عودة كريمة لهم».

وذكّرت المصادر بجهود لبنان لمعالجة هذا الملف منذ أكثر من أربع سنوات بدءاً من جهود حكومة الرئيس تمام سلام واللجنة الوزارية المكلفة ملف النازحين وصولاً الى جهود حكومة الحريري، إلّا أنّ كلّ هذه الجهود باءت بالفشل وظلّت المفوضية تتصرف على هواها و«فاتحة على حسابها» غير عابئة بكلّ التنبيهات المتكررة التي وجّهها إليها رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية، بل استمرّت في عملها لدمج النازحين بالمجتمع اللبناني».

إلّا أنّ هذه المصادر اعتبَرت «أنّ خطوة باسيل وإن كانت شكلية تعبّر عن خيبة أمل من المفوضية، يمكن أن تخلق صدمةً إيجابية لدى المجتمع الدولي، علماً أنّ على لبنان الرسمي أن يحاذر الدخول في نزاع مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموماً، ويُحبّذ التحرّك في اتّجاه العواصم الدولية التي تملك القرار الحقيقي.

حمادة

وإلى ذلك، لاقت خطوة باسيل انتقاد الوزير مروان حمادة، الذي اعتبَر أنّ باسيل «يطلق سياسة جديدة تجاه عودة النازحين السوريين والمنظمات الدولية، وكأن لا حكومة راحلة ولا حكومة آتية ولا مجلس نواب جديد ولا معايير متفَق عليها ضِمن الدولة بقرار من الحكومة واللجنة الخاصة بالملف وبالتلازم مع شرعة حقوق الإنسان».

ورأى «أنّ وزير الخارجية يتصرّف وكأنّ الدولة تعلن «حرب إلغاء» على المؤسسات الدولية من دون حساب للتداعيات المحلية على سمعة لبنان والخسائر المرتقبة، إنْ لم يرحل النازحون وانقطعت المساعدات».

وقال حمادة: «لا يجوز أن تحوَّل المنابر لتهديد المنظمات الدولية وأن يحدّد وزير واحد يصرّف الأعمال سياسات تعني وزارات الداخلية والشؤون الاجتماعية والدفاع والعدل والتربية والصحة أكثر ممّا تعنيه».

درباس

من جهته، قال الوزير السابق رشيد درباس لـ«الجمهورية»: «الموقف من المجتمع الدولي سياسة عامة تتّخذه الحكومة وليس وزيراً حتى ولو كان محِقاً. الموقف هو من الخطورة بمكان. لدى لبنان مصالح كثيرة مع الأمم المتحدة بدءاً من قوات «اليونيفيل»، والمجابهة معها ولو كانت محِقّة لا يتحمّل مسؤوليتها فرد».

وهل يلمس أنّ مفوّضية اللاجئين تعرقل فعلاً عودة النازحين؟ أجاب: «هذه سياستها دوماً، لكن نحن نفتقر إلى السياسة. والحلّ هو في تطبيق السياسة التي أقرّها لبنان عام 2014 وأجمعَ عليها مجلس الوزراء، فليتوحّد الجميع وراء هذه الاستراتيجية وليُخرجوا الموضوع من التجاذب الطائفي والسياسي وليؤكّدوا أنّها قضية وطنية بامتياز، لا أن تتحوّل في الوقت الضائع لعبة ping pong. وضع المجتمع الدولي في ظهرنا مسؤولية مشتركة تتحمّلها الحكومة ومجلس النواب والقوى السياسية الفاعلة لا فردٌ».

سوريا: تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر على أجزاء من البوكمال إثر هجوم عنيف


سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الجمعة على أجزاء من مدينة البوكمال السورية (شرق) في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر، وجاء في وقت يكثف فيه عناصر التنظيم المتطرف، المتوارون في الصحراء، من عملياتهم ضد قوات الجيش السوري وحلفائه.

وبعد أن خسر هذا التنظيم  الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا وبينها مدينة البوكمال في 2017، لم يبق له حضور أو مناطق نفوذ تذكر سوى بعض الجيوب المحدودة المنتشرة بين البادية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.

وقد حذر مراقبون مرارا من هجمات مفاجئة لعناصر التنظيم وخلاياه النائمة ضد المناطق التي أقاموا عليها لسنوات ما كانوا يطلقون عليه " اسمالخلافة الإسلامية".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التنظيم بدأ هجومه الجمعة "بشن عشر عمليات انتحارية من بينها أربع بسيارات مفخخة وستة انغماسيين" قبل أن يتمكن لاحقا من دخول المدينة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي والسيطرة على أجزاء منها.

وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إنه الهجوم الأكبر للتنظيم على مدينة البوكمال منذ سيطرة قوات النظام وحلفائها عليها" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وأضاف "تدور حاليا معارك عنيفة في وسط المدينة أوقعت حتى الآن25  قتيلا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها". وأدت المعارك إلى مصرع  18جهاديا بينهم الانتحاريون العشرة.

غياب الدعم الروسي!

وأشار المرصد إلى عدم تدخل الطائرات الحربية الروسية لدعم قوات النظام في البوكمال. كما لم يصدر أي تعليق من جهات رسمية سورية حتى الآن حول الأمر.

وفي شرق سوريا، يتواجد التنظيم المتطرف في البادية في جيب بين مدينة تدمر الأثرية (وسط)وجنوب البوكمال .كما في منطقة محدودة على الجهة المقابلة للبوكمال عند الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.

من جهة أخرى، تسعى قوات سوريا الديمقراطية، فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى طرد الجهاديين من الضفة الشرقية.

لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" كثف في الفترة الأخيرة من هجماته ضد قوات النظام التي تسيطر على الضفة الغربية للفرات، منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرته في البادية السورية.

الصحراء.. ملاذ أخير للجهاديين!

وقبل أيام قتل45  مسلحا مواليا للنظام جراء هجمات متتالية للتنظيم المتطرف ضد قوات النظام في قرى شمال غرب البوكمال، وتمكن الجهاديون من قطع الطريق بين البوكمال ومدينة دير الزور، مركز المحافظة.

وتعد المناطق الصحراوية الأكثر ملاءمة للجهاديين للتواري عن الأنظار وشن هجماتهم، بعدما باتوا يسيطرون على نحو ثلاثة في المئة من الأراضي السورية فقط.

وفي جنوب دمشق، قتل الخميس22  مقاتلا مواليا للنظام في هجمات مفاجئة أيضا شنها التنظيم المتطرف ضد مواقع لهم في بادية محافظة السويداء وهي من المناطق القليلة في سوريا التي بقيت الى حد ما بمنأى عن المعارك والهجمات خلال سنوات النزاع.

والجمعة، ارتفعت حصيلة قتلى قوات النظام في سوريا جراء هجمات التنظيم المتطرف إلى 209، مقابل 110 جهاديا، وفق المرصد.

فرانس24/ أ ف ب