أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الهجوم على الجيش اللبناني في منطقة رأس بعلبك لم يكن الأول ولن يكون الأخير، مشيرًا إلى أنّ الجيش بحاجة لأسلحة حديثة وبحاجة لدعم سياسي ودعم لوجستي، لافتاً إلى أنّ مثل هذا الدعم ليس متوفراً في هذه المرحلة.
وفي حديث إلى قناة "الميادين" ضمن برنامج "آخر طبعة" أداره الإعلامي ملحم ريا، جدّد أبو فاضل القول أنه ضدّ تبادل الأسرى على صعيد قضية العسكريين المخطوفين، مشيراً إلى أنه لا يرضى بعملية تفاوض بين الدولة اللبنانية والجماعات التكفيرية والإرهابية، مشدّداً على أنه مع عملية عسكرية لإنهاء هذه القضية.
ورأى أبو فاضل أنّ الجبهة قد فتحت بالكامل من الجنوب اللبناني إلى البقاع وصولاً إلى الجولان بعد عملية القنيطرة، مشدّداً على أنّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنامين نتانياهو عندما أقدم على هذا العمل كان متهوّرًا، وشدّد على أنّ هذا الحادث لن يكون لا الأول ولا الأخير، مشيرًا إلى أنّ المقاومة بالمرصاد. وإذ أكد أن حسابات الحزب هي دقيقة دائمًا، لفت إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحده من سيقطع الشكّ باليقين في خطابه المنتظر يوم الجمعة المقبل.
ليس الأول ولن يكون الأخير
أبو فاضل أشار إلى أنّ الهجوم على الجيش اللبناني في منطقة رأس بعلبك كان متوقعًا في أيّ لحظة وفي أيّ مكان، لافتاً إلى أنّ الهجوم لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير لكنه كان كبيرًا، وأكد أنّ رجال الدين الذين يصدرون الفتاوى التحريضية هم المسؤولون عن كلّ شيء، معتبراً أنّ التكفيريين هم جماعة يُدفعون دفعًا لكي يُقتلوا ويَقتلوا.
ورأى أبو فاضل أنّ كلفة الهجوم الأخير كانت عالية جدًا، مع تشديده على أنّ قيادة الجيش هي قيادة واعية وكذلك قائد الجيش العماد جان قهوجي الحريص على الجيش، لافتاً إلى أنّ هناك التفافاً في لبنان حول الثلاثية الذهبية المؤلفة من الجيش والشعب والمقاومة والتي لا تزال قائمة.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الجيش اللبناني لطالما كان مظلومًا منذ ما قبل الحرب، لافتاً إلى أنّ بعض الجهات المرتبطة بالاسلام المتطرف لا تعترف بالجيش ولا تريد الجيش، وشدّد على أنّ الجيش مستهدَف لأنّ وجوده يزعج من يريدون الفوضى.
الجيش بحاجة لأسلحة ودعم
ونبّه أبو فاضل إلى أنّ المشكلة الجوهرية تكمن في كون الجيش لا يمتلك أسلحة رغم كونها مستهدفًا كما يعلم القاصي والداني، ورأى أنه إذا لم يحصل الجيش على أسلحة متطورة لن يستطيع أن يغلق المنطقة الحدودية، ولفت إلى أنّ الوضع كان ليكون كارثياً لو لم تكن المقاومة موجودة وتسانده.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الجيش بحاجة لأسلحة حديثة وبحاجة لدعم سياسي ودعم لوجستي، مؤكداً أنّ مثل هذا الدعم ليس متوفراً في هذه المرحلة، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الإمكانيات التي ينتظر الجيش تسلمها في إطار الهبة السعودية كافية لمرحلةٍ ما، ولكن المطلوب أن تصل هذه الأسلحة الآن وليس خلال سنة أو سنتين.
الجبهة فتحت بالكامل
وفي موضوع عملية القنيطرة والجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق كوادر المقاومة، جدّد أبو فاضل القول أنّ الجبهة قد فتحت بالكامل من الجنوب اللبناني إلى البقاع وصولاً إلى الجولان، واستهجن التساؤلات التي يطرحها البعض عمّا يفعله حزب الله في منطقة القنيطرة، مشيراً إلى أنّ حزب الله أحق بالتواجد هناك من إسرائيل.
وأكد أبو فاضل أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو هو مجرم، وقال: "إذا كان قادراً على فتح معركة، فليتفضّل". ورأى أنّ نتانياهو عندما أقدم على هذا العمل كان متهوّرًا، مشيراً إلى أنّ نتانياهو يستميت للبقاء برئاسة الحكومة، خصوصاً أنه مقبل على انتخابات في شهر آذار المقبل. وأشار إلى أنه يضع كلّ الإسرائيليين اليوم في الملاجئ، وإذا استمرّت الأمور كذلك، فهو ربما يضع نفسه في الملجأ.
المقاومة بالمرصاد
واعتبر أبو فاضل أنّ أيّ حربٍ إسرائيلية اليوم قد توحّد المجتمع العربي برمته، لكنه استبعد ذلك، باعتبار أنّ إسرائيل تتفرّج على العرب يقاتلون بعضهم البعض، وأشار إلى أنّ حزب الله قد يردّ على الضربة من خارج لبنان وسوريا، موضحًا أنه سيردّ بضربة موجعة تنهي أحلام نتانياهو بالعودة للسلطة.
وشدّد أبو فاضل على أنّ هذا الحادث لن يكون لا الأول ولا الأخير، مشيرًا إلى أنّ المقاومة بالمرصاد. وأكد أنّ رمزية الاعتداء على حزب الله في قلب سوريا بهذا الشكل تعني تغيير قواعد الاشتباك، معتبراً أنّ فعل ذلك عليه تحمّل المسؤولية، وشدّد على أنّ أحداً لا يعرف متى يردّ حزب الله، مؤكداً أنّ حسابات الحزب دقيقة دائمًا، وقال: "ستبقى التكهّنات مستمرّة بانتظار كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 30 كانون الثاني، وهو وحده من يقطع الشكّ باليقين".
لعملية عسكرية لانهاء قضية المخطوفين
من جهة ثانية، أكد أبو فاضل أنه ضدّ تبادل الأسرى على صعيد قضية العسكريين المخطوفين، مشيراً إلى أنه لا يرضى بعملية تفاوض بين الدولة اللبنانية والجماعات التكفيرية والإرهابية، مشدّداً عل أنه مع عملية عسكرية لإنهاء هذه القضية.
ورداً على سؤال عن الضير في التفاوض في ضوء التجربة التركية مثلاً على هذا الصعيد، أشار إلى أنّ تركيا هي ربيبة داعش، موضحاً أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الذي خلق داعش وجبهة النصرة، كما أنه زعيم الإخوان المسلمين هو وقطر، وهو على نقيض كبير جدًا مع المملكة العربية السعودية، وقال: "هم وهابيون وهو إخوان مسلمون، وأنا لا أقول إخوان مسلمون بل إخوان مستسلمون"، وأضاف: "هم مستسلمون للولايات المتحدة الأميركية، وأنا لا أثق بهم لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الديني".
أي نأي بالنفس؟
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل ضرورة حصول تنسيق بين لبنان وسوريا لضبط الأمن على الحدود اللبنانية السورية، لافتاً إلى وجود معاهدات تنسيق وأخوة بين الدولتين اللبنانية والسورية، مشيراً إلى أنّ هذه المعاهدات أرقى من السفارة حتى مع احترامه للسفارة ولمن فيها.
واستغرب سعي البعض في الحكومة اللبنانية للمزيد من المشاكل مع سوريا وقولهم أنهم لن ينسقوا مع سوريا، مشيراً إلى أنهم إذا لم ينسقوا لن يصل أهالي المخطوفين إلى أولادهم، موضحًا أنّ هناك مجموعات مسلحة بالآلاف.
وانتقد أبو فاضل ما يسمّى بالنأي بالنفس الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية السابقة إزاء الأحداث السورية، متحدثاً عن وزراء كانوا وما زالوا يذهبون إلى سوريا بالسر، وسأل: "هل يجوز أن نتفاوض مع داعش وجبهة النصرة ولا نفاوض الجيش السوري؟ أيّ منطقٍ هو هذا؟"
سوريا تحولت من نظام إلى دولة
وشدّد أبو فاضل على أنه لا يوجد ديمقراطية في الدول العربية، وأشار إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لم يستطع أن يحكم منذ أن استلم الرئاسة وحتى اليوم، لافتاً إلى أنه قدّم الكثير من التنازلات والإصلاحات لكنّ المخطط كان تدميرسوريا وتكريس الفوضى لا الإصلاح.
وأكد أبو فاضل أنّ الرئيس السوري بشار الأسد ليس الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ولا الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ولا الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ولفت إلى وجود نظام معقد في سوريا، وقال: "مهما فعلوا لن يستطيعوا إسقاط الرئيس الأسد".
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ سوريا تحوّلت من نظام إلى دولة بكلّ ما للكلمة من معنى، بمعنى أنه لا يمكن فصل الدولة عن النظام، ولفت إلى أنه لا يوجد دولة في العالم ينشق رئيس حكومتها ويفرّ مع أسرته وتبقى الدولة ولا تتأثر. وشدّد على أنّ النظام في سوريا يقف في وجه مخطط تقسيم المقسم وتفتيت المقسم، وهو الذي يحافظ على كلّ الأقليات في المنطقة.
وفي الموضوع اليمني، لفت أبو فاضل إلى أنّ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي طالب بإشراكه في السلطة، مشيراً إلى أنّ تركيبة الرئيس اليمني الحالي تركيبة سعودية، وأعرب عن اعتقاده بأنّ هذه التركيبة سقطت وولت.
من جهةٍ ثانية، أشار أبو فاضل إلى أنّ الملك السعودي الجديد هو الذي يقرّر سياسة المملكة، معتبراً أنّ السعودية فتحت اليوم على أكثر من اتجاه. ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ لبنان لا يشكل أولوية، معرباً عن اعتقاده بأنّ هناك أولويات أخرى في حال حصول حوار سعودي إيراني، مثل الوضع في البحرين والوضع في اليمن وغيرهما.
وفيما شدّد أبو فاضل على وجوب أن يسرع المسيحيون في لبنان لانتخاب رئيسٍ بينهم، اعتبر، ردًا على سؤال آخر أنّ من إيجابيات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله حتى الآن بدء العمليات الأمنية انطلاقاً من سجن رومية، ولفت إلى وجود محللات ومحرمات في هذا الحوار، ومن بين المحرمات سلاح المقاومة وقتاله في سوريا.