النشرة
اعلن رئيس "كتلة المستقبل" فؤاد السنيورة "أن فكرة دعم النائب سليمان فرنجية للرئاسة جدية، ولكن يجب ألا نضع على لسان اسعد الحريري أكثر مما هو موجود حالياً، وهو تَداوُل للفكرة فقط"، موضحاً "اننا كلنا نشارك حالياً في المشاورات سواء على مستوى "تيار المستقبل"أو على مستوى 14 آذار، أو من خلال الحوارات الجارية بيننا وبين الأفرقاء الآخرين".
وجاء كلام السنيورة في حديث أجرته معه صحيفة "الراي" الكويتية في الكويت ويُنشر غداً الجمعة، اذ قال رداً على سؤال حول اذا كان "طرح الرئيس الحريري اسم فرنجية للرئاسة جدي": "الرئيس سعد الحريري لم يعبّر بعد عن هذا الموقف، ولكن هناك حواراً يجري في هذا الشأن، وثمة تداول لدى مختلف الفرقاء اللبنانيين في هذا الصدد"، لافتاً الى انه "بعد 32 جلسة برلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية، ما زلنا وكأننا في الجلسة الأولى، فالموقف لا يزال هو هو، وهناك مَن يصر على أن يصار إلى إنتخابه كرئيس للجمهورية ويرفض ممارسة الأساليب الديموقراطية، فإما إنتخابه أو يعطل النصاب في جلسة الإنتخاب"، ومشيراً الى "ان هناك مَن يقف إلى جانب هذا المرشح أيضاً، لأنه يستفيد منه بطريقة أو بأخرى بأنه يعطيه تغطيةً لوجوده ولسلاحه واستمرار سلاحه".
وذكرّ السنيورة بـ "أن هذا السلاح كان أساساً موجهاً تجاه إسرائيل وللدفاع عن لبنان، ولكننا وجدنا منذ فترة أن هذا السلاح أصبح موجهاً إلى غير الوجهة التي جرى تقبلها في البداية، وبات موجهاً للداخل اللبناني ولمجموعة من اللبنانيين. ثم امتدّ هذا السلاح ليدخل إلى سورية ويشارك في الحرب الدائرة مع نظامٍ جائر يستعمل أسلحته التي جمعها بعرق السوريين وعرق العرب لإبادة شعبه. ولهذا كله لم نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية".
واكد في السياق نفسه "ان تطورات المنطقة وزيادة حدة التوتر مع التدخل الروسي في سوريا، والشحن المذهبي والطائفي الذي يُمارَس، فضلاً عن الارهاب الآتي من رحم الاستبداد، كلها تستدعي منا النظر بكثير من التبصر والحكمة لإيجاد الوسائل والطرق التي تنأى ببلدنا عما يجري في المحيط"، وقال: "لبنان يعاني من استمرار التهديد من الجانب الإسرائيلي، وأيضاً من جانب آخر من استمرار تدخلات إيران في لبنان وفي المنطقة، ونحن نفتش عن الطريق الذي يؤدي إلى التقليل من الآثار السلبية التي يمكن أن تؤثر على الوضع اللبناني وعلى قدرة لبنان على الصمود في وجه المتغيرات، ولذلك جرت محاولة فتح نافذة صغيرة للبحث عن بدائل معيّنة وهو ما يجري حالياً. وقد تنجم عن هذا الأمر تطورات وقد لا تنجم".
وهل سيعود الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة؟ ردّ السنيورة: "النقطة التي نبحث فيها حالياً هي انتخاب رئيس للجمهورية، وعندما ننتهي من هذه النقطة، جميع الخطوات تصبح ضمن عملية متلاحقة وموجودة. وفي مسألة الترشيح، فمن حق سعد الحريري أن يرشح نفسه بالتأكيد، ولكن في النهاية الذي يسمي الحريري لتأليف الحكومة هو مجلس النواب بحسب الدستور اللبناني، وذلك عندما تستقيل الحكومة أو اعتبارها مستقيلة بعد انتخاب رئيس جديد"، مشددا على "ان العلاقة الوثيقة التي تربطنا سوياً ليست وليدة البارحة، بل هي علاقة عميقة وطويلة جداً ومبنية على الصداقة والإحترام وعلى التحسس في الشأن العام والتعاون الوثيق في ما بيننا والذي لا تهزه الشائعات والدعايات المغرضة التي لا ترضى أن يكون هناك إثنان متفقان، ولذلك يحاولون أن يجدوا أسباباً ويخترعوها لوجود خلاف"، وأضاف: "أريد ان أقول انه لم يكن ولن يكون هناك خلاف بيني وبين الرئيس الحريري. وإن شاء الله تبقى هذه العلاقة المبنية على عرى وثيقة جداً من علاقات الصداقة والمحبة والانتماء الى الوطن والانتماء الى نفس المدينة والإنتماء الى الماضي الذي يربطني بالشهيد رفيق الحريري".
وفي سياق منفصل قال: "الوضع في سوريا ناتج عن العنف الذي استعمله النظام وهو الذي كان يستولد بشكل مباشر او غير مباشر التنظيمات الإرهابية. اما بشأن روسيا، فنحن كنّا دائماً حريصين على الصداقة مع الجانب الروسي، ولكن كان بإمكان الإتحاد الروسي ان يدخل بالشكل الصحيح الى سوريا وهو الباب الذي يُطَمْئِن السوريين الى أنه سيصار إلى اعتماد ما تم التوافق عليه في جنيف وإحداث التحول نحو الدولة المدنية. أما ما نشهده الآن فهو مزيد من الطائرات التي تستهدف المعارضة السورية وليس "داعش".
وحتم: "الواقع ان هزيمة "داعش" يجب أن تحصل، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث من خلال استيراد جماعات متطرفة اخرى الى سوريا، وما سيحارب "داعش" هو الاعتدال فقط، ولذلك نحن بحاجة إلى تصحيح هذا التوجه. وهناك إشكالات عديدة تمر بها سوريا والدول العربية التي تعاني من الاستبداد من جهة ومن الخطر الإسرائيلي من جهة ثانية ومن جهة ثالثة التدخل الإيراني في المنطقة".
0 comments:
إرسال تعليق