جوزيف ابو فاضل: لا رئاسة في لبنان الآن والخلاف بين جعجع والحريري موجود

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ السعودية اتفقت مع مجموعتها في لبنان على سحب الهبة السعودية لإحداث ضغطٍ معيّن، مشيراً إلى أنّ السعودية متورطة في الحرب على سوريا والحرب على اليمن وكذلك الحرب على العراق ومنخرطة في عشرات الجبهات، مذكّراً بأنّ السعودية وعدت بهبة بعدما هاجمت البيئة الحاضنة لها في عرسال الجيش اللبناني.

وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أداره الإعلامي رواد ضاهر، اعتبر أبو فاضل أنّ الهبة السعودية بحدّ ذاتها كانت نكتة سمجة، متسائلاً عن سبب عدم وصولها طيلة الفترة الماضية، مستغرباً في الوقت عينه الموقف السعودي من لبنان، في وقتٍ يعلم الجميع أنّ لبنان منقسم بين مؤيد للسعودية ومؤيد لإيران، وبالتالي لا يحق لا للسعودية ولا لإيران الامتعاض من موقف لبناني حيادي.

مخطط لضرب سلام وإحراجه؟

أبو فاضل علّق على استقالة وزير العدل أشرف ريفي من الحكومة، والتي تمّ الإعلان عنها أثناء المقابلة معه، حيث ربطه بالخلاف القائم بينه وبين الرئيس سعد الحريري، كما قرأ هذه الخطوة في سياق مخطط لضرب الرئيس تمام سلام وإحراجه حتى يشتبك مع حزب الله، وأشار إلى أنّ الرئيس تمام سلام عندما يجمع الحكومة ليحمّلوا حزب الله مسؤولية ما يجري من سوء علاقات بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وبين حزب الله، فهذا الأمر سيكون بمثابة انتحار للحكومة.

ورداً على سؤال، تحدّث أبو فاضل عن خطواتٍ أخرى وأكبر قد يلجأ إليها الوزير ريفي في الأيام المقبلة، رافضاً إهانة المحكمة العسكرية، ولفت إلى أنّ الاستقبال في طرابلس للرئيس الحريري لم يكن كما يريد الأخير، وأشار إلى وجود رؤوس كبيرة في تيار المستقبل أمثال الرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق والوزير أشرف ريفي، وكلّ هؤلاء يريدون أن يكونوا رؤساء حكومة، ولكنّه أعرب عن اعتقاده بأنّ الوزير ريفي يخسر مع الوقت إذا استمرّ في تصعيده مع الرئيس الحريري.

أين حلفاء حزب الله؟

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الهبة السعودية لم تكن موجودة، واعتبر أنّ السعودية لها القيمة الأكبر معنوياً ومادياً بين الدول العربية، مشدّداً على أنّه لا يهاجمها ولكنه يوصّف الوضع، ودافع عن موقف وزير الخارجية جبران باسيل، الذي كان واضحًا في موقفه، علمًا أنّه كما الجميع استنكروا الاعتداء على القنصلية السعودية في طهران.

واعتبر أبو فاضل أنّه إذا كان هناك خلاف بين السعودية وإيران أو بين السعودية وحزب الله، فهو لا يجب أن ينعكس على لبنان، وتساءل أين حلفاء حزب الله وحلفاء المقاومة، ملمّحاً إلى أنّ الكثير من هؤلاء لم يُظهِروا تأييداً للبيان الذي صدر عن الحزب بعد الإعلان عن وقف الهبة السعودية، وأنّ بعض هؤلاء يعيدون حساباتهم، مشدّداً على أنّ موقف حزب الله موقفٌ مشرّف.

قضية أمير الكبتاغون منتهية

وأكّد أبو فاضل وجوب أن يقف هؤلاء مع حزب الله في هذا التوقيت بالذات وهو الذي يقدّم التضحيات، ولفت إلى أنّ وقف الهبة السعودية ليس عقاباً لحزب الله بل عقاباً للبنانيين بشكلٍ عام، وأشار إلى وجود أزمة مالية في السعودية، معتبراً أنّ قيام السعودية بدعم مصر في هذه المرحلة لا ينكر هذه الفرضية، ولكنه مرتبط بوجود مصالح للمملكة في مصر، وهو ما لا ينطبق على لبنان.

ورداً على سؤال، شكّك أبو فاضل بأن تكون قضية وقف الهبة مرتبطة بمسألة أمير الكبتاغون كما أشار المغرّد السعودي الشهير مجتهد، لافتاً إلى أنّ هذه القضية بحكم المنتهية، متحدّثاً عن مساعٍ لتبرئته وإطلاقه باعتبار أنّ هناك من قال أنّ هذه البضاعة له ولا علاقة لأمير الكبتاغون بها.

هل نعادي الجميع؟

وفي سياق متصل، اعتبر أبو فاضل أنّه بمجرّد أنّ السعودية قامت بإيقاف هبتها، انطلقت جماعتها في لبنان بحملات التهويل والصراخ، لفت في المقابل إلى أنّ أميركا في المقابل تدعم الجيش اللبناني في وقتٍ يهاجمها نصف الشعب اللبناني من دون أن تقوم قيامة أحد، ملاحظاً أنّ قوى الرابع عشر من آذار نفسها تشتم اليوم الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها باراك أوباما باعتبار أنّه يؤيد التسوية في سوريا، ولكنّ أميركا لم توقف سياسة الدعم للجيش كما فعلت السعودية.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ إيران عرضت من جهتها تقديم هبة للجيش اللبنانية، ولكنّها رُفِضت، بغضّ النظر عن مضمونها، كما أنّ روسيا قدّمت عرضًا ولم يقبلها اللبنانيون، متسائلاً عمّا إذا كان المطلوب معاداة كلّ من أميركا وإيران وروسيا والوقوف على خاطر السعودية فقط.

الحكومة ستنفجر من الداخل

وفيما ذكّر أبو فاضل بأنّ وزير الدفاع سمير مقبل دقّ جرس الإنذار قبل فترة باعتبار أنّ الجيش بحاجة لذخيرة، حذر من إمكانية أن تؤدي جلسة الحكومة لبحث السياسة الخارجية، التي كان يأمل عدم انعقادها، إلى انفجار الحكومة من الداخل، وقال: "نحن لا نقبل أن يتحمّل حزب الله هذا الوزر وهذا العبء"، وأضاف: "8 آذار أمام المحكّ في مجلس الوزراء"، وأعرب عن خشيته من حدوث مشاكل في البلد في حال انهيار الحكومة، وخصوصًا على الصعيد الاقتصادي والأمني، وقال: "كان الله بعون المصرف المركزي والحاكم رياض سلامة والجيش والقوى الأمنية".

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله والمقاومة ليسا ممسحة، معتبراً أنّه إذا كانت السعودية تخسر فهذا ليس ذنب حزب الله، وليس مطلوباً منه أن يخسر لأنها تخسر، ولفت إلى أنّه ليس مع العداء إزاء السعودية ولكنه لا يؤيد سياستها، بل هو يؤيد سياسة حزب الله والمقاومة.

وإذ أكد أبو فاضل أنّه لا يهاجم الحكومة، لفت إلى أنّ الرئيس تمام سلام، الذي يقدّره ويحترمه، أتى رئيساً للحكومة من السعودية، وقال: "ليس دفاعاً عن الوزير جبران باسيل وليس دفاعاً عن حزب الله، ولكن هذا هو المنطق".

 ابتزاز يمارسه الحريري

ورداً على سؤال عن الملف الرئاسي، تحدّث أبو فاضل عن ابتزاز يمارسه الرئيس سعد الحريري على خلفية هذا الملف. وإذ جدّد تأييده لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في السباق إلى قصر بعبدا، أعلن رفضه المسّ إطلاقاً برئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والتجريح به بأيّ شكلٍ من الأشكال، متحدّثاً عن خبث في التعامل مع الوزير فرنجية.

ورأى أبو فاضل أنّ هناك ابتزازاً سياسياً لقوى 8 آذار أو ما تبقى منها، معتبراً في الوقت عينه أنّ هذه القوى اليوم تستخفّ بنفسها، وكأنّها لا تعرف أنّ حزب الله ينتصر في سوريا وينتصر في الكثير من المناطق، وسأل: "هل يعقل أن يأتي الرئيس سعد الحريري ولا يذكره أبداً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؟" وأردف: "هذا يعني أنّ السيد نصر الله يقول أنّه لا يؤمن بهذه الطبخة، وهو ماضٍ بترشيحه للعماد ميشال عون"، وشدّد على أنّ عون هو "كقالب الكاتو من يقترب منه يستفيد مسيحياً ووطنياً".

المعركة على رئاسة الحكومة

ورداً على سؤال، استبعد أبو فاضل إنجاز أيّ تقدم في الملف الرئاسي في المرحلة الراهنة، مقللاً من شأن كلام الرئيس الحريري عن دينامية استطاع إنتاجها، وشدّد على أنّ حزب الله لن يكون ورقة يمكن المساومة بها إيرانياً مع السعودية، ولفت إلى أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة ثبت اليوم أنّها معادلة ذهبية.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ السعودية عندما تقطع الهبة السعودية عن لبنان فهذا لا يوحي أنّها مهتمة كثيراً بالوضع في لبنان، ولفت إلى أنّ المعركة الجوهرية اليوم هي على رئاسة الحكومة في لبنان وليست على رئاسة الجمهورية، وقال: "لا رئاسة في لبنان قبل الاتفاق على السلة بشكل كامل، من رئاسة الحكومة إلى البرنامج والمشروع وغيرها من الأمور".

ورداً على سؤال عمّا إذا كان الرئيس نبيه بري سيتمكن من جمع الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصر الله، قال أبو فاضل أنّه لن يستطيع إذا لم يكن السيد نصر الله موافقاً، وأشار إلى أنّ الأخير ليس بوارد هذا اللقاء في هذه المرحلة.

الطائف بحاجة لتعديل

وشدّد أبو فاضل، رداً على سؤال، على أنّه حتى لو وافق الجميع على اتفاق الطائف، فهو لا يؤيد هذا الاتفاق، مستهجناً كيف وافقت الكنيسة المارونية على الطائف، وكيف ترحّب بعض القيادات المسيحية بهذا الاتفاق وتدافع عنه، كما يفعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مثلاً.

واعتبر أبو فاضل أنّ اتفاق الطائف لا يعني لبنان، مشيراً إلى أنّ النواب المسيحيين الذين شاركوا فيه باعوا كلّ حقوق المسيحيين، مشيداً في المقابل بمواقف عبدو عويدات وبيار دكاش وألبير مخيبر رحمه الله التي وصفها بالمشرّفة، وأوضح أنّ اتفاق الطائف عرّى رئاسة الجمهورية ووضع صلاحياته في يد رئاسة الحكومة.

وشدّد أبو فاضل على أنّ اتفاق الطائف بحاجة لتعديل، رافضاً في هذا السياق نغمة التخويف من المثالثة التي يلجأ إليها البعض من دون أيّ أساس، وقال: "بات المسيحيون في الدولة لا تتخطى نسبتهم العشرين بالمئة"، وأشار إلى أنّ قوى 8 آذار لا تقبل المسّ بصلاحيات رئاسة الحكومة، ولكنّها تطالب بحقوقها، وبالمشاركة الحقيقية في السلطة، ولفت إلى أنّ كلّ فريق ينظر إلى الميثاقية من وجهة نظره.

 جعجع لم ينسَ كلام الحريري

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الدكتور سمير جعجع لم ينسَ اللسعة التي سمعها من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في احتفال البيال في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الأسبوع الماضي، ملمحاً إلى أنّه لا يزال يدرس خياراته، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن يسمع كلاماً من النوع الذي سمعه، علمًا أنه على الصعيد الشخصي أكد أنّه يؤيد الكلام الذي وجهه الحريري لجعجع في احتفال البيال، باعتبار أنّ جعجع لو اتفق مع عون منذ زمن لكان بطبيعة الحال وفّر الكثير على المسيحيين.

وأكد أبو فاضل أنّ ما قاله جعجع بعد ذلك لم يكن متوقعاً أن يقول غيره، وهو ينشد حماية دولية وإقليمية وليس مستعداً للقطيعة مع السعودية مجاناً، ولكنّ الخلاف موجود، لافتاً إلى أنّ الحريري تحدّث إليه بفوقية، وهو ما امتعض منه الشارع العوني، وأشار إلى أنّ جعجع حين يدعو للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس فهو يعلم أنّه ليس هناك نصاب، وقال أنّه في حال كان النصاب سيكتمل فإنّه لن يتأخر في تطييره إذا كان ذلك سيؤدي لانتخاب الوزير سليمان فرنجية، رغم التزامه بالمشاركة في جلسات انتخاب الرئيس.

تسوية وهدوء في سوريا

وفي الملف السوري، تحدّث أبو فاضل عن نوع من التسوية والهدوء، متحدثاً عن هدنة ووقف إطلاق نار خصوصاً على المناطق الحدودية، مشيراً إلى أنّ تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري وغيره من المسؤولين يؤكد هذا الاتجاه، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر سيستمرّ إلى أن يصبح هناك واقع معيّن على جغرافية سوريا، مع قوله أنّ الهدنة قد يتمّ خرقها في مرحلة معيّنة.

ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "على من يقاتلون الدولة في سوريا أن يحسبوا حسابهم أنّهم لن يروا بحراً في سوريا، وهذا البحر لن يروه لا في لبنان ولا في سوريا"، وقال: "هناك مطار طويل عريض في حامات في لبنان بالتعاون بين الجيش اللبناني والأميركيين، واليوم الإنكليز طلبوا من الدولة اللبنانية مطار الشهيد رينيه معوض، وهذا ما يُحكى"، وأضاف: "هناك تسوية كبيرة تركب في المنطقة، ومن يراهن أنه يستطيع تطويق حزب الله وتحميله مسؤولية سيخسر، وحزب الله ليس معنياً بما يحصل بين السعودية واليمن، وهو له رأي سياسي، وهذا الحزب سيكون حيث يجب أن يكون كما قال سماحة السيد حسن نصر الله، وهو ليس حزباً عادياً".

 سوريا سوف تشهد حركة

واعتبر أبو فاضل أنّ سوريا سوف تشهد حركة طويلة عريضة، والشركات الأميركية تستعدّ للمجيء إلى إيران وسوريا، وأشار إلى أنّ تدخلات وتهديدات وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لا تعني شيئاً، لافتاً إلى أنّ آل الأسد أكاديمية ومدرسة في السياسة وفي العسكر، ومن يهاجمون سوريا الأسد يحتاجون مئة سنة للوصول إليهم.

ورداً على سؤال، نبّه أبو فاضل إلى أنّ سقوط النظام في سوريا سوف يؤدي إلى سقوط الجميع كأحجار الداما، وهذا الأمر لا يمكن تحمّل تبعاته بأيّ شكلٍ من الأشكال، وأشار إلى أنّ الروسي لن يخسر في سوريا، وهو لم يأت إلى سوريا ليغادرها بعد سنة، كما أنّ الروسي لا يقبل أن يتم إسقاط طائرة له، ولذلك فهو أفشل مشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتحدّث أبو فاضل عن عملية مركزية تحصل في المنطقة وعن عناية أميركية روسية، وأشار إلى أنّ الأميركيين والروس هم الذين يضمنون هذا الاتفاق، وأكد أنّ الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ بطبيعة الحال وهو ضمانة، والأميركيون سلّموا بهذا الأمر، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأسد والنظام السوري تخطى مرحلة الخطر.

السعودية خسرت

وأكد أبو فاضل أنّ الطريق الدولية ستفتح قريباً جداً بين بيروت ودمشق والأردن، مشيراً إلى أنّ السعودية خسرت في الأردن، وجزم رداً على سؤال أنّ الرئيس بشار الأسد لا يقبل أن يُشرِك أحداً معه في القرار السياسي وفي الحكومة، وجلّ ما يمكن أن يفعله هو أن يُشرِكهم في الأرض، ولفت إلى وجود شخصيات معارضة مخلصة مهمّة جداً، وهناك اتصالات بينهم وبين النظام. ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الروس مصرّون على حل سياسي بعد فرض السيطرة على الأرض، وشدّد على أنّ جبهة النصرة هي القاعدة في الشام، ولا يمكن للروس عدم استهدافهم كما يذهب البعض إلى القول، موضحاً أنّ جبهة النصرة بنظر الروس والدولة في سوريا وكلّ العالم هي جبهة إرهابية شأنها شأن داعش وسائر الفصائل الإرهابية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق