فرنجية من بيت الوسط: نحن والحريري متفاهمون والأمور نحو خواتيم سعيدة

استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري في «بيت الوسط» مساء أمس، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، يرافقه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال روني عريجي، في حضور مستشار الرئيس الحريري غطاس خوري ونادر الحريري. وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية في البلاد، وتخللته مأدبة عشاء استكملت خلالها مواضيع البحث ولا سيما ما يتعلق بالمشاورات والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة.

بعد اللقاء، قال النائب فرنجية: «تشرفت بدعوة الرئيس الحريري، والصداقة التي تربطنا أساساً هي أكبر من كل التفاصيل، خاصة في هذا الظرف الذي لم نكن نتمنى أن يحدث، لكن إن شاء الله تكون الأمور أفضل». 

أضاف: «لقد تبادلنا الآراء، ويعرف الرئيس الحريري أننا لا نتمنى له سوى الخير وسوى أن تتشكل الحكومة اليوم قبل الغد، وبدوره يتفهم وضعنا وهو لا يقبل أن يُنتقص من حقنا أو حق أي فريق في البلد. نحن نوضع أمام موقف وكأننا نعطل، ولكننا لم نرد يوماً أن نعطل. التعطيل يتحمل مسؤوليته الفريقان في مكان معين، فإذا أنا طلبت أمراً معيناً لا أكون أعطل، لو رضي الفريق الآخر بأن يعطينا ما طلبنا، فإنه يحل حينها المشكلة. لذلك، فإن الرئيس الحريري ونحن متفاهمون، وقد طرحنا خريطة طريق للمستقبل إن شاء الله، وأتصور أن الأمور ستتجه نحو خواتيم سعيدة، ولا سيما قبل فترة الأعياد. فالجميع يتمنى أن تكون هناك حكومة».

سئل: ولكن يبدو من حديثك أن «المردة» سيكون خارج الحكومة حتى الساعة؟، فأجاب: «كلا أبداً. لا الرئيس الحريري يقبل بذلك ولا حلفاؤنا يقبلون. فنحن نتحدث من ضمن تحالف، وكنا نطالب بحقيبة أساسية، وحددنا الحقائب التي نرضى بها، والرئيس الحريري تفهم موقفنا ونحن نشكره على ذلك. من هنا نحن نرسم خريطتنا ولا نعمل على كسر أحد، وفي الوقت نفسه لا نقبل أن يكسرنا أحد. فقد باتت الأمور تطرح وكأنها تأديبية، وهذا لا يحل المشكلة. نحن نحاكم تأديبياً وهذا ما لا نريده، فبالتأديب تصبح الأمور مختلفة. نحن نتحدث من أجل حل مشكلة البلد وعلى الجميع أن يتعاون ويتساهل. فليس دائماً إذا لم تلغ المردة نفسها تكون تعرقل البلد، فيما إذا أجرى الآخر اتصالاً يكون يحل الأمور ولا يعرقل».

سئل: حقيبة الأشغال تحديداً هي لحليفك الرئيس نبيه بري، فلما لا يعطيك هذه الحقيبة، فأجاب: «الرئيس بري وأنا متفاهمان، والرئيس الحريري وأنا متفاهمان، وما نقوله أن القصة قصة مبدأ وليست تفاصيل صغيرة.»

سئل: ماذا لو لم تحصلوا على إحدى هذه الحقائب الأساسية؟ إذا «الموضوع ليس موضوع حقائب؟، فأجاب: «نحن نطرح موضوعاً مبدئياً. قد نكون وقفنا مع حلفائنا ضد أنفسنا، واليوم حلفاؤنا يقفون معنا بمطلب محق، ونحن نطلب مطلباً محقاً. هناك من يرفض لنا هذا المبدأ من منطلق التحجيم، فيما لا أحد يمكنه أن يحجمنا».

وكان الرئيس الحريري التقى وفداً من مجلس رجال الأعمال اللبناني- التركي الذي يرأسه عن الجانب التركي رونا يلجري وعن الجانب اللبناني وجيه البزري، في حضور سفير تركيا في لبنان شاغاتي أرجييس.

بعد اللقاء، قال البزري: «لقد شُكل هذا المجلس منذ 14 عاماً، وهو يتابع مسيرة الأعمال اللبنانية - التركية. وزيارتنا اليوم للرئيس الحريري تهدف إلى عرض نشاطات المجلس. وقد وجهنا اليه دعوة لزيارة تركيا على رأس وفد اقتصادي كبير، فور تشكيل الحكومة الجديدة. والرئيس الحريري يشجع هذا المجلس، ووعد بتلبية الدعوة لتحفيز التكامل الاقتصادي بين البلدين».

أضاف: «لقد حضر مع الوفد التركي عدد من الصحافيين الذين يمثلون أكبر الصحف التركية، وهم يحاولون استكشاف الأوضاع في لبنان، ونحن وجهنا اليهم الدعوة لكي يطّلعوا عن كثب على الأوضاع الجيدة في بلدنا ويغيروا الانطباع الموجود لديهم بأننا دولة غير مستقرة. فنحن نريد أن نشجع الأخوة الأتراك ونؤكد لهم أن الوضع في لبنان مستقر سياسياً واقتصادياً وأمنياً، ونعمل على دفع القطاع السياحي، بحيث نزيد عدد السياح الأتراك الذين يمكن أن يزوروا لبنان سنوياً».

ثم استقبل الرئيس الحريري وفداً من مجلس أمناء «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» برئاسة أمين محمد الداعوق وجرى عرض للتطورات الراهنة من جوانبها كافة.

وكان الرئيس الحريري عرض مع سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون، في حضور نادر الحريري، لآخر التطورات السياسية والاوضاع في لبنان والمنطقة. وقال بون بعد اللقاء: «زرت الرئيس المكلّف سعد الحريري لأقدم له دعم فرنسا للخطوات التي يقوم بها في سبيل تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن، وكما تعلمون فإن فرنسا ملتزمة حيال لبنان وتريد أن تتمكن المؤسسات اللبنانية من العمل بشكل صحيح من أجل مساعدة هذا البلد قدر المستطاع. نأمل أن تتشكل الحكومة المقبلة في أقرب فرصة لتتمكن المؤسسات من العمل ويتمكن أصدقاء لبنان من الوقوف الى جانبه وتقديم كل المساعدة التي يحتاجها. لقد أعربت عن دعم فرنسا وشجعت الجهود التي يبذلها».

والتقى الرئيس الحريري طلاباً من مدرسة «ايستوود كوليدج» في منطقة المنصورية، طرحوا عليه أسئلة تركزت في معظمها على مستقبل لبنان والخطوات التي ينوي اتخاذها بعد تشكيل الحكومة خصوصاً ما يتعلق منها بالمسائل البيئية والحياتية، ثم التقط معهم الصور التذكارية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق