الأكراد يتركون الأميركييـــن في مواجهة «داعش» وسط الهجوم التركي على عفرين


الجمهورية ـ
فقدت الولايات المتّحدة الأميركية في حملتها لتعقّب الجيوب الأخيرة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا شريكها الأكثر فعالية في القتال، القوات الكردية التي تركّز الآن على الهجوم التركي. ويخشى المسؤولون العسكريون الأميركيون أن تؤدّي هذه الخسارة إلى المماطلة في مرحلة حرجة من الهجوم وترك الباب مفتوحاً أمام المئات من المقاتلين الأجانب للهروب.
يشكّل الأكراد السوريون ركيزة القوات البرّية التابعة للميليشيات الكردية والعربية التي هزمت تنظيم الدولة الإسلامية الخريف الماضي من المقرّ الذي زعمت أنّه لها في الرقة وطاردت المتمرّدين الفارّين جنوباً على طول وادي نهر الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية.

وفي الأسابيع الأخيرة، قام المسؤولون الأكراد بسحب الآلاف من المقاتلين والقادة من تلك المعركة وأرسلوهم إلى عفرين في شمال غرب سوريا حيث تواجه ميليشيات كردية أخرى هجمات القوات التركية الحادّة.

فبات معظم المقاتلين من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، أو «داعش»، من المقاتلين العرب السوريين. ويشكّل المقاتلون العرب غالبية قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي سوف يقلّ عدد مقاتليها إلى حدٍّ كبير مع غياب تنظيم الأكراد العسكري ومهارتهم اللوجستية.

وفي شهادة أمام الكونغرس، وصف الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأميركي، يوم الثلثاء قوات سوريا الديمقراطية بأنّها «القوة الأكثر فعالية على الأرض في سوريا في القتال ضدّ داعش».

وأخبر فوتيل لجنة الخدمات المسلّحة لمجلس النواب الأميركي: «نريدهم أن ينهوا ذلك – أي إنهاء هذه المعركة».

وقال مسؤولون أميركيون إنّه بدون الأكراد، اضطرّت القوّات العربية ومستشاروها العسكريون الأميركيون إلى إيقاف عمليات التطهير واتّخذوا مواقع دفاعية بمعظمها. فأصبحت القوات الجوية الأميركية مسؤولة عن إتمام المهمّة.

ويُعدّ تطوّر المعركة أحد النتائج الرئيسة الأخرى للقتال الذي امتدّ في الأسابيع الأخيرة في شمال غرب سوريا المضطرب.

ووفقاً لما ذكره القادة العسكريّون والمحلّلون الأميركيون، هذا التطوّر لا يهدّد فقط بإبطاء التقدّم في مواجهة المئات من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يختبئون على طول نهر الفرات أو في الصحارى المجاورة، بل يمكن أيضاً أن يسمح للمقاتلين الأجانب، الذين جعلتهم المعارك قساة، بالهروب إلى داخل سوريا الغربية ومن ثمّ إلى تركيا أو الأردن، أو ربّما بالعودة إلى ديارهم في أوروبا أو إفريقيا للقيام بأعمال تخريب هناك. وأضافوا أنّ الآلاف من المقاتلين الأجانب قد هربوا طلقين إلى الجنوب والغرب من خلال خطوط الجيش السوري.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق