جوزيف ابو فاضل: الدولة في سوريا ليست علوية والنظام ليس طائفياً أو عنصرياً

أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ تركيا وقطر والسعودية هي التي تقف وراء تسليح وتمويل السّنّة وهي التي غرّرت بهم لمقاتلة الدولة السورية، التي لم يكن أمامها في المقابل سوى أن تدافع عن نفسها.
وفي حديث إلى قناة "الجزيرة" من الدوحة ضمن برنامج "الاتجاه المعاكس" أداره الإعلامي فيصل القاسم، شدّد أبو فاضل على أنّ سياسة الدولة السورية لم تكن يومًا طائفية وعنصرية، وخصوصًا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ضاربا مثلا على ذلك بأن غالبية الشخصيات في المشهد السياسي كانوا من السنة، ومنهم من هم في صف الرئيس السوري الحالي بشار الأسد كوزير الدفاع فهد جاسم الفريج ووزير الداخلية ومحمد الشعار.
ولفت أبو فاضل إلى الشعارات التي رفعها من يسمّون بالثوار في الشارع منذ العام 2011، ومن بينها هتافات طائفية تقول "العلوي عالتابوت والمسيحي ع بيروت"، وأشار إلى أنّ المناطق التي لا توالي النظام لا يوجد فيها أحد من المكوّنات الأخرى.

الدولة ليست علوية
ولفت أبو فاضل إلى أنّه تمّ بالأمس إرسال سيارات مفخخة إلى حيّ الزهراء من منطقة فيها بيئة حاضة لداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات، وأشار إلى أنّ الدولة السورية لم تُبنَ في سوريا إلا في عهد الرئيس الراحل بشار الأسد، وذلك على العنصر السنّي ومن ثمّ العنصر العلويّ، ومن ثمّ العنصر المسيحي بصورة خاصة والدرزي أيضًا.
وجزم أبو فاضل أنّ الدولة في سوريا ليست علوية كما يحاول البعض الادّعاء، معدّداً أسماء شخصيات شاركت في حكم سوريا طيلة السنوات الماضية من الرئيس حافظ الأسد إلى عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي ومصطفى طلاس وفاروق الشرع، لافتاً إلى أنّ وزير الدفاع اليوم فهد جاسم الفريج هو سنّي، وكذلك وزير الداخلية محمد الشعار.

"العلوي عالتابوت والمسيحي ع بيروت"
ورداً على سؤال، أكّد أبو فاضل أنّ سياسة الدولة واستراتيجية في هذه الحرب ليست تهجير الناس وإنما هي وقف النزف وعدم الاستمرار بتقتيل الناس، لافتاً إلى أنّ اتفاق الفوعة كفريا الزبداني الذي بدأ تنفيذه على الأرض هو اتفاق إنساني.
وأشار إلى أنّ أحداً في الدولة السورية لم يكن يتحدّث بالطائفية قبل العام 2011، لافتاً إلى أنّ الأمور تغيّرت عندما بدأت ما تُسمّى بالثورة، علمًا أنّه أكّد أنّه لا يؤمن بوجود ثورة في سوريا من الأصل، كاشفاً عن رفع شعارات طائفية في الشارع من قبيل "العلوي عالتابوت والمسيحي ع بيروت".

النظام ليس طائفياً
وشدّد أبو فاضل على أنّ النظام في سوريا ليس طائفياً، وسأل: "من دعم حركة حماس؟ ألم تكن سوريا؟" ولفت إلى أنّه عندما كان رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل موجوداً في قطر وتدور طائرته في الجو، كانت سوريا هي التي استقبلته.
وأشار إلى أنّ الدولة السورية هي التي احتضنت أيضًا الفلسطينيين بمختلف فصائلهم من الجهاد وغيرها، وهي لم تتعاطَ معهم من منطلق طائفي في أيّ يوم.

تركيا والسعودية وقطر
وتساءل أبو فاضل عمّا إذا كان القرار في سوريا اليوم هو فقط بيد الرئيس بشار الأسد، ولفت إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والسعودية وقطر هم الذين موّلوا ما يسمّى بالثورات وهي دول سنّية، وهذه الدول دعمت السوريين الذين يعتبرونهم ثواراً، واليوم هناك مكتب لجبهة النصرة في قطر، وقال: "عندما ترسل سلاحاً وترسل متفجّرات وترسل صواريخ متطورة للشعب السوري ليقاتل دولته، هذه ستكون النتيجة، والدولة من حقّها أن تدافع عن نفسها".
وأشار أبو فاضل إلى أنّ إردوغان والدول العربية الإسلامية السنية الكريمة، عندما يهجّر إليهم السوريين، يتمّ وضعهم في الخِيَم، في حين أنّ السوريين في لبنان موجودون بين البيوت ولم يتمّ حصرهم في مخيّمات، رغم أنّ أعدادهم في لبنان هي الأكبر على الإطلاق.

إردوغان دعم بالسلاح والإرهابيين
من جهة ثانية، سأل أبو فاضل: "من الذي دعم ما يسمّى بالثوار ليذهبوا إلى تركيا ومن ثمّ ليموتوا في البحر؟ من الذي أرسل مليون سنّي هجّرهم من سوريا إلى تركيا ومن تركيا إلى اليونان؟"
ورأى أبو فاضل أنّ قطر دعمت بالأموال، في حين أنّ إردوغان، الذي وصفه بالعثماني، دعم بالسلاح وبالإرهابي وغطّى نفسه بداعش وقصف السوريين، وسأل: "لماذا الدول السنية الكبيرة لا تعتني باللاجئين؟"

لا فرز في سوريا
وفي سياق متصل، رفض أبو فاضل ما يُحكى عن تفريغ لسوريا من سكانها، وأشار رداً على سؤال إلى أنّ حزب الله والشيعة لا يفرضون على أحد بحدّ السيف أن يتشيّع، وهذا معروف، ونفى أن تكون الدولة السورية تقوم بأيّ فرز كما يوحي البعض.
وذكّر أبو فاضل بدخول الإرهابيين إلى معلولا، وكيف استباحوها، مستغرباً أن يكون هناك من يدافع عن ممارسات وحوش جبهة النصرة رغم كلّ ذلك، ولفت إلى أنّ هؤلاء التكفيريين يقتلون حتى المشايخ السنّة، وسأل: "منذ متى يُخطف المطارنة ورجال الدين في سوريا؟"

قهر يعانيه الدروز
وأشار أبو فاضل إلى أنّ جبهة النصرة قامت بتصفية الشيخ الدرزي المعروف أبو سلمان حسن الزعبي في بلدة مرتحوان في جبل السماق بريف ادلب أمام عائلته، حيث قامت بقتله وتصفيته وهدم منزله، وتحدّث عن 18 قرية درزية في إدلب وعن قهر يعانيه الموحّدون الدروز بسبب هذه الممارسات.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الشهيد البطل سمير القنطار، عميد الأسرى المحررين في السجون الإسرائيلية، الذي سعى حزب الله لإخراجه واهتمّ به، لم يتجرّأ أيّ زعيم لبناني أي يهتمّ به، لا الحكومة الشرعية ولا الشخصيات الدرزية.

الشام عاصمة الأمويين
وأكّد أبو فاضل أنّ الشام هي عاصمة الأمويين، ولا أحد يستطيع تغييرها، وكذلك حلب لا أحد يستطيع تغيير نكهتها، مشدّداً على أنّ شكل سوريا الديمغرافي لم ولن يتغيّر، لكنّه تساءل عن الذنب الذي اقترفته ربلة وصدد ومهين وصيدنايا وغيرها من المناطق التي يقاتلها الإرهابيون من جبهة النصرة.
وسأل عن موقع الأكراد من مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في سوريا، مشيراً إلى أنّ إردوغان لم يقبل بمشاركتهم، وكأنّهم ليسوا سوريين، ونفى أن يكون اتفاق الزبداني كفريا الفوعة عبارة عن تشييع وتغيير ديمغرافي، لافتاً إلى أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تدخّل في هذا الموضوع إنسانياً، وهو رجلٌ له باع طويل وله علاقات وثيقة مع القطريين.

سوريا ستبقى
وأكّد أبو فاضل أنّ العرب السنّة في سوريا هم أساس سوريا وكذلك العرب السنّة في لبنان والعراق الذين يشكّلون أساس المنطقة إضافة إلى نظرائهم في سوريا.
وشدّد في الختام على أنّ سوريا ستبقى ما هي وستعود كما كانت، مستشهداً بالتجربة اللبنانية حيث عادت الكنيسة كنيسة والجامع جامعاً بعد الحرب.
وانتقد ما يُحكى عن تغيير ديموغرافي والادعاءات التي تُساق في هذا الإطار، واصفاً إياها بأنّها فكاهة إعلامية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق