هكذا أصبح اللبناني ابن بلدة كونين الجنوبية عبد الله حمود نائباً أميركياً في عمر الـ25 عاماً

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو

"لو لم يكن لبنان وطني لاخترتُ لبنان وطناً لي"، كلمات قالها عبد الله حمود الشاب الذي رفع اسم بلده في الاغتراب، بعدما اجتاز الخطوة الأولى في طريق السياسة بنجاح، منتزعاً مقعد الحزب الديموقراطي لتمثيل مدينة ديربورن في مجلس نواب ولاية ميشيغن (الدائرة الـ15) بتفوّقه على خمسة مرشحين ديموقراطيين، ليكون أصغر نائب أميركي من أصل عربي يتبوَأ موقعاً نيابياً في الولاية.

لهذا ترشّحتُ
سيذكر التاريخ لعبد الله المدعوم من "اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي" انجازه الكبير، بعدما حصل على 3477 صوتاً في الانتخابات التي جرَت يوم الثلاثاء الماضي، فهو من أبرز الناشطين فـي مجال البيئة والصحة، عملَ مستشاراً متطوعاً للعمل فـي وكالة الأمم المتحدة للإغاثة "أونروا" فـي الأردن فـي الرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين، ليتولَى بعدها عضوية "تجمع العرب الأميركيين" فـي الحزب الديموقراطي فـي ميشيغن، وهو مستشار للرعاية الصحية للنظام الصحي لمستشفى هنري فورد وشركة "هاب" للتأمين الصحي.
لم يسبق لحمود (25 عاماً) ان تبوأ منصباً سياسياً، لذلك عندما سألته "النهار" عن شعوره ضحك وقال بلغة عربية ممزوجة بالانكليزية "احمد الله ان النتيجة صدرت لمصلحتي، اشكر جميع من وقف الى جانبي، لا سيما المجموعة التي عملت معي يداً بيد". وعن كيفية اتخاذه قرار الترشح قال: "منذ ست سنوات اعمل في السياسة، عندما فتح باب الترشيحات سألني المقرّبون ان كنت افكر بالأمر، ناقشت الموضوع مع اصدقائي وعائلتي والقادة المنظمين في ديربورن، وبعد ان اخذت الدعم منهم ترشحت".

لبنان في القلب
ابن بلدة كونين الجنوبية زار لبنان مرة واحدة "عام 2007، أردت التعرف على جدي وجدتي اللذين كانا يسكنان حينها في الضاحية الجنوبية وبالتحديد في حارة حريك، فمكثت عند اقربائي في تبنين نحو اسبوع قبل أن أعود الى أميركا، ارغب اليوم بمعاودة زيارة وطني، رغم وفاة جدي عام 2010 وسفر جدتي الى الولايات المتحدة".
لعبد الله اربعة اشقاء وشقيقة، ولفت إلى أنّ "والدتي من عائلة بزي من بنت جبيل، توفي شقيقي قبل شهر من ترشحي للانتخابات بذبحة قلبية، ما أحزنني كثيراً، فأنا متعلق بالعائلة والأصدقاء، وأكثرُ ما أحبّ فعله تمضية الوقت معهم الى جانب ممارسة رياضة كرة القدم والطائرة".
وعن طموحه، قال: "انا أركز اليوم على معرفة ما يجب فعله غداً، لا أفكر بالمستقبل البعيد، وسأعمل بعد نجاحي على مواضيع الصحة، الثقافة، البيئة والاقتصاد".

فخر لكلّ لبنان
كونين فخورة بما حقّقه ابنها ، وبحسب ما قاله جواد عمّ والده حسين لـ"النهار": "ما حققه عبد الله فخرٌ لكل لبنان، على الرغم من ان والده حسين ولدَ في السعودية، وقد شاءت الظروف ان ينتقل الى الولايات المتحدة الأميركية، تزوّج في ذلك البلد، وأنجب عائلة، ابنه عبد الله الذي نفتخر بما حققه حتى الآن شابٌ طموحٌ ولدَ في مدينة ديربورن، درس في مدارسها، تخرج من ثانوية "فوردسون"، ثم من جامعة ميشيغن في "آناربر" حيث حازَ على شهادة البكالوريوس في البيولوجيا وشهادة الماجستير في الصحة العامة". وأضاف ان "آخر مرة زارَ فيها حسين لبنان كانت عام 2010 عندما توفيَ والده، جاء وعائلته من دون عبد الله بسبب انشغالاته الكثيرة، لكن هو دائم الاتصال بي، يطمئن عليّ بين الحين والآخر".

غدٌ أفضلٌ
وقفت الجالية العربية خلف حمود، كونه بحسب جواد "شاباً موهوباً ومتواضعاً الى أبعد الحدود، دأبَ على خدمتها وتقديم كل مساعدة ممكنة لها".
وفي احتفال النصر، خاطبَ حمود أنصاره قائلاً: "هذا الفوز هو فوزكم أنتم، وليس فوزي على الإطلاق، وسكان مدينة ديربورن آمنوا بالدور الذي يمكن أن ألعبَه تحت قبة الكابيتول في لانسنغ كنائب عنهم، أما أولوياتي فهي العمل لغد أفضل من خلال التركيز على قضايا الصحة النفسية ومكافحة تعاطي المخدرات والإدمان، والتلوث البيئي، لا سيما تلوث الهواء، في منطقة "الساوث إند" وتأمين التمويل الضروري في مجال التعليم والمدارس، اضافة الى الضغط من أجل توسيع شبكة النقل العام في المدينة وغيرها من القضايا".
مرة جديدة يسطع نجم لبناني في سماء الاغتراب، ليؤكد أن هذا البلد الصغير قادر على أن يضيء العالم!

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق