طوني فرنجية لوالده: أفتخر بك وبتاريخ العائلة... «المردة» بعهدتك «اليوم وبُكرا» ووصيتك أمانة

كان عيدَ العمل، لكنّ طوني بك أصرّ على استقبالنا ... «لاحقين نعيّد» على حد تعبيره، فالعمّال في بنشعي ليسوا متحمّسين للاستراحة أو حتى للاحتفال بالعيد لكي يعاودوا العمل لاحقاً! فالوقت ثمين وفريق عمل طوني بك فرنجية المرشّح الواعد لتيار المرَد ة لا يهدأ. أمّا الاحتفال بعيد العمل فسيتمّ التحضير له بعد نتائج الانتخابات النيابية وبعد النصر، وفق ما ألمح إليه طوني بك مرشّحُهم الأحبّ الذي كشَف عن باقة من المفاجآت يُحضّر لها تيار المردة مع الحلفاء نتيجةً «للعمل» الصادق الذي سيوحّد صفوفهم .
بابتسامة راقية أوضح المرشح الأكثر وسامةً في الانتخابات النيابية اللبنانية وفق الاستطلاعات الشبابية انّ هذا العمل الجدّي والمتجدد هو الذي سيعيد تموضع خارطة تيار المردة الجغرافية وليس الاستراتيجية ليصنّفها فتنتشر على امتداد الوطن.

امّا مسار سفينة تيار المردة فأكد الابن الواعد بأنّ الربّان سيبقى سليمان بك فرنجية الذي ما زال شاباً، وفق تعبير طوني بك فرنجية، كما انّ الأخير ما زال متعطّشاً للخبرة السياسية التي يكتسبها من الوالد، موضحاً أنّ طعم الشهرة والاضواء لم يستهوِه يوماً كما لم يستهوِ أخاه باسل، ولطالما ابتعدا عن الاضواء والمناقشات السياسية ايام الدراسة فآثرا الصمت حتى إشعار آخر

طوني والسياسية

يكشف طوني فرنجية انّ وضع البلد وحالة الالغاء الممنهجة التي شُنّت على تيار المردة ورئيسِه كانا الدافع «للصحوة السياسية».

لا تعرف إذا كانت في الجينة لكن حين تُجالس طوني بك تشعر بأنّ هذه «الصحوة السياسية» التي حثّته ليراجع تاريخ العائلة و«يِعْلَق» ويقرّر رفع راية المردة وشأنها من المناطقية على امتداد الوطن ليس «صحوة زغرتاوية» بالمفهوم اللبناني الرائج بل هي صحوة تجديد وتحديث ترتكز على التجدّد والكفاءة والشمولية

وحين سألناه كيف سيتحقّق ذلك وأنت اخترتَ فريق عملك من زغرتا فقط؟

يوضح فرنجية انّ «فريق عملنا الذي يعمل في زغرتا من الطبيعي أن يكون من المنطقة، انّما في المستقبل سيكون من كافة المناطق، والمعيار ستكون الكفاءة، امّا بالنسبة لحملته الانتخابية الشخصية فلفتَ إلى أنه يستعين بفريق والده والفريق الشبابي الخاص به، فيما يعترف فرنجية للجمهورية بضرورة الإمتثال لوصية الوالد الذي أطلقها في مهرجان تيار المردة الانتخابي الذي حشد في بنشعي، حين أوصى المناصرين العملَ على الانتشار في لبنان كافة. لانّ تاريخه يخوّله الامتداد على مسافة الوطن وليس فقط من الشمال.

الانتخابات والحلفاء

يؤكد سليمان بك انه لم يكن هناك عقبات مهمة رافقت تشكيلَ لوائحهم، امّا بالنسبة للشيح بطرس حرب فيدعو فرنجية المعترضين من الفريقين الى التطلع على القواسم المشتركة بين حرب وبين تيار المردة.

امّا بالنسبة للعلاقة مع ميشال معوض فأكد فرنجية انّ تيار المردة لا يستبدل حلفاءه على حساب احد، ومقياس الانتخابات البلدية لا يتطابق مع الانتخابات النيابية

الاستنجاد بفرنجية في زغرتا والكورة؟

يقرّ فرنجية انّ ما حصل مع سليم كرم كان سوء فهمٍ لكنّ حكمة الوالد اصلحَت الوضع ولا عودة الى الوراء.

امّا بالنسبة الى الكورة فلم يتم الاستنجاد بسليمان بك وفق ما اشيعَ بحجّة انّ الوزير السابق فايز غصن متوجّس من انضمام سليم سعاده مرشّح الحزب القومي السوري الى لائحتهم، مذكّراً بأنّ غصن كان اولَ الداعمين لسعادة، وهو الذي شجّع انضمامه الى اللائحة قبل الجميع، كما ذكر فرنجية بأنّ غصن هو نائب تيار المردة، فكيف سيَخونه التيار وهو لم يتخلَّ يوماً عن حلفائه، فكيف إذا كان ركناً اساسياً فيه؟

لم ينكِر فرنجية الصداقة التي تجمعهم بنائب رئيس جامعة البلمند ميشال نجار ورَجل العمل الكوراني مسعد بولس، مؤكّداً بأنّهما يشكلان اضافةً نوعية الى الكورة وتيار المردة مستقبلاً، والتيار يفتخر بتعاونه معهما، إلّا أنّ المردة لم تلتزم معهما بأيّ اتفاق مستقبلي.

هل تتصاعد قوّة القوات؟

عن تصاعدِ القوات في الدائرة الاولى أجاب فرنجية: «لا أعلم إذا كانت تصاعدية، انّما بالتأكيد ليس على حسابنا، إذ ليس هناك صراع مع القوات لانّهم يخوضون الانتخابات في لائحة خاصة بهم، امّا نحن فإحصاءاتنا وما لمسناه عملياً يبشّر بأنّ وضعنا يتزايد قوةً يومياً، إلّا انّ القانون الجديد هو قانون المفاجآت التي قد تكون لصالحنا أو لصالح غيرنا.

المردة والحريري

هي علاقة صداقة وتفاهم حتى لو لم يزُر بنشعي في جولته الشمالية، وقد لفت طوني بك بأنّهم لم يوجّهوا دعوةً الى الحريري، وبحسب اعتقاده أنّهم لو فعلوا كان الحريري سيلبّي الدعوة.

الأب والإبن

بعكس ما أوحت الإطلالات الإعلامية التصعيدية الاخيرة لسليمان فرنجية الاب، فإنّ الاطلالة الثانية للابن عبر الجمهورية تكشف انّ اتّجاه تيار المردة مستقبلاً مساره التهدئة والتعاطي مع الجميع من باب المسؤولية، الأمر الذي أكّده الابن، لافتاً إلى ان لا مشكلة للمردة بالتعاطي مع كافة الفرقاء دون استباق الامور، مشيراً إلى انّ الاختلاف مع التيار الوطني الحر هو في الآراء وليس في العقيدة التي نشَأ عليها التيار، موضحاً «إذا استطاعت المردة التوصّل الى اقناع التيار الوطني الحر بتبديل سلوكياته في الحكم وإزالة علامات الاستفهام التي يطرحها اغلبية اللبنانيين، فلن يكون لنا معهم مشكلة، وحين يصطلح الاداء «بيُوصَلّنا حقّنا» لافتاً إلى انّه حتى حزب القوات اللبنانية التي تخاصم معه تيار المردة لسنين طويلة عقائدياً وشخصياً توصّل الى التعاون معه عبر قواسم مشتركة جمعَتهما وأوصَلتهما الى نتائج حميدة، مشيراً إلى أنّ السلوك الايجابي يتكلم عن نفسه، وهو يقيّم نفسَه وليس بحاجة الى من يقيّمه سلباً أو إيجاباً.

الإضافة التي تؤمّنها المردة

يوضح طوني فرنجية انّ سليمان فرنجية كان رئيس كتلة في الندوة البرلمانية وكان وزيراً لعدة مراحل قبل خروجه من السلطة عام 2005، وآداؤه على مرّ العهود كان لافتاً ومميزاً، الامر الذي يخوّل بقاءَنا، أمّا استمرارنا وحجمنا شماليا فقد بدأ يتوسّع في كافة شرائح المجتمع، وخاصة الشبيبة.

المردة حاضرة

«أين حضورها» ؟

أجاب طوني بثقة: «في انتخابات الطلّاب المردة موجودة وهي قويّة، وفي نقابة المهندسين والاطبّاء وطلّاب المدارس نحن نقدّم نموذجاً مثالياً مقنِعاً نفتخر به، ومستمرّون في هذا النهج.

عن التزفيت الانتخابي

يوضح فرنجية أنّ الوزير فنيانوس رَفع الحرمان عن بعض المناطق، لكنّ الزفت الانتخابي ليس المشكلة في نظره «لأنه اذا زفّت مشكلة أو اذا لم يزفّت مشكلة» امّا الاستنسابية فهي سلطة اعطيَت له في القانون ومن حقّه مساعدة المناطق المحرومة منذ سنين، من دون ان ننسى انه من الطبيعي ان يكون للوزير فريد هيكل الخازن تواصُل معنا اكثر من غيره لأنه من الحلفاء، وعندما يقرّر الآخرون التواصل مع وزير الاشغال في حال معاناتهم من الحرمان فهو سيلبّي.
في المقابل يؤكد فرنجية أنّ مؤيّدي تيّار المردة لا يُشترَون ولا يُباعون بكمشة زفت

بين الجنرال وجبران

يلفت فرنجية الى انّ الفرق اليوم كبير بين الرئيس الجنرال والصهر جبران باسيل، فالجنرال برأيه يرغب بتمدّدِ فكرِه على نطاق واسع، إنّما للجنرال ثقة كافية بنفسه لكنّ اسلوب الصهر الالغائي هو استهداف مباشر للآخرين، وهكذا تصرّف مع دولة الرئيس ميشال المر وابراهيم عازار وحزب الكتائب وبطرس حرب وحتى القوات، أمّا القائد بنظر البيك فهو يبقى الرَجل المنفتح الاستيعابي الذي يغدو تلقائياً قائداً دون ان يتمّ تعيينه.

تسليمي مهامّ رئاسة التيار خطوة خاطئة

يكشف طوني فرنجية أنّه لن يغيّر من قناعته كي يُرضي الوالد بالنسبة لأيّ قرار بشأن الحزب قد يُتّخذ في المستقبل، وإذا أراد والده تسليمه مهامّ تيار المردة برأيه يكون تيار المردة يقوم بخطوة خاطئة، كما يرفض استلام ايّ حقيبة وزارية لأنّه يشعر بأنه ليس مستعداً بالكامل للتحدي وأنّ أيّ إنجاز يحققه يسعى ان يكون على اكمل وجه، موضحاً «إثبات شرعيتنا نريد اكتسابها من الخبرة ومن ثقة الناس.»

عن المفاجأت

قال إنّ أبرزَها نتائجُ الانتخابات الاغترابية التي أتت لصالحنا وليس لصالح التيار الوطني الحر

أمّا مشاريعه فتتناول مشاريع قوانين تتعلق بالإنماء المتوازن وإنماءِ البلديات والقرى، والاهتمام بالقطاع التربوي، إضافةً إلى دعمِ المشاريع الصغيرة على الصعيد الحزبي والمحلي.

فرنجية والعاطفة

سألناه عن شعوره عندما سمعَ والدَه يقول عنه «بيكبِّر القلب»..؟ يتأثّر طوني بك ويتريّث قبل الإجابة محاولاً إخفاءَ المشاعر العاطفية المعبّرة التي لمعَت في عينيه وتعابيرِ وجهِه

بصوتٍ غلبَ عليه التأثّر أجاب «أعترف بأنه عادةً عندما يعبّر لك انسان عن عواطفه، بعكس عادته، تشعر بارتباك إيجابي ...ويضيف: «أعترف بقوّة العاطفة التي جمعتني منذ صغري بوالدي الذي لم يُشعرنا يوماً بمعاناته أو بنقصٍ في العاطفة نتيجة فقدانه لعائلته، لذلك طبعاً شعرتُ بوقع اللحظةِ وتأثّرتُ بها، وأنا سعيد بأنّ والدي فخور بي، وأستعدّ اليوم لأسعِد كُثراً عندما يفتخرون بي في المستقبل.

وأقول لوالدي عبر الجمهورية: «أفتخر بك وبتاريخ العائلة وبمستقبلنا ومصيرنا معاً، وأفتخر بقيادتك للمردة، وبحكمتك وخبرتك وبمجهودنا نعِدك بأنّها ستكون من الافضل الى الافضل.

وفي السياق كشَف فرنجية انّه للمرّة الاولى يتكلم أمام هذا الحشد من الناس، وهو يعر ف رأيَ والده بشخصه، وحين تطلع صوبه لم يتحمّل النظرة المشبَعة بالفخر والعاطفة التي صفعته فأخرَسته للحظات، وشاهدَ الجميعُ تفاعلَه عبر الشاشات العملاقة التي ركّزَت على ملامح الأب والابن في الوقت ذاته.

وكما فعل امام المنصّة، توقّف عن الاسترسال في الحديث، فصَمتنا نحن ايضاً وانسحَبنا، فلم نكن نريد ان نُفسِد العملَ الجاد للمرشح الوسيم الواقعي والعاطفي مع فريق عمله الذي كان ينتظر انتهاءَ المقابلة لتكملةِ برنامج نهار انتخابي طويل. وقد لا نَملك شاشاتٍ لنعكسَ القول والفعلَ ولكنّنا سننقل بصِدق وموضوعيّة وبقلمٍ حرّ مشاهداتِنا في بنشعي، وشعاراتِهم التي زرعوها على الطرقات، ولم ينسَ طوني بك تذكيرَنا بها كما تقديمها لنا هناك عبر الحلويات التي غلّفتها شعارات المردة العربية القوية المتسامحة المحِبّة والمضيافة والتي لها «مبارح وبكرا» وتنتظر العيد الحقيقي في السابع من أيار.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق