أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لا يقبل أن يملي عليه أحد من الخارج أن يضع وزيرا في الحكومة أو أن يشكل حكومة على ذوق الخارج أياً يكن هذا الخارج لأنه يعرف أهمية سوريا وموقع سوريا ودور سوريا ويعرف ماذا تريد سوريا، وهو الرئيس السوري الشرعي الذي يعرف وهو ابن حافظ الأسد باني سوريا الحديثة خلال السنوات الخمسين الأخيرة.
وفي حديث إلى برنامج "حوار اليوم" الأسبوعي عبر "الفضائية السورية" أدارته الإعلامية اليسار معلا، تضمّن مداخلات لكبير الباحثين في معهد الاستشراق بوريس دولغوف والكاتب والمحلل السياسي محمد صادق الحسيني، كشف أبو فاضل عن قضايا تُفتَح لأول مرّة في الإعلام السوري بهذا الشكل، حيث أعلن الأسد يرفض أن تكون سوريا حتى ورقة من ضمن المفاوضات بين إيران وأميركا، وهو يقبل أن تكون سوريا ورقة في المفاوضات الأميركية الروسية لكنه لا يقبل أن يكون ورقة عادية.
ورأى أبو فاضل أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحقق الحلم العثماني ويتعاطى بشكل غرائزي مع الناس، ولا ينقصه إلا "هويام"، فضلاً عن كونه يُسقط المشروع العربي بالكامل، بدليل أنه لم يعد هناك قومية عربية بوجود أردوغان، إضافة إلى كونه يريد أن يتمدّد أكثر فأكثر، مشدّدًا على أنّ من يستطيع أن يلجم أرودوغان هي إيران.
وفيما أكد أبو فاضل أنّ النصاب لن يكتمل لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، شدّد على أنّ لا حلّ سوى بالاتفاق الإيراني السعودي، لافتاً إلى أنّ الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووجود رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى حدّ ما لن يصل إلى أيّ هدف، وهو من أجل التهدئة فقط.
الأسد يرفض أن تكون سوريا ورقة بين أميركا وإيران
أبو فاضل أكد أنّ هناك مرحلة في سوريا ومرحلة في المنطقة هي لفتح ثغرة بالجدار الحاصل بوجه سوريا، وكذلك لفتح ثغرة من أجل وجود حلّ مع اقتراب المهل المحدّدة بين إيران والدول العظمى والولايات المتحدة الأميركية بصورة خاصة، مشيراً إلى أنّ الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد يرفض أن تكون سوريا حتى ورقة من ضمن المفاوضات بين إيران وأميركا، وهو يقبل أن تكون سوريا ورقة في المفاوضات الأميركية الروسية لكنه لا يقبل أن يكون ورقة عادية.
ورأى أبو فاضل أنّ هذه الانطلاقة والخلفية إيجابية للسوريين بمختلف مشاربهم وألوانهم لأنها تخلق القيمة المعنوية السورية إلى حدّ كبير، واعتبر أنّ هذا الظرف هو ظرف جيد جدًا، ومن حظ السوريين أن يكون لديهم رئيس متمرس ومحنك مثل الرئيس بشار الأسد بعد الحرب التي تعرّضوا لها، ولفت إلى أنّ الإيراني مفاوض صعب ومفاوض ذكي وهو يفهم توجّهات الرئيس الأسد ولا يحبذ أصلاً التفاوض على السلة دفعة واحدة، ولا حرق الأوراق، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الإيرانيين والأميركيون توصلوا إلى اتفاق في الملف النووي لتبقى الملفات الأخرى.
الروس يعتبرون أنهم يُستنزَفون في سوريا
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الروس يعتبرون أنهم في سوريا يستنزَفون، وكذلك دول البريكس الواقفة إلى جانب سوريا والتي تخاف أن تُستنزَف إلى أمدٍ طويل، ولفت إلى أنّ الرئيس السوري يلعب سياسة الهاوية ويجيد هذا الأمر، مؤكدًا أنه قادر على الخروج من الأزمة، مشدّداً على أنه يريد ضمانات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحقق الحلم العثماني، وهو أصبح قويًا جدًا بعلاقاته في مختلف الدول، أشار إلى أنّ الجامعة العربية دفنت نفسها يوم طردت سوريا منها ويوم وافقت على تدمير ليبيا ويوم قبلت أن يكون أردوغان الزعيم في المنطقة، متسائلاً هل يستطيع الخليج بعد اتفاق قطر مع الإمارات والسعودية والبحرين أن يمسك بزمام الجامعة العربية.
كلّ ينظر إلى الحلّ السياسي بمنظاره الخاص
واعتبر أبو فاضل أنّ كلّ فريق ينظر إلى الحلّ السياسي في سوريا من منظاره الخاص، موضحًا أنّ الولايات المتحدة الأميركية مثلاً ترى الحلّ السياسي بخروج الرئيس بشار الأسد من سدّة الرئاسة، فيما ترى روسيا الحلّ السياسي من خلال حكومة يرأسها مثلاً الشيخ معاذ الخطيب، لكنه شدّد على أنّ الشارع السوري والقيادة في سوريا يعلمان أنّ الرئيس الأسد لا يقبل أن يشاركه أحد في السلطة أو في الحكومة، مشيراً إلى أنّ المشاورات بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف دلّت على وجود تباعد في بداية الأمر.
وأكد أبو فاضل أنّ الإخوان المسلمين باتوا اليوم بمجملهم موجودين بحضن أردوغان الذي يتصرف بالمنطقة أكان في السعودية أو الكويت أو الإمارات أو مصر أو لبنان أو سوريا، مشيرًا إلى أنّ كلّ الجبهات التي باتت موجودة اليوم لا أحد يمون عليها سوى أردوغان، وقال: "عندما جاء المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، طرح تجميد الصراع، فقال له الرئيس الأسد أنّ هذا الموضوع جدير بالبحث، وذهب دي مستورا يبحث مع الناس في غازي عنتاب وغيرها، علمًا أنّ تجميد الحرب يعني بقاء كلّ شيء كما هو في وقت كان الجيش السوري يحكم الطوق على حلب ويتقدّم على الإرهابيين والتكفيريين".
أردوغان يحقق الحلم العثماني
وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصرف كرئيس فعلي وكزعيم فعلي في المنطقة، منبّهاً إلى أنّ سقوط سوريا ومن بعدها العراق يعني وصول التكفيريين إلى أبواب موسكو، وأشار إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المقابل لم يخسر شيئًا بل ربح اقتصاديًا كما أنه يحقق الحلم العثماني ويتعاطى بشكل غرائزي مع الناس، فضلاً عن كونه يُسقط المشروع العربي بالكامل، بدليل أنه لم يعد هناك قومية عربية بوجود أردوغان، إضافة إلى كونه يريد أن يتمدّد أكثر فأكثر، مشدّدًا على أنّ من يستطيع أن يلجم أرودوغان هي إيران.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ "أردوغان هو صهيوني بامتياز"، مشيراً إلى أنّ ما تقصّر به إسرائيل يقوم به أردوغان وما يقصّر به أردوغان تقوم به إسرائيل، لافتاً إلى أنّ دور أردوغان لم ينتهِ بعد، وأوضح أنّ الرئيس السوري يطلب ضمانات من روسيا ومن إيران لوقف التدخل التركي السافر في الشؤون الداخلية السورية.
إيران تبقى الورقة الصعبة
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ حلف المقاومة ضُرِب في العراق وضُرِب في سوريا، مشيراً إلى أنّ أميركا وضعت كلّ جهدها بعد الـ2003 هي وتركيا لضرب المنطقة بدءًا من العراق ومن خلال الثورات العربية في وقتٍ لاحق، لافتاً إلى أنّ ما تقوم به إيران اليوم جيد جدًا ويصبّ في مصلحة العرب إذا أرادوا الاستمرار بقضية العروبة، رافضًا القول أنّ إيران تفرض شروطها على العرب، مستندًا بذلك إلى تجربة "حزب الله" في لبنان.
ورأى أبو فاضل أنّ إيران لم تخسر نوري المالكي بعد إخراجه من رئاسة الحكومة العراقية ودخول حيدر العبادي بديلاً له، مشدّدًا على أنّ التصميم العراقي لا ينتهي بالموصل ونينوى، لافتاً إلى أنّ إيران طالما أنها تستفيد من مفاوضاتها مع أميركا تبقى الورقة الصعبة، منبّهًا في الوقت عينه إلى الوضع العربي الذي يتفتّت دائمًا من الجامعة العربية التي تنهار إلى القمة العربية التي لم يعد لها أيّ قيمة.
هذا عصر داعش
وفي موضوع العسكريين المخطوفين، اعتبر أبو فاضل أنّ المطلوب أن تستطيع هذه المجموعة من ابتزاز الحكومة اللبنانية واستنزاف الدولة اللبنانية لتمرير فصل الشتاء، مشيراً إلى أنّ مرافق الوزير وائل أبو فاعور أخذ منذ شهر مبلغًا من مخصّصات الدولة السرية لقوى الأمن اللبناني وأعطاها لأبو مالك التلي، ما يعني أنّ هناك مبالغ تصل بشكل دائم.
ورأى أبو فاضل أنّ الدولة عليها القيام بعملية عسكرية، متوقفًا في هذا السياق عند دلالات انسحاب تركيا وقطر من الوساطة في هذا الملف، وقال: "على الدولة اللبنانية أن تتعاون مع الدولة السورية، وهو ما ترفضه، حتى أنّ القائم بالأعمال اللبناني في سوريا لا يأتي إلى سوريا، في حين تقبل بإنشاء لجنة تعاون مع إسرائيل في الناقورة"، وأضاف: "هذا عصر داعش".
حوار "المستقبل" و"حزب الله" لن يصل لأيّ هدف
وفيما أكد أنّ النصاب لن يكتمل لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، شدّد أبو فاضل على أنّ لا حلّ سوى بالاتفاق الإيراني السعودي، مشيراً إلى أنّ الشارع مضبوط، لافتاً إلى أنّ الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووجود رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى حدّ ما لن يصل إلى أيّ هدف، وقال: "ممنوع أن يتحدّثوا بسلاح حزب الله وبقتال حزب الله في سوريا وبموضوع الرئاسة وبتغيير، ما يعني أنّ هذا الحوار هو فقط من أجل الحوار والتهدئة، وهذا أمر إيجابي".
وشدّد أبو فاضل على أنّ حزب الله واعٍ وكذلك قوى الثامن من آذار حريصة على البلد بخلاف قوى الرابع عشر من آذار المستعدّة لفعل أيّ شيء من أجل الوصول والحفاظ على الكراسي، لافتاً إلى أنهم يريدون مفتاح الخزنة ومفتاح السلطة ولا شيء غير ذلك، وأشار إلى أنّهم تقاتلوا فيما بينهم عندما طرح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون اقتراح النزول للانتخابات الرئاسية في وجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على أن تنحصر المنافسة فيما بينهما وينسحب المرشحون الآخرون من المنافسة.
الوضع في سوريا إلى تقدّم
وبالعودة للملف الإقليمي، استبعد أبو فاضل سقوط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه المرحلة، ولفت إلى أنّ تركيا بحاجة للغاز الروسي، معتبراً أنّ لا أحد اليوم يستطيع أن يقف في وجه روسيا وكذلك الصين، موضحًا أنّ روسيا والصين تتحركان كحلفاء عسكريين.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الوضع في سوريا إلى تقدّم، مشيراً إلى أنّ الذين دمّروا سوريا هم أنفسهم من سيعيدون بناءها، معرباً عن اعتقاده بأنّ قسمًا كبيرًا من العرب سيستعيدون وعيهم ويدركون الخطر التركي، ولذلك تحصل مفاوضات تحت الطاولة بين الرئيس الدكتور بشار الأسد والرئيس المصري اللواء عبد الفتاح السيسي لأنّ هذا الخطر الإخواني هو خطر يكفّر كلّ الناس ويذبح كلّ الناس.
0 comments:
إرسال تعليق