ولي عهد البحرين يقود "فريق البحرين" لمواجهة كورونا
صورة مجهرية لفيروس كورونا الجديد ينمو في خلايا ضمن دراسة بجامعة هونغ كونغ (بلومبرغ)
هل سينتهي كورونا في الصين في أبريل؟
اختيار واعداد عادل محمد
1 مارس 2020
علقت البحرين، جميع الرحلات القادمة من مطاري دبي والشارقة في الإمارات، وفق بيان صادر عن هيئة شؤون الطيران المدني، أمس، مشيرة إلى أنه سيتم فحص جميع القادمين لمطار البحرين الدولي المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وفي حال ظهور الأعراض عليهم سيتم عزلهم في المراكز المخصصة لذلك.
ادعو القراء الأعزاء إلى قراءة مقال الكاتب اكرم مكناس "فريق البحرين في مواجهة كورونا" المنشور في إحدى الجرائد البحرينية في 29 فبراير 2020.
توقفت كثيرا عند زيارة سمو ولي العهد غرفة العمليات التابعة للفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) في مركز سموه للتدريب بالمستشفى العسكري، حيث أكد سموه على وضع مصلحة المواطن دوما في المقام الأول، وتكريس كافة الجهود للاهتمام به والحفاظ على سلامته، استنادًا إلى توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وهو ما يؤكد عليه جلالته بأن ما يمس مواطنا واحدا أو مقيما على هذه الأرض يمس الوطن بأكمله.
كما قرأت بتمعن كبير تصريح سموه خلال الزيارة حول أن مملكة البحرين أثبتت مقدرتها على مواجهة كافة التحديات، وهي تسعى دائما إلى تكثيف جهودها الساعية إلى الحفاظ على أمن وصحة وسلامة المواطنين والمقيمين، وقول سموه إن العالم اليوم يواجه تحديات متصاعدة لمكافحة فيروس الكورونا (كوفيد 19) الذي لا يفرق بين عرق أو دين أو أي انتماء فكري أو اجتماعي أو طائفة، وهو ما يستوجب تضافر الجهود لمكافحته والتصدي له بما يحفظ صحة وسلامة الجميع.
لقد كتبت أكثر من مرة عن فريق البحرين، وعن قيادة سمو ولي العهد لهذا الفريق بكل براعة واقتدار، واعتمادا على نظرة ثاقبة تستشرف وترسم معالم مستقبل الازدهار في مملكة البحرين، وكنت حينها أعني الازدهار الاقتصادي ورفاهية المواطنين، وبدأت بعدها أرى هذا الفريق ومن خلال اللجنة التنسيقية العليا التي يقودها سمو ولي العهد يعمل على جميع الأصعدة، التعليم والرياضة والمرأة والعقار والخدمات وغيرها الكثير.
ثم أتت محنة فيروس كورونا التي نمر بها حاليا، ففتَّحت عيوني على حقيقة أن هذا الفريق ليس أشخاصا وأهدافا فقط، وإنما تفاهم وتناغم ومحبة وحماس وعاطفة وعمل مشترك وروح جماعية تشمل جميع البحرين والبحرينيين.
لقد أظهرت هذه المحنة أن مملكة البحرين دولة ملتزمة ومسؤولة تجاه شعبها وتجاه المجتمع الدولي، فرغم أنها سجلت أكبر عدد من الإصابات بالفيروس بين جميع الدول العربية، ورغم عدم امتلاكها لأموال وفيرة كما هو الحال في دول مثل الصين أو الكويت مثلا، إلا أنها تتعامل مع المحنة بجدارة واقتدار، وذلك بعد أن اتخذت جميع الاستعدادات اللازمة للتعامل مع الحالات المصابة والمشتبه بإصابتها، في إطار خطة وطنية شاملة يشترك فيها المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية والإعلام والشرطة والجمارك وغيرها. إنهم جميعا لاعبون ماهرون متناغمون في «فريق البحرين».
أظهرت «محنة كورونا» أيضا على المستوى العالمي دولا أخرى ملتزمة بمسؤولياتها تجاه شعبها والعالم مثل الصين وفرنسا والإمارات والكويت، مقابل دول مارقة لا قيمة لدى أصحاب السلطة والتسلط فيها للإنسان حتى لو كان مواطنها نفسه، هي كوريا الشمالية بالدرجة الثانية، وإيران بالدرجة الأولى بامتياز.
ما زالت إيران تعاند العالم، ولا تقر بمسؤوليتها عن انتشار فيروس كورونا، والجميع بات يعرف الدور التدميري الذي قامت به إيران عندما أخفت الحقائق في هذا الموضوع رغم أنها سجلت ثاني أكبر خسائر بشرية بسبب الفيروس بعد الصين، بل إن مرشدها الأعلى اتهم الخارج و«الإعلام الأجنبي» باستخدام وباء كورونا «ذريعة» لضرب الانتخابات التشريعية وثني الناخبين عن التصويت، وأنا في الواقع استغرب كيف أن مجموع الإصابات بالفيروس التي سجلتها البحرين والكويت والإمارات لمواطنين قدموا من إيران هي أكبر من مجموع الحالات التي أعلنت إيران عن تسجيلها حتى الآن!
لقد أظهرت المحنة مسؤولين مارقين أيضا، من بينهم مسؤولون لبنانيون يرفضون حتى الآن إيقاف رحلات الطيران بين لبنان وإيران، يثبتون مرة أخرى أنهم جبناء خانعون، موجودون على كراسيهم برضا ومباركة ملالي طهران وليس رضا ومباركة أبناء شعبهم من اللبنانيين، ويثبتون أيضا أنهم لا يعيرون أدنى اكتراث لصحة وحياة المواطن اللبناني، الغارق أساسا في هموم الحياة من غلاء وفقر وقمامة.
بالمقابل أظهر المسؤولون العراقيون نوعا من الشجاعة في التعامل مع كورونا المستجد في بلادهم، عندما أغلقوا الحدود مع إيران، رغم أنني أشك في عدد الإصابات المعلن في العراق حتى الآن والذي يقتصر على طالب إيراني في مدنية النجف، فالقطاع الصحي في العراق ضعيف مع الأسف، حاله حال جميع القطاعات في هذا البلد العربي الذي خسرناه جميعا.
في محنة كورنا الحالية اكتشفنا مرة أخرى كم بات العالم صغيرا ومتشابكا، وكيف يمكن لمشكلة بدأت قبل نحو شهرين فقط في مقاطعة صينية أن تصيب العالم كله بالرعب، وتعطل مطارات ومهرجانات وألعاب، وتشل حركة السياحة والتجارة في مدن كاملة حول العالم، وتؤدي لركود اقتصادي عالمي.
أظهرت هذه المحنة أيضا مرة أخرى الدور الذي تلعبه الصين في الاقتصاد العالمي، ليس على صعيد الصناعة والتجارة فقط، وإنما على صعيد السياحة وغيرها أيضا، وكم بات النمو الاقتصادي العالمي يعتمد على النمو الاقتصادي في الصين ذاتها، وهذا موضوع كنت كتبت عنه أكثر من مقال مؤخرا، ولا أريد أن أذهب هنا للحديث عن أصابع أمريكية خلف هذا الفيروس، رغم أن الفرضية قائمة، لكنها غير مثبتة، فالمواجهة بين الدولتين اقتصادية واستخباراتية بالدرجة الأولى، لكن ليس من المستغرب أن تأخذ أشكالا أخرى.
لقد تعرض العالم لمحن كثيرة أكبر بكثير من كورونا وتمكن من تجاوزها، وخلال الأعوام الأخيرة فقط ظهرت فيروسات مثل انفلونزا الخنازير والطيور وحمى الوادي المتصدع وغيرها، وجميعها أصبحت خلفنا، وسنجتاز محنة كورونا أيضا إن شاء الله بتعاوننا وتكاتفنا ضمن فريق البحرين الواحد، ونعطي للآخرين درسا آخر في كيفية تحمل مسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض وتجاه العالم.
المصادر: المواقع العربية واليوتيوب
0 comments:
إرسال تعليق