نصرالله: أوقفوا التحريض على الحكومة.. نحن أمام مواجهة جديدة

رأى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمة في "ذكرى القادة الشهداء وأربعينية شهداء محور المقاومة"، أن "الاستحقاق الذي يهيمن على عقول الجميع بالدرجة الأولى ويشغل بال الناس هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنقدي"، لافتا الى ان "اليوم الحديث الدائم عن مصير الودائع وعن غلاء الأسعار وسعر الليرة والدولار وارتفاع نسبة البطالة وفقدان فرص العمل وجمود الحركة التجارية والاقتصادية".

وأشار نصرالله إلى أنّ "هناك قلق عند الناس من انعكاس هذه الأوضاع على الوضع الأمني، وهناك قلق حول وضع خدمات الدولة للمواطنين عندما تذهب إلى التقشف كل الخدمات ستتأثر سلبا". وشدد على ان "الوضع في لبنان يحتاج إلى معالجة وكلنا مسؤوليين ومعنيين"، مذكّر انه "منذ بداية الأحداث الأخيرة في 17 تشرين الأول قلنا أن المعالجة يجب أن تكون بطريقة مختلفة وليس بالأسقف العالية التي طرحها البعض".

واعتبر نصر الله ان "الدولة في لبنان كانت قادرة على القيام بالكثير من الأشياء لكن حصل ما حصل"، مشيرا إلى أنه "من اليوم الأول قلت أننا لسنا قلقين على المقاومة وميزانتيها بل على المواطنين والبلد".

وفي هذا السياق، اكد ان "كل مواقفنا منطلقها الخوف على البلد والحذر مما وصلنا إليه بنسبة كبيرة"، واكّد "أننا لم نهرب من المسؤولية ونحن كحزب الله لا نفكر بطريقة حزبية ولا نفكر بأنفسنا، نحن مع الناس ولا نعترف باقتصاد المنطقة أو الطائفة أو المدينة"، مشددا على "أننا نتحمل ومستعدين أن نتحمل كامل المسؤولية وأن نتشارك بالمسؤولية لمعالجة الأوضاع القائمة ولسنا هاربين من شيء". وقال: "نحن دفعنا ثمن المواقف التي أخذناها من 17 تشرين الأول حتى اليوم البعض شتمنا لكن المهم أن نتحمل مسؤولياتنا ونؤدي واجبنا".

 وفي الملف الحكومي، أشار إلى أنه "يجب أن نقدر لرئيس الحكومة والوزراء شجاعة تحمل المسؤولية بسبب الوضع الحساس"، وأكد "بكل وضوح وصراحة نحن نأمل وندعو ونعمل أن تنجح هذه الحكومة". وقال: "أعطينا الحكومة الثقة وندعمها ولا نتخلى عنها ولن نتخلى عنها وسنقف إلى جانبها وندعمها لأن المسألة تتعلق بمصيرالبلد".

 وقال: "نحن أمام وضع إقتصادي ومالي ونقدي صعب جداً وهذا لا نقاش فيه"، داعيا "لفصل معالجة الملف الاقتصادي والمالي عن الصراع السياسي"، وقال: "إذا أردنا المعالجة بعد الإتفاق السياسي لن نعالج شيئاً بسبب الاختلاف في الكثير من الأمور".

وشدد على "ضرورة ان نضع التراشق بالإتهامات جانبا ونعطي الحكومة الحالية فرصة معقولة ومنطقية لتمنع الإنهيار والسقوط"، مؤكدا تقديم المساعدة من قبل أي جهة أو حزب أو فئة لأن هذا واجب وطني لأن فشل الحكومة الحالية لا نعرف ما إذا كان سيبقى بلد ليأتي أحد ليشكل حكومة جديدة".

وأشار الى ان "نتائج الفشل ليس على القوى السياسية المشاركة في الحكومة بل على البلد"، معتبرا ان "مسؤولية الجميع مساعدة الحكومة أو السماح لها بالعمل في الحد الأدنى وعدم التحريض عليها في الدول العربية والعالم".

 ورأى أنّ "هناك أمل بينما هناك من يريد أن يقول للبنانيين عليكم الاستسلام للخارج وبيع دولتكم للخارج أو لغير الخارج". وتوجه لمن يدعو إلى اليأس قائلا إنه يرتكب "خيانة وطنية والمسألة تحتاج إلى الوعي والشجاعة والتضحية والتخلي عن الحسابات الخاطئة".

وشدد على ان "الأولوية هي للعمل على الانقاذ لأن الوضع يتهدد الجميع".

كما توجّه "لبعض اللبنانيين المصرين على التحريض في الخارج عبر تسمية هذه الحكومة بأنها حكومة حزب الله"، قائلا: "هذا "صيت غنى" للحزب لكن هذا يؤذي لبنان وإمكانيات المعالجة وعلاقات لبنان العربية والدولية".

واضاف: "حزب الله يدعم الحكومة ويريد أن تنجح لكن الجميع يعرف شخصيتها وشخصية الوزراء لكن القول أن هذه حكومة حزب الله كذب ويؤذي البلد".

واعتبر أنّه "عندما تقول بعض القوى السياسية أنها تريد إعطاء الحكومة فرصة عليها وقف التحريض عليها وتركها تعمل" ولفت الى انه "إذا هذه الحكومة نجحت في وقف الانهيار والانحدار وتهدئة النفوس هي تقدم خدمة كبيرة لكل اللبنانيين ولكل المقيميين على الأراضي اللبنانية".

أمّا في الملف الخارجي، فشدد نصرالله على أنّ "حشود تشييع قاسم سليماني وذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، رسالة للعدو والصديق، مفادها أن كلما ازدادت المخاطر والتحديات ازدادت هذه القلعة".

 ولفت نصرالله إلى أن "المقاومة ليست كلمات وشعارات منفصلة عن الواقع". وذكر بأن "استشهاد الشيخ راغب حرب ومثله شهادة السيد عباس الموسوي أدخلانا مرحلة جديدة، وأيضا شهادة الحاج عماد، والآن شهادة سليماني والمهندس، أدخلت المقاومة إلى كل المنطقة فدخل محور المنطقة وإيران مرحلة جديدة".

واعتبر أن "جماهير المقاومة ومحورها أمام تحد جديد على صعيد المنطقة". وقال: "إدارة ترامب، خلال الأسابيع الماضية، ارتكبت جريمتين عظيمتين عندما أقدمت على اغتيال سليماني والمهندس في عملية علنية، أما الجريمة الثانية فهي إعلان ترامب ما سمي صفقة القرن، وبالتالي الأولى مقدمة للجريمة الثانية".

وفي هذا السياق، اكد ان "ما سُمي بصفقة القرن ليس صفقة بل خطة اسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية تبناها ترامب"، لافتا الى ان "نجاح خطة ترامب مرهون بالمواقف التي تتخذ والثبات على المواقف".

هذا وشدد على ان "أميركا ليست قدراً مكتوباً وهي فشلت سابقا عندما قررت الشعوب الرفض والمقاومة". ورأى ان "الأهم من خطة ترامب موقف الفلسطينيين أنفسهم والموقف الفلسطيني هو الحجر الأساس في مواجهة خطة ترامب والشعب الفلسطيني بالإجماع عبّر عن موقف حاسم ورافض وهذا متوقع وطبيعي".

وقال: "لم نجد موقفا مؤيدا لخطة ترامب هناك ترامب ونتنياهو فقط موافقين على هذه الخطة وهذا يمكن البناء عليه".

وتطرّق إلى موقف لبنان من صفقة القران، مشيدا بالإجماع الرسمي اللبناني في رفض خطة ترامب". واعتبر ان "الموقف اللبناني سببه إداك اللبنانيين مخاطر هذه الخطة على المنطقة ولبنان".

ولفت الى ان "خطة ترامب تطال لبنان لأنها أعطت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر للكيان الصهيوني وكذلك التوطين".

وقال ان "روح هذه الخطة ستكون حاكمة على مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة وتأثير ذلك على الثروة النفطية"، مضيفا ان "بالنسبة إلى التوطين ما يطمئن هو الاجماع اللبناني والفلسطيني ومقدمة الدستور".

وتابع: "إذا كان هناك في لبنان من يتحدث عن هواجس ومخاوف يجب أن نحترم هذا الخوف وهذه الخشية".

واوضح أنّه "لا يجب أن نغضب من بعض اللبنانيين إذا كان هناك مكان للخشية أو القلق سواء بالنسبة إلى التوطين أو المزارع والتلال أو الثروة النفطية.

واشار الى انه "قد يأتي من يتحدث عن قبول المساعدة المالية بسبب الأوضاع الإقتصادية والمالية".

وفي السياق عينه، رأى نصرالله أنّ "الموقف العربي من خطة ترامب ممتاز لكن البعض يعتبر أنها قابلة للدرس أو أن هذا هو المتاح وهكذا يبدأ الإستسلام".

وقال: "هناك خشية من أن يذهب الموقف العربي لا سيما الخليجي بالمفرق".

وأضاف: "قد يصح القول أن الخطة ولدت ميتة لكن قد يصح القول أن هناك خطة يرفضها العالم لكن صاحبها مصرّ على تنفيذها وتطبيقها".

ولفت الى ان "أميركا هي من تقوم بمواجهة مع كل شعوب وحكام المنطقة الذين يرفضون الاستسلام وليس نحن".

واكّد "أننا أمام مواجهة جديدة لا مفر منها لأن الطرف الآخر يهاجم ويبادر ويقتل ويشن الحروب"، مشددا على ان "المرحلة الجديدة تفرض على شعوبنا في المنطقة الذهاب إلى المواجهة الأساسية".

وقال: "شعوبنا مدعوة إلى الذهاب للمواجهة".

واوضح "أننا ما زلنا في مرحلة رد الفعل ورد الفعل البطيء والمتأخر أيضا"، مؤكدا أن "ليس أمام شعوب المنطقة أمام هذا العدوان الأميركي المتعدد والمتنوع إلا خيار المقاومة الشاملة والشعبية في كل ابعادها الثقافية والاقتصادية والسياسية والقضائية".

وشدد السيد نصر الله على انه "في هذه المعركة نحتاج أولا إلى الوعي وأن ندعو إلى الحقيقة الواضحة وإلى عدم الخوف من أميركا وإلى الثقة بقدرتنا وقدرة أمتنا كما نحتاج إلى أمل بالمستقبل وبأن أميركا واسرائيل ليست قدرا محتوما".

وحمّل أميركا "مسؤولية كل جرائم اسرائيل بالمنطقة لانها الداعم الحقيقي لها".

واوضح ان "أميركا من أجل فرض مشاريعها تلجأ الى كل الوسائل لديها". وتعليقاً على تهديد واشنطن بفرض عقوبات على لبنان إذا لم تفرج عن العميل عامر الفاخوري، قال: "أميركا تحمل سلاح العقوبات لإخضاع العالم كله".

وأشار الى انها "عندما تحتاج إلى حرب عسكرية تقوم بذلك وعندما تحتاج إلى حرب بالوكالة تقوم بذلك، وكذلك الأمر عندما تحتاج إلى اغتيال أو ضغوط مالية واقتصادية أو فتح ملفات قضائية". وقال: "نحن يجب أن نواجه بنفس الوسائل ونحن بحاجة للمقاومة الشاملة وعلى امتداد عالمنا العربي والاسلامي".

وسأل: "لماذا لا نلجأ إلى مقاطعة البضائع الأميركية؟ هذا جزء من المعركة".

نصرالله الذي أكّد ان "كل شعوب المنطقة ستحمل البندقية في مواجهة الاستكبار وأميركا بنفسها لم تترك خياراً سوى ذلك"، رأى أنّه "يجب إعداد ملفات قانونية توثق جرائم الولايات المتحدة ومسؤوليها وأدواتها وتقديمها للمحاكم الدولية".

ودعا "كل العلماء والنخب والمؤسسات والحكومات إلى الدخول في جبهة المقاومة المتعددة والشاملة لمواجهة اميركا".

وقال إنّه "بحال كنا لا نريد مقاطعة كل البضائع فنختار بعض الشركات وهذا شكل من أشكال المواجهة"، داعيا "الذهاب إلى عمل جاد في مقاطعة البضائع الأميركية لأنه أمر سهل".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق