نصر الله: حزب الله باق في سوريا حتى إشعار آخر


وطنية - أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر شاشة، متحدثا في مراسم إحياء الليلة العاشرة من محرم في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية، وحضرها حشد سياسي وشعبي.

بعد آي من الذكر الحكيم للمقرىء حمزة منعم وكلمة تقديم للشاعر علي عباس، تحدث السيد نصر الله، شاكرا "الجيش اللبناني والقوى الامنية قيادة وضباطا وجنودا وكل من ساهم في تأمين هذا الجو الامني"، منوها ب"التنسيق بين حزب الله وأمل لإحياء هذه المناسبة".

وتقدم بالاعتذار "من الذين أزعجهم بعض الاجراءات الامنية"، وقال: "لم يكن لهذه الاجراءات اي خلفيات، إلا تأمين الأمن من أي تهديد".


وتحدث عن "ليلة العاشر من محرم"، داعيا "الذين يعتبرون أن هذه المناسبة تخص الشيعة فقط، إلى مقاربة هذه الذكرى باعتبارها ذكرى ثقافية، تربوية، روحية، وجدانية وعالمية"، وقال: "كانت هناك عشرات الملايين من الناس في الليالي التي مضت في كل القارات، فهذه المناسبة عابرة للقارات واللغات يجتمع فيها الناس في مجالس واماكن متشابهة داخل المساجد والحسينيات والباحات، والكل يرتدي اللباس الاسود ويستمع إلى عشرات الخطب ذات الطابع التاريخي والتربوي والثقافي والوجداني والاستنهاضي، ويتفاعل فيها الحضور بالعقل والقلب".

أضاف: "هذه الظاهرة لا مثيل لها في العالم ولا في تاريخ البشرية، حيث يجتمع ملايين من البشر بعقولهم وقلوبهم وأفعالهم، ويقدمون المزيد من الانتاج الفكري في الشعر والادب والموسيقى".

كما دعا "أهل هذه المناسبة الحرصاء على احيائها والمتمسكين بها جيلا بعد جيل إلى الحفاظ على هذه المناسبة وشعاراتها وشعائرها ودلالاتها ومكانتها وإشراقتها ونورها الوجداني وقداستها واحترامها".

ثم انتقل السيد نصر الله إلى الوضع السياسي، متوقفا عند "مسألة حسم الخيارات واتخاذ القرارات"، وقال: "إن أهم أمر هو تشخيص العدو، لأننا إذا اخطأنا في تشخيصه فيكتشف لاحقا هذا الخطأ".

أضاف: "في لبنان والمنطقة حولنا، نحن على خلاف مع الولايات المتحدة حول نظرة إدارتها، وليس الشعب الاميركي، فهذه الادارة التي تتخذ قرار العقوبات وتتدخل في شؤون العالم، ننظر اليها على أنها عدو، وهناك من ينظر إليها على أنها صديق وحليف في المنطقة ويتعاطى معها من هذا المنطق، وهناك قسم ثالث يتعاطى بشكل سياسي وبراغماتي. وهنا، أتوجه إلى اللبنانيين الذين نختلف معهم حول هذه المسألة لأقول نريد نقاشا حول كيف يمكنهم أن يدلوننا على إمكانية الصداقة مع أميركا".

وتطرق إلى "دعم أميركا لإسرائيل عسكريا وماليا وتأييدا في مجلس الامن بالفيتو"، سائلا "حلفاء اميركا في المنطقة": "هل دعم أميركا لاسرائيل هو لمصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب دول الخليج والمنطقة؟ هل أميركا صديق للشعب الفلسطيني وهي التي تحول دون قيام دولة له؟ هل مصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني ان تلغي اميركا حق العودة والاونروا وان ندفع بالشعب الفلسطيني الى التوطين في لبنان؟".

وقال: "إن أخطر مرحلة عاشتها منطقتنا في السنوات الماضية كانت مع داعش الذي جاءت به اميركا وحلفاؤها. ألم تأت اميركا بهؤلاء الجماعات التكفيرية الى المنطقة لتدميرها"؟.

وشدد السيد نصر الله على أن "الولايات المتحدة جاءت بداعش وبدعم من حلفائها، وذلك من أجل إيجاد الحجة لعودة قواتها الى العراق الذي خرجت منه"، متحدثا عن "التهديد بلجوء السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية"، وقال: "كلنا سمعنا بتهديد بولتون لمن يريد اللجوء إليها". وأكد "عدم ثقته بمثل هذه المؤسسات".

ولفت إلى أن "أميركا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، لكن جامعة الدول العربية تدين إيران بدل إدانة اميركا"، مستنكرا "تدخل أميركا في العراق لفرض حكومات كما تريد"، مشيدا ب"إحباط العراقيين تهديدات اميركا وتدخلها في شؤونهم"، وقال: "إن أميركا لا تقوم سوى بملاحقة أي مقاوم لفرض العقوبات عليه، ولا ترى سوى اسرائيل معيارا لسياستها من الصداقة أو الغضب".

ونفى "أن يكون الفلسطيني أو منظمة التحرير الفلسطينية من يدفع باتجاه التوطين، بل إن أميركا هي من يفعل ذلك"، مشيرا إلى أن "العدو الحقيقي في المنطقة هو أميركا"، داعيا من يرفض تصنيفها كعدو ألا يعتبرها كصديق".

وتطرق السيد نصر الله إلى "دعوات البعض الى عدم التدخل في قضايا المنطقة تحت شعار النأي بالنفس"، مشيرا إلى أن "هذه المسألة هي نقطة خلاف جوهرية"، متسائلا: "هل إن لبنان مفصول فعلا عن احداث المنطقة؟ إن ما يجري في المنطقة هو شأن مصيري لكل اللبنانيين، وهو أكثر أمر مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم".

وأسف ل"أن بعض البديهيات في السياسة اللبنانية تحتاج إلى استدلال"، متسائلا: "هل الطريقة التي تعالج بها الادارة الاميركية القضية الفلسطينية لا تخص لبنان؟ إن صفقة القرن التي تريد تكريس اسرائيل في المنطة، فهل هي لمصلحة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه واتجاهاته؟ ولو أن داعش سيطر على سوريا فما كان مصير لبنان؟".


أضاف: "إن القوى السياسية اللبنانية بغالبيتها تدخلت بما تستطيع في سوريا، ونحن نطالبها بألا تنأى بنفسها لأن مصير لبنان يصنع في ساحات المنطقة".

وأعلن أن "خطر داعش العسكري قارب الانتهاء في سوريا والعراق"، محيدا "لبنان في هذا المجال، وذلك بفضل الوعي الامني"، واصفا ذلك ب"التراجع الكبير لداعش في لبنان".

ورأى أن "أميركا تعمل على نقل داعش بالطوافات إلى افغانستان ومصر والجزائر وليبيا واليمن".

وشدد على "أهمية التطبيق الدقيق لاتفاق إدلب لأنه سيأخذ سوريا إلى مرحلة جديدة"، لافتا إلى أن "أمر حزب الله مرتبط بموقف القيادة السورية".

وبالنسبة إلى منطقة شرق الفرات، فهذا أمر مرهون بالموقف الاميركي، واصفا اياه ب"التردد والضياع".

وجدد الدعوة إلى الاخوة الأكراد ب"عدم المراهنة على الاميركي"، وقال: "إن مصلحتكم هي بالتفاوض مع القيادة السورية".

أضاف: "بناء على تسوية إدلب، يمكننا أن نفترض عدم وجود جبهات عسكرية كبيرة، فالعدو مرتبط بتراجع الجبهات. وعليه، فأمل البقاء هو أننا باقون في سوريا".

واتهم السيد نصر الله "إسرائيل بالكذب، عندما تدعي أنها قصفت مواقع لحزب الله في سوريا"، وقال: "إن إسرائيل تعلم أن توازن الردع يمنعها من استباحة أرضنا".

وطالب "الدولة اللبنانية بتقديم شكوى الى مجلس الامن ضد استباحة اسرائيل للاجواء اللبنانية".

وعن النازحين، أشار إلى أن "هناك جهات دولية تشجعهم على عدم العودة الى سوريا، ومنها جهات محلية"، داعيا إلى "بذل الجهد المضاعف لتأمين عودتهم إلى سوريا".

وسأل: "هل عدم تشجيع النازحين للعودة هو مصلحة وطنية لبنانية"، نافيا "أن تكون هناك مصلحة للبنان في ذلك".

وأعلن "مواصلة العمل على تأمين العودة الطوعية للنازحين إلى سوريا"، مستغربا "موقف الذين اتهموا حزب الله وإيران بالعمل على تغيير ديموغرافي في سوريا، في حين أن قوى سياسية تحول دون عودة النازحين إليها"، وقال: "إن حلا قريبا سيحصل بشأن بلدة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية".

وعن لبنان، قال: "رغم حديث الجميع عن خطورة الوضع الاقتصادي والنفايات وتلوث الليطاني وضرورة تشكيل الحكومة، لكن التعطيل هو الذي يحكم الموقف. وبحسب معطياتي، هناك غباشة، فلا شيء سيظهر لا في القريب ولا في البعيد بشأن تشكيل الحكومة. ونطالب بالحفاظ على جو الحوار، ومهما كانت الظروف، فالحكومة ستتشكل، ولا أحد يمكنه الغاء احد، وندعو الى الاستفادة من الوقت".

ووصف الوضع المحلي ب"المتشنج سياسيا واجتماعيا"، مجددا الدعوة الى "الهدوء ومعالجة اي مسألة بالحوار والحكمة"، مؤكدا "التزام حزب الله بكل ما أعلنه في برنامج كتلته الانتخابي"، مؤيدا "جلسات التشريع التي ستحصل في مجلس النواب".

وكشف عن "المنهجية التي سيتبعها حزب الله في مواجهة الفساد"، لافتا إلى أنها "تقوم على مرحلتين: منع حصول فساد جديد، ومكافحة الفساد".

وتطرق إلى مسألة المناقصات، وقال: "إنها تسهم في الحد من الهدر بشكل كبير".

ورأى أن "حزب الله جزء من انتصارات المحور الذي ينتمي اليه، وهذا يعني ان اميركا وغيرها سيسلمان بهذه الانتصارات، وسيذهبان الى خيارات جديدة من اجل ضرب عناصر القوة في محورنا لمنعه من صنع انتصارات جديدة".

وتحدث عن "الضغوط التي تمارس على حزب الله، ومنها التهديد بالحرب والتهديد الأمني الدائم"، ملمحا الى "تصاعد هذا التهديد"، وقال: "هناك التهديد بالعقوبات المالية والضغط على البنوك والتجار".

وأسف "لأن بعض اللبنانيين يشجعون بالضغط على كل البلد للوصول الى الضغط على حزب الله"، وقال: "عيب عليكم لأن هذا الأمر سيلحق الأذى بلبنان وشعبه، وليس بحزب الله. كما يسعون الى تسقيط حزب الله في عيون أهله ومحيطه باتهامه بالمخدرات وتبييض الأموال وغيرها. ليس كل ما يكتب ويقال، وخصوصا في وسائط التواصل الاجتماعي، صحيحا، إنه جزء من خطة حرب لأنهم فشلوا في تطويع إرادتنا، وهم يلجأون الى تسقيطنا من داخلنا وإلهائنا بتفاصيل صغيرة وإغراقنا بمسؤوليات ليست من مسؤولياتنا".

ودعا "جمهور حزب الله من أجل أن تكون ثقته بنفسه وحزبه وقادته كبيرة، لأن حزب الله مصمم على معالجة الأخطاء ومنع الخطأ وسوء التصرف، لكننا لسنا معنيين بالتشهير بأحد من إخواننا لأننا في حزب الله حرصاء على المحاسبة والعقاب، ولكن في إطار الحفاظ على كرامات عائلات هؤلاء المخطئين".

كما دعا "المسؤولين في حزب الله من أخوة وأخوات الى الانتباه الى كل كلمة وجملة مصورة لأن هناك أجواء في البلد، لا بل في كل المنطقة تريد خلق بلبلة وفتنة"، وقال: "نحن المقاومة الاسلامية في لبنان من صناع الانتصارات في المنطقة".

أضاف: "هؤلاء الرجال والنساء والبيئة الحاضنة هم من أخرج اسرائيل من لبنان وصنع الانتصار الاول الناجز ضد اسرائيل، ولولاهم لكان داعش في بيوتكم. نحن مسيرة اسقطت الذل، وأخرجت أهل هذه المنطقة إلى العزة والكرامة وصنع التاريخ. وكل هذه الحرب النفسية هي للمساس بقدراتنا ودورنا وروحنا ومعنوياتنا".

ووعد ب"فشل وإفشال هذه الحرب النفسية، لاننا قوم عندنا ابا عبد الله الحسين، ولان ارادتنا من حديد، ومن يريدنا ان نضعف ليفرض علينا خياراته المذلة، نقول له: هيهات منا الذلة".

وختم قائلا: "هؤلاء سيفشلون لاننا في كل يوم عاشر، نردد الشعار نفسه، فهل تظنون انكم اذا حاصرتمونا وفرضتم العقوبات علينا أو شنيتم الحروب علينا يمكن ان نبدل او نغير؟ بالتأكيد لا".

============== منى سكرية/س.س/ن.ح

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق