واشنطن في 8 شباط 2021
بالم شديد وبتأثر واضح وغضب جامح، تقبّل أحرار لبنان أمس خبر استشهاد لقمان سليم، أحد المفكرين اللبنانيين، الذين طالما رفعوا الصوت عاليا، وخاطبوا نفس الحرية في أعماق اللبنانيين، ليعيدوا التمسك والاصرار على قيامة هذا البلد، وتخليصه من نير الاحتلال والظلم، القابع على صدور ابنائه منذ أكثر من ربع قرن. حيث حاول المأجورون أن يغيّروا مفاهيم الشعب اللبناني ويحجّموا تطلعاته نحو الحرية واللحاق بركب الحضارة العالمية، وجعله يقبل الاستخدام والتبعية لنظريات بائدة تجاوزها الفكر البشري منذ قرون.
إن المجلس العالمي لثورة الأرز، الذي ارتبط بعضٌ من أعلامه بعلاقات تفاهم وصداقة مع المغدور، وجرت بينهم مناقشات مطولة أحيانا، حول المفاهيم والتطلعات، التي تخلّص الوطن، وتعيد له لمعان الصورة، وتجذّر المواقف وصلابتها، سيما وأن له تاريخا في النضال ومكانة في القلوب وأحتراما لدي الكثير من اللبنانيين، يهمه وبهذا الوضع الخطير توضيح الأمور التالية:
- إن لبنان، بفقد علم من أعلام مجتمعه المدني، ينوء مجددا تحت الألم والحسرة، ويتذكّر كل الأبطال الشجعان الذين حملوا رايته، خاصة منذ ثورة الأرز، التي جمعت اللبنانيين بشتى وجوههم، وأظهرت التفافهم حول فكرة التخلص من الاحتلالات والمليشيات المسلحة، والتي تحاول فرض رايها وطريقتها وسيطرة من تمثل، لجر لبنان إلى سياسة المحاور التي لا تشبهه، وتستعمل انتشار أهله وتقبّلهم في كل المجتمعات، لتميزهم بالانفتاح والمشاركة مع الكل، لكي تمرر مخططاتها التخريبية، والتي تحاول بواسطتها تهديد الأمن والاستقرار في دول صديقة وحتى شقيقة أحيانا، وتشويه صورة لبنان ودوره المسالم والمنفتح على الكل.
- أن اللبنانيين، الذين أرهقهم امساك ما يسمى بحزب الله بخناق الوطن من خلال التهديد والوعيد، وسيطرته على الحكم من خلال الافساد والرشوة، وعلى الشارع من خلال سلاحه المتفلت، الذي يهدم كل ما صنعه الأهل، منذ مئة سنة من رفع الاحتلال العثماني عن كاهلهم، ومحاولتهم بناء وطن مستقل وحضاري، يتفهم مشاكل التنوّع ويعمل على رفع معاناة المقهورين، بواسطة القوانين التي تحافظ على الحقوق، والابتعاد عن كل ما يثير الفتن ويقمع الحريات. ها هم يبكون مرة جديدة علما من أعلامهم العابرة للمجموعات الحضارية، والتي تمثل الجيل المثقف والمتفهم والرافض لفرض الراي بالقوة، والمتمسك بالتعاون ومنطق الانفتاح والمشاركة.
- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يضع كل امكانياته وطاقات اللبنانيين في بلاد العالم الحر، من أجل رفع قضية لبنان المحتل إلى المحافل الدولية، لتبني سياسة تنفيذية لقرارات الأمم المتحدة، وخاصة منها القرار 1559، والذي يعالج بشكل اساسي موضوع السلاح المتبقي في لبنان وتسليمه للدولة، قبل أن تضيع الدولة بكاملها تحت اقدام الغزاة الجدد. ووضع لبنان تحت اشراف دولي حتى جمع السلاح بكامله، واجراء انتخابات حرة، باشراف الأمم المتحدة، تُنتج حكومة مستقلة، مهمتها اعادة نشر الأمن والقانون، والعمل على تحييد لبنان وشعبه عن الصراعات الدائرة، وعودته إلى الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لاستعادة دوره الطليعي في هذه المنطقة من العالم.
- إن المجلس الاعالمي لثورة الأرز يعاهد اللبنانيين على الاستمرار بملاحقة وضع لبنان ومتابعة قضاياه حتى يتم خلاصه من الفوضى التي أدت إلى سقوطه من كافة النواحي وتشريد شعبه وافقار من تبقى منهم. ولن يهنأ للمحتل بال ولن تصمت الأقلام ولو كتب اللبنانيون معاناتهم بالدم كما سطرها فقيدنا العزيز رحمه الله...
جوزيف بعيني، رئيس المجلس العالمي لثورة الارز
0 comments:
إرسال تعليق