الجيش العراقي يخرج مسلحي الدولة الإسلامية من محيط سد حديثة بمساندة غارات أمريكية

بي بي سي
أعلنت القوات العراقية أنها تمكنت من إخراج مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق الواقعة حول سد "حديثة" الاستراتيجي، مدعومة بغارات جوية شنتها المقاتلات الأمريكية.
وتعتبر هذه الضربة بمثابة بداية توسع للجيش الأمريكي في أعماله العسكرية التي اقتصرت في السابق على شمالي العراق.
وحاول مقاتلو التنظيم مرارا فرض سيطرتهم على السد، الذي يقع في محافظة الأنبار غربي العراق، من القوات العراقية وحلفائها من رجال القبائل العرب السنة.
وقال مصدر محلي في محافظة الانبار إن 24 جنديا وعنصرا في ما يعرف بالحشد الشعبي قتلوا وأصيب أكثر من 40 آخرين في مواجهات مع المسلحين.
ودارت الاشتباكات بين قوات الجيش والميليشيات المساندة له من جهة ومسلحي تنظيم الدولة الاسلامية من جهة اخرى في منطقة السجر شمال الفلوجة منذ ساعة متأخرة من ليلة الاحد وحتى صباح الاثنين .
حكومة العبادي
في غضون ذلك من المقرر أن ينعقد البرلمان العراقي الاثنين للتصويت على الحكومة المقترحة لرئيس الوزراء المعين حيدر العبادي والمتوقع أن تكون جميع الفصائل الدينية والعرقية ممثلة بها.
وقال جيم موير مراسل بي بي سي في اربيل إن ذلك من شأنه أن يخفف حدة التوتر بين السنة والشيعة والاكراد الذين يتهمون الحكومة باتباع سياسات تتسم بالتمييز. .
ومن المنتظر أن يفصح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت لاحق عن استراتيجية الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانبه، أفاد أحمد أبوريشة زعيم مجالس الصحوة المؤيدة للحكومة العراقية في غرب البلاد لوكالة رويترز للأنباء، أن الضربات الجوية تمكنت من سحق دورية تابعة للتنظيم كانت تحاول مهاجمة السد.
وقال أبو ريشة: "كانت الضربات دقيقة للغاية، بحيث لم يقع هناك أي ضرر جانبي."
وتابع: "لو تمكن التنظيم من السيطرة على السد لأصبحت العديد من المناطق العراقية مهددة بشكل كبير، بما في ذلك العاصمة العراقية بغداد."
 واستهدفت القوات العراقية بعد ذلك مسلحي التنظيم في منطقة "حديثة" وتمكنت من استعادة سيطرتها على الأرض.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش العراقي الفريق قاسم عطا لوكالة "فرانس بريس" للأنباء: "شنت القوات المشتركة مدعومة بالتعزيزات الجوية ورجال القبائل ضربة واسعة لإخلاء المناطق المحيطة بمنطقة حديثة."
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن القوات النظامية والميليشيات تمكنت من استعادة السيطرة على بروانة، شرق حديثة، من أيدي مقاتلي التنظيم الذين تركوا أسلحتهم ومركباتهم أثناء انسحابهم من المنطقة.
إلا أن حاكم مدينة الأنبار أحمد الدليمي أصيب بقذيفة هاون بعد وقت قصير من استعادة السيطرة على بروانة.
وقال الجيش الأمريكي إنه شن خمس غارات وإنه جرى تدمير مصفحات تابعة للتنظيم، كان بعضها يحمل مدفعية مضادة للطائرات، وأكد على أن جميع مقاتلاته أنجزت المهمة بسلام.
ويعتبر سد "حديثة" ثاني أكبر سد مائي كهربائي في العراق، ويوفر المياه للملايين.
تحالف دولي
ومنذ بداية أغسطس/ آب الماضي، شنت القوات الأمريكية ما يربو على 130 غارة جوية لدعم القوات العراقية والكردية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي العراق، إلا أن الضربات التي شهدها يوم الأحد كانت هي الأولى في محافظة الأنبار.
وفي تصريحات لشبكة ان بي سي التلفزيونية الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يواجه انتقادات لاخفاقه في وضع استراتيجية لمواجهة الأزمة، إن الولايات المتحدة ستسعى لإضعاف التنظيم وتقليل سيطرته على الأرض ومن ثم "هزيمته"، مؤكدا على أن استراتيجية إدارته "لن تكون بإعلان إرسال قوات برية أمريكية".
وأضاف: "لا يشبه هذا الوضع ما حدث في الحرب على العراق، بل هو مماثل لحملات مجابهة الإرهاب التي نشارك فيها بشكل مستمر خلال السنوات القليلة الماضية".
وتابع قائلا: "لا أريد من الشعب الأمريكي سوى أن يتفهم طبيعة التهديد وكيفية تعاملنا معه، وأن تكون لديه الثقة في أننا سنتمكن من مواجهته."
وأكد على أن الاستراتيجية لمواجهة الأزمة ستتضمن تشكيل تحالف دولي.
وكان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية قد استهدفوا عددا من السدود في هجومهم، واستولوا على سد الفلوجة.
كما تمكنوا أيضا من الاستيلاء على سد الموصل، أكبر السدود في العراق، قبل أن تنجح الغارات الأمريكية في المساعدة في إبعادهم عن تلك المنطقة.
وتمكن التنظيم، الذي كان يعرف سابقا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، من الاستيلاء على مناطق واسعة في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية، وأعلن إقامة "الخلافة" في المناطق التي تقع تحت سيطرته.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق