مؤشرات دولية جديدة حيال الازمة الرئاسية

المستقبل

بعدما تجاوزت معاناتها الثمانية أشهر بيومين إضافيين بدأت النهاية التي طال انتظارها لأزمة النفايات وانطلقت عمليات إزالة الأكوام المتراكمة في مختلف المناطق في بيروت والضواحي ومناطق جبل لبنان وفق الخطة المقررة وسط ارتياح عام الى طي هذه الصفحة التي شوهت البلاد وتسببت بأسوأ التداعيات والانعكاسات البيئية والصحية والمعنوية على لبنان واللبنانيين .

ومع ان هذا الموضوع طغى على الواجهة الاعلامية امس فان الاهتمامات الرسمية والسياسية لم تقتصر على بداية تنفيذ خطة النفايات بل يبدو ان ثمة مساع متجددة وراء الكواليس من أجل تجنب تكرار ما شهدته جلسة مجلس الوزراء الاخيرة من صدامات ومشادات وسجالات كادت تفجر أزمة حكومية لا مصلحة الأحد فيها الآن على أقل تقدير. وفي سياق التحسب للحؤول دون انفجار قضية الشلل الذي يحكم عمل المديرية العامة لأمن الدولة علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام بحثا في ما يمكن اجتراحه من مخارج لهذه القضية قبل انعقاد الجلسة التالية لمجلس الوزراء باعتبار ان سلام كان تعهد للوزراء الذين أثاروا هذا الموضوع في الجلسة الاخيرة ادراجه في اول جدول اعمال الجلسة المقبلة . ومع انه يستبعد ان يعقد مجلس الوزراء جلسة الاسبوع المقبل بسبب زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبيروت وتزامن الموعد الدوري للجلسة عشية الجمعة العظيمة وعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي فان ذلك لم يحل دون بدء الحسابات السياسية ايضا حيال الجلسة الانتخابية الرقم ٣٧ لانتخاب رئيس الجمهورية في ٢٣ آذار المقبل . واعربت مصادر نيابية بارزة ل" النهار " عن اعتقادها بان هذه الجلسة ستكتسب دلالة في حال ارتفاع عدد النواب الحاضرين الى ما يفوق الـ٧٣ نائبا اي العدد الذي بلغته الجلسة السابقة ، بما يترك هذا الارتفاع من أثر في شأن تنامي الضغط قدما نحو استكمال النصاب القانوني اي الثلثين . اما اذا لم تشهد الجلسة ارتفاعا في عدد النواب او تثبيتا للعدد السابق او ما دونه بقليل فان المصادر ترى في ذلك دلالة تصاعد المعطيات التي من شأنها ان تعيد الجمود سيد الموقف في الازمة الرئاسية . وتراقب المصادر بدقة مجريات الامور عشية هذه الجلسة لانها ستواكب زيارة الامين العام للأمم المتحدة لبيروت الذي سيثير في محادثاته مع المسؤولين الرسميين والسياسيين الذين سيلتقيهم موضوع الازمة الرئاسية كبند اساسي . وتشير المصادر الى ان إشارات جديدة بدأت تصل بالتواتر الى معظم المسؤولين والقادة السياسيين سواء عبر السفراء المعتمدين في لبنان ام من خلال قنوات أخرى وتشدد على ان المجتمع الدولي والغربي بات يرهن دعمه السياسي والاقتصادي والإنمائي للبنان بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت وان العبير عن هذا المعطى يعتبر جديدا ومنسقا بين العديد من الجهات الدولية والغربية . ولذا ستكتسب التطورات والمواقف المتعلقة بالازمة الرئاسية في زيارة بان كي مون وقبلها ايضا في زيارة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني لبيروت ابعادا بارزة ومهمة على صعيد تطوير الخطاب والتعامل الدوليين مع لبنان في ظل اقتراب أزمته الرئاسية من طي سنتين في أيار المقبل .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق