سركيس: كتلة “القوات” لن تكون أقل من 12 نائباً

القوات ـ
تبدو “القوات اللبنانية” الأكثر ارتياحاً لتعاطي ماكينتها الانتخابية مع طبيعة القانون الجديد. يكتفي القواتيون باعتبار أن عمل ماكينتهم جنّب مرشحيهم ومناصريهم التناتش والصراعات داخل اللائحة الواحدة، بخلاف كل القوى الأخرى. وهذه نقطة قوة ترتكز عليها القوات لتمرير الاستحقاق وتوفير فوز المرشحين الذين تختارهم، بدون أي ارتدادات أو تداعيات على البنية التنظيمية للحزب. يمثّل القانون الجديد انتصاراً للقوات، رغم الطموح بتحقيق قانون أفضل. لكنه سيؤدي إلى تحسين مبدأ صحة التمثيل، وستخرج القوات من الاستحقاق بكتلة نيابية وازنة.

كثيرون يصفون ماكينة “القوات” بأنها الأكثر تنظيماً، وبأن الحزبيين والمناصرين هم الأكثر التزاماً. اليوم، لدى القوات اهتمامات أخرى، وهي في تثبيت الرأي العام الجديد الذي يؤيد خياراتها، وهو يرتفع بنسبة لم تكن متوقعة، وفق ما تقول الأمينة العامة لحزب “القوات” شانتال سركيس لـ”المدن”. وتشير سركيس إلى أن “القوات” أحرز تطوراً بارزاً في الساحة المسيحية، وقد رصدت الماكينة واستطلاعات الرأي كثيراً من الإيجابية في الآراء التي كانت ترفض تأييد خيار “القوات”، وبأن هؤلاء يرددون أن ليس لديهم البديل من تأييد “القوات”.

هذا الأمر يعود إلى عوامل عدة، أبرزها، وفق سركيس، “النشاط القواتي، والعمل بجدّية بعيداً من كل محسوبية أو مناطقية أو طائفية. وهذه نظرة جديدة يراها كثيرون في “القوات”، لم تكن من قبل بسبب حجم الحملات التي طاولتها. عامل آخر أسهم في تعزيز صورة “القوات” لدى الرأي العام المسيحي، وهي مصالحة معراب التي حصلت مع التيار الوطني الحر. ما أرخى ارتياحاً على الساحة المسيحية، وأظهر “القوات” كأنها تتنازل للمصلحة العام،ة ولا تنأسر في حسابات شخصية أو مصلحية. هذه المصالحة كان لها إنعكاس إيجابي جداً على الشارع المسيحي، ونرى أن هناك كتلاً شعبية وازنة كانت تضع فيتو على “القوات” سابقاً، والآن أصبحت في موقع مغاير. ما يعكس صورة مشجّعة جداً، ستترجم في صناديق الإقتراع يوم الأحد. لأن هناك موجة كبيرة تميل لصالحنا”.

تمشي “القوات” بخطى واثقة إلى الاستحقاق، وتقول سركيس: “جمهورنا يعرفنا، وقضيتنا واضحة، فيها البعد السيادي والمواقف السياسية الثابتة التي لم تتغير أو تتلون، والتي لم تنعكس في تناقضات مثيرة في تحالفاتنا الإنتخابية. هذا الأمر يريح الجمهور، الذي لن يكون مضطراً كحال غيرنا،إلى لإجراء مقاربات متناقضة في كل دائرة من الدوائر. وللأداء السياسي للقوات والأشخاص الذين وضعوا في مواقع المسؤولية قدموا نماذج جدية جداً، في ما يخص مواجهة المحسوبية ومحاربة الفساد، على عكس آخرين”. تضيف: “نحن نمثّل صوت القضية وليس صوت المصلحة والعددية”. مشروع “القوات” وفق سركيس، “سيبدأ بعد الانتخابات ولن ينتهي بإنتهائها، لأن كتلة “القوات” ستكون مقبلة على ورشة أو ثورة تشريعية، إن لجهة استكمال المسار التشريعي الذي بدأه النائب إيلي كيروز، في ما يخص حقوق المرأة والأحوال الشخصية، وصولاً إلى تشريعات تتعلق باللامركزية الإدارية، وأخرى تتعلق بالخصخصة، والهيئات الناظمة والصندوق السيادي لملف النفط والغاز. وهذا سيجعل كثيرين يتربصون بـ”القوات” وقوتها”.

تتوقع سركيس صعوبة أو بعض الإشكالات في مسألة احتساب الأصوات والكسر الأعلى، سيكون هناك اعتراضات واختلافات، لأن المسألة حساسة ودقيقة جداً، ولن تكون سهلة. لكن هذا لن يؤثر على تأخير صدور النتائج. ماكينة “القوات” والمندوبين نحو 10 آلاف شخص، بدأوا استنفارهم العام لإدارة العملية الانتخابية في كل الدوائر. ترفض سركيس الدخول في لعبة الأرقام، لتحديد عدد كتلة “القوات” المتوقعة، وتشير إلى أنها ستكون كلتة وازنة، ولن تكون أقل من 12 نائباً. وتقول: “نعمل بجدية في كل الدوائر، في بعلبك الهرمل هناك رمزية أساسية لتمثيل أهالي المنطقة، أما في عكار فإيصال مرشح “القوات” وهبة قاطيشا يرتبط بعدد الحواصل الذي ستؤمنه اللائحة، وضعه جيد ولكن المسألة غير مرتبط بـ”القوات”، ولذلك لا يمكن حسم هذا المقعد. أما في المتن، فتعتبر سركيس أن لدى “القوات” حاصلاً مؤمناً والعمل جارٍ لتوفير الحاصل الثاني. في دائرة الشمال الثالثة هناك أربعة حواصل. وحاصلان مؤكدان في كسروان جبيل. وفي بيروت الأولى تبدو “القوات” مرتاحة. فسيكون الفارق كبيراً جداً بين عماد وكيم ومرشح التيار الوطني الحر، واللائحة ككل ستحصل على 3 أو 4 حواصل من أصل ثمانية”.

وتشير سركيس إلى القدرة الكبيرة في توزيع الأصوات التفضيلية، خصوصاً في بشري، وبيروت الثانية، وزحلة التي نعمل فيها على تأكيد حاصلين انتخابيين لمصلحة القوات. لا تراهن “القوات” على الجو المسيحي فحسب، خصوصاً أن الصوت السنّي لن يكون مرتاحاً لا في زحلة ولا في البترون. وهذا قد يمثّل مفاجآت في بعض الأقلام. هذا الكلام يقود إلى السؤال عن سبب اعتبار رئيس حزب القوات سمير جعجع، أنه من المبكر الحديث عن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، وما خلفيات هذا الموقف؟ تجيب سركيس بابتسامة: “لأنه لا يزال من المبكر الحديث في هذا الموضوع. هناك يومان وبعدهما يبدأ الحديث بهذا الأمر”.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق