انتخابات أفغانستان: الناخبون يتوافدون على مراكز الاقتراع رغم تهديدات طالبان

بي بي سي
تشهد الانتخابات الأفغانية إقبالا كبيرا من جانب الناخبين على مراكز التصويت لاختيار رئيس جديد، وذلك في أول مرة في تاريخ البلاد تنتقل بها السلطة عبر صناديق الاقتراع.
وانتشرت قوات الأمن في كافة أرجاء العاصمة كابول والأقاليم الأفغانية بهدف منع أي هجوم محتمل تشنه حركة طالبان التي تعهدت بعرقلة الانتخابات.
ويجري السباق الرئاسي وانتخاب أعضاء المجالس المحلية في 34 إقليما أفغانيا في نفس الوقت.
ويقول مراسل "بي بي سي" في كابول، ديفيد لوين، إن الكثير من الناخبين اصطفوا أمام مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، حتى قبل بدء موعد الاقتراع.
ويتنافس ثمانية مرشحين لخلافة الرئيس حامد كرزاي الذي يمنعه الدستور من السعي لشغل المنصب لفترة ثالثة على التوالي.
وأكد كرزاي عقب إدلائه بصوته على أهمية هذه الانتخابات.
وقال إنه "يوم مهم جدا لتحديد مستقبل دولتنا. سينتخب شعب أفغانستان رئيسا وأعضاء مجالس الأقاليم عبر الاقتراع السري."
ووقع بعض أعمال عنف تزامنا مع بدء عملية الاقتراع، حيث أفادت شرطة إقليم خوست الحدودية بسقوط صواريخ أطلقت من باكستان تجاه الأراضي الأفغانية بهدف عرقلة الانتخابات.
ووردت أنباء عن إصابة أربعة ناخبين في انفجار استهدف مركز اقتراع في إقليم لوغار.
وأوضح مسؤول في الإقليم أن "التفجير وقع قريبا من مركز اقتراع في مدرسة وأسفر عن إصابة أربعة ناخبين، إصابة أحدهم خطيرة"، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
نزاهة الانتخابات
مرشحون آخرون في الانتخابات
عبد رب الرسول سياف: عضو في البرلمان الأفغاني الجديد يشتهر بأنه دعا زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن إلى أفغانستان في 1996.
محمد داود سلطانزوي: طيار سابق ومقدم برنامج حواري. وكان نائبا عن إقليم غازني عام 2005. وتميز بتركيزه على أصوات الأفغانيات.
قطب الدين هلال: شغل منصب نائب رئيس الوزراء خلال فترة التسعينيات ومقرب من قلب الدين حكمتيار - أحد قادة المجاهدين الأفغان المثيريين للجدل.
غول آغا شيرازي: انضم إلى صفوف المجاهدين عقب الغزو السوفيتي لأفغانستان. وشغل منصب حاكم إقليم في ظل رئاسة كرزاي.
هدايت امين ارسلا: اقتصادي وسياسي بارز شغل العديد من المناصب الحكومية البارزة.
ويخوض المنافسة في الانتخابات ثمانية مرشحين، أبرزهم ثلاثة: وزيرا الخارجية السابقين عبد الله عبد الله، وزلماي رسول، ووزير المالية السابق أشرف غاني أحمدزاي.
وقام عبد الله بحملة واسعة، فيما يتمتع غاني بدعم قوي في صفوف الشباب بالمناطق الحضرية. أما رسول فيبدو أنه المرشح المفضل لدى الرئيس كرزاي.
ومن غير المتوقع أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وهي النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، وهو ما يعني أن من المرجح إقامة جولة ثانية يوم 28 مايو/ أيار.
وأبدى مراقبون دوليون تفاؤلا متزايدا بأن إحكام الأمن وعدد الضمانات الجديدة ضد التزوير سيجعل هذه الانتخابات أكثر نزاهة من أي اقتراع شهدته أفغانستان، بحسب مراقبين.
وحظرت السلطات على المواطنين إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة حتى مساء السبت بهدف منع استخدام هذه الخدمة للدعاية في آخر لحظة.
لكن مازالت هناك مخاوف من مخالفات في عملية التصويت أو عرقلة الانتخابات في بعض مراكز الاقتراع.
عملية أمنية
وبدأت أكبر عملية عسكرية في أفغانستان منذ سقوط نظام حكم طالبان في عام 2001 لتأمين الاقتراع، وفقا لما ذكره مراسلنا.
ومنعت السلطات دخول المركبات إلى كابول منذ منتصف يوم الجمعة، فيما أقامت قوات الشرطة نقاط تفتيش عند كل تقاطع.
ونشرت السلطات 400 رجل أمن لتأمين الناخبين أثناء عملية الاقتراع، حسبما أعلن مسؤولون.
وكانت الفترة التي سبقت الاقتراع الأشد دموية منذ سقوط طالبان، حسبما توضح ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي.
فقد شن مسلحون هجمات على مقر وزارة الداخلية شديد التحصين، والمجمع الرئيسي للجنة المستقلة للانتخابات، وفندق سيرينا الفخم.
لكن يبدو أن العنف أدى إلى تقوية عزيمة الأفغان على المشاركة في عملية الاقتراع، بحسب مراسلتنا.
وأظهر استطلاع للرأي، أجرته "مؤسسة الانتخابات الحرة والنزيهة"، أن أكثر من 75 في المئة من المشاركين يعتزمون التصويت بالرغم مما يشاع عن أن تراجع الثقة في العملية الانتخابية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق