النهار ـ
دعا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اسرائيل "الى اخلاء خزان الامونيا في حيفا وتفكيك مفاعل ديمونا النووي"، وذلك في كلمة ألقاها في ذكرى "القادة الشهداء" السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنية، بحفل تحت شعار "سادة النصر".
وحيا نصرالله "المجاهدين المرابطين في الجبال العالية وسط البرد والصقيع والثلج، وضباط وجنود الجيش اللبناني، وضباط وجنود الجيش السوري، وهم يحمون بلدهم وبلدنا من الارهابيين والمتربصين بنا".
وقال نصر الله: "ان المقالات والتقديرات الاسرائيلية، ومثلها المؤتمرات، تحدثت عن البيئة الاستراتيجية في المنطقة، وخلاصة ما قالوه هو التهويل المستمر على لبنان، وسيناريوهات هذه الحرب، وما ستفعله اسرائيل بلبنان في حربها الجديدة. وفي كل هذا المناخ يحتل حزب الله المرتبة الاولى في التهويل عندهم، ثم ايران ثم المقاومة الفلسطينية، دون ذكر لخطر الجيوش العربية".
أضاف: "على اللبنانيين والمقيمين في لبنان، مقاربة هذا الامر من زاوية ان هذا الكلام نسمعه منذ الحرب 2006 ولكن ما نراه هو الامن والامان في لبنان. قد يأذن ترامب لاسرائيل بشن حرب، ولكن حتى الان الصورة غير واضحة لدى الادارة الاميركية".
واستبعد "أي مخاوف من هذه التحليلات ومنها احتمال تشجيع ترامب لاسرائيل"، وقال: "الظروف السياسية عند اسرائيل لشن حرب على لبنان موجودة دائما والغطاء الاميركي متوافر، ومثله غطاء عربي". وسأل: "هل يربحون الحرب ويحققون اهدافهم وبخسائر ممكنة على صعيد الجهة الداخلية عندهم؟".
وقال: "ان ما تمثله المقاومة من قوة وما تمثله بيئة المقاومة في احتضان هو عنصر اساسي الى جانب الجيش، والموقف الثابت والراسخ لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن هذه البيئة مستعدة لاعلى مستويات التضحية، وهذه عوامل تردع اسرائيل اليوم وفي المستقبل عن شن حرب".
واشار الى ان "الظروف السياسية لشن حرب على لبنان موجودة دائما والغطاء الاميركي موجود دائما وللاسف الغطاء العربي موجود ايضا دائما".
وقال: "أدعو اسرائيل ليس فقط الى اخلاء خزان الامونيا في حيفا بل الى تفكيك مفاعل ديمونا النووي. السفينة التي تأتي الى البحر وتحمل الامونيا لكل المنطقة تمثل 5 قنابل نووية. والبعض اعتبر أن اخلاء خزان الأمونيا في حيفا هو مؤشر على قرب الحرب على لبنان، لكن نحن نقول أنه مؤشر على ايمان العدو بقدرات المقاومة".
أضاف: "ان لواء غولاني الذي يصفونه بانه النخبة بين جيوش العالم، شاهدناه كيف تمزق وانهزم في غزة عام 2014، وذلك بعد 8 سنوات على هزيمتهم في لبنان العام 2006".
وطالب "وسائل الاعلام المحلية والامنية بالذهاب الى الجنوب ومشاهدة ما يبنيه العدو من جدران، وعن خطط لحماية مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة"، مؤكدا أنه "بفعل تضحيات هؤلاء القادة والشهداء لجأ العدو الى بناء الجدران وزرع الالغام"، لافتا الى أن "تبدلات طرأت على الوجدان الاسرائيلي".
وتطرق الى مسألة التهويد التي تمارسها اسرائيل في فلسطين المحتلة في القدس، وفي صلب الاراضي في الضفة الغربية، والاتجاه الى بناء الان الوحدات السكانية فيها والاعتقالات والحديث عن نقل السفارة - الاميركية الى القدس والتخلي الاميركي عن فكرة حل الدولتين، فقال: "هذا لا يعنينا كمقاومة وكل هذا يعني وفاة المسار التفاوضي".
أضاف: "نضع كل هذا التهويل والوعيد في دائرة الحرب النفسية، وستفاجأون بما نخفيه وهو ما سيغير مسار أي حرب اذا اقدمتم عليها".
وانتقد نصر الله "غياب القيم لدى الانظمة العربية واتباع هذه الانظمة"، مشيدا ب-"كلام الرئيس عون في خطابه في الجامعة العربية والمتعلق بخطر اسرائيل واشادته بالمقاومة". ووصف "شهادة نتنياهو بأنها وصمة عار على جبين بعض القادة العرب، عندما قال أن غالبية هؤلاء لم يعودوا في حق العداء لاسرائيل"، مشيرا الى "غياب دور الحكام العرب الا في الحض على الحروب في سوريا واليمن ومعاداة ايران".
وخاطب الشعب الفلسطيني قائلا: "القادة الشهداء الذين نحتفي بهم اليوم، أقول لكم انهم كانوا فلسطينيين أكثر مما كانوا لبنانيين".
أضاف: "ان سقوط الاقنعة وسقوط المنافقين الذين كذبوا عليكم لعشرات السنين بانهم يدعمونكم، يجب أن يكونوا مدعاة أمل لكم وليس لليأس لان الاقنعة سقطت. أدعو الشعب الفلسطيني الى الثقة بخيار المقاومة".
ونوه بـ"العمليات الفردية التي يقوم بها شبان فلسطينيون ضد العدو في انتفاضة القدس"، مؤكدا أن "المنطقة لن تبقى كما هي ولا أميركا ايضا، فالمنطقة تتغير ومشاريع تتهاوى وتسقط ومن قلب المعاناة تولد أجيال وأجيال ستصنع الانتصارات وستغير وجه المنطقة".
وتطرق الى قضية البحرين، فنوه نصر الله بـ"ثبات قادة الحراك السلمي فيها وشعب هذا الحراك، بالرغم من القمع الذي تعرض له شعب البحرين، هذا الشعب الذي لم يحمل ولن يستخدم السلاح، هذا الشعب الذي يتمسك بايمانه وتمسكه بحقه".
وتطرق الى أحداث اليمن والتي شارفت الحرب عليها على السنتين، مؤكدا أن "اسرائيل شريكة ماديا في هذه الحرب، اضافة الى مرتزقة سودانيين ومن أفغانستان وباكستان والاردن وغيرها من الدول".
وقال في كلمته للقادة الشهداء: "اننا باقون هنا لمواجهة كل هذه المشاريع التي تستهدف أمتنا ومستقبلنا سواء كانت اسرائيل أو داعش أو الجماعات التكفيرية".
0 comments:
إرسال تعليق