تجمع عشرات الآلاف من الأندونيسيين في العاصمة جاكرتا لحث الناخبين على التصويت لمرشح مسلم ليصبح حاكما للمدينة.
ويشغل باسوكي تاهاجا بورناما، المشهور باسم أهوك، وهو من العرقية المسيحية الصينية، منصب حاكم العاصمة حاليا، ويحاكم الأن بعد اتهامه بالإسائة للدين الإسلامي.
وعلى الرغم من إجراءات المحاكمة الحالية فإن بورناما مازال متصدرا السباق الانتخابي ومن المتوقع أن يفوز في الاقتراع المزمع الأربعاء المقبل.
وأثارت الحملة التي يقودها متشددون إسلاميون ضد الحاكم المسيحي المخاوف من تزايد التعصب الديني في البلاد.
وتجمعت الحشود لأداء صلاة الجمعة حول مسجد الاستقلال في العاصمة، السبت، لحث المواطنين على التصويت لصالح المسلمين ليفوز بالانتخابات حاكم مسلم.
ورفع مؤيدو جماعات إسلامية لافتات كتب عليها "أفضل أن يكون قائدي مسلما"و "اختيار حاكم غير مسلم حرام".
وجاء هذا التحرك عقب احتجاجات ضخمة ضد بروناما في ديسمبر/ كانون أول الماضي، وتحولت بعض المسيرات آنذاك إلى أعمال عنف في نوفمبر/ تشرين ثاني،ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات من رجال الشرطة والمتظاهرين.
وأصبح بورناما أول غير مسلم يتولى حكم العاصمة، خلال 50 عاما، وأول حاكم ينتمي للعرقية الصينية.
وكان خلف جوكو ويدودو، الذي يتولى رئاسة البلاد حاليا، منذ 2014.
وكان قد حاز على ثقة الناخبين بفضل موقفه ضد الفساد وتطوير المواصلات العامة وتوفير خدمات أفضل في التعليم والصحة.
لكن بعض الإسلاميين أعلنوا رفضهم لوجوده في المنصب بسبب ديانته وكذلك عرقيته.
وتأزم الموقف بالنسبة للحاكم المسيحي بعد القضية التي رفعت ضده وتقديم الإدعاء العام اتهامات بأنه أهان الدين الإسلامي من خلال إساءة استخدام آيات قرآنية.
وقال بورناما إن جماعات إسلامية تستخدم جملا من القرآن لحث الناس على عدم دعمه، واتهمهم بخداع الناخبين.
وفسر البعض آية قرآنية بانها تحرم على المسلمين الحياة في ظل حاكم غير مسلم.
وأصر بورناما على أن تعليقاته و استهدفت السياسيين الذين يستخدمون الآية "بصورة غير صحيحة" ضده، ولم يقصد استخدام الآية ذاتها.
وتقول جماعات حقوق الانسان أن السلطات انتهجت سابقة خطيرة تمثل في أن أية أقلية إسلامية متشددة يمكنها أن تثير صخبا يؤثر على العملية القانونية.
وينافس مرشحان مسلمان أخران في الانتخابات الحالية لتولى منصب حاكم العاصمة.
وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية 50 بالمئة، فإن الانتخابات ستعاد مرة أخرى بين الاثنين الذين حصلا على أعلى الأصوات في أبريل/نيسان المقبل.
ويمثل المسيحيون أقل من 10 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 250 مليون نسمة، ولا تتعدى الأقلية الصينية 1 بالمئة.
وشهدت البلاد مظاهرات معادية للأقلية الصينية، عام 1998، لكنها تحولت إلى أعمال عنف إذ أحرقت حشود غاضبة ممتلكات ومنازل ما تسبب في مقتل ألف شخص.
وينتهج غالبية سكان إندونيسيا المذهب المعتدل الوسطي.
ودعت نهضة العلماء، أكبر مؤسسة دينية في البلاد، لعدم المشاركة في الاحتجاجات الحالية.
0 comments:
إرسال تعليق