قمة التعاون الإسلامي تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وتدعو دول العالم لاعتراف مماثل

© أ ف ب
فيديو ليلى الطيبي
نص فرانس 24  

اعترف قادة الدول الإسلامية في ختام قمتهم الطارئة في إسطنبول الأربعاء، بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، داعين دول العالم إلى اعتراف مماثل، وذلك ردا على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما اعتبر القادة قرار ترامب بشأن القدس "غير مسؤول و"لاغ وباطل".
أعلن قادة الدول الإسلامية في ختام قمتهم الطارئة في إسطنبول الأربعاء اعترافهم بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، داعين دول العالم إلى اعتراف مماثل، ردا على القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال القادة في بيان نشر في ختام قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول "نعلن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وندعو الدول الى أن تعترف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها".

واعتبر البيان الختامي للقمة القرار الأمريكي "غير مسؤول، و"لاغ وباطل".

وقال القادة في بيانهم الختامي "نرفض وندين بأشد العبارات القرار الاحادي غير القانوني وغير المسؤول لرئيس الولايات المتحدة الامريكية القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لاسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ونعتبره لاغيا وباطلا".

من جانبه، حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في افتتاح القمة الطارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها إسطنبول، الأسرة الدولية على الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

وصرح أردوغان "أدعو الدول المدافعة عن القانون الدولي والعدالة الى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لفلسطين"، مؤكدا أن الدول الإسلامية "لن تتنازل أبدا" عن هذا الطلب.

وقال أردوغان في هذه القمة المخصصة للتباحث في الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل "إسرائيل دولة احتلال وهي ايضا دولة إرهاب" مضيفا أن القدس "خط أحمر".

من جهته، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته، بالقرار الأمريكي قائلا "إن الوعد الذي قدمه ترامب للحركة الصهيونية، وكأنه يهدي مدينة من المدن الأمريكية، فهو الذي قرر ونفذ وفعل".

وأضاف أن "الولايات المتحدة بذلك قد اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط، وأن لا يكون لها دور في العملية السياسية".

شدد عباس على أن "القدس كانت ولا زالت وستظل الى الابد عاصمة دولة فلسطين" مضيفا "لا سلام ولا استقرار بدون ان تكون كذلك".

العاهل السعودي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية

وبالتوازي مع قمة إسطنبول، أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاربعاء أن من حق الشعب الفلسطيني اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وذلك في افتتاح اعمال الدورة السنوية لمجلس الشورى في الرياض.

وقال العاهل السعودي "دعت المملكة إلى الحل السياسي للخروج من أزمات المنطقة وحل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

واكد الملك سلمان في خطابه في الرياض "استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي".

في الوقت الذي اكتفى فيه غالبية قادة المنطقة حتى الآن بإصدار الإدانات المعهودة، يرى مراقبون أنه من غير المحتمل أن يصدر عن القمة إجراءات قوية أو عقوبات.

ويقول رئيس مركز إيدام لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية في إسطنبول سنان أولغن إن "العديد من الدول الكبرى في 'العالم الإسلامي' لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة ولا حتى مع إسرائيل في إطار التوتر المتزايد مع إيران".

ويضيف أن المسؤولين في السعودية وغيرها من دول الخليج يرون أن التصدي لنفوذ إيران "يرتدي أهمية أكبر من اتخاذ اجراءات يمكن أن تهدد العلاقات مع واشنطن".

والقادة الأتراك مدركون لذلك فقد علق تشاوش أوغلو الثلاثاء "لقد لاحظنا ردود فعل متواضعة جدا من بعض دول" المنطقة، مضيفا أن "بعض الدول العربية تخشى تحدي" واشنطن.

في هذا الإطار، يمكن أن يصدر عن القمة "إدانة معتادة"، بحسب المحلل آرون شتاين من مركز "أتلانتك كاونسل"، فجامعة الدول العربية اكتفت خلال اجتماع في نهاية الأسبوع الماضي بإدانة شفهية دعت فيها واشنطن إلى "إلغاء قرارها حول القدس".

من بين قادة الدول الـ20 الذين لبوا دعوة أردوغان، الرئيس الإيراني حسن روحاني والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال عون.

كما سيحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي استقبله أردوغان مساء الثلاثاء.

وأوفدت مصر التي تشهد علاقاتها فتورا مع تركيا وزير خارجيتها سامح شكري، بينما أعلنت السعودية أن وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني سيمثلها في اجتماع وزراء الخارجية لكن لم يعرف بعد حتى صباح الأربعاء مستوى تمثيلها في القمة.

حتى لو لم تؤد القمة إلى موقف جذري إلا أنها ستتيح لأردوغان تحسين صورته كمدافع عن المسلمين في العالم من الفلسطينيين وصولا إلى الروهينغا، الأقلية المسلمة في بورما.

فرانس24/أ ف ب

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق