أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن “الحراك بدأ بطابع اقتصادي بسبب الضرائب المفروضة على الشعب اللبناني وزادت المطالب لتصبح سياسية، وذلك طبيعي عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة أن يُطلب تغييرها والمطالب محقة وتجاوبت معها وطلبت تشكيل وفد لمقابلتي ولم أجد جواباً”.
وأضاف عون، في حوار مباشر من قصر بعبدا، “هناك مجتمع سياسي متناقض، وليس الهدف خلق تناقضات جديدة، نحن بحاجة لحكم منسجم لوضع خطة للتنفيذ، وعلينا مكافحة الفساد”.
وشدد على أنني “ما وصلت الى موقع الرئاسة إلا لأبني دولة، وانا لا افتش عن مستقبل، فمستقبلي بات ورائي الا ان لدي تاريخ ونضال طويل كلفني الكثير لأجل الحرية والسيادة والاستقلال، والآن وقت إيجاد الحلول الاقتصادية إلا أنني لا أجد تجاوباً من معظم الشعب اللبناني”.
وأردف، “دعيت الثوار لتوحيد الساحات ولنعمل سوياً لإيجاد الإصلاحات لكنني لا أجد تجاوباً، فأي مراجع عليهم أخذ الموافقة منها لنجلس سوياً؟ قليلون يتابعون أخباري، الناس لا تسمعني، رغم اني توجهت بكلام قاسٍ وانتقدت الحكومة وأكدت ان الشعب فقد الثقة. انا مكبل بالتناقضات بالحكم والمجتمع ولا سلطة لدي”.
ولفت الى انه “علينا ان نكون أصحاب ثقة عند الناس وهي مفقودة وتحتاج وقتاً لتُسترد، ونسمع خطابات خاطئة مثل كلن يعني كلن، وهذا شعار خاطئ يطاول كل الناس وكأن لا أوادم في وقت هناك أوادم وأصحاب كفاءة”.
واعتبر ان “هناك 3 نقاط يجب العمل وفقها، الأولى مكافحة الفساد، الثانية الوضع الاقتصادي، والثالثة العمل نحو مجتمع مدني”. وشدد على وجوب “تأليف حكومة مناسبة، لديها الجرأة لمكافحة الفساد، وبالتالي إذا كان هناك 250 ألف بجو الحراك، هناك 4 ملايين لبناني ليسوا بهذا الجو والأمر يحتاج لمقاربة ودراسة”.
وأشار الى أنه “الآن بات الجميع يعرف أين ملفات الفساد، والتشكيلة التي كانت قائمة قضائياً معتادة على نمط قديم بالعمل، الآن وضعنا أشخاصاً موثوقين وجدد”. وقال، “يوم انتخبت رئيساً، قمت أولاً بتثبيت الأمن والاستقرار، ومن بعدها بدأنا بالبناء في المؤسسات، والآن علينا تحسين الموجود واستدعيت المجلس الأعلى للقضاء وسألت أحدهم لماذا لم تنته التشكيلات فرد ان هناك خلافات بين مسؤولين كبيرين في الدولة، وقلت لهم انتم قضاة، قوموا بالتشكيلات وفقاً للكفاءة”.
وقال، “أول سبب لوجود الفساد في القضاء هو التدخل السياسي، وكان هناك قضاة ينالون المكافآت نتيجة خدمتهم للسياسيين. وأنا موافق على جميع المطالب المعيشية والحياتية المطروحة في الشارع”. واستطرد، “لم يحاول أحد الانقلاب على العهد ولكن هناك دائماً بعض المتطرفين، وأنا أملك الثقة بأهل الحراك وكنت أبحث عنهم”.
وشدد على أنني”أمام جميع اللبنانيين، لست مديوناً لأحد إلا لمن دعموني وانتخبوني وهم اللبنانيون من دون أي دعم دولي، وقبلوا بي رئيساً لأنهم قدروا أن باستطاعتي توحيد وجمع اللبنانيين وذلك ما فعلته ضمن حكومة واحدة”.
وأوضح أنني “لا أبرر نفسي من المسؤولية كوني رئيس جمهورية، ولكن النظام التوافقي في مجلس الوزراء يشل الأمور. يجب ان يزول حكم التوافق في مجلس الوزراء ويجب ان نعود للأكثرية والتصويت، فالقدرة على التنفيذ كانت مشلولة. أنا من الذين يريدون المكافحة للعودة الى النظام الاكثري بالتشريع، والميثاقية لا يجب ان تكون حيث ما كان إنما بالأمور الدستورية”.
وعن عودة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الى الحكومة، قال، “هو من يقرر إذا أراد أن يكون وزيراً أم لا. لا أحد يمكن ان يمنع جبران باسيل من أن يكون وزيراً وهو رئيس أكبر كتلة نيابية”.
وقال، “حكومة الصدمة لا يمكن إنجازها، من يدير السياسة؟ حكومة تكنوقراط صرف لا يمكنها إدارة سياسة البلد. رغبتي حكومة تجمع سياسيين ليسوا أعضاءً في مجلس النواب واخصائيين لكن لا يمكنني أن أحدد إذا كان الحريري سيكون رئيساً للحكومة قبل أن تتم الاستشارات”.
وأضاف، “للحريري أسباب شخصية تدفعه لئلا يكون رئيساً للحكومة ولا أحد يتنكر له ولكن لا أحد يحسم رئاسته. وجدته متردداً ولا اعرف إذا ما كان لا يزال متردداً لأنه لم يرد الجواب”.
واعتبر ان “حزب الله منذ 2006 لم يطلق رصاصة على إسرائيل، وفي الداخل يتصرف بشكل عادي كأي مواطن، وبعهدي على الأقل لن نشهد حرب أهلية. حزب الله يريد ان يدافع عن نفسه لأنه موجود، والمجتمع الدولي “شو إلو علينا”.
وطمأن عون الناس “وأدعوهم الا يركضوا الى المصارف، أموالهم ستعود لهم وسنعالج هذه الأزمة”.
وتوجه للثوار، “فهمنا مطالبكم وهواجسكم لكن لا تخربوا لبنان وتستمروا بتطويق السلطات الرسمية. واذا لم يعجبهم أحداً آدمياً في السلطة، يروحوا يهاجروا. وليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا اعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا”.
وقال، “لا يجوز ان نكلف شخصاً لتأليف الحكومة ونختلف بعد التكليف. لست خائفاً على العهد إنما على لبنان، لأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يضغطون علينا بلا أي مساعدة”.
وعن رأيه بكلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أمس الاثنين، قال، “رياض سلامة يعبر عن نفسه ومسؤوليته في العمل، واصدقه لأنه لا يجوز التشكيك بكل صاحب مسؤولية”.
واعتبر ان “الإجراءات الأولى التي يجب اتخاذها عودة اللبنانيين الى بيوتهم لتشكل الحكومة وتعمل على “رواق”. وقال، “إذا الناس ما بدن يصدقونا، انا ما بدي صدقهم كمان، هيدا مبدأ المعاملة بالمثل”.
وإذ أكد أني “لا استطيع ان أضمن أي شيء”، قال، “العهد لا أصنعه بمفردي إذ هناك مجلس نواب ومجلس وزراء”.
وعن الوساطة الفرنسية، قال، “الآن لم يحدثني أحد بالوساطة الفرنسية، ننتظر ان نرى اذا كانت المبادرة الفرنسية تسهيل أم تهديد”.
وختم، “أطلب من اللبنانيين الا يتصرفوا دائماً بسلبية لأن السلبية تولد سلبية مماثلة وذلك يوصلنا الى صدام لبناني ـ لبناني. نعمل ليلاً نهاراً لترتيب الوضع وإذا استمر اللبنانيون بما يفعلون النكبة قادمة”.
0 comments:
إرسال تعليق