غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الجزيل الاحترام.
نحن ابناؤكم, ادارة واعضاء التجمع الماروني الاستراليِ, نعلن عن دعمنا المطلق لكم وتأييدنا للموقف الذي اعلنتم عنه بكل وضوح وصراحة خلال عظة الاحد. ولطالما انتظر الموارنة واللبنانيون ان تتخذ بكركي موقفا صريحا حيال مسلسل الازمات المتتالية منذ سنوات وان تقول كلمة الفصل عندما تشعر بكركي ان لبنان الكيان والرسالة والوطن هو مهدد.
ونحن, كسائر اللبنانيين لا يسعنا الا ان نعبر لكم ان نداءكم الذي اطلقتموه من الصرح البطريركي في الديمان في 5 تموز لن يكون الاخير, وسيسجل مرحلة جديدة من تاريخ لبنان. البطريرك مار بشارة الراعي, خليفة بطريرك الاستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير, قد ورث تاريخا من النضال والتجذر في هذا الجبل المقدس منذ ما يزيد على الخمسة عشر قرناَ, حتى اصبح لبنان موئل الاحرار والهاربين من الظلم والاضطهاد على انواعه.
ان لبنان, الجوهرة الثمينة التى ائتمنت البطريركية المارونية على حمايته, قد سبقكم المثلث الرحمات البطريرك الياس الحويك باصراره على اعادة لبنان الى حدوده الطبيعية, فكان لنا "لبنان الكبير" الذي نعيش فيه مع اخوتنا من سائر الطوائف والمذاهب.
اليوم وبعد مرور مئة عام على ولادة الوطن "الرسالة", يتعرض لبنان لمحاولة فرض هوية سياسية جديدة, اقل ما يقال فيها انها غريبة عن التنوع اللبناني المميز ودوره الحضاري الرائد وعن مناخ الحرية التي ينعم به اللبنانيون بامتياز في الشرق الاوسط. اذا كان الحويك قد كرّس هوية لبنان الكبير, فقد حان الوقت ان يتبلور دوركم لتثبيت الوطن وحماية هويته ودعم الاستقرار فيه, ولاستعادة مساره التاريخي بعد ان اصبح جليا ان البعض يعملون على تغيير الصيغة والميول والهوية..
معظم اللبنانيين خائف, والبعض لايبالي بعد ان بلغ حالة اليأس وفقدان الأمل, والبعض الآخر لايمانع حدوث مثل هذه التغييرات طالما هي تحفظ اموالهم ومواقعهم وسلطتهم... هؤلاء لن يترددوا من مغادرة لبنان مع عائلاتهم واموالهم الطائلة اذا اقتضى الامر.
في ندائكم الاخير أعادت بكركي الامل لجميع اللبنانيين. اذ اطلقتم صرخة انذار لكل تجار الهيكل الذين أساؤوا ادارة الدولة وشؤون اللبنانيين واوصلوا البلاد الى أسوا الاوضاع كما وللمنظومة السياسية الفاسدة التي تتلاعب بمصير لبنان وحياة شعبه..
لم يعد مقبولا ان يكون هناك "دويلة" داخل الدولة, مهما تعددت التبريرات والحجج. ولم يعد مقبولا ان يمعن السياسيون وكبار الموظفين في سرقة المال العام. وليس مقبولا ان تقرر مجموعة صغيرة مصير الوطن وان تتحكم بقرار الحرب والسلم وتفرض الحكومات وتهيمن على الادارات العامة...
كلنا ثقة انكم قادرون على اتخاذ القرارات والمواقف الصائبة التي يرضى عنها معظم اللبنانيين الوطنيين والشرفاء في تثبيت الاستقرار وتحديد المسار الصحيح لكي يستعيد اللبنانيون وطنهم وقرارهم الحر, ويحددوا مصيرهم ومستقبل ابنائهم, ويتعاونوا معا لاعادة بناء الوطن بمساعدة المجتمع الدولي والاشقاء العرب, فينهض لبنان من كبوته ويستعيد دوره الرائد في حماية الحريات ونشر الثقافة والانفتاح على الجميع...
أللبنانيون في الوطن والانتشار والمجتمع الدولي بأسره يتطلعون اليوم الى بكركي لتقول كلمة الفصل في هذه الظروف الصعبة كما فعلت عبر التاريخ وتنير شعلة الامل في نفوسهم, بعد ان شعروا للحظات انهم فقدوا بصيص الامل بسبب فساد الطبقة الحاكمة وتدخل قوى خارجية في شؤون وطنهم الداخلية.
نحن موارنة الانتشار و الى جانب اخوتنا اللبنانيين المنتشرين في العالم ندعم مواقفكم ونلتزم بتوصياتكم وتوجيهاتكم وجاهزون للعمل معكم على مختلف الاصعدة لمساعدة اهلنا خلال هذه المحنة ولممارسة الضغوطات على المسؤولين حول العالم لدعم القرارات التي تتخذونها لحماية لبنان. نحن على استعداد لدعم جهودكم بشتى الوسائل القانونية والمشروعة لاعادة بناء الوطن على قياس طموحاتنا وآمالنا لكي لا يبقى لبنان مجرد امارات اومجموعة مزارع يسيطر عليهاعدد من امراء الحرب والوصوليون الفاسدون.
كلنا امل ان بكركي تبقى المرجعية الاساسية والملاذ الاخير الذي يعود اليه اللبنانيون في المحن وكلنا ثقة ان من اعطي له مجد لبنان هو قادر ان يصون الوطن الرسالة ويحمي وحدة ابنائه.
وتفضلوا بقبول الاحترام, طالبين بركتكم لنا وللجالية في استراليا
مكتب الاعلام
التجمع الماروني الاسترالي
0 comments:
إرسال تعليق