قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص منهم ثلاثة عناصر من حزب الله إثر اندلاع اشتباكات الأحد، في بلدة خلدة جنوب بيروت التي يقطنها سكان من العشائر العربية السنية ومؤيدون للحزب الشيعي. ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون الجيش لإعادة الهدوء وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين، وإلى "وأد الفتنة في المهد" حسبما أفادت الرئاسة اللبنانية.
لقي خمسة أشخاص بينهم ثلاثة عناصر من حزب الله مصرعهم الأحد في منطقة خلدة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، حسبما أفاد مصدر أمني، في "كمين" أعقبه اندلاع اشتباكات مسلحة خلال تشييع عنصر حزبي قتل السبت على خلفية ثأر.
وتعرف هذه المنطقة التي يقطنها سكان من العشائر العربية السنية ومؤيدون لحزب الله الشيعي، توترا منذ السبت، بعد مقتل الشاب علي شبلي على خلفية ثأر. ولم تحل التدابير الأمنية التي فرضها الجيش دون تجدد الاشتباكات خلال تشييع القتيل الذي نعاه حزب الله.
في السياق، أفاد مصدر أمني بمقتل ثلاثة عناصر من الحزب جراء "كمين" خلال التشييع، سرعان ما تطور إلى اشتباكات مسلحة أوقعت قتيلين اثنين آخرين وعددا من المصابين.
عون: "المطلوب وأد الفتنة"
من جهتها، قالت الرئاسة اللبنانية في تويتر إن "الرئيس عون طلب من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى خلدة وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية".
الرئيس عون طلب من قيادة الجيش اتخاذ الاجراءات الفورية لاعادة الهدوء الى خلدة وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية
ونقلت الرئاسة اللبنانية عن الرئيس ميشال عون قوله "إن الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف".
وكان الصليب الأحمر اللبناني قد دعا الأطراف كافة إلى "وقف إطلاق النار فورا" في خلدة حتى تتمكن فرقه "من التدخل لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات".
الجيش يتوعد المسلحين
بدورها، أعلنت قيادة الجيش أن وحداتها المنتشرة في خلدة ستقوم "بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات في خلدة وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر".
وقال الجيش في بيان إن "مسلحين" أقدموا "على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين".
في نفس الشأن، ندد حزب الله من جهته في بيان بتعرض المشيعين إلى "كمين مدبر وإطلاق نار كثيف من قبل المسلحين"، مطالبا "الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة واعتقالهم تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة".
هذا، ودعت قوى سياسية عدة، بينها رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، إلى "ضبط النفس" منبها إلى ضرورة "عدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه".
جذور الأزمة!
وتعود جذور الاقتتال في منطقة خلدة إلى توتر اندلع في 28 أغسطس/آب 2020، بعد تعليق مناصرين لحزب الله رايات دينية في المنطقة، أعقبه اندلاع اشتباكات بينهم وبين أبناء عشائر عربية، أوقعت قتيلين أحدهما حسن غصن.
والسبت، أقدم شقيق غصن على قتل شبلي انتقاما. وقالت عائلة غصن في بيان الأحد إن ما جرى السبت "كان بالإمكان تجنبه" لو "قامت سلطة الأمر الواقع الحامية له (شبلي) بتسليمه للقضاء المختص" في إشارة إلى حزب الله.
كما تأتي هذه الأحداث في خضم انقسام سياسي واسع في لبنان، البلد الغارق في انهيار اقتصادي غير مسبوق، صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
فرانس24/ أ ف ب
0 comments:
إرسال تعليق