قصر الشعب في بعبدا يفتح ابوابه اليوم للتهنئة

النهار ـ 
مع إنتهاء الإستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في المجلس أمس، تبدأ رحلة التأليف التي يفترض أن تستند إلى ما حصده الحريري من مطالب الكتل النيابية والنواب المستقلين.

وبدا من الاجواء التي رافقت الاستشارات والمواقف التي عبر عنها رؤساء الكتل أو المستقلون أن العوامل التي عجلت في التكليف لا تزال تنسحب على التأليف وسط جرعة من التفاؤل أضفاها كلام الرئيس المكلف بعد إنجازه إستشاراته، متكئا على الاشارات الايجابية التي وجهها له الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أول من أمس، رغم ان فيها ما يكفي من المدلولات التي تدفع نحو التشكيك بما يريده الحزب من تسليم كفة التفاوض لرئيس المجلس نبيه بري، وهل يمكن وضع تلك الرغبة في إطار تعزيز موقع بري أو رفع سقف المطالب؟
لكن الحريري تعامل بإيجابية مع كلام نصر الله، مكملا الزخم المحلي والدولي الذي وفره إنتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تكليفه تأليف الحكومة، فأكد من ساحة النجمة أن الاجواء إيجابية وان ثمة تعاون كبير مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، كاشفا أن المطالبة بالحقائب السيادية أمر طبيعي وانه سيناقش تلك المطالب مع رئيس الجمهورية.
وكان الحريري، وبعدما أنجز اليوم الثاني من الاستشارات، توجه إلى بعبدا حيث إلتقى عون ونقل إليه حصيلة الاستشارات، على أن يلتقيه ثانية مع مطلع الاسبوع لإستكمال البحث على ضوء ما سيجوجله الحريري من حصيلة مشاوراته.
وعليه، ينتظر أن يحفل الاسبوع الطالع بحركة مشاورات واسعة تمهيدا للتفاهم على التوزيعة الحكومية بعدما بات شبه ثابت أن تكون ثلاثينية لتلبية كل المطالب ولإستثمار الزخم بحكومة موسعة تضم كل المكونات السياسية في البلاد.
لكن مصادر سياسية مطلعة إستبعدت أن يتمكن الحريري من إنجاز تشكيلته الحكومية قبل عيد الاستقلال الموافق في 22 من الجاري أي بعد أقل من اسبوعين، وهي فترة قصيرة نسبيا لإنجاز التأليف ونيل الثقة، من دون أن يعني ذلك أن ثمة عقبات تعترض مسار التأليف. إذ ترفض المصادر القول أن هناك عقدا، مفضلة توصيف الامور بالحذر الذي يفترض أن يرافق المسار من أجل عدم الوقوع في الخطأ. وأكدت أن الحريري مدعو إلى إستثمار المناخ الدولي المؤيد والزخم المحلي والنيات الحسنة التي أبداها مختلف الافرقاء حتى ممن كانوا في صفوف المعترضين، وهذا ما يعزز الدفع في إتجاه حكومة وحدة وطنية.
في الموازاة، يشهد قصر بعبدا اليوم حركة شعبية أرادها رئيس الجمهورية إلتفاتة خاصة في إتجاه المواطنين الراغبين في توجيه التهنئة له، إذ ستفتح أبواب القصر امام المهنئين وسيطل عون بعبارته الشهيرة إلى "شعب لبنان العظيم". وينتظر ان يكون للرئيس الجديد كلمة في المناسبة تتضمن مواقفه من المواضيع المطروحة إنطلاقا مما اورده في خطاب القسم، ونظرته إلى الملف الحكومي.
وكانت التحضيرات إستكملت أمس في باحة القصر حيث علقت على مدخله عبارة "بيت الشعب" التي أطلقها عون عندما كان في بعبدا عام 1988. وقد إتخذت القوى الامنية تدابير سير خاصة لتسهيل وصول المواطنين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية الى القصر.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق