اعتذر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الخميس عن مهمة تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون استمر 20 دقيقة.
ولفت الحريري إثر لقائه عون لصحافيين، إلى أن الأخير طلب "تعديلات" على الصيغة الحكومية التي اقترحها عليه الأربعاء، اعتبرها الحريري "جوهرية".
وأوضح أنه اقترح على عون مزيدا من الوقت للتفكير بالصيغة التي اقترحها عليه الخميس، لكن الأخير أجابه "لن نتمكن من أن نتوافق". وأضاف الحريري "لذلك، قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة وليعين الله البلد".
وأمضى الرجلان الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جراء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء. والحريري الذي كلفه عون بتشكيل الحكومة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هو الشخصية الثانية التي تعتذر عن المضي بالتأليف.
من جهته، رد الرئيس اللبناني ميشال عون معتبرا أن سعد الحريري غير مستعد لبحث أي تعديل على التشكيلة الحكومية المقترحة التي قدمها.
وأشار بيان للرئاسة إلى أن الحريري اقترح على عون يوما واحدا إضافيا لقبول التشكيلة المقترحة لكن الرئيس قال "ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلا".
وتابع البيان أنه "بعد اعتذار الرئيس المكلف سيحدد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن".
هذا في وقت يواجه لبنان انهيارا اقتصاديا رجّح البنك الدولي أن يكون من بين ثلاث أشدّ أزمات في العالم منذ عام 1850، لم تتمكن القوى السياسية المتناحرة من تشكيل حكومة منذ 11 شهرا، منذ استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار المرفأ المروّع في الرابع من آب/أغسطس.
ولم تنجح الضغوط الدولية التي مارستها فرنسا خصوصا على الطبقة السياسية في تسريع عملية التأليف، رغم أن المجتمع الدولي اشترط تشكيل حكومة من اختصاصيين تقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي.
ومن شأن اعتذار الحريري أن يفاقم من حالة الشلل السياسي الذي يعمّق معاناة اللبنانيين يوما بعد يوم على وقع تدهور جنوني لقيمة الليرة وأزمة وقود ودواء وساعات تقنين في الكهرباء تصل إلى 22 ساعة.
وتبدو الأزمة مرشحة للتفاقم مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وتسبّب بدمار أحياء من العاصمة. ولم يصل القضاء بعد إلى أي نتيجة حول من يتحمّل مسؤولية حدوثه، علما أن المؤشرات واضحة على أن الإهمال لعب دورا كبيرا في انفجار مواد خطرة مخزنة عشوائيا.
0 comments:
إرسال تعليق