أحيت قوى الرابع عشر من آذار الذكرى السنوية التاسعة لانتفاضة الاستقلال الثاني و»ثورة الأرز» في احتفال مركزي أقيم في مجمع «البيال« وسط بيروت، أعادت خلاله القوى السياسية المنضوية تحت راية الحرية والسيادة والاستقلال التشديد على تمسّكها بالمبادئ التي أدت إلى نزول أكثر من مليون ونصف مليون لبناني إلى ساحة الحرية، مؤكّدة أنها ستتابع المسيرة التي انطلقت منذ استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء.
السنيورة
وشدّد رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة على أن «لبنان صامد في عيشه المشترك وسلمه الأهلي، والمجرمون الذين قَتلوا وَشردوا وفَجَّروا ومهما تجبَّروا فإنهم يعدون أيامهم ويفقدون قدرتهم على الاستمرار»، وأشار إلى أننا «في 14 آذار نحمل رؤية واحدة للبنان، ونحن أصحاب قضية محقة ونبيلة، نضالنا نضال واحد ومصيرنا مصير واحد. نحن في 14 آذار نتناقش ونختلف، لكننا لا ننقسم ولا تتفرق صفوفنا. ننظر من زوايا مختلفة لإثراء فكرنا وتعميق إيماننا بقضيتنا، وهذا سرنا وقوتنا، لكننا نلتقي في ساحة الوحدة والعيش المشترك والميثاق الوطني والنظام الديموقراطي الملتزم بمبدأ التداول السلمي للسلطة».
وأشار إلى أنه «بعد ساعات قليلة على اجتياح القوات العراقية لدولة الكويت في العام 1990 دلت التجربة على أن النظام الذي أقدم على جريمة احتلال الكويت والسيطرة عليها بالحديد والنار، كان مصيره الزوال والفشل والسقوط«، مؤكّداً أن النظام السوري الذي أصرّ على إبقاء لبنان تحت سيطرته ووصايته «وقع في حفرة سبق أن حفرها لنفسه بيده» وأنه «لهذا كله، أقول لكم يا اخوتي لا تخافوا ولا تجزعوا، لبنان باقٍ والطغاة الى زوال. لم ولن نوافق على القتال في سوريا ولا يجوز للبنان واللبنانيين أن ينجروا إلى المشاركة في تلك الحرب بين النظام والشعب السوري. ولذا فنحن نقول للاخوة في حزب الله، إن الانسحاب من القتال في سوريا اليوم أفضل من الانسحاب غداً، اعتبروا من التاريخ وتجاربه ولن أزيد«.
جعجع
من جهته، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «ما جمعه الله من قيم ومبادئ وتطلعات وأحلام وأهداف في لحظة 14 آذار، لن تبدده لا حكومة ولا من يحكمون«، مشيراً إلى أن «كأنّ المسألة باتت مسألة مد يد وحوار؟ إن المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين. لقد كان رينيه معوض رجل اعتدال وحوار بامتياز، فما كانت النتيجة؟ لقد كان رفيق الحريري السبّاق الى مدّ يده مرات ومرات ومرات، فاغتالوه! تلك كانت النتيجة! لقد كان محمد شطح عنواناً للاعتدال والحوار واليد الممدودة، فانتهى به المطاف شهيداً إضافياً على لائحة شهدائنا. نعم وألف نعم ونعم للحوار، ولكن لا وألف لا للاستدراج والتخدير وتمرير الوقت بحجة الحوار».
ورأى أن «مشكلتنا مع الحكومة الحالية تتعلق بوجود تناقض بنيوي بين مشروعين اجتمعا تحت سقفها: مشروع الدولة ومشروع الدويلة. واحدٌ من ذهب والآخر من خشب«، مشيراً الى أن «الخلاف حول البيان الوزاري، ليس مسألة تشاطر لفظي أو اختلافٍ في الصياغة الإنشائية، وإنما هو انعكاسٌ طبيعي لهذا التناقض بين المشروعين، فالمشروع الذهبي يسعى الى إعادة القرار السياسي والعسكري الى الدولة بمفردها، أما المشروع الخشبي فيسعى الى انتزاع القرار السياسي والعسكري منها أكثر فأكثر».
وقال «لقد أوصد حزب الله وحلفاؤه أبواب النقاش على البيان الوزاري، حتى قبل أن يبدأ النقاش أصلاً، منذ اللحظة الأولى التي رفضوا فيها أي نقاش حول سلاحهم، و منذ اللحظة الأولى التي نعوا فيها إعلان بعبدا»، مؤكّداً «باطلة هي كل مقاومة تكون خارج إطار الدولة وقرارها وسلاحها. إنّ ما يسعى اليه حزب الله هو ليس أن يكون جزءاً من الدولة، وإنما أن تُصبح الدولة برمتّها جزءاً منه، وهذا ما هو فاعله منذ سنوات طويلة وحتّى الساعة، وهذا ما سنواجهه حتى قيام الساعة».
وأكّد أن «تباين وجهات النظر داخل 14 آذار حول المشاركة في الحكومة، لا يتعلق بمسألة تبوّء المراكز الرسمية، وإنما بمبدأ الدخول في شراكةٍ سياسية مع حزب الله تُغطّي له ارتكاباته فيما عمليات القتل مستمرة، وفيما هو يُمعن بانتهاك سيادة الدولة، ويمتنع عن تسليم متهميه، وينغمس في تورطه داخل سوريا أكثر فأكثر، ويرفض بالمقابل تقديم أي تنازلات، او إعلان نوايا، ولو حتى لفظياً، مشرّعاً أبواب لبنان أكثر فأكثر أمام الإرهاب والإرهابيين».
وشدّد على «أنّ مهمّة 14 آذار الأساسية في الوقت الحاضر تكمن في بلوغها سدّة الرئاسة، بغية تصحيح مسار الأحداث، وانتشال لبنان من واقعه المرير، وإقامة الدولة المنشودة».
الجميل
ورأى منسّق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية «النائب سامي الجميّل أن «المطلوب منا اليوم هو التالي: ممنوع الاستسلام، وممنوع الحرب الأهلية، وكل شيء بين الاثنين مسموح. علينا أن نخوض جميع المعارك المتاحة أمامنا للحفاظ على الدولة وسلامة لبنان، وعلى الدولة في لبنان، وعلى كل ما يميز لبنان في هذا الشرق«.
وتساءل «لماذا لم يأتِ الانتحاريون إلى لبنان قبل مشاركة حزب الله في القتال بسوريا، ولماذا لا يذهبون الى الأردن وتركيا؟. هل أن محاربة التكفيريين والمتطرفين تمر في وضع خط أحمر على نهر البارد؟. هل أن التهجم على المعتدلين في لبنان يخفف من التطرف؟ هل أن رفض تسليم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري يخفف من التطرف؟. هل أن دعوة اللبنانيين الى محاربة بعضهم البعض في سوريا يخفف من التطرف؟ هل أن إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري المنتخبة أو الناتجة عن انتخابات ديموقراطية ونفي الرئيس الحريري الى باريس يخفف من التطرف؟ هل أن اتهام كل من يعارض نظام الأسد بالتكفير يخفف من التطرف؟ وهل تجويع اللبنانيين يخفف من التطرف؟ نحن تعبنا، الشعب اللبناني تعب لأن حياتنا مخطوفة، نحن منذ ثماني سنوات مش عايشين، وما نعيشه اليوم لا يسمى حياة».
سعيد
من جهته، أكّد منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد أن «14 آذار تكونُ موحّدةً أو لا تكون بالمرة، تنتصرُ مجتمعةً أو تسقط جميعُ مكوّناتها متفرّقةً. هذا قانونٌ وليس رأياً». واعتبر أن «14 آذار محكومةٌ بأن تكون أقوى بكثير من مشاركةٍ أو عدمِ مشاركةٍ في حكومة، وأقوى بكثير من مقاربةِ قانونٍ انتخابي»، وأكّد أن «لا علاج لأزمة أي طائفة في لبنان بمعزلٍ عن حلّ وطني جامع. فلا أحدَ قادرٌ على رفع الخوف عند الشيعة والقلق عند المسيحيين والإحساس بالظلم لدى السنّة والخوف على الذات لدى الدروز، إلا مشروع دولة لبنانية مستقلّة متحرّرة مدنية، سيّدة على الجميع لمصلحة الجميع».
كيري
ووجه وزير الخارجية الأميركية جون كيري رسالة بمناسبة الذكرى التاسعة «لثورة الاستقلال» أكد فيها أن «هذه الثورة السلمية أقفلت فصلاً طويلاً من الهيمنة على السياسة اللبنانية وجلبت بداية جديدة لشعب لبنان الذي كان يسعى إلى محاسبة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وآخرين».
وقال كيري في رسالته التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الأميركية الإلكتروني إن «عمل ثورة الأرز لم ينتهِ بعد مع بروز تحديات جديدة خلال السنوات التسع الماضية تهدد استقرار لبنان» داعياً جميع الأطراف إلى «احترام قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والاتفاقات السياسية اللبنانية الأساسية بما فيها اتفاق الطائف وإعلان بعبدا، الذي يعزّز قوة وسيادة واستقلال الدولة اللبنانية».
0 comments:
إرسال تعليق