الكلمة الرائعة والمعبرة التي القاها نائب رئيس بلدية ليفربول، ورئيس مجلس الجالية اللبنانية الاستاذ علي كرنيب في الحفل "الميلادي" الذي دعا اليه المجلس، وحضره العديد من الرسميين الاستراليين ورؤساء الجمعيات والروابط والاحزاب ونخبة كبيرة من أبناء الجالية. وإليكم ما قال:
حضرات السيدات والسادة
يسرنا أن نلتقي بكم اليوم بمناسبة جامعة ومجيدة، ننتظرها في كل عام، لنحتفي بها، ونتأمل معانيها المتعددة، فالسيد المسيح "عليه السلام" رسول المحبة والسلام في كل زمان ومكان.. وهو القدوة لكل من اتخذ من الاعتدال والأخوة الانسانية منهجاً".
اننا في مجلس الجالية اللبنانية دعاة اعتدال ومساواة ومواطنة حقة في وطننا لبنان وفي بلاد الاغتراب. نشارك المسيحيين والمسلمين بهذه المناسبة السعيدة تعبيراً عن قناعاتنا الراسخة في أن لبنان لا يمكن أن يحلّق من دون جناحيه المسلم والمسيحي.
ونحن في مجلس الجالية اللبنانية نرى في عيد الميلاد المجيد أول أعظم المناسبات التي توحّد أبناء الجالية على اختلاف انواعهم.
أيها الأعزاء..
نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلوبنا ألا وهي ذكرى ميلاد السيد المسيح "عليه السلام"، مخلص البشرية من الخطايا والجشع والفساد. فالسيد المسيح عزيز على قلوب المسلمين والمسيحيين وجميع اتباع الديانات في العالم، لحكمته ورؤيته الانسانية، وهو مثال أبدي يحتذى به.
ان تسامح السيد المسيح ومحبته هما ما نحتاجه اليوم، او ما نسميه في عصرنا هذا بالاعتدال. فنحن نؤمن ان الايمان الديني الحقيقي ليس نقطة ضعف في مجتمعاتنا، بل يزيدنا قوة بوجود التعددية.
هنا أريد أن أوضح أن الديانتين الاسلامية والمسيحية لديهما نصوص مختلفة، إلا أنها تحتوي على ذكر السيد المسيح وأعماله وتعاليمه. كما أن كلتا الديانتين تعلماننا أن نكون صادقين بحق جيراننا، وان نتقاسم الطعام معهم، وهذه امور تجمع البشرية كلها.
أخواتي، إخوتي..
انه لمن دواعي سرورنا ان نحتفل بقدوم عيديْ الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة في بلاد الغربة، دون أن ننسى لبنان، لأن لبنان يعيش في ذاكرتنا وقلوبنا دائماً.
باسمي، وباسم إخوتي أعضاء الهيئة الادارية في مجلس الجالية اللبنانية نتقدم بالتهاني الحارة من الجميع، راجين من الله العلي القدير أن يحفظ لنا أستراليا ولبنان من كل سوء. وكلنا ثقة بوعي شعبنا الأبي، وكلنا ايمان بوحدتنا الوطنية، وان شاء الله سنبدأ سنة جديدة في وطن تسود فيه العدالة والمساواة، ويضمن لجميع المواطنين الشرفاء حقوقهم المشروعة.
من هنا نرسل تحية إكبار وإجلال الى جيشنا المقدام، والى كل من يعمل بتضحية لما فيه مصلحة الوطن. كما نقدم التعازي لقيادة الجيش بشهداء جيشنا الذين سقطوا من أجل الوطن. رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.
سنة 2018 قد تصبح تاريخاً بعد أيام، فمهما كانت الموائد التي نستقبل بها السنة الجديدة عارمة، يجب أن يبقى الوعد بمساعدة بعضنا البعض موجود في فكر كل واحد منا.. والبلاد هي عائلتنا جميعاً. اين نضع نقطة النهاية وبأية أهداف نعبر حدود السنة الجديدة.
اننا نتمتلك أكثر مما نعتقد، ومهما نظرنا من مختلف الجوانب، فإن أهدافنا هي نفسها عندما نقول: الوطن.
اذن، تعالوا نأخذ الى سنة 2019 الوعد بمساعدة بعضنا البعض، والعزم على تحقيق انتصارات جديدة في سبيل ازدهار وطننا وجاليتنا.
ان شاء الله ستكون سنة 2019 سنة عمل ونجاحات. حمى الله لنا لبنان، وخفف عن الناس ويلات الحروب والنزاعات والمجاعات.
وكل عام وأنتم بألف خير.
0 comments:
إرسال تعليق