سعید عقل عملاق آخر جسد لبنان في قلبھ وفكره وأعمالھ

واشنطن في 1 كانون الاول 2014

بمناسبة رحیل أحد أعمدة الأدب والفكر في لبنان الشاعر والمفكر سعید عقل بعد حیاة امتلأت بالجھد والعطاء في سبیل لبنان الوطن الذي أراده سعید عقل ھیكل ّ الله ولخص فیھ محبتھ وقدرتھ "وأجمل ما صنعت الأیدي".

یتقدم المجلس العالمي لثورة الأرز من الشعب اللبناني بالتعزیة ویسأل الرحمان أن یبقي تلك الشعلة، التي أضاءھا أمثال سعید عقل وقضوا حیاتھم في مدھا بالزیت المناسب، متقدة تنیر دیاجیر الظلمة القادمة على الشرق وتعید للانسان قیمتھ في مساعدتھ تعالى "باستكمال" عمل الخلق ونشر المحبة بین الناس وتوزیع الخیر الذي ھو منھ.

ولا ننسى بأن سعید عقل كان أیضا من أعمدة لبنان السیاسیة فھو صاحب الفكر الأساسي لحراس الأرز وأحد أبرز المدافعین عن الھویة اللبنانیة والخصوصیة التي تمیزھا لا بل القائلین بالقومیة اللبنانیة ردا على الطروحات القومیة المستوردة. وھو كان عضوا في الجبھة اللبنانیة عند نشوئھا في بدایة الھجمة الشرسة على لبنان. ولكنھ كان صاحب الحلم أكثر منھ رجل السیاسة.

ونحن إذ نرى بعض صغار النفوس المستغلین لسیطرة الارھاب الفكري والقمعي یحاولون، وبعد وفاتھ، التطاول على كبار لبنان وتلطیخ صورتھم باستعمال التھویل بالعمالة وھم العملاء الحقیقیون لدول الارھاب المسؤولة عن خراب لبنان أولا ومن ثم دول المنطقة. ھؤلاء الذین یجابھون الفكر بالقتل وقد حاولوا وأد كل فكر حر تمرد على تبعیتھم بقتل كمال یوسف الحاج صاحب الفلسفة اللبنانیة ومصطفى جحا وغیرھم من الصحافیین والمفكرین الأحرار أمثال سلیم اللوزي وجبران التویني وسمیر قصیر، وسیاسیین ورجال دین من كمال جنبلاط وبشیر الجمیل والمفتي حسن خالد إلى ریني معوض ورفیق الحریري وجورج حاوي وغیرھم حاولوا كل على طریقتھ التململ من ضغوط دول الارھاب ھذه وھم كانوا من اتجاھات فكریة مختلفة.

وسعید عقل الذي رأى بلبنان موطن الحضارات ومبعث النور لیس في الشرق فقط بل في العالم كلھ لم یكن طائفیا منغلقا بل آمن بقدرة الشعب المقیم والمنتشر على التمسك بقیم لبنان والعمل من أجل التخلص من تسلط الارھاب علیھ فإذا بالانتشار یدفع باتجاه القرارات الدولیة ویتمخض حراك الشعب في الداخل عن ثورة الأرز التي صنعت تغییرا في الفكر السیاسي على مستوى المنطقة. ولا یزال الحلم بنھایة الارھاب بكافة أشكالھ قائما.

سعید عقل العملاق الذي یغادرنا الیوم أغنى اللغة والفكر وأوقد الحلم بالحریة لیحطم الأغلال ولنا من أمثالھ وتلامذتھ الكثر لا یزالون بالرغم من كل الضغوط یحملون المشعل لینیروا دروب الشعوب ویعلموا الملایین بأن الله محبة وأن الخیر یكفي للجمیع.

نسأل الله أن یدخلھ فسیح جنانھ.

جو بعیني

رئیس المجلس العالمي لثورة الارز