رحيل الزعيم الزحلاوي الياس سكاف

السفير ـ سامر الحسيني 

رحل "الزعيم المحبوب" كما يحلو للزحليين أن يطلقوا عليه، وبرحيله خسرت زحلة والبقاع ولبنان وطائفة الروم الكاثوليك هامة وطنية لايمكن تعويضها.
بعد صراع طويل مع المرض غادر "ايلي بيك" هذه الدنيا التي اتعبته وخذلته. عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم السبت، توقف قلبه عن الخفقان معلناً ارتحاله وصعوده الى العلي القدير، مُيتماً زحلة بكل احيائها وطوائفها وابنائها من مواليه أو معارضيه في السياسة وفي المواقف.
هو الزعيم ايلي سكاف،زعيم زحلة التي لاتتمثل الا به ولايمثلها احد الا ايلي سكاف. وهو الزعيم السياسي الوطني الذي لم تكسره كل وحوش الطائفية والمذهبية وبقيّ زعيماً تليق به الزعامة دون سواه في منطقة "زحلة مربى الأسود" التي اتشحت بالسواد والحزن مخترقاً كل بيوتها وكنائسها ومساجدها وحسينياتها.
بكته أجراس الكنائس في زحلة والبقاع  التي قرعت حداداً على هذه الفاجعة الزحلية. وذرف الرجال  الدموع على زعيم قل نظيره في هذا الوطن الذي لم يعد يتسع الا لحيتان المال والسياسة البغيضة وأصحاب الصفقات المشبوهة الذين قد يطمئنوا اليوم إلى هذا الرحيل المحزن لـ"الأوادم" والشرفاء في هذا الوطن الجريح والمقتول في هذا الرحيل المبكر.
هو الرجل الفريد من نوعه في السياسة اللبنانية التي حاربته  وحرمت زحلة طويلاً التمثيل الصحيح في الوزارة، ثم افقدته منصباً نيابياً، ولكن لم تستطع سلبه زعامته. وبقيّ البيك أقوى من كل المناصب والمواقع التي لاتزهو الا به وبأمثاله، وهم قلة معدودة لم يبق منها الكثير في هذا الزمن البغيض.
حارب السياسة اللبنانية بمفهومها الربحي و"المافيوي"، وحافظ على أخلاق السياسة في منزله المفتوح لكل البقاع، في زمن الخنوع المذهبي والعصبيات ومشاريع النهب وسرقة الذمم.
هو محور البقاع في زمن المحاور الطائفية والمحادل المذهبية. واجه البيك الزحلي هذه الاصطفافات  ولكن وحوش الطوائف كانوا أقوى منه. الا انه  بقي رجل زحلة الاول وهو على فراش الموت في الجامعة الأميركية.
يحق لزحلة أن تذرف الدموع أنهاراً. والبكاء لايكون الا على رحيل الاحباء والعظماء والرجال الكبار الكبار وانت اكبرهم يا ايلي بيك، وستبقى العنوان الطيب وصاحب البيت المفتوح الذي لايمكن لأحد أن يقفله .
كل العزاء لعائلة الوزير والنائب السابق ايلي بك سكاف، وكل الأمل بعائلته المفجوعة من عقيلته السيدة مريام الى نجليه جوزف وجبران، والى كل محبيه وكل من خسره وأحس بوقع الصدمة على هذه الخسارة الكبيرة.
ونعى المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك وأهالي زحلة والبقاع و"الكتلة الشعبية" وآل سكاف وآل طوق، فقيدهم الكبير الذي توفي عصر اليوم السبت الواقع فيه 10\10\2015  في مستشفى الجامعة الاميركية .
وتتقبل عائلة الفقيد التعازي اعتبارًا من يوم الاحد 11\10\2015 بدءًا من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية الساعة السادسة مساءاً،  في مقر الكتلة الشعبية في حي سيدة النجاة - زحلة على ان تعلن الترتيبات ومراسم الجنازة والدفن في وقت لاحق .
وفي نبذة عن حياته أوردتها "الوكالة الوطنية للإعلام) جاء:
ولد السياسي إلياس سكاف أبن زحلة في 11 تشرين الأول العام 1948 في قبرص، وهو ابن النائب والوزير جوزيف سكاف ووريثه سياسيًا. عاش سكاف طفولته مع والدته في نيوزيلندا وتلقى تعليمه الابتدائي فيها حتى بلغ عامه السادس عشر، ليعود بعدها إلى لبنان، حيث تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة شارل سعد في الشويفات.
في العام 1975 تخرج من كلية الهندسة الزراعية في الجامعة الأميركية في بيروت. تزوج من ميريام جبران طوق، ولديهما ولدان: جوزيف وجبران.
بعد وفاة والده في العام 1991، ترشح الى الانتخابات النيابية في العام 1992 عن دائرة البقاع، وهي الانتخابات الأولى بعد اتفاق الطائف، فانتخب نائبًا عن البقاع في دورتي أعوام 1992 و1996، ثم نائبًا عن زحلة في دورتي 2000 و2005.
خسرت لائحته كاملة في انتخابات العام 2009 في حين خسر هو مقعده أمام نقولا فتوش وأنطوان أبو خاطر.
شارك سكاف كوزير في أكثر من حكومة، فكان وزيرًا للصناعة من 17 نيسان 2003 حتى 26 تشرين الأول 2004 في حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري في عهد الرئيس إميل لحود. وتولى وزارة الزراعة من 26 تشرين الأول 2004 حتى 19 نيسان 2005 في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس إميل لحود، ومن 11 حزيران 2008 حتى 9 تشرين الثاني 2009 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عهد الرئيس ميشال سليمان.
شارك كممثل عن طائفة الروم الكاثوليك و"الكتلة الشعبية" في طاولة الحوار الذي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في آذار العام 2006، وشارك بعدها في جميع طاولات الحوار التي تمت منذ ذلك الوقت حتى خروجه من المجلس النيابي في العام 2009،.
 كما شارك بصفته على طاولة الحوار أثناء عضويته فيها بالتوقيع على اتفاق الدوحة في أيار 2008. أسس في العام 2001 مؤسسة إلياس جوزيف طعمة سكاف الخيرية الاجتماعية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق