جنبلاط: لا يمكننا الخروج من الحوار كي نجد تسوية تلو التسوية

النشرة 
اكد النائب وليد جنبلاط ان "لا أبعاد لزيارته الأخيرة للسعودية، وأساساً كنت طلبت موعداً بعد وفاة الملك عبدالله. أعطونا الموعد وذهبنا. أعرف الملك سلمان جيداً منذ كان أميراً على منطقة الرياض وهو كان يعرف والدي. التقيت الأمير محمد بن سلمان. كانت زيارة في غاية الودّ. السعوديون حريصون على استقرار لبنان.
ولفت في حديث الى "الاخبار" الى انه لم يتحدث شيئا مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري حين التقاه اخيرا، الأمور مغلقة. هذا رأيي. صحيح أن الرئيس نبيه بري يبذل جهداً لأن نتوصل الى رئيس صنع في لبنان، ولكن هذا الأمر فعلياً يحتاج الى معادلة اقليمية. هذه المعادلة اسمها "السعودية ــــ ايران". واوضح انه كان مطروحاً موضوع ترقية العميد شامل روكز. الحريري كان مع التسوية، ولكن الأمر عُطِّل محلياً. لو سرنا في هذا الاتفاق كان يمكن أن ينسحب الأمر على عمل الحكومة وتفعيلها. وهناك وجهات نظر متعددة، ليست سنية فقط، بل أيضاً مسيحية. للأسف، المزايدات المسيحية ــــ المسيحية توصل الى هنا. ربما أخطأنا بعدم دعوة النائب سامي الجميل الى الجلسة التي عقدت على هامش الحوار. الآن فات الأوان.
وتابع: للأسف تراكم الأحقاد بين بعض الزعامات المسيحية، كي لا نقول المارونية، يوصل الى هنا، ويحول دون أن يرى أحد النيران التي تحيط بنا من كل جانب. مهما كانت رهانات البعض يجب أن نحافظ على البلد. أن يرسل السيد علي خامنئي قاسم سليماني الى موسكو كما قرأنا أمس ليطلب نجدة روسيا، وأن يأتي الروس الى سوريا بهذا الحجم العسكري، وأن يُضطر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الدعوة الى لقاء فيينا، فهذا يعني أن الحرب السورية لا تزال في بداياتها. لذلك، المراهنات الداخلية على التغيير في سوريا لمصلحة جهة ضد أخرى عقيمة وأمامها وقت طويل.
اضاف: عندما يقول الايرانيون انهم مع ما يتفق عليه اللبنانيون يعني ذلك أنهم لا يريدون هذا الأمر في الوقت الحاضر. من الواضح أن ايران غير مستعجلة في موضوع الرئاسة. عندما يُصدّق الاتفاق مع دول الـ"5+1" وتُرفع العقوبات ربما عندها يبدأ الحكي. وفي رأيي لا بد من وجود رئيس جمهورية وإلا ندخل في حلقة الخطر على الدولة. لا أرى أن من مصلحة أحد، سواء السعودية أو ايران أو غيرهما، أن تصل الامور في لبنان الى مرحلة إهتراء الدولة كما نشهد حالياً.
وردا على سؤال اذا كان راهن على التغيير في سوريا في فترة من الفترات، قال: "لا". عندما بدأت الثورة السورية السلمية اعتقد فريق 14 آذار بأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد سيكون كمصير الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والرئيس المصري السابق حسني مبارك. في اجتماع في منزل أحد الأصدقاء، أعتقد غطاس خوري، قلت لهم هذا لن يحصل. أعرف تركيبة النظام. كنت أيضاً ألتقي مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ومسؤولين سوريين مثل اللواء محمد ناصيف. كان رأيهم أن مسألة درعا ستنتهي خلال ساعات. كان هذا في 2011 قبل أن أتوقف عن زيارة الشام في 9 حزيران من ذلك العام. اليوم نحن في السنة الخامسة. سوريا تُدمّر ولم ينتصر أحد، ولا خط بياني واضح بعد حول مستقبل سوريا. وخلافاً لبعض من راهنوا من 14 آذار على تدخل اميركي في 2013، اكتفى الأميركي بتسوية السلاح الكيميائي السوري. ولفت الى ان الأميركي ــــ الروسي اليوم ينسّقون عملانياً في الطلعات الجوية لتلافي الحوادث. هذه بداية. هناك خلاف ظاهري أميركي ــــ روسي "من بعيد". الاميركيون عاتبون على رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بسبب غرفة العمليات الروسية ــــ الايرانية ــــ السورية ـــــ العراقية في بغداد والتي لا أعرف "شو رح يطلع منها". اضاف لا أرى رداً اميركيا على الهجوم الروسي. الأميركي أساساً بات على مسافة من المنطقة. يتوجه الأميركيون اليوم الى الشرق الأقصى، خصوصاً أن مصالحهم النفطية في المنطقة غير مهددة. وخير دليل على ذلك إصرار باراك أوباما على الوصول الى صفقة النووي مع ايران. واكد انه لا يمكن لاميركا أن تحارب "داعش" من الجو مهما فعلت. هذا لا يؤدي الا الى زيادة الدمار. محاربة "داعش" تكون بقوّة على الأرض. في الوقت الحالي، في العراق، القوى على الأرض متبعثرة. لا أعلم إذا كان لا يزال هناك جيش عراقي أساساً. هناك الحشد الشعبي، وعندما ترى صورهم تترحّم على أيام ميليشياتنا وميليشيات حركة أمل. كنا "مرتبين" أكثر. وهناك "البيشمركة" أيضاً، ولكن وضع كردستان اليوم صار مثل وضع لبنان لناحية تعطل المؤسسات. وفي سوريا، الروس لم يصلوا الى "داعش". يضربون فصائل الثوار الأخرى من "النصرة" الى "الجيش الحر" الى غيرهما.
واعتبر رئيس الحزب التقدمي ان ظلم النظام دفع المواطن السوري الى "النصرة". وحتى في "داعش" هناك بيئة حاضنة سورية. ليس كل "داعش" من الأجانب. هناك بقايا البعثيين العراقيين وهناك ترابط قبلي ــــ عشائري. هذه الحاضنة أتت في العراق من حكم أقلية حزب البعث وأهل تكريت قبل أن تنتزع السلطة منهم في 2003. وفي سوريا هناك أيضاً أقلية حاكمة مركّبة من النظام والطائفة وبقايا البعث. واوضح ان لايران دور فاعل في المنطقة، ولكن هناك دور لدول أخرى. اليوم ليست الدول وحدها الفاعلة. نشهد تحولات في الكيانات باتت معها الميليشيات دولاً. "داعش" دولة. حزب الله وحماس أيضاً. هناك شيء جديد يُرسم ليس واضحاً بعد.
وتابع: حاولت أن ينتفض الدروز ضد النظام ولكن تبين ان لا وجود لي في جبل العرب. الشيخ البلعوس شكّل خطراً على النظام لأنه دعا من رفضوا الخدمة العسكرية الى ان يقاتلوا فقط دفاعاً عن الجبل لا أن يموتوا في مناطق أخرى، لأنه حتى الآن سقط نحو 1600 قتيل درزي في الجيش السوري في حلب وحمص ومناطق أخرى. لن اصفهم بالشهداء لأنهم أُجبروا على قتال إخوانهم من المواطنين السوريين، وأنا أساساً مشيت مع المواطن السوري.
وحول الحوار الداخلي، اكد انه بالاساس لا يمكننا الخروج من الحوار. وأنا مصرّ على طاولة الحوار، الى جانب الرئيس بري، كي نجد تسوية تلو التسوية في انتظار التسوية الكبرى حول رئيس الجمهورية. واشار الى ا هناك تفاوت في اللهجة داخل تيار المستقبل، ولكن في النهاية هناك سعد الحريري. وانا لم اشتكي السنيورة للحريري. والأهم بالنسبة لي أن سعد الحريري هو المقياس والميزان وقائد المستقبل، وهو من يقرر متى يعود.
اضاف جنبلاط :لا أرى مخرجاً من الازمة الراهنة. نكبّر شعاراتنا فيما نحن عاجزون عن حل مشكلة النفايات.
وحول رئاسة الجمهورية، اشار جنبلاط الى انه أساساً طرحنا النائب هنري حلو مرشحاً توافقياً تفاديا للدخول في تناقضات مارونية ــــ مارونية، تماماً كما حدث عام 1970 عندما ترشح ريمون اده وبيار الجميل. آنذاك كان هناك وعي لدى الطبقة السياسية المارونية. أدرك الاثنان أن لا حظوظ لهما بسبب الخلاف السياسي في البلد، فانتخب سليمان فرنجية الذي كان يمتلك حيثية وطنية. وأردت تفادي الدخول بين عون وجعجع. لو اجتمع أقطاب المسيحيين اليوم ودعموا واحداً منهم سيكون ذلك ممتازاً. وأخالف منطق عون انه اذا كان الاقوى سنياً وشيعياً ودرزياً هو من يمثل هذه الطوائف فلماذا يمنع ذلك عن المسيحيين؟، الرئيس بري ليس الاقوى شيعياً فقط بل ذو حيثية وطنية أيضاً. هل يمكن أن يحكم سعد الحريري وحده حتى لو كان قوياً في بيئته السنية؟ نظرية القوي في طائفته لا تصرّف وطنياً. أفضّل استخدام تعبير "حيثية وطنية" لأن نظرية الرئيس القوي سادت في مرحلة معينة وخربت البلد ولا أريد أن أذكّر بتلك المرحلة السوداء.
واوضح انه كان أول من أيد الحراك، وشاركت فيه منظمة الشباب التقدمي. بعدها رأينا انه تحول الى اتجاهات عدة. التظاهرة الأخيرة كانت مخيفة جداً. ليس بهذه الطريقة نصل الى الهدف. كيف يمكنك اسقاط نظام طائفي؟ أتمنى لو اننا قادرون على ذلك. سعى كمال جنبلاط واليسار اللبناني الى ذلك على مدى 16 سنة فما الذي تحقق؟
واكد انه لن يعود الى سوريا ابدا، لست ابو الهول لأبقى مكاني. أي سياسي لا يتأقلم؟ ولكن التأقلم من اجل حماية الوطن شيء والانتهازية مع هذا النظام شيء آخر. اضاف: كل من مشوا في مشاريع الحماية الطائفية فشلوا.
واكد انه لم يعد يتحدث عن تدخل حزب الله في سوريا لانه لم يبق أحد لم يتدخل.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق