الحريري يعلن التريث في تقديم استقالته استجابة للرئيس اللبناني ميشال عون

فيديو كارمن جوخدار ـ
نص فرانس 24 ـ  

أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تريثه في تقديم استقالته رسميا استجابة لطلب من الرئيس اللبناني ميشال عون. وشارك الحريري في احتفالات الاستقلال قبل أن يلتقي عون.

أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التريث في تقديم استقالته، بعد ثلاثة أسابيع على إعلانها في الرياض، استجابة لطلب من الرئيس ميشال عون. وقال الحريري في كلمة أذيعت على التلفزيون إنه "ملتزم بالتعاون مع الرئيس عون".

والتقى الحريري مع عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الأربعاء في قصر الرئاسة حيث وضح موقفه.

وشارك الحريري قبل الاجتماع في احتفالات استقلال بلاده. ورحب الرئيس ميشال عون بحرارة به لدى وصوله إلى العرض العسكري حيث جلس على المقعد المخصص لرئيس الوزراء.
وقال الحريري في خطاب تلاه من القصر الرئاسي بعد لقاءه بالرئيس عون: "لقد عرضت اليوم استقالتي على فخامة الرئيس وقد تمنى علي التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية فأبديت تجاوبا مع هذا التمني".

وجدد الحريري تمسكه "بوجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الإقليمية"، آملا أن يشكل قراره "مدخلا جديا لحوار مسؤول" من شأنه أن "يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب".

وأكد الحريري تطلعه إلى "شراكة حقيقة من كل القوى السياسية في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصالح أخرى".
وأعرب الحريري أمام عدد من مناصريه الذين توافدوا إلى دارته في وسط بيروت، حيث رفعوا صوره ورايات تيار المستقبل الزرقاء، عن امتنانه لوفائهم قائلا: "أنا باق معكم وسأكمل مسيرتي معكم.. لنكون خط الدفاع عن لبنان وعن استقرار لبنان وعروبة لبنان".

وقال مسؤولون حكوميون لبنانيون وساسة كبار مقربون من الحريري إن الرياض أجبرته على الاستقالة واحتجزته في السعودية وهو ما نفته السعودية والحريري.

وما إن أطل رئيس الحكومة سعد الحريري أمام مناصريه وسط بيروت، حتى انطلقت هتافات التأييد والأناشيد الداعمة له، من دون أن تغيب دموع التأثر.

وتوافد المئات من مناصري تيار المستقبل إلى دارته المعروفة باسم "بيت الوسط"، رافعين أعلام التيار والشعارات المؤيدة له. وعلى مدى ساعات لم تتوقف مكبرات الصوت عن بث الأناشيد والأغاني ترحيبا بعودة الحريري وتأكيدا على الوفاء له.

وفي أول رد فعل دولي على عودة الحريري إلى لبنان، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء، أنه "بات من المهم الآن العمل للتوصل إلى اتفاق سياسي يتيح للبنان، البلد الغالي علينا، أن يحظى بالاستقرار وبأفق يكون طويل الأمد". كما تطرق الوزير الفرنسي إلى الدور الذي تقوم به بلاده في لبنان، معتبرا أنه "أتاح خفض التوتر".

وشكلت الاستقالة المفاجئة صدمة حتى لمساعدي الحريري. وجاءت عودة الحريري إلى لبنان بعد تدخل فرنسا. ولدى إعلانه "استقالته" أعرب الحريري، وهو حليف منذ أمد طويل للسعودية، عن خشيته من الاغتيال وتدخل إيران وحزب الله في شؤون الدول العربية.

وأعاد الإعلان عن استقالة الحريري من الرياض، لبنان إلى واجهة الصراع الإقليمي بين المملكة العربية السعودية وإيران الداعمة لجماعة حزب الله.

وكان الحريري قد أعلن قبل وصوله إلى بيروت أنه سيعلن "موقفه السياسي" في لبنان. وكان الحريري قد توجه من الرياض إلى باريس في مطلع الأسبوع وعاد إلى بيروت ليل الثلاثاء عبر مصر وقبرص.

وقد هزت "استقالته" التسوية السياسية التي جاءت به إلى منصبه العام الماضي وأدت إلى تولي ميشال عون حليف حزب الله منصب رئيس الجمهورية.ويشارك حزب الله في الحكومة اللبنانية.

وكان الحريري قد قال في 12تشرين الثاني/نوفمبر إنه سيعود إلى لبنان للتأكيد على استقالته وفقا للدستور.لكنه لم يستبعد إمكانية سحبها إذا ما احترم حزب الله سياسة الابتعاد عن الصراعات الإقليمية وخصوصا في اليمن.

وقال وزير حكومي من دولة الإمارات العربية المتحدة الحليفة الوثيقة للسعودية إنه يجب على لبنان تطبيق سياسته "النأي بالنفس" عن الصراعات الإقليمية للخروج من أزمته والأزمات الإقليمية.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على تويتر "المعضلة الأساسية أمام ذلك هي التطبيق الانتقائي للمبدأ والدور الوظيفي الإيراني لحزب الله خارج الإطار اللبناني".

والتقى الحريري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طريق عودته إلى بيروت يوم الثلاثاء .وقال الحريري إنه بحث استقرار لبنان وضرورة إبقاء البلاد خارج كل السياسات الإقليمية.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي دعا إلى عودة الحريري، قد قال يوم الاثنين إن جماعته منفتحة على "أي حوار ونقاش"نافيا بشدة في الوقت نفسه أي دور لحزب الله في اليمن حيث يقاتل التحالف بقيادة السعودية قوات الحوثيين المتحالفة مع إيران.

وبعد استقالة الحريري اتهمت السعودية الحكومة اللبنانية بكاملها، وليس حزب الله فقط، بإعلان حرب ضدها.

غير أن الحكومات الغربية بما فيها الولايات المتحدة أكدت دعمها للبنان واستقرار ذلك البلد الذي يستضيف 1,5مليون لاجئ سوري وهو ما يعادل ربع سكانه.

فرانس24/أ ف ب

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق